بسم الله الرحمن الرحيم :
الرد علي القرانيين انكارهم النسخ وعذاب القبر
تمهيد بواسطة البنداري : أعداؤك يا أحمد صبحي منصور كثيرون ، ولا تزعم أن النبي (صلي الله عليه وسلم ) كان له أعداء ، فأنت عدو أمة الإسلام كلاها ، وعدو الله ورسوله ، لأن الله تعالي يقول (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98))ويقول جل من قائل:(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 ، وأنت عدو رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا تحب رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) وكف عن الزعم بأنك تحبه إن سولت لك نفسك الكذب بهذا الزعم ، لأن سلوكك ومقالاتك وأقوالك كلها بغضاء وعداوة لشخص رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) وأنت عدو مجتمعك لذا فقد طُردت منه وهذا شيء طبيعي أن يلفظك مجتمعك لأنك تحقد عليه وتكرهه ،وأنت عدو نفسك لأنك تتعمد حجب الهدي عنها وتؤكد علي المضي قدما في ضلالك وإضلال غيرك ،لكنك حبيب كل العلمانيين وبايبس اليهودي واللوبي اليهودي وبوش الإبن والتنويرين،ومركز ابن خلدون المشبوه ،وسعد الدين ابراهيم،رائد العلمانية المستترة ،وموقع الحوار المتمدن وهو من مواقع منهاضة دين الإسلام وجمال البنا والقمني ودعاة النبوة ووفاء سلطان ، وكلهم إما ملاحدة أو تنويرين أو علمانيين أو مأجورين ،أيها المارق المكروه أحمد منصور:أفق لنفسك وتراجع عن ضلالك ودعك من إفكك وتنحي عن كذبك، وكُف عن العنترية علي تلامذتك فهم لا يعلمون ولا يفقهون،وكتاباتهم في موقعك مخزية جدا ،تنم عن جهل عميق،وصلف عتيد، فأنت فيهم كالنملة الملكة في وسط النمل أو كالخروف في قطيع النعاج،وصدقني لم أقصد سبك أو شتمك بل قصدت توصيفك بما هو حالك .ومن عداوتك الكائنة لمحمد النبي ،فقد عاداك جبريل الملك، وأنت له عدو، لأنك تكره محمد النبي(صلي الله عليه وسلم ) ،
_ قال تعالي :(قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97، إذ كيف ينزل الله القرآن علي قلب النبي (صلي الله عليه وسلم ) ويجعل الأفاك أحمد صبحي منصور هو الذي يفقه القرآن دون النبي(صلي الله عليه وسلم )، لقد أجرم كما أجرم رائده في الضلال والإقتباس ميرزا غلام أحمد،وفي الزعم بأنه خير من محمد النبي وأنا( مش حأعد لأني زهقت من أمثال هؤلاء البلهاء الأغبياء الضالين ) ،
[ قلت البنداري :
أولا : مسألة النسخ في القران الكريم من المسائل التي اصطُنع فيها الخلاف وانزلق اليه كثير من كبار علماء عصرنا جريا وراء سندال التقدم و ومطرقة العلمانية و الخوف من دعوي التخلف ، وممن انزلق الي دهليز الإنكار الصريح الشيخ محمد الغزالي كما انزلق الي دهليز انكار السنة ثم رجع عن انكارها ظاهريا ولا ندري ما انطوت عليه سريرته نحو ذلك ، ونحا أكثر المشايخ البارزين نحو انكار النسخ في القران الكريم تأثرا ببضع شبهات اثارها زعماء التجديد ورواد العلمانية في عصرنا الحديث ، امثال الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده ومن جري علي دربهم وتقلد هديهم المنحرف ، ولقد اهتزت عقيدتهم في مسألة الناسخ والمنسوخ لعدة آيات لم يسعفهم الفهم من ادراك معانيها تلك الآيات التي تفنن صبحي منصور ومن قبله من القاديانيين في تنميقها واتقان استخدامها علي الوجه الذي يثير التشكك وللأسف في نفوس من كانوا يوضعون في مدارج الكبار من العلماء كما ذكرنا هنا ، هذه الآيات هي : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52، وهو هنا ذات المعني أي فيمحو الله ما يلقي الشيطان في أمنية الرسل قبل النبي (صلي الله عليه وسلم ) ، ثم يثبت هو سبحانه آياته فقد جاء في الأولي بمدلول المحو (فينسخ) وفي الثانية بمدلول الإثبات ( ثم يحكم ).
-وفي قوله تعالي : (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، فقد لبّث أحمد صبحي المعني فيها وقال أنه الاثبات والكتابة ، قلت هي تعني المحو والإزالة بمعني : ( أي نصنع صحائف سودها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم تعملونها) والمعني أن هذه الصحائف قد مُحي وأُزيل فراغها بآثار ما كنتم تعملون من خير أو شر . حيث قد تلبث عليهم هذا المعني الذي ذكرته الآن وسأورد تفصيله في سياق العرض آتيا بعد صفحات إنشاء الله تعالي . ] يقول احمد صبحي: مدخل: هى نفس القصة فى كتاب " القرآن وكفى به مصدرا للتشريع " والمقال البحثى " الاسناد فى الحديث ". هما معا أقل من 150 صفحة من القطع الصغير, وفيهما أرد على أطنان من المؤلفات التراثية والأبحاث المرتبطة بها فى الأحاديث وما يسمى بالجرح والتعديل وعلم المصطلح . كل تلك الأطنان من المؤلفات لا أساس لها فى الاسلام أو العقل لأنها تحاول اقناعنا أن النبى قال ذلك الكلام المناقض للقرآن الكريم والمختلف فيه والمتناقض مع بعضه. اعترافهم هم بأنه عليه السلام منع كتابة أى شىء فى الاسلام عدا القرآن يثبت أن كتابتهم لتلك الأحاديث عصيان للنبى حتى لو كانت صحيحة مكتوبة فى عهده وبيد أصحابه، فكيف اذا كانت أكاذيب كتبها - بعد موت النبى محمد بقرون - المفترون أعداء الله تعالى ورسوله لتناسب أهواء عصورهم. بدأت كتابة هذه الأكاذيب المفتراة على استحياء فى القرن الثالث فى صورة عدة مئات من الاحاديث ثم أخذت فى التزايد فى نفس القرن الثالث لتصل الى مئات الألوف فى عصر البخارى . واستمر التزايد بعده فى الكذب وادعاء التنقية على أساس الهوى والتعصب المذهبى.[ قلت أنا البنداري : يتكلم أحمد صبحي في شأن تلفيق الأحاديث كما لو كان مؤرخ هذا العصر وحاضراً في هذا الوقت وهذه السمة تحقق نظرتنا فيه بأنه دجال كذاب مفتري علي الله ورسوله، إذ إنه يخرج علي كل مقررات العقل والنقل في مبدأ: أحقية كل عصر في أن يُنقل عنه تراثه الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري، وما من أمة علي وجه الأرض إلا تناقل المؤرخون تراثهم حتي أمم ما قبل التاريخ، عن طريق النقل الخبري القائم بطريق التحمل العقلي والأداء ، أو عن طريق الوجادات المكتوبة في هذه العصور أو عن طريق الحفريات والنقوش وكل ما تعارف عليه علماء البحث والتأريخ والحفريات والجيولوجيا ، وما أعرف أمة اجتمعت لها كل عوامل حفظ تراثها مثل أمة الإسلام وعصورها منذ بدء الوحي وحتي عصور الخلافة الراشدة وما بعدها حتي وقتنا هذا وللتأريخ ورصد تراث الأمم علم ومؤسسات ضاربة في شتي بقاع الأرض ، وأقساما دقيقة في جامعات العالم شرقا وغربا في الدول العربية والدول الإسلامية والأوربية حتي وفي الدول الشيوعية ، وما تأريخ تراث أمة الإسلام وعصور النبوة وما بعدها إلا جزءا من فعاليات هذه المؤسسات الضخمة ، ولم نر جامعة أو مؤسسة تاريخية علي ضخامتهم ولا حتي مستشرقين أو أعداءَ لله والاسلام ينكرون تراث المسلمين مثلما ينكره هذا الصعلوك أحمد صبحي منصور ويكفيني في ذلك أن أحيله أمامكم إلي تلك المؤسسات التأريخية لتتبينوا قزامته بجانب عملاقيتها وصعلقته بجانب شموخها فليكذب ما شاء وليدجل ما يشاء فوجود هؤلاء دليل إفكه وعلامة ضلاله وكذبه]
الصورة تشير إلي أنهم عملاء بوش وبايبس
* ثم يستأنف منكر السنة أحمد منصور فيقول : ولأن تلك الأحاديث أكاذيب فى نسبتها لخاتم النبيين ولا أصل لها فى الاسلام أو العقل أو المنهج العلمى كان سهلاً الرد عليها ببحث صغير ومقال أصغر منه.[ أقول البنداري:من الضروري لأحمد منصور أن يدلل ولو بالزعم المرسل كما ينحو هنا أو بخرق مقررات الأمم والخروج علي ميراث مؤسسات التأريخ، أو بالكذب الخالص والإفتراءات المرسلة أن يدلل علي انكاره لسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) لأن صرح هذه السنة هو الشوكة العالقة في حلقه والغصة في قلبه وهي التي تكشف بجانب المعاني الحقيقية للقران أوهامه وخيالاته ومخططاته مع زعمائه اليهود وبايبس الصهيوني، فكان ولا بد أن يدعي هذه الإدعاءات الغير معقولة والتي لا يمكن قبولها في أي عقيدة وأي منهج من مناهج التأريخ ومؤسساته، إذ كيف تكون هذه الأحاديث كما يزعم بقوله: (ولأن تلك الأحاديث أكاذيب فى نسبتها لخاتم النبيين ولا أصل لها فى الاسلام أو العقل أو المنهج العلمى) قلت البنداري: وقد أقرت المؤسسات التأريخية منهج تدوينها وطريقة ثبوتها لدرجة أن بعضهم قد قرر أن طريقة المؤرخين المسلمين الذين تناقلوا سنة نبيهم وسيرته لم يسبقهم إليها أحد ولم يأتي بعدهم أحد في دقتها ، ومنهجيتها وموافقتها للمنهج العلمي الصحيح ، بل وقام تدوينها علي أساس المنهج العلمي الصحيح للتحمل والأداء :
فما هو هذا المنهج؟
وهل كل خبر في القديم والحديث يقوم نقله للغير تأسيسا عليه؟؟
إن منهج التحمل والأداء هو منهج عقلي لا ينفك عن أي خبر يتم تناقله بين الأحياء من الجنس الواحد ، فمجرد أن يَعي المرء لفظا أو عبارة أو جملة من فم رجل آخر فقد تحمل السامع باللفظ المسموع شاء السامع أو أبي ، لأن الأذن هي سبيل التحمل الأول في امكانيات السامع ، ويشترط في التحمل توافر العقل وانعدام ذهابه ( بالمغيبات كالخمر أو التخدير أو بعدم التأهيل وقلة الوعي كبعض حالات الطفولة وما قبل البلوغ ) وكل من تحمل بخبر يصير مؤهلا لأداء نقله ( وهو الشق الثاني من قاعدة التحمل العقلي والأداء) ، والأداء لما سبق تحمله من أخبار ونقله للغير غريزة خلقت في الكيان البشري ، وقد يكون بعض المؤديين من ذوي الدَفعة الغريزية فينقلون أخبارا قد تضر بالمصلحة القومية للبلاد أو ينقلون أخبارا عسكرية أو اقتصادية أو سياسية مبكرا في غير وقتها فتضر بالبلاد ، لكن الأخبار الدارجة اليومية المنقولة من الشاهد الي الشاهد أو من الشاهد الي الغائب فهذه مالا مضرة فيها لكن يقع عبئ صحة وسلامة نقلها علي قدر ضبط واتقان الناقل اليها ودرجة عدالته النوعية ، وأقول عدالته النوعية لأن مطلق العدالة قد لا يشترط في صحة الأداء فضلا عن توافر عدالة النقل الخبري لكثير ممن ليسوا مسلمين كما في دهاليز السياسة والاقتصاد والمؤسسات العلمية لأكثر أهل أوربا مما يصدر عنهم من أخبار تقوم وكالات الأنباء المختلفة لتحمل أخبارها ثم أداء نقلها إلي انحاء الدنيا من خلال وسائل البث الخبري ، وما فعله رواة الأحاديث في سلسلة الرواية - التي تضايق أحمد منصور وتثير أعصابه وتلهب غضبه – ما هو الا صورة دقيقة لما تقوم به وكالات الأخبار اليوم من تحمل للأخبار ثم أداءها ، ولحرص الناقلين علي نقل تلك الأخبار باعتبارها منقولة عن نبي عظيم له شأنه عند ربه وعند الناس فقد تحوط الناقلون للأخبار وتقعروا في طريقة تحملها بشكل مفرط فيه لدرجة تكون عفوي تلقائي لروح الفريق في نقل أخبار وسيرة الاسلام ونبي الاسلام وقران المسلمين ، فاهتم الرواة بحفظ الأحاديث ودققوا في حفظها وحفظوا فروق الروايات عمن سمعوها كما تحملوها ، لدرجة أن بعضهم كان يكتب أحاديث حفظه في صحائف تسمت وجادة مثل وجادة عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده عمرو ابن العاص عن النبي (صلي الله عليه وسلم ) وتقعر بعضهم في اسلوب التحمل بعمل لقاءات لإلقاء الأحاديث النبوية الشريفة معروفة في المساجد يأتيها المتحملون من كل فج ومكان ومن كل بلد قاص أو دان ، يتحملون الأخبار بالسماع ثم يعودوا أدراجهم إلي بلدانهم أو مكاتبهم ليؤدونها لغيرهم إما بالالقاء أو بالكتابة والتدوين ، وما الكتابة والتدوين الا صورة من صور وكالات الأنباء اليوم ، حيث تتم عملية الأداء من خلال هذه التقنية ، وقد برع في عملية الأداء بالتدوين من العصور السابقة ، والمشابهة لوكالات الأنباء اليوم حفاظ الحديث المصنفين بالتدوين كالبخاري ومسلم ابن الحجاج وأبو داود وأحمد ابن حنبل ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجة والبيهقي والدارمي، وأبو حاتم ، والطياليسي ، وابن حبان والضياء المقدسي ، وابن ابي عاصم وكثير من الكتاب الذين دونوا محفوظاتهم التي تحملوها حفظا من كبار شيوخهم ، وبأدائهم التصنيفي هذا يكونوا قد نبغوا في وضع حد لسلسلة التحمل والأداء النقلية الشفهية الي التحمل والاداء التدوينية بحيث أنهم قد أغلقوا تسلسل النقل علي مر الزمان ليتوقف عند صفحات مدوناتهم التي كتبوها وصنفوها . وقد أردت التقديم بهذه النبذة البسيطة في معرض كذب أحمد صبحي منصور الواسع علي هؤلاء الحفاظ وحملة مشاعل نور الاسلام من زمن النبوة وحتي وصلنا مدوناتهم في شكل مخطوطات موثقة معارضة مختومة وممهورة بخاتم كل واحد منهم وممن راجعوها وحققوها وقابلوها وأثبتوا فوارق النسخ وتواريخ كتاباتها ونسبتها الي مصنفيها ، ] ،
قلت البنداري: ويستأنف أحمد صبحي قوله : ولكن بهما معا زالت تلك الخرافة من العقول الناضجة التى كانت تتهيب الخوض فى الموضوع. هذا لايمنع استمرار تلك الأكاذيب لأنه قامت عليها دول ومصالح وأرزاق ومعاهد وجامعات وأجيال من علماء السلطان وشيوخ الشيطان ممن يرتزقون بالخرافة ويجعلون الدين حرفة، لذا لابد للدين أن يكون صعبا مطلسما على الآخرين ليدّعوا أن مفاتيحه بأيديهم فقط ليضمنوا لأنفسهم الجاه والسلطان على قطعان البشر الخاضعين لهم. [ قلت أنا البنداري: هذه الإستنتاجات التي يرسلها أحمد صبحي هراءا في حق ثبوت سنة النبي (صلي الله عليه وسلم )إنما جاءت أساسا من عقدة نفسية مستحكمة عنده لم تستطع خلايا مخه استيعابها فضلا علي انعدام المقدرة عنده علي التكيف الصحيح معها ، ولست أدري من أي زاوية جاءت هذه العقدة عنده ، غير أنني أؤكد أن نشأته الاجتماعية يكمن وراءها سر هذه العقدة النفسية الطاحنة وقد تكون محنته بالأزهر هي السبب في عقدته النفسية والتي انتهت بطرده وسحب لقب الدكتوراة منه ، ولعل خوضه في كتب التاريخ الإسلامي بعقل غير متزن ، ونفسية معقدة ، وانفتاحه علي المذاهب العقائدية المختلفة المناقضة لشريعة الإسلام بلا استعداد عقلي ونفسي قد زلقه إلي متاهة التأثر بمناهجها والإقتناع بأفكارها خاصة جماعة القاديانية الأحمدية– وربما يكون ذلك من سوء طالعه أن تخصص في هذا الفرع من فروع العلوم الأزهرية ، لتنتهي حياته علي كراهية النبي (صلي الله عليه وسلم ) وإنكاره لسنة المصطفي إ(صلي الله عليه وسلم )لا أن يشاء الله تعالي له بالهدي والرجوع عن كفره ، والله علي كل شيء قدير ،وقد خبرت من خلال متابعاتي لكتبه وتدقيقي في سرده أنه يتصف بالصفات التالية:
1- غباءه الشديد في تلقيه وفهمه للنصوص القرآنية ويدل علي ذلك خروجه بالكلية عن مناط الإحتجاج الصحيح ومخالفته لأصول المنهج العلمي ، واختراع قواعد باطلة لم ولن يفكر فيها أحد من العالمين كتأليفه لما يسمي مصطلحات القرآن،( لسان أحمد منصور في فهم القرآن) متخليا عن لسان القرآن الكريم الذي نص فيه رب العزة علي أنه لغة العرب (والتي جمعت أصولها في معاجم اللغة العتيدة مثل التاج ولسان العرب والعين والقاموس المحيط وغير ذلك والتي قام أصحابها الجهابزة بتقصي أصولها من البيئة العربية الأصيلة فيما قبل الإسلام وحتي بعثته (صلي الله عليه وسلم ) ،
2- اتصافه بالدجل الشديد والكذب لدرجة الإفك في أكثر قضاياه .
3- مقدرته علي المراوغة
المرسلة واللف والدوران إما بطريقة القصص( مثل طريقته هنا فيما يأتي فمثلا عندما
بدء الكلام علي النسخ بدأ يدخل القاريء في دوامة المتاهة فقال ابن الصبحي:(ولنتوقف
مع كل آية على حدة لنتعرف على معنى كلمة "نسخ" فى القرآن الكريم.
(1) يقول تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا
نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 106). وحتى نتعرف على المعنى المراد بالآية علينا أن نبدأ القصة من
أولها من خلال القرآن. فقد كان مشركوا مكة يطالبون النبى بآية حسية حتى يؤمنوا به
... الخ ) والقصة ستقرؤها وترصد كم صفحة
كتبها ليتوهك أيها القاريء عن متابعة الموضوع بتسلسل فكرك أنت بل بتسلسل فكره هو
؟( 9 ) صفحات لف ودوران يتوه القاريء ويصرفه عن متابعته المستقلة إلي متابعة فكره
هو ؟؟؟ أو بطريقة التطويل التاريخي غير الموضوعي ، أو بطريقة القص واللصق من
مجموعة أدلة ليس بينها تجانس لإستنتاج الغاية المطلوبة لديه ؟ وسيأتي بيان ذلك في
حينه إن شاء الله تعالي
4- جرأته الشديدة في الخروج علي مسلمات المنهج العلمي لدرجة عدم اكتراثه بعلماء عصره في الدين واللغة ، فهو مثلا يؤلّف ما لم يألفه فحول علما اللغة العربية الموجودين الآن كما في قوله الفاضح أن النسخ هو الإثبات والكتابة : مخالفا في ذلك علماء اللغة الموجودين والسابقين في أن النسخ هو المحو والإزالة ، ولو أصغيت إلي إستدلاله المخجل لفاض عرقك خجلا لما يقول وبما يستدل ، فهو مثلا يستدل علي أن النسخ هو الكتابة بقوله ( فى لغتنا العادية نقول "نسخ المذكرة" أى كتبها،[قلت البنداري:كذب أحمد صبحي حتي في استدلاله باللغة العامية الشعبية ، ذلك لأن معني نسخ المذكرة : يعني صنع منها نسخة عبارة عن صفحات متعددة ،وليس (كتب المذكرة) والفرق بين الأثنين أن نسخ المذكرة تعني صنع نسخة مصحفة عن طريق محو صفحة فارغة بصفحة ممتلئة فالكلام هنا عن الصفحة وليس عن المكتوب في الصفحة ، فإذا أردنا الكلام عن القلم وما يخطه دون القصد إلي الصفحة قلنا (كتب المذكرة )؟؟ ثم يتمادي في جهله فيقول :ونقول أطبع لى هذا الكتاب ألف نسخة،[ قلت البنداري: معناها الكلام علي الصفحات وليس المكتوب فيها أي اصنع لي هذا الكتاب المؤلف من صحائف مجموعة في شكل متوحد ألف كتاب في مؤلف آخر من صحائف مجموعة في شكل متوحد بحيث يمحو حبر المطبعة فراغ صفحاته ويحولها إلي صفحات ممتلئة بمادة المكتوب فيها في كل الصحائف]
ويستأنف قوله الباطل فيقول:وذهبت إلى مكتب النسخ لأنسخ على الآلة الكاتبة عشر نسخ من هذه المذكرة [ قلت البنداري:هي نفس القضية ،فالكلام هنا علي صنع صفحات نَسَخت أي مَحَت الطباعة بحبرها ما كان فارغا من صفحاتها فتحولت بعد هذا المحو (أي النسخ) إلي صحائف ممتلئة بالموضوع المقصود] ،ونقول "انسخ لى بالخط النسخ".[ قلت البنداري: هي نفس القضية ،أي:قلت : الكلام هنا علي صنع صفحات نسخت بالخط الناسخ أي محت الطباعة بحبرها المجموع بالخط الناسخ ما كان فارغا من صفحاتها فتحولت بعد هذا المحو (أي النسخ) إلي صحائف ممتلئة بالموضوع المقصود ولكن بخط عربي نسخ ] ؟؟؟ قلت البنداري:وقوله الذي يندي له جبين كل عارف باللغة العربية فضلا علي الأفزاز في اللغة والذين يقع عليهم ملامة كبيرة في تركهم هذا اللعب بقواعد ومقدرات اللغة التي يحرسونها ويضطلعون بأمرها دون أن يشهرون حراب الرفض ورد أباطيل أمثال أحمد صبحي منصور من العابثين بلغة القرآن والمؤلفين باطلا فيها ) أقول وقوله المخزي هو :والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء،وهذا فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها.وأنت تري أن حجته لم تتجاوز
(أ) المعني المألوف...
(ب) في لغتنا العادية ...
(ج) ثم لجأ إلي خصلته الخطيرة في الإفك والكذب فقال (وهذا فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها ) والكذبة الكبري هنا أن اللغة العربية التي نزل بها القرآن والتي يزعم أنه لم نزل نستعملها هي: أن نسخ جاءت بمعني محا وأزال ، وأن الأصل المعجمي اللغوي في مادة ( ن _ س_ خ ) هو المحو والإزالة حتي في معرض استخدامها الإستثنائي بما يشير الي الإثبات والكتابة ( فلم يزل معناها المحو والإزالة ساطعا لامعا لا ينطفئ أبدا ، لأن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم،ومنهج مكتوب،وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محوٌ وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1- النصوص القرآنية :
أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح: تستخدم كلمة: (كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، وقوله تعالي :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ) البقرة / 82، فالمكتوب هو الدين ،
-وقوله تعالي (وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ) وقوله تعالي (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282 ، وقوله تعالي (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }آل عمران181، فالمكتوب هو (إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء )
- وقوله تعالي (وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81،فالمكتوب هو ما يبيتون من خطط للإضرار بالمسلمين،
- وقوله تعالي : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45، فالمكتوب هو هذا المنهج الرباني في القصاص ،وقوله تعالي (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12 فالمكتوب هو الرحمة ، وقوله تعالي : (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ) الأعراف/ 156
- وقوله تعالي (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51 ،
- وقوله تعالي (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 ، وقوله تعالي (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً }مريم79 ،و(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 ، و(وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ }سبأ44، و (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12، و(وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ، و (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }الزخرف80 ، و(أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) الطور/41 ، و (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ) الحديد /27 و(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21 ، و(أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة / 22 ، و(أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }القلم47 .
** [ قلت البنداري: وفي كل ما سردناه من آيات يدل لفظ كتب أو مشتقاتها علي عملية إثبات ما يخطه القلم من منهج يكتب أي يثبت، ولم نجد مرة واحدة استخداما للفظة نسخ بمعني أثبت وكتب،أما المعني اللغوي للكتابة فقد جاء في معجم الوجيز : كتب الكتاب كتبا بسكون التاء وفتح الكاف أي خطّه والمصدر كتابة ، فهو كاتب والجمع كتّاب بتشديد التاء ، وكل المعاني التي تشير إليها مادة الكاف والتاء والباء ( ك_ ت_ ب) تدل علي الإثبات والإيجاد ، فكتب و كتب ( بضم الكاف وكسر التاء وكاتب ، وكتّب ، والكتابة ( صناعة الكاتب ) والكُتَّاب ( مكان تحفيظ القرآن الكريم والكتيبة (الفرقة العظيمة ) والمكاتب ( المراسل) والمكتب (مكان الكتابة) والمكتوبة :( المفروضة) ، أما الكتاب فهو صحف ضم بعضها الي بعض والجمع كتب : كل هذه الإشتقاقات تدل علي الإثبات والإيجاد ، ولا تشير من قريب أو بعيد الي مدلول النسخ مطلقا ، ولم يرد في القواميس لها معني أو مرادف أو أي صلة بالنسخ .
** أما لفظة: نستنسخ فلا تعني نكتب إنما تعني : ( نزيل ونمحوا فراغ صحائفكم البيضاء بسواد ما يخطه القلم عليها من أعمالكم ( الشر أو الخير) فهي تعني في المقام الأول والاخير محو وإزالة فراغ اللوح بامتلائه وتسويده بالاعمال التي تعملونها . وهذا هو ما نشير إليه بقولنا.
ثانيا : المحو والإزالة بقصد الإثبات والكتابة ( وعدة ذلك الصفحة أو اللوح ) لا القلم ، وفي هذا القصد تستخدم مادة ( ن_ س_ خ) ويقصد فيها محو حالة الصفحة أو اللوح بالذي يُُثبتُ عليها من كتابة وعند استخدام مادة ( ن _ س_ خ) بقصد الكتابة فهو يريد بيان حال الصفحة أو اللوح المكتوب فيه دون الإهتمام بما هو مكتوب فيها ، حيث أنه من البديهي جدا أن كل كتابة تمحو وتزيل بقدرها جزءاً مساوياً لها من صفحة اللوح
وإليك:
أولا: الأدلة القرآنية قال تعالي (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154، أي في نسختها أي في صفحتها أو لوحها الذي أزيل ومحي فراغه بما كتب علي صفحته من الهدي ، وفي قوله تعالي : (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29) , فلما كان المقصود هو بيان حال ( صحائف كتابنا ) جيء بكلمة نستنسخ ، أي نسود صحائفكم البيضاء الفارغة بقلم الملائكة الحفظة الكتبة ، حتي محت آثار أعمالكم ( الخير أو الشر ) فراغ صفحات كتابكم فحولتها من فارغة إلي ممتلئة ، وهكذا فإذا كان القصد هو الكلام علي الصحائف جيئ بلفظة الإستنساخ والتي تعني المحو والإزالة لفراغ الصفحة لتصير ممتلئة بالكلمات المكتوبة ؟ وهو هنا لم يخرج عن معني المحو والإزالة
ثانيا: اللغة العربية : في المعجم الوجيز : ( نسخ الشيء_ نسخا : أزاله ويقال نسخ الله الآية أزال حكمها وفي القرآن الكريم : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106، ويقال نسخ الحاكم القانون : أبطله والكتاب : نقله حرفا بحرف حتي يصنع كتابا يُمحي فراغ صحائفه بحروف الكتاب الأول المنقول منه ، وانتسخ الشيء نسخه ، والكتاب نسخه وتناسخ الشيئان : نسخ أحدهما الآخر ، _ يقال : أبلاه،،، وتناسخ الملوين : أي الليل والنهار ، أي يل الليل مكان النهار ثم يحل النهار مكان الليل . وتناسخت الأشياء : أي كان بعضها مكان بعض ، واستنسخ الشيء طلب نسخة ، والنسخة هي صورة المكتوب أو المرسوم، ( يعني صفحته التي دون فيها المكتوب أو المرسوم ) ومن المعجم الوسيط : (صفحة 917) : نسخ الشيء نسخا أي أزاله يقال نسخت الريح آثار الديار ونسخت الشمس الظل ، ونسخ الشيب الشباب ويقال نسخ الله الآية أي أزال حكمها وفي التنزيل(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) ويقال نسخ الحاكم الحكم والقانون أي أبطله ، ومن لسان العرب ( نسخ ) نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه ( التهذيب) والنَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف والأَصل نُسخَةٌ والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه ( قلت أي أزيلت حالة صفحة المنسوخ فيه بالمنسوخ منه إذ قام مقامه حرفاً بحرف ) والكاتب يسمي كاتبا إذا قصد به الإثبات بالتدوين بالقلم ، ويسمي ناسخ ومنتسخ إذا قصد بفعله محو لون الصفحة وإزالة فراغها بما يخطه هو فيها فيملؤها بمنهجه : والاستنساخ كتب كتاب من كتاب ( قلت البنداري : يعني تبدل حال ألواح الكتاب الثاني بما نقل في صحائفه من الكتاب الأول ) وفي التنزيل ( إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ( أي نصنع صحائف الكتاب الممتلئ بأعمالكم التي سجلها الملائكة الحفظة بعد أن كان فارغا فيثبت عند الله نسخة ) ، والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه/ وفي التنزيل ( ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها) والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي (النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره) ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء من مكان إِلى مكان وهو هو قال أَبو عمرو حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض فقال لثعلب إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب كلاهما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَولى به من هذا ولا هذا أَولى به من هذا الفرّاء وأَبو سعيد مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً بمعنى واحد ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به وأَداله والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غيره الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك وفي الحديث لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ونسَخَت الريح آثار الديار غيرتها والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن 3/61
|
ثالثا :المدعمات من القرآن الكريم (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106: [ قلت البنداري: أي ما نمحو من آية أو نمحوها بالإنساء نبدلها بخير منها أو مثلها ]
- ( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154 ، والقصد هنا هو بيان تحول حالة الألواح من الفراغ قبل لقاء موسي لله تعالي إلي الإمتلاء بالهدي والرحمة بعد لقاءه جل وعلا .
- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52، وهو هنا ذات المعني أي فيمحو الله ما يلقي الشيطان في أمنية الرسول ، ثم يثبت هو سبحانه آياته فقد جاء في الأولي بمدلول المحو (فينسخ) وفي الثانية بمدلول الإثبات ( ثم يحكم ) ** وفي قوله تعالي : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، يعني نصنع صحائف سودها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم تعملونها والمعني أن هذه الصحائف قد محي وأزيل فراغها بآثار ما كنتم تعملون من خير أو شر .
قال صبحي : فى "التأويل " - بمعنى تحريف المعنى القرآنى - أضاع علماء التراث قرونا و كتبوا فيه أطنانا من المؤلفات فى الرد والرد المضاد ، واستمرت تلك المعارك الخائبة تضيع وقتهم وتبعدهم عن الاسلام ودعوته فى التقدم والمنهج العلمى التجريبى، فصحونا على التخلف بينما تقدم الآخرون فى الشرق والغرب . كل أطنان المجلدات المكتوبة فى التأويل بين الفرق "الاسلامية" رددت عليها بمقال "التأويل[ وأقول البنداري : أن من تتهمهم بصنع أطنان من المكتوبات والمكتوبات المعارضة _ إن كان ذلك موجود فعلا فهم من جلدتك ويتكلمون بلسانك فمثلك إذا وجد توجد الأطنان الفاسدة من المجلدات وباختصار فمن تقصدهم فأنت نموذج لهم ] ثم يستأنف صبحي ضلاله فيقول : هذا البحث عن "التأويل " كتبت معظمه من الذاكرة وفى ليلة واحدة لأقدمه فى ندوة استغرقت ساعتين فى القاهرة. ومع ذلك فهو البحث الوحيد الذى قدم رؤية قرآنية فى التأويل تخالف أطنان المؤلفات التى كتبها ارباب الفرق الاسلامية فى التأويل وترد عليهم معا، وهو البحث الوحيد الذى يكتشف التأويل فى التشريع الفقهى السنى ويثبت عداءه لله تعالى ورسوله ، ويرد على التأويل العلمانى المعاصر، ويسير مع التأويل فى تاريخ المسلمين من بدايته الى عصرنا الراهن يوضح أرضيته التاريخية والسياسية فى كل عصر.هذا بالاضافة الى صياغة موضوع التأويل الأصولى المعقد فى لغة سهلة مقروءة يفهمها المثقف العادى غير المتخصص وفى ايجاز مختصر يعطى الفكرة الرئيسية لمن لا علم له بالموضوع . كل ذلك فى أقل من ثلاثين صفحة من القطع الصغير، لا أقول ذلك لادعاء العبقرية ولكن لاثبات سهولة التناقض بين القرآن ومعظم الفكر التراثى للمسلمين ، وسهولة الرد عليهم بالقرآن الكريم ، هذا اذا طلبنا الهداية فيه وحده وأعطيناه بعض حقه علينا من الايمان والتوقير والتدبر والقراءة العلمية المتعقلة ، التى تفهم مصطلحاته من خلال آياته وليس من مصطلحات التراث التى تناقض مصطلحات القرآن ، كالنسخ الذى يعنى فى القرآن الاثبات والكتابة فجعلوه فى التراث بمعنى الحذف والالغاء [ قلت البنداري : وأحمد منصور هنا مثله كمثل الذي صمت دهرا ونطق كفرا ، ذلك لأنه تكلم عن التأويل في التراث كما تراه آنفا قبل أسطر وتخال أن الرجل جاء بالتايهة ، وأنه من حسن ما جاء به من عبقرية ينفي عن نفسه إدعاء العبقرية بقوله: لا أقول ذلك لادعاء العبقرية ولكن لاثبات سهولة التناقض بين القرآن ومعظم الفكر التراثى للمسلمين ، ثم تراه يقع في ذات المرض الذي يشخصه ، وهو داء التأويل حيث ضرب مثلا بالنسخ الذي تواردت عليه النصوص ودلائل اللغة العربية التي هي لسان القرآن بأنه المحو والإزالة دونما تأويل ليثبت بتأويلاته الواهية الكاذبة أنه الإثبات والكتابة ، وأنه يحل لنفسه من انتهاج منهج التأويل ما يحرمه علي كوادر السلفيين وعلماء التراث الإسلامي ، وأنا هنا لست مع هؤلاء ولا معه فكلهم قد لجأ في قضايا الخلاف إلي التأويل بما فيهم منكر السنة أحمد صبحي لكنني أردت أن أشير إلي دائه العضال وهو تجريح الآخرين بما هو به مجروح وجهله الجم وضلاله العظيم ]
ثم يستأنف فيقول : وفى الطريق أبحاث اخرى صغيرة ترد على أطنان أخرى من المؤلفات التراثية فى الفلسفة والعلوم التجريبية والتصوف ، والتى كانت محصلتنها النهائية صفرا [ قلت لعله يقصد : سفرا ] ضخما حمل وزره العصر العثمانى بعد عشرة قرون من التفكيرالهزلى فى الغيب الممنوع البحث فيه وما نشأ عنه من التأليف فى الخرافات والكذب والتدليس،مع اهمال المنهج التجريبى الذى دعا اليه القرآن الكريم حين جعل من فرائضه على المسلمين السير فى الأرض والنظر العلمى فى كيفية بدء الخلق ، والنظر فى السماء والأرض وكل ما سخره الله تعالى لنا لنزداد علما بقدرة الخالق جل وعلا
. [ قلت البنداري : لقد أسفتُ كثيرا لكلام منكر السنة عندما سمعت هذه العبارات لأن واقعه يخالف قوله ، وأنه أول من يخرق منهج السير فى الأرض والنظر العلمى فى كيفية بدء الخلق ، والنظر فى السماء والأرض وكل ما سخره الله تعالى لنا لنزداد علما بقدرة الخالق جل وعلا الذي يزعمه ويدعيه وذلك كما ستري عند استعراض مناهجه الهاوية العشوائية الواهمة المؤلفة فيما يأتي إن شاء الله تعالي ]
ويستأنف كلامه فيقول : ان المسلمين حين تنكبوا المنهج العلمى العقلى المنصوص عليه فى القرآن الكريم تخبطوا بين المنهج الارسطى والمنهج الأفلوطينى الاشراقى وانتهوا الى لاشىْ على نحو ما سيأتى شرحه وتفصيله في مقالات تالية . بينما صححت الحضارة الأوربية منهجها تاركة المنهج اليونانى فوضعت نفسها والعالم معها على عصر التقدم الذى لا يزال يترقى بالبشرية فى دنيا المخترعات منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن. والآن اذا ظهرت حقيقة علمية أو مكتشف جديد ضج الشيوخ الأفاضل يتحدثون عن اشارات القرآن الكريم فى هذا الشأن دون أن يسأل احدهم نفسه : اذن لماذا غفل علماء التراث عن ما فى القرآن من منهج علمى واشارات علمية ؟ ولماذا استمرت هذه الغفلة حوالى 1400 عام . الاجابة انهم انشغلوا بالعداء للقرآن
[ قلت البنداري : فهذه من دجله وكذباته ، فلم نجد من حملة تراث المسلمين وحفاظ سنة النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) من عادي القرآن وانشغل بعدائه له كما يقول بل سار من مضي من حماة الإسلام علي درب حفظ دين الله تعالي قرآنا وسنة ، وما بين يديه الآن من كتاب الله والقرآن إلا أثرا عظيما من آثار جهدهم في حمل مشاعل النور من كتاب وسنة إليه وإلي الناس جميعا ]
ثم يستأنف : وصناعة الأكاذيب المنسوبة للنبى عليه السلام . التفاصيل كانت فى كتابى " دراسات فى الحركة الفكرية فى الحضارة الاسلامية " أحد الكتب الخمسة التى ألفتها سنة 1985 للحصول على درجة أستاذ مساعد فتسببت فى تركى الأزهر الشريف جدا جدا.
[وأقول أنا البنداري: طبعا لن أعلق علي هذا السرد بأكثر من الإشارة إلي أن هذا دأبه وهذه طريقته في التهكم علي من يخالفه بالإضافة إلي التنبيه إلي كلامه المرسل والذي لا تقوم به حجة في شتي المجالات ومنها بالطبع هذا الهراء الذي نسمعه منه الآن وكثرة الحديث عن نفسه وتمجيده لها ببيان ما كتب وما ألف ومناظراته ومداخلاته وووووو وكما يريد هو ]
وها هو يزكمنا برواياته
التمجيدية فيقول : قبلها سنة 1984 طلبوا منى تدريس مادة " أثر المسلمين فى
الحضارة الأوربية " فرفضت لأنه ليس للمسلمين فضل
على الحضارة الأوربية يستحق أن يكون لها مادة دراسية . قلت أن المسلمين قاموا فقط
بتعريب الفلسفة اليونانية الاوربية وشرحها والتعليق عليها دون ابتكار أو تجديد
وظلوا اسرى للمنهج اليونانى الى أن تخلفوا به، وبدأت النهضةالأوربية الحديثة
بقراءة المترجمات العربية للتراث اليونانى وشروحها العربية ، الا انهم مالبثوا أن
نبذوا المنهج اليونانى والتزموا بدلا عنه المنهج العلمى التجريبى فانطلقوا
بالحضارة الحديثة. فما هو الفضل العربى المسلم هنا على أوربا ؟ هل مجرد تعريب
حضارة أوربية قديمة – هى الحضارة اليونانية الآغريقية – وجعلها متاحة لأوربيين
آخرين يعتبر فضلا على أوربا الحديثة؟ هى حضارتهم الاوربية وبضاعتهم التى ردت
اليهم. ثم انها بضاعة قديمة انتهت فترة صلاحيتها ولم تعد صالحة للاستهلاك الآدمى للبشرية
فى تطورها ، وكان أولى بالمسلمين قراءتها قراءة نقدية للبناء عليها مهتدين بالمنهج
العلمى التجريبى فى القرآن كما فعلت أوربا الحديثة برغم عدم معرفتها بالقرآن .
لكنهم لم يفعل المسلمون ذلك بسبب العداء الشديد بينهم وبين القرآن الكريم . الدليل
على هذا انهم حاربوا القرآن الكريم بأكاذيب شتى منها الحديث والتفسير والتأويل
والنسخ بمعنى الحذف والالغاء . [ قلت البنداري :سيأتي الكلام علي أباطيله في النسخ بمشيئة الله
بعد عدة صفحات ] ، ويستأنف فيقول : مالم يجدوه فى القرآن موافقا لأهوائهم صنعوا له
أحاديث وجعلوها تنسخ أى تلغى أحكام القرآن. وما يخالفهم من آيات القرآن الكريم لم
يستطيعوا حذفها لأن الله تعالى هو الذى تولى حفظ كتابه فقاموا بتحريف المعنى
بادعاء النسخ أى الحذف والألغاء ، أوبدعوى التأويل ، أو التفسير. وتحت اسم
"علوم القرآن " وضعوا أكاذيب لا تخطر الا على
بال ابليس نفسه. يكفى انك اذا قرأت بضع صفحات من " الاتقان فى علوم القرآن
" للسيوطى أو الباقلانى لتشككت فى سور القرآن ، واذا كنت لا زلت محتفظا بعقلك
لتساءلت عن تعليل تلك الكراهية الشديدة للقرآن. ثم تغضب بعض الماعز اذا هاجم بعض
المستشرقين الاسلام مستشهدين بما يقوله أولئك الأئمة المقدسون ! اذا كنتم – ايتها
الماعز- تحبون الاسلام فادفعوا عنه
أولا الظلم الذى الحقه به اولئك المنتسبون اليه قبل أن تحتجوا على الغرباء .
[ وأقول انا البنداري : أنت تري أيها القاريء كلام
منكر السنة المرسل والذي لا يعدو كونه طعنا واتهاما مرسلا بغير حجج ، فقوله : مالم
يجدوه فى القرآن موافقا لأهوائهم صنعوا له أحاديث وجعلوها تنسخ أى تلغى أحكام
القرآن. وما يخالفهم من آيات القرآن الكريم لم يستطيعوا حذفها لأن الله تعالى هو
الذى تولى حفظ كتابه فقاموا بتحريف المعنى بادعاء النسخ أى الحذف والألغاء ، أوبدعوى
التأويل ، أو التفسير.: يظن ببضع أحرف وقليل من الكلمات أن يبطل تراث أمة الإسلام
الخالد ويهدم القران نفسه الذي يتشدق بالنتساب اليه :
يقول منكر السنة منتفضا : لقد آن الأوان للوقوف
موقفا فكريا حازما من شياطين الانس أعداء النبى محمد عليه السلام الذين افتروا عليه
كل هذا الافك والذين حرفوا معانى آيات القرآن وألغوا أحكامها] ،
ويستأنف صبحي : لقد بدأت
أوربا نهضتها بوقفة حازمة مع الكنيسة والمسيحية ، ومع انه ليست فى الاسلام مؤسسة
دينية فان لدى المسلمين كنائس أكثر ضلالا من كنائس أوربا العصور الوسطى. لقد
آن الأوان ليعمل كل العقلاء على تبرئة الاسلام من عصيان المسلمين بالاحنكام الى
القرآن والآعتصام به. وهذا
هو طريقى منذ سنة 1977 الى أن تحين المنية ان شاء الله تعالى . أحمد
صبحى منصور، فبراير 2005 ،[ قلت البنداري : هكذا ختم منكر السنة مقدمة طبعته
الاولي كما يزعم] ويستأنف بقوله : مقدمة
الطبعة الثانية لهذا البحث أكثر من قصة..
أولها قصة هذا البحث مع المؤلف نفسه.. فى أبان صراعى مع الفكر السائد فى جامعة الأزهر
أن البداية الحقيقية للإصلاح الدينى بل والسياسى تكمن فى تحديد المفاهيم وأن يكون
ذلك التحديد بناء على مصطلحات القرآن ومعانيه، ولو حدث هذا لانتهت - جزئيا وثقافيا - مشكلة
التطرف واستغلال اسم الإسلام العظيم فى دنيا التجارة والسياسة.وفى بداية
الثمانينيات اعتمدت المنهج العلمى وحده والذى يبدأ بتعريف المفهوم من خلال القرآن
ثم توضيح الفجوة بينه وبين التراث ثم نتتبع الظروف التاريخية والاجتماعية التى
جعلت مفاهيم المسلمين تختلف عن مفاهيم القرآن، وكيف اتسعت تلك الفجوة بين المسلمين
والقرآن وهو الوثيقة الالهية الوحيدة للاسلام ، وكيف عالج المسلمون هذه الفجوة
باختراع أحاديث وتفسيرات تضفى المشروعية على المفاهيم والفتاوى والأحكام التى اخترعوها. وعلى
هذا الأساس صدر لى أثناء العمل بجامعة الأزهر أحد عشر مؤلفاً، وفى السنة الأخيرة
من عملى بالجامعة أصدرت لى خمسة من الكتب كوفئت عليها بالوقف عن العمل والإحالة
للتحقيق والمنع من الترقية لأستاذ مساعد والمنع من السفر، ثم إحالتى لمجلس تأديب
لمدة عامين، وقدمت استقالتى فرفضوها، فرفعت ضدهم دعوة فى مجلس الدولة لإجبارهم على
قبول الاستقالة، فأصدروا قرارهم بعزلى من الجامعة سنة 1987. وواصلت دورى فأصدرت كتاب "المسلم العاصى:
هل يخرج من النار ليدخل الجنة" وكان أول كتاب من سلسلة
"دراسات قرآنية" وعزمت على أن تتخصص هذه السلسلة فى توضيح مفاهيم القرآن
والفجوة بينها وبين المفاهيم التى اخترعها المسلمون فى العصر العباسى.وفى نهاية
ذلك الكتاب "المسلم العاصى" نشرت إعلاناً يقول "الكتاب
القادم من دراسات قرآنية: النسخ فى القرآن: معناه الإثبات وليس الحذف. وكان ذلك فى
منتصف عام 1987. بعد تركى الجامعة بثلاثة أشهر. واستعددت لإدخال الكتاب
الصغير عن "النسخ فى القرآن" للمطبعة.. وفوجئت بالقبض على فى نوفمبر
1987 بتهمة إنكار السنة.. ودخلت فى نوعية أشد من الاضطهاد، قامت فيها الدولة -
التى أدافع عن وجودها ضد دعاة الدولة الدينية - باضطهادى لترضى المتطرفين
داخل مصر وخارجها.. واستمر هذا الاضطهاد متزايدا خلال التسعينيات بنفوذ التطرف
داخل أجهزة الدولة.. وضاعت أحلامى فى نشر عشرات المؤلفات التى تبرئ الإسلام من
التطرف والتى تعطى الناس الحق فى معرفة المسكوت عنه، وتوقظهم من غسيل المخ السفلى
الوهابى الذى يتسلل إليهم عبر كل القنوات. وأتيحت لى الفرصة فى نشر
بحث النسخ فى نشرة "التنوير" التى تصدرها الجمعية المصرية للتنوير، وكان
ذلك فى شهر يونيه 1994، وآثار البحث اهتماماً كبيراً لدى بعض المفكرين القانونيين،
ووصلت أصداؤه إلى جهات كثيرة، وفوجئت بالأهرام يوم الجمعة 18/11/1994 يكتب فى صفحة
الفكر الدينى قائلاً "الشيخ الغزالى فى ندوة دينية: لا يوجد نسخ فى القرآن
الكريم.." وتحدث المقال عن ندوة تردد فيها بعض ما أنادى به فى هذا البحث
وغيره، ثم كانت مفاجأة أخرى فى الأهرام المسائى يوم الجمعة 25/11/1994، تحت عنوان
"رأى جديد فى ناسخ ومنسوخ القرآن" بقلم الكاتب الأستاذ حسين جبيل، ويعرض
فيه لبحثى عن النسخ الذى نشرته نشرة التنوير وكيف أن بعض الشيوخ قد سطا على أفكاره
وأذاعها. ولا أوافق على هذا القول
فيما يخص الشيخ الغزالى، الذى أرى فيه شخصية مجتهدة، ولولا انشغاله السياسى لجدد
لنا مسيرة الإمام محمد عبده فى التنظير القرآنى. وهذا يدخل بنا على قصة أخرى لهذا
البحث..فالانشغال السياسى- بمناصرة الدولة القائمة
ونفاقها أو العمل ضدها لبلوغ هدف سياسى – أعاق القادرين على الاجتهاد برغم الحاجة
الماسة والملحة لتجلية حقائق الإسلام فى عصر التدين السطحى والاحتراف الدينى. ليس فى الاسلام احتراف دينى وليست فيه واسطة
بين الناس ورب الناس جل وعلا ، وليس فيه كهنوت أوسلطة دينية أو دولة دينية يزعم
صاحبها أنه يستمد سلطته من الله . وليس فى الاسلام تدين سطحى فهو دين التقوى
والعمل الصالح الخالص لوجه الله تعالى وحسن الخلق ، وكل من يقرأ القرآن يعرف منزلة
المنافقين وتدينهم السطحى .كل ذلك يناقض الاسلام ولكنهم استخداموا الاسلام نفسه فى
تبرير الاحتراف الدينى والتدين السطحى المظهرى،كل ذلك فى سبيل حطام دنيوى زائل.
أصبح الاسلام فى حاجة لمن ينهض لتبرئته من هذا الاستغلال الفاحش، وهنا دورعلماء
الأزهر الذين يوجب عليهم القانون تجلية حقائق الإسلام وتبرئته من هذا الزيف . وحين
نهضت بهذه المهمة الاسلامية والقانونية ثار على الشيوخ القاعدون عن الاجتهاد
والعاجزون عنه ، وأيدهم قادة التيارالسلفى الطامح للحكم من محترفى التجارة بالإسلام
واستغلال اسمه العظيم فى دنيا الطموح السياسى . وجميعهم ليس لديهم الوقت أو
الأهلية للاجتهاد فى تجلية حقائق الإسلام، لذلك يكون من الأسهل عليهم ترديد ما
قاله السابقون فى العصور الأخرى التى تختلف عن عصرنا، ويكون من الأسهل عليهم رفع
شعارات مقدسة مثل: "الإسلام هو الحل"، و"تطبيق الشريعة" وهى
شعارات عظيمة لا يختلف عليها أحد، ولكن عندما تسألهم كيف ؟؟ كيف يمكن تطبيق شريعة
الله ورسوله ؟.. عند ذلك يسكتون عن الكلام وينطلقون فى السب والاتهام. ولهذا فهم يكرهون المنهج العلمى الذى أسير عليه
فى تحديد المفاهيم قرآنياً وتوضيح الفجوة بين الإسلام والمسلمين، حيث أن الانشغال
بالسياسة هو الذى أوجد الفجوة مبكراً بين الإسلام والمسلمين .الخلاف السياسى هو
الذى أوقع بالصحابة فى نار الفتنة الأهلية أو الفتنة الكبرى، وهو الذى أدى إلى
قيام الحكم الوراثى العضوض فى الدولة الأموية، وفى هذه الفتنة الكبرى انتشرت
الأحاديث الكاذبة فى الحرب الدعائية بين الأطراف المتصارعة، ثم كان تدوين تلك
الأحاديث فى الدولة العباسية. وفى تلك الدولة العباسية برزت مفاهيم أخرى مخالفة
لمفاهيم القرآن، كان من بينها مفهوم النسخ ومفاهيم الفقه والحدود والمكروه
والتعزير والحسبة والتصوف والتشيع والسنة.. إلخ.. علاوة على تغيير المفاهيم
القرآنية الأصلية مثل الإسلام والإيمان والكفر والشرك.. إلخ. ومن هنا تبدو الأهمية
القصوى لتحديد المفاهيم القرآنية والفجوة بينهما وبين السلف وظروفهم الاجتماعية
والسياسية، حتى يتعرف المسلمون فى عصرنا أن ما يريده التيار المتطرف ليس
"الإسلام هو الحل" أو "تطبيق الشريعة" وإنما مجرد الوصول
للحكم ليستبدوا بالأمر مثلما كان يفعل الخلفاء فى العصور الوسطى الذين كانوا
يحكمون بالحديد والنار تحت شعار الشريعة، معتقدين أن الخليفة يملك الأرض ومن عليها.. من
أجل ذلك فلا زلت أحلم بأن تتاح للناس فرصة المعرفة الحقيقية بالإسلام ومفاهيمه،
واختلافها عن مفاهيم السلف..ومن أجل ذلك أشكر (دار المثقفون العرب) وأخص بالذكر
الأستاذ عبد الفتاح عساكر على اهتمامه بإعادة طبع هذا الكتاب الصغير عن النسخ.. والله تعالى المستعان.. د/ أحمد صبحى منصور ...
القاهرة 1999
[ قلت البنداري: كل ما سبق من قصص لأحمد منصور هو تمجيد شخصي منه إليه وما يعنينا من قريب أو بعيد ، لذلك لم اعلق علي شيء منه ]
3- أولاً: قضية النسخ فى القرآن
1- يقول أحمد صبحي : فى لغتنا العادية : [ قلت البنداري : هذا أول الباطل في منهج أحمد صبحي ، حيث يتخذ ما يسميه : لغتنا العادية – يقصد بها اللغة الشعبية – حجة في الاستدلال وهي بالطبع لغة دخل أكثرها التجاوزات وتخطي أصول اللغة العربية التي هي لسان القران الكريم ولفظة نسخ هي من أبرز الالفاظ التي حُرفت في اللغة الشعبية المتداولة الان ] ثم يقول صبحي : نقول "نسخ المذكرة" أى كتبها ،
[ أقول البنداري : قد علمنا في مقدمة هذا الكتاب أن لسان القرآن ( لغة العرب ) قد استخدم القران فيها كتب بمعني دون وأثبت وأوردنا كل الآيات التي جاءت بلفظة ( كتب ) لتفيد الإثبات ولم يرد فيها قط لفظة نسخ وأن لفظة نسخ إنما جاءت لتشير إلي المحو والإزالة حتي في معناها الإستثنائي في معرض الإثبات ، وقلنا أنه (أن نسخ جاءت بمعني محا وأزال ، وأن الأصل المعجمي اللغوي في مادة ( ن _ س_ خ ) هو المحو والإزالة حتي في معرض استخدامها الإستثنائي بمعني الإثبات والكتابة ( فلم يزل معناها المحو والإزالة ساطعا لامعا لا ينطفئ أبدا ، لأن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم ، ومنهج مكتوب ، وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1= النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، وقوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ) البقرة / 82، فالمكتوب هو الدين ،
@ وقوله تعالي (وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ) وقوله تعالي (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282 ، وقوله تعالي (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ }آل عمران181، فالمكتوب هو (إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء )
@ وقوله تعالي (وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81 ، فالمكتوب هو ما يبيتون من خطط للإضرار بالمسلمين ، وقوله تعالي : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ )}المائدة45، فالمكتوب هو هذا المنهج الرباني في القصاص ، وقوله تعالي (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }الأنعام12 فالمكتوب هو الرحمة ، وقوله تعالي : (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ) الأعراف/ 156 وقوله تعالي (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا }التوبة51 ، وقوله تعالي (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 ، وقوله تعالي (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً }مريم79 ، و(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 ، و ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12، و( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ، و (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }الزخرف80 ، و( أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) الطور/41 ، و (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ) الحديد /27 و(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21 ، و(أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة / 22 ، و(أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }القلم47 .
- ( وفي كل ما سردناه من آيات يدل لفظ كتب أو مشتقاتها علي عملية إثبات ما يخطه القلم من منهج يكتب أي يثبت، ولم نجد مرة واحدة استخداما للفظة نسخ بمعني أثبت وكتب ،
ثانيا : المحو والإزالة بقصد الإثبات والكتابة ( وعدة ذلك الصفحة أو اللوح ) لا القلم ، وفي هذا القصد تستخدم مادة ( ن_ س_ خ) ويقصد فيها محو حالة الصفحة أو اللوح بالذي ثبتُ عليها من كتابة وعند استخدام مادة ( ن _ س_ خ) بقصد الكتابة فهو يريد بيان حال الصفحة أو اللوح المكتوب فيه دون الإهتمام بما هو مكتوب فيها ، حيث أنه من البديهي جدا أن كل كتابة تمحو وتزيل بقدرها جزءاً مساوياً لها من صفحة اللوح وإليك الأدلة القرآنية : قال تعالي (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154، ومعني في نسختها أي في صفحتها أو لوحها الذي كتب علي صفحته الهدي ، فالمقصود هنا هو الألواح التي أزيل ومحي حالها قبل كتابة الهدي بما نزل في صفحتها من الهدي فتغير لونها وحالها محوا وإزالة ) ، وفي قوله تعالي : (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29) , فلما كان المقصود هو بيان حال ( صحائف كتابنا ) جيء بكلمة نستنسخ ، أي نسود صحائفكم البيضاء الفارغة بقلم الملائكة الحفظة الكتبة ، حتي محت آثار أعمالكم ( الخير أو الشر ) فراغ صفحات كتابكم فحولتها من فارغة إلي ممتلئة ، وهكذا فإذا كان القصد هو الكلام علي الصحائف جيئ بلفظة الإستنساخ والتي تعني المحو والإزالة لفراغ الصفحة لتصير ممتلئة بالكلمات المكتوبة ؟ وهو هنا لم يخرج عن معني المحو والإزالة . 2= اللغة العربية : في المعجم الوجيز : ( نسخ الشيء_ نسخا : أزاله ويقال نسخ الله الآية أزال حكمها وفي القرآن الكريم : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106، ويقال نسخ الحاكم القانون : أبطله والكتاب : نقله حرفا بحرف ، وانتسخ الشيء نسخه ، والكتاب نسخه وتناسخ الشيئان : نسخ أحدهما الآخر ، _ يقال : أبلاه،،، وتناسخ الملوين : أي الليل والنهار ،،، وتناسخت الأشياء : أي كان بعضها مكان بعض ، واستنسخ الشيء طلب نسخة ، والنسخة هي صورة المكتوب أو المرسوم،ومن المعجم الوسيط : (صفحة 917) : نسخ الشيء نسخا أي أزاله يقال نسخت الريح آثار الديار ونسخت الشمس الظل ، ونسخ الشيب الشباب ويقال نسخ الله الآية أي أزال حكمها وفي التنزيل(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) ويقال نسخ الحاكم الحكم والقانون أي أبطله ، ومن لسان العرب ( نسخ ) نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه [قلت أي أزيلت حالة صفحة المنسوخ فيه بالمنسوخ منه وقام مقامه حرفاً بحرف وهذه هي المعارضة ] ( التهذيب) والنَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف [ أي لتمليء كلمات الكتاب الأول صحائف الكتاب الثاني فتمحو هذه الكلمات فراغ صحائف الكتاب الثاني بمحتوي ما في الكتاب الأول فتصير بذلك نسخة ] ففي اللسان : والأَصل نُسخَةٌ والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه ( قلت أي أزيلت حالة صفحة المنسوخ فيه بالمنسوخ منه وقام مقامه حرفاً بحرف ) والكاتب ناسخ ومنتسخ والاستنساخ كتب كتاب من كتاب ( قلت البنداري : يعني تبدل حال ألواح الكتاب الثاني بما نقل في صحائفه من الكتاب الأول ) وفي التنزيل ( إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله ( أي في صحائف الكتاب ) /والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه/ وفي التنزيل ( ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها) والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي (النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره) ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء من مكان إِلى مكان ، ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به ، والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه وقال الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث وعند غيره قال الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك ، والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ؟ ونسَخَت الريح آثار الديار غيرتها ، والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن 3/61 ] إلي هنا انتهي ما جاء في لسان العرب عن النسخ وكل مافيه لا يخرج عن بيان أن النسخ هو المحو والإزالة وأنه عملية لا تخص الإثبات بل تخص المحو في كل صورها .
= المدعمات من القرآن الكريم : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106: [ قلت البنداري: أي ما نمحو من آية أو نزيلها بالإنساء نبدلها بخير منها أو مثلها ]
= ( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154 ، والقصد هنا هو بيان تحول حالة الألواح من الفراغ قبل لقاء موسي بالله تعالي إلي الإمتلاء بالهدي والرحمة بعد لقاءه جل وعلا .
= (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52، وهو هنا ذات المعني أي فيمحو الله ما يلقي الشيطان في أمنية الرسول ، ثم يثبت هو سبحانه آياته فقد جاء في الأولي بمدلول المحو (فينسخ) وفي الثانية بمدلول الإثبات ( ثم يحكم ) @@ وفي قوله تعالي : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، يعني نصنع صحائف يسودها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم تعملونها والمعني أن هذه الصحائف قد محي وأزيل فراغها بآثار ما كنتم تعملون من خير أو شر . ثم يستأنف صبحي فيقول : ونقول أطبع لى هذا الكتاب ألف نسخة، وذهبت إلى مكتب النسخ لأنسخ على الآلة الكاتبة عشر نسخ من هذه المذكرة ونقول "انسخ لى بالخط النسخ". [ أقول البنداري : ولا أريد أن أعيد القول بأن احمد صبحي يستدل باللغة الشعبية الدارجة بمصر علي قضية من أخطر القضايا المثبتة في كتاب الله وكان الأحري أن يستدل بلغة القرآن الكريم ( العربية المعجمية ) علي ما يريد إثباته أو نفيه من قضية النسخ علي أنه لما تبين له أن لغة القران الكريم ( العربية ) ستقوده والقاريء الي ابطال قضيته اعرض عن تلك اللغة الأصيلة وذهب كالأهبل يستدل بلغة شعبية محرفة باتفاق ، وأنه بطبعه غبي لم يفهم أن لفظة نسخة يقصد بها الصفحة أو اللوح الذي تحول حاله ومحي بياضه الأصلي بما كتب عليه من كلمات فتحول إلي نسخة أي صفحة محي فراغها فصارت مسودة بمادة المكتوب بعد أن كانت بيضاء فارغة ] ثم يستأنف صبحي فيقول فريته الكبري ويكذب كذبته السفلي يقول : والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، وهذا فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها.[ تعليق البنداري : طبعا في كلام صبحي كل الباطل والخروج عن مقررات القرآن الكريم نفسه ومسلمات اللغة العربية والتي هي لسان القران الكريم ] ويجد ربي هنا أن أشير إلي لسان القرآن وحجيته التي فرضها الله تعالي علينا وألزمنا بالإحتجاج بها : قال تعالي :
1= قال تعالي ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
2= وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103
3= فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97
4= ويقول تعالي : ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195
5= ويقول تعالي : (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58
6= (َمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
7= : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
8= وقوله تعالي (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }الرعد37
9= وقوله تعالي (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113
10= وقوله تعالي (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
11= وقوله تعالي : (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
12= وقوله تعالي : (َ وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }الشورى7
13= وقوله تعالي: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الزخرف3
14= (وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
[ @@ وأقول البنداري : كل هذا
البيان القرآني الصريح في بيان أن لغة القرآن الكريم ولسانه الذي ارتضاه الله لنا
– ولم يرتضي سواه لأمة الإسلام – ثم بعد ذلك يأتي أحمد صبحي منصور زعيم الضلال
وإنكار السنة وتحريف معاني القرآن بهبل وغباء ودجل ليس لهم نظير فيستبدل هذا الهدي المؤكد والبيان
المفصل بأباطيل من تآليفه العفنة والتي لا ترقي أصلا ولا تصلح أن تكون شاهدا أو قرينة
أو دليلا ، ثم يعارض هذا الهدي كله بأباطيل زعمه ( @ فيقول : ونقول أطبع لى هذا
الكتاب ألف نسخة، وذهبت إلى مكتب النسخ لأنسخ على الآلة الكاتبة عشر نسخ من هذه
المذكرة ونقول "انسخ لى بالخط النسخ". ( حاجة تخزي وتكسف ) ويقول : قضية
النسخ فى القرآن : فى لغتنا العادية نقول
"نسخ المذكرة" أى كتبها ، ونقول أطبع لى هذا الكتاب ألف نسخة، وذهبت إلى
مكتب النسخ لأنسخ على الآلة الكاتبة عشر نسخ من هذه المذكرة ونقول "انسخ لى
بالخط النسخ". ثم هو يفتري فريته
الكبري ويكذب كذبته السفلي فيقول :
والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، وهذا فى
اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها. ] فتراه يترك كل النصوص
التي تؤكد أصالة اللغة العربية في التنزيل القرآني وتداولها بين العرب والمسلمين
كحجة تقوم بها التكاليف والفروض الشرعية ويلجأ بشكل مخزي وفاضح إلي ما يقول عليه (
لغتنا العادية – ونقول ... – وذهبت إلي مكتب النسخ - و نقول انسخ لي بالخط النسخ ،
- ثم يختتم ضلالاته بالكذب فيقول : والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات
وليس الحذف والإلغاء، وهذا فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال
نستعملها. هكذا يفتري منكر السنة الكذب علي الله ورسوله ، أيها الناس فأي ضلال بعد ذلك ترونه علي هؤلاء
المارقين عن دين الله من جماعات القرآنيين
والقاديانيين والبهائيين وغيرهم من ضُلّال
البشر ومن يصدقهم ممن ضل معهم من مشايخ الأزهر وصدقوا أباطيلهم كالشيخ محمد الغزالي عندما تأثر بكتابات الغبي في الفهم ، ضحل العلم عظيم
الدجل والاحتيال أحمد صبحي منصور ] ثم يستأنف منكر السنة ضلاله فيقول : وقد جاءت
كلمة "نسخ" ومشتقاتها فى أربعة مواضع فى القرآن الكريم، وكلها تعنى
الكتابة والإثبات وليس عكسها.[ وأقول البنداري: انظر ايها القاريء الكريم إلي أسلوب الإطباق
والإغلاق الذي ينتهجه أحم صبحي حيث يضيق الفهم علي قارئه ويحصره بهذا الأسلوب علي
ما سيأتي به بعده عندما يقدم بقوله : (أربعة مواضع فى القرآن الكريم، وكلها تعنى
الكتابة والإثبات وليس عكسها) وكان الأجدر به أن يدع هذه النتيجة للقاريء ليخرج هو
بها بنفسه من خلال عرضه لأدلته ولكنه أحمد صبحي منصور !!!] فيقول : وهذه المواضع
هى:
1= يقول
تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة/106
) 2= ويقول تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ
وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ
فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ﴾ (الحج
52).
3=
ويقول تعالى: ﴿هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا
نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجاثية 29). (4) ويقول
تعالى: ﴿وَلَماّ سَكَتَ عَن مّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا
هُدًى وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف 154).
[ قلت
البنداري : وما سيقصه الآن هو أحد أساليب
منكر السنة التي يستخدمها بدهاء ومكر سيء لتتويه القارئين وتلبيسهم بما يريد من
قضايا مختلقة قد نسجها بمكر ودهاء فهذه
أول القصة التي ينسجها أحمد صبحي لتتويه القاريء وقد وضعتها بين أربعة أقواس معقوفات بداية ونهاية لتعرف عدد صفحات
القصة التي ينسجها للّف والدوران وليحاول أن يخرج معني لفظة آية من مدلولها
الحقيقي الدال علي جزء من القران اللفظي الي أنها آية كونية أو معجزة نبوية فيقول
في نهاية تسع صفحات لف ودوران : أى ما نثبته وما نكتب من آية أو معجزة- أو ننسها
والمقصود انتهاء ونسيان زمنها لأنها معجزة حسية وقتية تنتهى بانتهاء زمانها- فيأت
الله بخير منها أو مثلها، لأن الله على كل شىء قدير. فالله هو الذى أنزل الآيات
المختلفة على الأنبياء السابقين، يثبت اللاحقة ويجعلها تنسى الناس السابقة،
واللاحقة إن لم تكن مثل السابقة فهى خير منها. ] أما أول مشوار التسع صفحات من
لفه ودورانه فيقول : [[[[ ولنتوقف مع كل آية على حدة لنتعرف على معنى كلمة
"نسخ" فى القرآن الكريم.
1_ يقول
تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ
مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 106) .
وحتى نتعرف على المعنى المراد بالآية علينا أن
نبدأ القصة من أولها من خلال القرآن. فقد كان مشركو مكة يطالبون النبى بآية حسية
حتى يؤمنوا به ﴿وَقَالُواْ لَن نّؤْمِنَ لَكَ حَتّىَ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ
يَنْبُوعاً. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجّرَ الأنْهَارَ
خِلالَهَا تَفْجِيراً. أَوْ تُسْقِطَ السّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً
أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مّن
زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىَ فِي السّمَآءِ وَلَن نّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ حَتّى تُنَزّلَ
عَلَيْنَا كِتَاباً نّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبّي هَلْ كُنتُ إَلاّ بَشَراً
رّسُولاً. وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ إِلاّ
أَن قَالُوَاْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رّسُولاً﴾ (الإسراء90: 94) . وقد
تكرر رفض الله سبحانه وتعالى إنزال آية حسية وهذا ما نلحظه فى القرآن الكريم
﴿وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ قُلْ
إِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيَ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾ (الرعد 27)..
﴿وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ إِنّمَآ
أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ /الرعد 7).// ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ
عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رّبّهِ قُلْ إِنّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَىَ أَن يُنَزّلٍ آيَةً
وَلَـَكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الأنعام/ 37 ). //
وقد أوضح القرآن المانع فى إنزال آية- أو معجزة حسية- على الرسول عليه السلام،
فالمعجزات الحسية- أو الآية الحسية- لم تجعل الأمم السابقة تؤمن بالأنبياء ولن
تجعل مشركى العرب يؤمنون، وفى ذلك يقول تعالى ﴿بَلْ قَالُوَاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ
بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ
الأوّلُونَ. مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ
يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء5،6(
@ لقد ذهب احمد صبحي يخبط ويتخبط في أدلته الملفقة في عرضه لمعني لفظة ( آية ) حيث ذهب في نهاية اللفة الي أنها المعجزة ؟!!
قال : وهذا هو النسق القرآنى لقوله تعالى ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا﴾، يقول :إذن فالمقصود بكلمة آية فى قوله تعالى ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا﴾ هى المعجزة التى ينزلها الله على الأنبياء.[ قلت البنداري : ولم يعرف أن الآيات المعجزات التي يزعمها تتسم بالثبات وعدم التغير أو التبدل لأنها لم تكن قط معجزة الا باستقرار وثبوت ماهيتها عند الناس ، فكيف يؤمن الناس لرسول معجزاته متغيرة زائلة وغير ثابتة ، وتأكد تخبط احمد منصور وانعدام حجته في زعمه عدم وجود نسخ في القران وتأكد أن الحق الذي شرعه الله تعالي في كتابه بحتمية وجود النسخ لن يطفئه ملئ الارض احمد منصور وأمثاله ؟ ]
تعريف لفظة آية في المعاجم اللغوية : 1_ اما بمعني العبرة كمثل قوله تعالي (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133
2_ أو بمعني الجملة والكلمة من القران كمثل :
2_ اذا قصد بها من القرآن فتعني جملة منه أو جمل ، أثر الوقف في نهايتها غالبا ، وفي التنزيل العزيز ( واذا بدلنا اية مكان اية ) ، والجمع آيٌ
@@@@@@@@@@@@@@@@@
3= وإذا قصد بلفظة آية التعرف فهي العلامة والأمارة ،
4= وإذا قصد بها ابراز دلائل النبوة فهي المعجزة ، قال تعالي (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50 ،
- و( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133 - وقوله تعالي : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }الإسراء12 ،
- و(وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
@ ( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }الرعد38
@ (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ }الرعد27
@ (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف203
@ (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }البقرة145
@ (َا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
أما من المعجم الوسيط فلفظة آية : تعني : الجملة من كلام الله تعالي أو الكلمة ، وأما من القرآن الكريم فإليك الآتي :
- مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106، والمعني [لما طمع الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا
يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل: (ما) شرطية (نَنَسخ من آية) نزل حكمها:
إما مع لفظها أو لا. وفي قراءة بضم النون من أنسخ: أي نأمرك أو جبريل بنسخها (أو
نَنْسأها) نؤخرها فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي
قراءة بلا همز في النسيان {نُنْسِها}: أي ننسكها ، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط
(نأت بخير منها) أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر (أو مثلها) في التكليف
والثواب (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) ومنه النسخ والتبديل ، والاستفهام
للتقرير] ، وذلك مثل قوله تعالي : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ
وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ
بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }الرعد38، [ نزلت ما عيروه بكثرة النساء (ولقد أرسلنا رسلاً من
قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) أولاداً وأنت مثلهم (وما كان لرسول) منهم (أن يأتي
بآية إلا بإذن الله) لأنهم عبيد مربوبون (لكل أجل) مدة (كتاب) مكتوب فيه تحديده] ثم
يستأنف منكر السنة فيقول: وأوضح رب العزة للرسول أنهم لن يؤمنوا حتى لو جاءتهم
آية، إلى أن يأتيهم العذاب بعد الموت ﴿إِنّ الّذِينَ حَقّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ
رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلّ آيَةٍ حَتّىَ يَرَوُاْ
الْعَذَابَ الألِيمَ﴾ (يونس 96،97). ويقول الله تعالى أنه لو أنزل على رسوله كتاباً من السماء ورآه
المشركون ولمسوا الكتاب بأيديهم فلن يؤمنوا وسيرمونه بالسحر ﴿وَلَوْ نَزّلْنَا
عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الّذِينَ
كَفَرُواْ إِنْ هَـَذَآ إِلاّ سِحْرٌ مّبِينٌ﴾ (الأنعام 7). ويقول
الله تعالى أنه لو صعد المشركين المعاندين إلى السماء وطاف بهم حول النجوم فلن
يهتدوا ولن يفسروا ذلك إلا بالسحر ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ
السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا
بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ. وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً
وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ﴾ (الحجر 14: 16). وكان المشركون يقسمون
بالله جهد أيمانهم أنهم سيؤمنون إذا جاء لهم الرسول بآية حسية وأوضح القرآن أنهم
لن يؤمنوا ﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ
لّيُؤْمِنُنّ بِهَا قُلْ إِنّمَا الاَيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ
أَنّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَنُقَلّبُ أَفْئِدَتَهُمْ
وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوّلَ مَرّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ. وَلَوْ أَنّنَا نَزّلْنَآ إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ
وَكَلّمَهُمُ الْمَوْتَىَ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلّ شَيْءٍ قُبُلاً مّا
كَانُواْ لِيُؤْمِنُوَاْ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَهُمْ
يَجْهَلُونَ﴾ (الأنعام 109: 111).
لقد كانت الآيات السابقة التى نزلت على
الأنبياء السابقين معجزات حسية تناسب وضع الأنبياء وأقوامهم وعصورهم، كانت الآيات
حسية مؤقتة مادية يشهدها القوم بأنفسهم ولا تفلح فى هدايتهم فيأتيهم الهلاك، وذلك
ما حدث مثلاً لقوم ثمود حين طلبوا آية، فخلق الله لهم ناقة من الصخر فعقروا
الناقة، فأهلكهم الله. والآية كانت تأتى نذيراً بالهلاك لمن يطلب ألآية ثم يكفر
بعد أن يأتى بها النبى، واختلف الوضع بالنبى الخاتم المبعوث للعالم كله من عصره
وإلى أن تقوم الساعة، وقد أنزل الله عليه آية عقلية مستمرة متجددة الإعجاز لكل
عصر، يتحدى بها الله الأنس والجن إلى قيام الساعة، ألا وهى القرآن الكريم.
وقد رفض المشركون القرآن وطلبوا آية حسية مادية
كالتى جاء بها موسى وعيسى. ورفض الله أن ينزل عليهم آية
للتحدى سوى القرآن، وأوضح السبب فى عدم إنزال هذه الآية الحسية وهو أن الآية
الحسية لم تفلح فى هداية القوم فقال ﴿وَمَا مَنَعَنَآ أَن نّرْسِلَ بِالاَيَاتِ
إِلاّ أَن كَذّبَ بِهَا الأوّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً
فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالاَيَاتِ إِلاّ تَخْوِيفاً﴾ (الإسراء 59).
وأضاف القرآن سبباً آخر منع إنزال الآية الحسية ألا وهو الاكتفاء بالقرآن وجاء ذلك
صريحاً فى قوله تعالى ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مّن رّبّهِ
قُلْ إِنّمَا الاَيَاتُ عِندَ اللّهِ وَإِنّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مّبِينٌ. أَوَلَمْ
يَكْفِهِمْ أَنّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ إِنّ فِي
ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىَ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (العنكبوت 50،51).
وكان النبى يحزن لإصرار قومه على إنزال آية
حسية وتأكيد القرآن على أنه لن تنزل آية حسية اكتفاء بالقرآن وإعجازه، فينزل الوحى
يخفف عن الرسول ويسرى عنه: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنّهُ لَيَحْزُنُكَ الّذِي يَقُولُونَ
فَإِنّهُمْ لاَ يُكَذّبُونَكَ وَلَـَكِنّ الظّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ
يَجْحَدُونَ﴾ (الأنعام 33). فالمشركون
يصدقون نبوته ولكنهم يجحدونها، وما طلبوا آية إلا على سبيل العناد، ثم يخبر القرآن
النبى بأن الرسل السابقين صبروا على الإيذاء حتى نصرهم الله وأنه لا تبديل لكلمات
الله فلا آية حسية ستأتى وسينصره الله: ﴿وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ
فَصَبَرُواْ عَلَىَ مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ حَتّىَ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ
مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نّبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الأنعام
34).
،ثم
تقول الآية التالية للنبى أنه إذا عظم عليه إعراضهم وتصميمهم على آية حسية فعليه
أن يتصرف بنفسه ويصعد للسماء أو يهبط للأرض ليأتيهم بآية: ﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن
تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأرْضِ أَوْ سُلّماً فِي السّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ
بِآيَةٍ وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىَ فَلاَ تَكُونَنّ مِنَ
الْجَاهِلِينَ. إِنّمَا يَسْتَجِيبُ الّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىَ
يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (الأنعام 35،36).
وفى موضع آخر يسرى رب العزة عن رسوله بألا
يحزن، فما هو إلا نذير والله هو الوكيل على كل شىء ﴿فَلَعَلّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا
يُوحَىَ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ
عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَىَ
كُلّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (هود 12). وانتقل
النبى للمدينة، فطلب منه بعض اهل الكتاب آية حسية مثلما طلب المشركون فى مكة. وقد
أوضح القرآن استحالة أن يؤمنوا مهما جاءتهم آيات ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الّذِينَ
أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلّ آيَةٍ مّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ
قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ
أَهْوَاءَهُم مّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنّكَ إِذَاً لّمِنَ الظّالِمِينَ﴾
(البقرة 145). فالواقع أنهم رفضوا القرآن
حسداً وهو نفس الموقف الذى وقفه مشركو مكة.
لذا يقول تعالى عن بعض أهل الكتاب والمشركين
﴿مّا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن
يُنَزّلَ عَلَيْكُمْ مّنْ خَيْرٍ مّن رّبّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَن
يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (البقرة 105). ثم تقول الآية التالية ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا
نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 106). أى ما نثبته وما نكتب من آية أو معجزة- أو ننسها
والمقصود انتهاء ونسيان زمنها لأنها معجزة حسية وقتية تنتهى بانتهاء زمانها- فيأت
الله بخير منها أو مثلها، لأن الله على كل شىء قدير. فالله هو الذى أنزل الآيات
المختلفة على الأنبياء السابقين، يثبت اللاحقة ويجعلها تنسى الناس السابقة،
واللاحقة إن لم تكن مثل السابقة فهى خير منها.
ويبدو أن بعض المؤمنين طلب من النبى فى المدينة
أن يأتى بآية حسية كما كان يحدث لموسى وواضح أن ذلك بتأثير يهود المدينة لذا قال
تعالى فى نفس الموضع ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ
مُوسَىَ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلّ سَوَآءَ
السّبِيلِ﴾ (البقرة 108).
ثم توضح الآية التالية أثر بعض يهود المدينة فى
ذلك ﴿وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ
لَهُمُ الْحَقّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتّىَ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنّ
اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة 109). وهذا هو النسق القرآنى لقوله
تعالى ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا﴾، إذن فالمقصود بكلمة آية فى قوله
تعالى ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا﴾ هى المعجزة التى ينزلها الله على
الأنبياء.]]]]
- [ قلت البنداري : الي هنا انتهت القصة الطويلة التي نسحها احمد صبحي للف الدوران بهدف تتويه القاريء وصرفه عن التدبر في مدلولات الآيات القرآنية الصحيحة ] :
- يقول صبحي : وقد كانت آية محمد عليه السلام خير بديل للناس، وفى ذلك يقول الله تعالى ﴿وَإِذَا بَدّلْنَآ آيَةً مّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ قَالُوَاْ إِنّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (النحل 101). فالله تعالى أبدلهم بالآيات الحسية آية عقلية هى القرآن ولكنهم اتهموا محمداً بالافتراء، لذا تقول الآية التالية توضح لنا المقصود ﴿قُلْ نَزّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رّبّكَ بِالْحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىَ لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (النحل 102)
- [ قلت البنداري : هكذا يقص أحمد منصور ويلصق ليركب الموضوع الذي يريد اثباته بالطول أو بالعرض فالآية تتكلم بمطلق ألفاظها عن عموم موضوع النسخ أي المحو والإزالة بتبديل آية ( بغير _ ألف ولام التعريف ) مكان آية بغير تعريف أيضا ، هذا العرض للفظة _ آية _ بغير إضافة الألف واللام يشير إلي تعميم قضية النسخ بالتبديل في كتاب الله تعالي ولكن هذا الشأن سيهدم انكار صبحي منصور للنسخ ويجعله هباءا فكان لابد له من هذا القص واللصق لتبرير قضيته الباطلة . إن الآية التي اوردها منكر السنة لهي دليل قاطع علي تشريع النسخ ( بمعني المحو والإزالة ) قال تعالي : ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)/ سورة النحل ، هذا سياق الآيات في سورة النحل ، أما لفظة ( آية ) فهي تطلق علي أربعة مدلولات ، يختلف جوهر كل مدلول عن الآخر إلا أنهم يتفقون في المعني الاشتقاقي المعجمي لمادة ( آ_ ي_ ي) فالمدلول الأول للفظة آية ) تعني الجملة من القرآن أو الكلمة منه ، أما المدلول الثاني للفظة آية فتعني العلامة أو الأمارة ، والعبرة ، وأما المدلول الثالث للفظة آية فتعني : المعجزة ، فالمدلول الاول للفظة ( آية ) تعني الجملة من القرآن أو الكلمة منه ، وهو واضح في قوله تعالي :
@ (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ }آل عمران58
@ قال تعالي (وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ }البقرة41
@ (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ }البقرة99
@ (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129
@( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة151
وما سأورده مصغرا هو عشرات الأدلة علي أن آية تعني الجملة من كتاب الله أو الكلمة ويمكن للقاريء أن يعلمها بالماوس ثم يكبرها ليستفيد بعرضها: قال تعالي : @( وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187
@ (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219
@ (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221
@ (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة231
@( تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }البقرة252
@( مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ }آل عمران4
@ (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
@ (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19
@ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21
@( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ }آل عمران70
@ (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }آل عمران98
@ (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }آل عمران101
@ (تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران108
@ (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }آل عمران113
@( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118
@ (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
@ (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران199
@( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء56
@ (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140
@ (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44
@( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة89
@ (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الأنعام39
@ (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54
@ (وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55
_ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ }الروم58
@ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93
@ (فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ }الأنعام118
@ (وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }الأنعام126
@ (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }الأنعام130
@ (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }الأنعام150
@ (أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157
@ (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ }الأعراف9
@ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32
@ (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }الأعراف35
@ (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }الأعراف36
@ (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }الأعراف37
@ ({فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133
@ (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الأعراف174
@ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2
@ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ }الأنفال31
@ (اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }التوبة9
@ (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }التوبة11
@ (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }التوبة65
@ (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1
@ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15
@ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ }يونس71
@ (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
@ (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }يوسف1
@ (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }الرعد1
@ (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ }الحجر1
@ (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56
@ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
@ (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً }الكهف105
@ (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً }الكهف106
@ (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }مريم58
@ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً }مريم73
@ _( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً }مريم77
@ (قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
@ (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }طه127
@ (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى }طه134
@ (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }الأنبياء77
@ (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }الحج16
@(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحج51 |
@ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
@ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }الحج57
@ (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الحج72
@ (وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }المؤمنون58
# (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ }المؤمنون66
@ (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ }المؤمنون105
@ (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النور1
@ ( وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور18
@ _ (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }النور34
@ (لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النور46
@ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور58
@ (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور59
@ (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }النور61
@ (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً }الفرقان73
@ (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }الشعراء2
@ (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ }النمل1
@ (حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النمل84
@ (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }القصص2
@ (وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ }القصص45
@ (وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }القصص47
- (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }القصص59
- وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }القصص87
@ (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49
- (ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الروم28
- تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان2
- وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }لقمان7
- إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }السجدة15
- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ }السجدة22
- وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24
- وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }الأحزاب34
- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }سبأ5
- وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ }سبأ43
- كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29الزمر
- بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }الزمر59
- وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }الزمر71
- مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ }غافر4
- الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35
- إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر56
- كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }غافر63
- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ }غافر69
- كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3
- إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40
- وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44
- وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ }الشورى35
- الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ }الزخرف69
-// تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }الجاثية6
-// يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الجاثية8
-// وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }الجاثية9
-// هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }الجاثية11
-// وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الجاثية25
-// وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الجاثية31
-// ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }الجاثية35
-// وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف7
-// هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحديد9
-// إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }المجادلة5
-// هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2
-/ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
-/ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التغابن10
-/ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11
- إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }القلم15
- كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً }المدثر16
- إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }المطففين13
- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ }البلد19
- (أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ }الشعراء197، وقوله تعالي )
أما المدلول الثاني للفظة آية فتعني العلامة أو الأمارة ، والعبرة ،كمثل ما جاء في قوله تعالي : ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }البقرة211
_ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }يونس92
_ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }هود103
_ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }يوسف105
_ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ }الحجر77
- قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأعراف73
- حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ }الأعراف105
= وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133
= وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }العنكبوت35
= إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }آل عمران13
_ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
_ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ }الشعراء128 _ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44
_ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى }النازعات26
_ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة248
_ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }آل عمران13 @@ وأما المدلول الثالث للفظة آية فتعني : المعجزة ) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133
_ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه22 _ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49
_ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ }آل عمران50
_ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }الأنعام4
_ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }الأنعام35
_ وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }الأنعام37
_ وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109
_ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ }الأنعام124
_ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأعراف73
_ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الأعراف106
_ وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }الأعراف132
_ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف203
_ وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20
_ وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ }هود64
_ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً }مريم10
_ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى }طه47
_ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الشعراء154 [[[ وتطلق لفظة آية أيضا علي عذاب الله تعالي، قال تعالي : (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }الشعراء4
_ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }النمل52
_ أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }سبأ9
_ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ }الذاريات37
@@@@ @@@@@@@@@@@@@@@
إن لفظة آية بمعني ( عبرة وبينة وأمارة أو بمعني معجزة ) من خصائصها أنها تتميز بانعدام امكانية دخول النسخ أو المحو أوالإزالة عليها ، كما يتأصل معني الثبات في ماهية لفظة ( آية _ بهذه المعاني) ذلك لأن تصور دخول المحو والإزالة ( النسخ ) كما يزعم صبحي، علي مدلولاتها ( العلامة أو المعجزة ) هو محق لجوهرها ، حيث يلزم للمعجزة أن تستقر في أذهان الناس والطغاة ، ولن تكون كذلك حتي تكون ماهيتها ثابتة لا يمكن أن تتغير أو تنسخ أو تمحي أو تزول ، وذلك ليتطابق تأثيرها الذي يجيئ به الرسول ، بما تأصل دهورا في أذهان الناس عن تلك الآية المعجزة وهكذا الحال بالنسبة للأمارة والعلامة فلن تكون العلامة دالة علي المعلم إلا إذا تطابق تأثير وجودها بما استقر عليه حالها في أذهان الناس دهورا طويلة عنها كعلامة ولم يبق الا ( الآية ) بمعني الجملة من القرآن أو الكلمة وهي التي قصدها الله تعالي بالنسخ في قوله تعالي ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
_ فقد قرر الله تعالي امكانية أن يدخل النسخ علي الآية بمعني الجملة من القران أي امكانية دخول النسخ عليها أو التبديل أو الإنساء أو التعديل بإرادته هو لا بإرادة بشر من الناس، علي أن هذا كائن فقط في فترة نزول الوحي من السماء علي محمد (صلي الله عليه وسلم ) منذ بدأ وحتي انقطع ( 23سنة ) ثم بعد ارتفاع الوحي وموت النبي (صلي الله عليه وسلم )انعدمت أيضا آخر فرصة لحدوث نسخ أو محو أو إزالة أو تبديل أو تعديل أو إنساء ولم يبق إلا وعد الله تعالي بحفظ كتابه الذي استقر عليه تشريع اللحظات الأخيرة من التنزيل وارتفاع الوحي ثم موت النبي (صلي الله عليه وسلم ) /// لقد تعضدت حتمية حدوث النسخ في التنزيل بعلم الله تعالي علي مدار 23سنة وذلك بنزول القرآن منجما (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32] ، وكان يمكن لمدلول لفظة (آية) بمعني الجملة أو الكلمة من القرآن أن لا تقبل إمكانية حدوث النسخ أو المحو أو الإزالة أو الإنساء أو التعديل ، إذا تقدر للقرآن أن ينزل جملة واحدة كما كان يرجو الكفار ، لكن إرادة الله تعالي قد شاءت أن ينزل القرآن منجما علي مدار 23سنة ليواكب تنزيله أحوال المسلمين بحيث كلما تجئّر الكفار بمثل أنزل الله تعالي الحق وأحسن تفسيرا ( ومن هذا الذي ينزله الله تعالي بالحق وأحسن تفسيرا نسخ بعض آيات من القران ليأتي الله تعالي بمثلها أو بخير منها
@ إن نزول القران منجما لهو دليل قاطع علي ضرورة وقوع النسخ في القرآن الكريم بإذن الله ، لبعض آيات أحكامه إذ يبطل لدي العقل البحت أن يتنجم نزول القرآن 23 سنة مع الزعم بأنه هو والمنزل كأنه جملة واحدة سواء إن دعوى انعدام وجود نسخ في القرآن الكريم هي دعوى شيطانية مبطلة وهي زعم باطل مخالف لقانون الحق الذي نزل القرآن به
_ (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105
_ (وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }الأنبياء50
_ (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }الأنعام92 ،
_ و(وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155.
@ إن العقل لابد أن يتصور حدوث عبث واستحالة إذا تساوي التنجيم في نزول القرآن بالإجمال المزعوم حيث يقر العقل بمسلماته الفطرية أن تساوي التنجيم والإجمال المزعوم في تنزيل القرآن الكريم شيء مستحيل الحدوث يستحيل تصوره في حق الله تعالي لأنه عبث والعبث ممتنع علي الله تعالي ذلك لأن تساوياهما جدلا يجعل من التنزيل بالإجمال الأولوية في الحدوث والأحقية في التنزيل ، كما يحيل فارق الزمان في تنجيمه ( ال 23 سنة إلي انعدام الزمن وعبث إمكانيته لكنه وقع وكان ممكنا ، لذا ففرض الإجمال في تنزيل القرآن، فرض باطل وعليه ففرض انعدام النسخ الذي هو من تبعات الإجمال هو فرض باطل قامت علي بطلانه كل الأدلة حتي دليل التنجيم في نزول القران ) لكن الله تعالي قرر عدم نزوله مجملا في قوله تعالي: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا {س}(109) الإسراء106 ، وقوله : (وقرآنا) منصوب بفعل يفسره (فرقناه) أي نزلناه مفرقا في عشرين سنة أو وثلاث وعشرين (لتقرأه على الناس على مكث) أي علي مهل وتؤدة ليفهموه ويتفاعلوا به (ونزلناه تنزيلا) شيئا بعد شيء على حسب المصالح .!!!
_ وقوله تعالي : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 وقوله تعالي كذلك أي أنزلناه منجما متفرقا .
، لذا فقد منح العقل تصور إمكانية دخول المحو والإزالة أو التبديل أو الإنساء لبعض آيات الأحكام لتحل محلها آيات أحكام مثلها أو هي خير منها وقد عبر القران الكريم عن هذا المعني في قوله تعالي (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
_ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275 ، فالكفار يقولون أن البيع مثل الربا ، في فترة من زمان التنزيل سبقها تشريعات وتلاها تشريعات ، والله تعالي يمنح المؤمنين خير من تفسير الكافرين إذ يقول (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
_ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59 فالكفار كانوا يسمون عيسى بالالوهية لأنه لم يأت من الطريق الذي عهدوه ، والله تاعلي يأت المؤمنين بخير مما ذهب اليه الكفار إذ يقول (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ)
_ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }الفرقان33
_ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18
_ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23
_ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الزمر55، هذا الأحسن الذي نزل الينا من ربنا هو ما استقر عليه إرادجة الله بعد نزول القران واكتمال تشريعاته متضمنة ما نسخ منها وما نُسّي ،
_ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11
_ إن نزول القرآن منجما لهو دليل قاطع آخر علي حتمية وجود النسخ بمعني المحو والإزالة لبعض آيات الأحكام مثل قوله تعالي ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187
_ وقوله تعالي : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20
- يُرِيدُاللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28
_ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178
_ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
_ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }الأعراف3
_ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف203
_ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ }الأنفال9
_ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال10
_ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11
_ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
@@@@
@@@@
ثم يستكمل صبحي ضلالاته في رفض النسخ في القران فيقول :فالقرآن هو آية النبى محمد عليه السلام نزل به جبريل ليثبت الذين آمنوا [ أقول البنداري : نزل علي الحال الذي يعلمه كل الناس من الشاهدين والغائبين منجما متفرقا وعلي مكث بحيث يستحيل تصور انعدام النسخ في بعض آياته ، بالتبديل أو الإنساء أو التعديل أو رفع الحكم وآيته ، ] ثم يستكمل صبحي :فيقول وكل فقرة من القرآن هى آية فى حد ذاتها. فإذا كان أحد الأنبياء قد آتاه الله آية حسية أو آيتين فإن الله تعالى أعطى خاتم النبيين آلاف الآيات وهى مجمل الآيات فى القرآن الكريم.
[ قلت البنداري : ولما لم يستقم الكلام والقصة الطويلة التي ألفها صبحي ولم يعرف كيف يلفقها ويساوي أولها بآخرها ( يعني بهوقت منه )،أعرض عن حبك النهاية ولجأ مباشرة لما يراه مهما فقال : والمهم أن كلمة ننسخ فى آية ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ هو بمعنى الإثبات والكتابة وليس الحذف. [ قلت البنداري:في الآية التي يلف احمد منصور ويدور حولها ليصل الي هذه النتيجة المؤلفة، و مع هذا لم يستطع ولما فاض صبره دون أن يعرف تحريف معناها حتي بالكذب ، لطع عبارته التي يندي لها الجبين خجلا : قال : والمهم أن كلمة ننسخ فى آية ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ هو بمعنى الإثبات والكتابة وليس الحذف، وأن الآية المقصودة هنا هى المعجزة التى يأتى بها كل نبى،
[ قلت البنداري : قد دللنا آنفا علي أن الآية بمعني المعجزة لا يمكن أن تدخل في مفهوم المحو ( النسخ) ، وحتي لو افترضت جدلا انتصاب كلام احمد منصور وصحته فهل يريد أن يقول ( ما ننسخ من المعجزة التي يأتي بها كل نبي ، أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها يعني : أن تصبح الآية كالاتي حسب توجهه ( ما نكتب من معجزة ( آية ) أو ننسها نأت بمعجزة خير منها أو مثلها ) فهل ترون أن هذا سياق ؟ وعلي ماذا يدل؟ وهو سياق متهريء ملصوق مؤلف من كل حبة يابطاطا !! ( بالبلدي)_ إن السياق الرباني والذي ينساب رحيقه عبقا ويسري نوره بين المعاني في هذه الآية هو ما وافق الحق بأبسط الكلمات : ( ما نمحو من جملة أو كلمة من جمل وكلمات القرآن ، نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله علي كل شيء قدير )، إن لفظة آية بمعني ( عبرة وبينة وأمارة أو بمعني معجزة ) من خصائصها أنها تتميز بانعدام إمكانية دخول النسخ أو المحو أو الإزالة عليها ، كما يتأصل معني الثبات في ماهية لفظة ( _ آية _ بهذا المدلول ) ذلك لأن تصور دخول المحو والإزالة ( النسخ ) كما يزعم صبحي، علي مدلولات ( العلامة أو المعجزة ) هو محق لجوهريهما ، حيث يلزم للمعجزة أن تستقر في أذهان الناس والطغاة ، ولن تكون كذلك حتى تكون ماهيتها ثابتة لا يمكن أن تتغير أو تنسخ أو تمحي أو تزول ، وذلك ليتطابق تأثيرها الذي يجئ به الرسول ، بما تأصل دهورا في أذهان الناس عن تلك الآية المعجزة وهكذا الحال بالنسبة للأمارة والعلامة فلن تكون العلامة دالة علي المعلم إلا إذا تطابق تأثير وجودها بما استقر عليه حالها في أذهان الناس دهورا طويلة عنها كعلامة ولم يبق الا ( الآية ) بمعني الجملة من القرآن أو الكلمة وهي التي قصدها الله تعالي بالنسخ في قوله تعالي ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
_ فقد قرر الله تعالي امكانية أن يدخل النسخ علي الآية بمعني الجملة من القران أي امكانية دخول النسخ عليها أو التبديل أو الإنساء أو التعديل بإرادته هو لا بإرادة بشر من الناس، علي أن هذا كائن فقط في فترة نزول الوحي من السماء علي محمد (ص) منذ بدأ وحتي انقطع ( 23سنة ) ثم بعد ارتفاع الوحي وموت النبي (ص) انعدمت أيضا آخر فرصة لحدوث نسخ أو محو أو إزالة أو تبديل أو تعديل أو إنساء ولم يبق إلا وعد الله تعالي بحفظ كتابه الذي استقر عليه تشريع اللحظات الأخيرة من التنزيل وارتفاع الوحي ثم موت النبي (صلي الله عليه وسلم)
: تعريف لفظة آية في المعاجم اللغوية :
1_ اما بمعني العبرة كمثل قوله تعالي (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133
2_ أو بمعني الجملة والكلمة من القران ، اذا قصد بها من القرآن فتعني جملة منه أو جمل ، أثر الوقف في نهايتها غالبا ، وفي التنزيل العزيز ( واذا بدلنا اية مكان اية ) ، والجمع ( آيٌ )
2= وإذا قصد بلفظة آية التعرف فهي العلامة والأمارة
3= وإذا قصد بها ابراز دلائل النبوة فهي المعجزة ، قال تعالي (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50 ،
- و( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى }طه133
و(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }الإسراء12 ،
--- و(وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
@ ( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }الرعد38
@ (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ }الرعد27
@ (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف203
ويستأنف صبحي أوهامه وخيالاته الباطلة المؤلفة فيقول : وقد كانت معجزة النبى خير الآيات، ولأن الحديث هنا عن معجزات يتلو بعضها بعضاً فى تاريخ الأنبياء كان تذييل الآية بتقرير قدرة الله على كل شىء ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. كما كان بدء القصة بموقف أهل الكتاب والمشركين من معجزة القرآن وحسدهم لها..هذا هو السياق القرآنى لكلمة ومعنى النسخ فى تلك الآية الكريمة من سورة البقرة
[ قلت البنداري : هذا هو القص واللصق الذي يتميز به منكر السنة فقد جاء بقطعة من هنا وقطعة من هناك وقطعة من فوق وقطعة من تحت وقصقص الزيادة وخيط الناقصة حتي صنع هذه الأكذوبة منعدمة الترابط ومتقطعة الأوصال ومهلهلة الحبك ، ليخرج بالقاريء عن المدلول اليقيني لمعني النسخ في قوله تعالي (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
إن لفظة ننسخ هي دليل المحو ولفظة نأت بخير منها .. هي دليل الإثبات ، وانظر سائر ما قدمنا من أدلة علي أن النسخ المقصود في ألفاظ القران الكريم هو المحو والازالة وأن الاثبات يأتي بألفاظ متعددة منها، الكتابة]
ويستأنف صبحي أوهامه وخيالاته الباطلة المؤلفة فيقول : .ثم نعود لباقى الآيات التى ورد فيها لفظ النسخ ومشتقاته فى القرآن الكريم. يقول تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ﴾ (الحج 52،53)
[ قلت البنداري : ومعني الاية التي سيلجأ احمد منصور الي تحريف معناها بعد أسطر قد جاء فيها : 1_ أن كل الأنبياء قبل محمد قد نسخ الله ومحا وأزال ما ألقي الشيطان في امنياتهم ، ثم يحكم الله تعالي آياته بعد أن محا طائف الشيطان من أمنياتهم ، جاء في المعجم الوجيز ما نصه: احتكم الشيء واستحكم أي توثق وصار محكما ، والشيء المحكم هو المتقن ، والمحكم من القران هو الظاهر الذي لا شبهة فيه ولا يحتاج الي تأويل قال تعالي : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 ؟ 2_ بيان من الله تعالي لنبيه أن كل من سبقوه من الأنبياء والرسل كانوا إذا تمنوا ، ألقي الشيطان في أمنيتهم [ ما هو خارج عن كلام الله تعالي ، والقاء الشيطان في أمنية المتمنين من الأنبياء والرسل السابقين هو اثبات لوسوسته وليس محو ، ولأن هؤلاء أنبياء الله تعالي ورسله الذين اجتباهم واصطفاهم ، فقد حق علي الله تعالي أن يمحو ما أثبت الشيطان من وسوسة في أمنياتهم ، فقال تعالي : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان) أي يمحه ويزيله ، ( ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ [ أي ما يثبته الشيطان من وسوسة ] فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ _ حال وقوع هذا الالقء الشيطاني ، في زمن كل نبي أو رسول فيما عدا رسول الله (صلي الله عليه وسلم )، والملاحظ في الآية أن الله تعالي قد برأ النبي محمد (صلي الله عليه وسلم ) مما ابتلي به الأنبياء السابقين بقوله محددا ( من قبلك ) في سياق الآية : ( وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ.. ) فتقييد السياق علي الأنبياء والمرسلين السابقين بقوله تعالي ( من قبلك ) هو اخراج لمحمد من جملة هذه الصفة ، فإذا جاز للأنبياء والمرسلين السابقين أن يتخلل الشيطان إليهم عند التمني ، فإن ذلك ممتنع في حق رسول الله محمد (صلي الله عليه وسلم ) لقصر السياق ذلك علي من سبقوه ( من قبلك ) ، ولأن الله تعالي قد منع الشيطان من محمد منعا باتا حين جعله الله تعالي بأعينه ، ومن من الناس يكون في مكانة العين من الله تعالي ثم يتطرق الشيطان إليه أو يلقي في أمنيته ؟؟؟ إن الشيطان لا يقترب البتة من عين الله تعالي وهذه العين قد وضع الله بها نبيه محمد (صلي الله عليه وسلم ) فكل زاعم من البشر أن محمدا يمكن للشيطان أن يُلقي في أمنيته إنما هو كذاب علي الله ورسوله مكذب بآياته قال تعالي : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48، فمحمد (صلي الله عليه وسلم ) قد قضي الله تعالي أنه بأعينه ، _ جمع عين _ أي كل أعين الله المتعال ، فمتي تسرب إليه الشيطان يا صبحي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ، ولن أحدثك فيضاً بل اختصارا ، أن محمدا (صلي الله عليه وسلم ) قد نال كثيرا مما امتنع علي غيره من الرسل من العناية الإلهية والحب الإلهي ، وإليك البيان : فها هو (صلي الله عليه وسلم ) يقول فيه رب العالمين ،
1_ (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }فصلت36
2_ قال تعالي : (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) }الضحى8
3_ (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) / سورة القلم
5_ (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
6_ (تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }الأحزاب51
7_ (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18
8_ (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29
9_ (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68
10_ (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
11_ (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف158
12_ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنفال64
13_ (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة61
14_ (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117
15_ (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب6
16_ (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40
17_ ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53
18_ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب/56
19_ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الحجرات2
20_ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
21_ ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ) البقرة285
22_ ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
23_ ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
24_ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء170
25_ قال تعالي : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
26_ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
27_ (لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التوبة88
28_ (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63
29_ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المجادلة12
_ إن كل ما قدمنا من الآيات يحتوي صراحة علي ، عصمة الرسول من الشيطان ومن الناس بل وتشير الآيات الكثيرة الي الامر بتوقير النبي (صلي الله عليه وسلم ) والتقديم بين يديه عند مخاطبته ، وأن لا نجعل دعاء الرسول بيننا كدعاء بعضنا الي بعض ، وَأُوْلَـئِكَ ( الرسول والذين آمنوا معه) لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، والنهي عن خيانة الله ورسوله ، وهو الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ، وقد أمر َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ أن يعَزَّرُوهُ وَينَصَرُوهُ وَيتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ (الأعراف157 ) ، وَمَن يُشَاقِقِه أي الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ يوَلِّهِ الله مَا تَوَلَّى وَيُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115، وهكذا من كل الايات التي تدل علي تفضيل الله تعالي لهذا النبي وعصمته وانتفاء امكانية أن يتسرب اليه الشيطان ، أو يلقي في أمنيته . إن كل قول النبي (ص) هدي ورشاد قال تعالي (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ) سورة النجم وفي قوله تعالي ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) }التكوير22 ، لقد استحوذ نبي الله محمد في كل حياته ، علي مكانته في أعين الله تعالي لكن نبي الله نوح قد استحوذ عليها حين كان يصنع الفلك ، وحين ركب الفلك ، وهي مرحلة محدودة من حياته الطويلة ، قال تعالي : @_ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37
@_ ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }المؤمنون27
@ _ ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ }القمر14
_ وبينما قد نال موسي عليه السلام هذه المزية حين كان يُنشِأه الله تعالي في المهد ، قال تعالي :( أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39 ] ....... نعم إن تأثير مكانة النبيين ( نوح / وموسي ) من عين الله تعالي وأعينه قد امتدت إلي مستقبل دعوتهما استنتاجا أو قياسا لكن محمد (صلي الله عليه وسلم ) قد أخذ مكانته من أعين الله تعالي علي الإطلاق دون تقييد أو توقيت أو ارتباط بنشأة كما كان في موسي أو ارتباط بحادثة كمثل حادثة نوح وبنائه للفلك وجريانها بأعين الله تعالي وجاءت صريحة لا استنتاج فيها ولا قياس قال تعالي : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) [الطور48 ] ، لقد استحال بهذه الآية وبها فقط أن يتسرب الشيطان أو وسوسته أو نفخه أو إلقاؤه في أمنية النبي محمد (صلي الله عليه وسلم ) ، وبطلت بها دعاوى الكارهين المنكرين لحق رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) كما بينا في امتناع الشيطان كليةً عن محمدٍ النبي والرسول والإنسان (صلي الله عليه وسلم ) ، ثم يستأنف صبحي فيقول: أن الشيطان يحاول دائماً التدخل ليفسد الوحى الذى ينزل على كل رسول أو نبى،[ وأقول البنداري فيما عدا محمد النبي (صلي الله عليه وسلم ) فإنه بأعين الله ] ، ويستكمل بقوله : ويتجلى ذلك التدخل الشيطانى بالأحاديث الكاذبة المنسوبة لله أو للرسول والتى تعارض الوحى الحقيقى،[ وأقول البنداري : لقد تدخل احمد صبحي كعادته، بأوهامه في تفسير الآية حسب ما يريد بحجج مرسلة لا ترقي إلي درجة إقامة البينة ولا جزء منها ، ذلك لأنه حمل إلقاء الشيطان في أمنية الرسل والأنبياء السابقين علي بعثة محمد (صلي الله عليه وسلم ) علي أنها وسوسة بأحاديث كاذبة منسوبة لله وللرسول والتي تعارض الوحي الحقيقي كما يزعم ، ولست أدري هل يقصد بكلامه المرسل هذا الأنبياء والرسل قبل محمد أم أنه حول القضية عنوة لتنصبّ علي محمد النبي (صلي الله عليه وسلم ) دون الأنبياء السابقين ، والواضح فعلا أن حَنَقَهُ أعماه ودفعه لتحميل هذا التأويل علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) فقط دون غيره من الأنبياء والرسل برغم أنه أي النبي (صلي الله عليه وسلم ) غير معني بهذا الخطاب إلا للتذكير بأن الله تعالي حباه ورفع له ذكره ولكونه بأعين الله تعالي ، وأنّي لمن هو بأعين الله أن ينفذ إليه الشيطان ؟؟ خلافا لسائر من سبقه من الأنبياء ، ومن ضلالات صبحي أنه يزعم أن الله تعالي يحافظ ويبقي علي تدخلات الشيطان ووساوسه للأنبياء السابقين والرسل ، فلا يمحو أباطيل الشيطان حتي يبقي لنا شريعة متهرئة_ حاشاه سبحانه _ لا يعلم منها ما هو قول الله وما هو قول الشيطان ، فيقول بتجرؤ علي الله عظيم : والله تعالى لا يحذف هذا الوحى الشيطانى ولكن يسمح بوجوده إلى جانب الوحى الصادق لتتم عملية الاختبار،[ وأقول البنداري : لو صح قول منكر السنة لشمل إلقاء الشيطان في أمنية الرسل كل ما يجول في أمنيته بكتابتها في كتب السابقين من توراة أو انجيل أو زابور بجانب تفسيرات الأنبياء لنصوص كتبهم ولامتنع ذلك علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) في تلقيه للقرآن وإلقائه للحكمة _ السنة _ لكونه بأعين الله ، ومن كان بمنزلة العين من الله فأنّي للشيطان أن يتسلل إليه؟؟؟ قال تعالي لمحمد ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48 ، ولكن مع هذا فلن يترك الله تعالي عباده من اتباع الرسل :
والأنبياء السابقين أن يُضلهم الشيطان بإبقائه علي الوحي الضال بينهم كما يزعم منكر السنة فضلا عن أن يقوم الله تعالي يكتابة وسوسات الشيطان بيده سبحانه وتسجيلها جنبا الي جنب في كتابه وحكمة نبيه كما يزعم صبحي _ حاشا لله الكبير المتعال _ بل إن الله تعالي قد أخبر أنه يزيل ويمحو هذا التسلل الشيطاني الذي حدث ثم يثبت ( يحكم آياته ) 1_ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24 2_ ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ }الأنفال8
3_ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
4_ (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81
5_ (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18
6_ (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }لقمان30
7_ ( قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ }سبأ49
وهكذا فبهذه الآيات زهق باطل أحمد صبحي وانكشف ضلاله، إذ أن الله تعالي قد أخبرنا في كتابه أن الباطل زاهق وأنه لا ينتصب ولا تقوم له قائمة ، مع الحق ، ( جاء الحق وزهق الباطل ) و ( جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) و (نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ) ، و( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) ، و ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) ، و(( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ) ، فكيف بصبحي يفتري علي الله الكذب ويقول بالنص ( والله تعالى لا يحذف هذا الوحى الشيطانى ولكن يسمح بوجوده إلى جانب الوحى الصادق لتتم عملية الاختبار،) ، ويستأنف منكر السنة قوله : فالمشرك ينخدع بالوحى الضال [ قلت البنداري: لقد خلق صبحي منصور قضية من نسج خياله وسماها ( الوحي الضال ) ، وقلب مجرد القاء الشيطان في أمنية من تمني مرة من الرسل السابقين الي منهج شيطاني افترض أن الأنبياء والرسل كانوا يعيشون فيه معرضين عن الحق ، بل يشير تصوره الأعمي إلي أن الشيطان صار له منهج وشريعة يتلقاها الأنبياء والرسل سماها هذا الخرف ( الوحي الضال) وقدرها فيما سيرد من كلامه بأنها آلاف الأطنان من الأحاديث الشيطانية ؟!! وكأن الأنبياء قد تفرغوا للشيطان يتلقون منه آلاف الأطنان من المقولات والأحاديث الضالة كما يزعم ] يقول هذا الخرف عن هذا الوحي الضال المزعوم : ويتمسك به ويصغى إليه وفى سبيله يضحى بما يعارضه من كتاب الله. أما المؤمن الصادق فيتمسك بالقرآن ويزداد إيمانا به، ويعلم أن القرآن حق اليقين حين أخبر سلفاً عن كيد الشيطان ونشره للأحاديث الضالة التى أصبحت منسوخة أى مكتوبة ومدونة ومتداولة فى آلاف المجلدات. حولك [قلت البنداري : وهكذا تري سيطرة عقدة الكراهية عنده لنبي الله تعالي محمد (صلي الله عليه وسلم ) بحيث نفض يديه من الكلام علي ما يلقي الشيطان في أمنيات الرسل والأنبياء السابقين ، إذ تشمل حسب زعمه ما يلقي في أمنياتهم من كتبهم المنزلة أو تفسيراتهم المبينة لكتبهم ، فضلا عن تخبطه وعدم استقراره فتارة ينسب الوحي الضال الي النبي (صلي الله عليه وسلم ) وتارة ينسبه إلي الحفاظ من جيل التابعين علي أنها الأحاديث التي يزعم أن هؤلاء الحفاظ اخترعوها _ حسب زعمه الفاضح_ وهكذا تلك العقدة المزدوجة ( غباءه في الفهم وكراهيته الشديدة للنبي (صلي الله عليه وسلم ) ) قد انتصبت عنده ، ليصبها في شخص الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم ) وكأنه بدأ السياق لينهيه علي نبي الله محمد ( صلي الله عليه وسلم ) وحده زاعما أنه تلقي وحيا شيطانيا مؤلفا من آلاف الأطنان من الكتب والمجلدات، - ثم يستأنف قوله : لترى اعجازالقرآن الذى نبأ سلفا بتلك الكتب التراثية المليئة بالأحاديث الضالة [ قلت البنداري :يعيش احمد صبحي الدور الذي حبكه ، وتصور أن هناك إعجازا قرآنيا يخبر عن آلاف الأطنان من الكتب التراثية المليئة بالأحاديث الضالة ، والحقيقة أنها ليست معجزة قرآنية ولا تتطرق إلي القرآن بصلة إنما هي معجزة صُبحِية منصورية صنعها خيال أحمد صبحي منصور ولفقها ونمقها ثم صدقها وقام يوهم الناس بأنها من معجزات القران إفكا وكذبا . ] ثم يستأنف احمد صبحي دجله وكذبه فيقول : وطالما انها ليست من وحى الله تعالى ولم يعرفها عصر النبى ولم تتم كتابتها الا بعد النبى بقرون فان مصدرها الوحيد هو الشيطان .[ إن ما يزعمه منكر السنة أن أحاديث النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) التي قام بتدوينها الحفاظ ممن جاؤا بعد موت النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ) أنها ليست من وحي الله تعالي ، ولم يعرفها عصر النبي ، ولم تتم كتابتها إلا بعد النبي ( صلي الله عليه وسلم ) بقرون يكون مصدره حسب زعمه : وحي الشيطان ، [ وأرد عليه أنا البنداري في هذه الجزئية فأقول
)))أ)))أما زعمه أن سيرة رسول الله وأحاديثه الصحيحة النسبة إليه أنها ليست من وحي الله فهو زعم باطل ومتهريء قامت علي عكسه عشرات الأدلة القرآنية : والواقعية والتاريخية :فقد قال الله تعالي في نبيه يأمرنا بطاعته التي جعلها سبحانه من طاعته ، قال : قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54، وبديهي فلن يأمر الله تعالي أمة الإسلام كلها الشاهد منهم والغائب بطاعة نبيه والتأكيد علي قوله ( وإن تطيعوه تهتدوا ) إلا إذا كان هذا النبي قد برأه الله تعالي من وساوس الشيطان وقضي أن محمد معصوم من طوائف الشيطان وهواجس الباطل ،
((( 2))) قوله تعالي (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 ، وهي نفس القضية فلن يجعل الله تعالي طاعة الرسول من طاعته الا إذا ضمن الله تعالي لرسوله العصمة وانعدام حظ الشيطان من نفسه بل وتجهيز نفس محمد (صلي الله عليه وسلم ) لتستقبل الهدي منه سبحانه ولا تستقبل سواه ،
(((3))) لذلك قرر سبحانه في القران أن محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ما ضل وما غوي ويقسم الجبار علي ذلك بقوله والنجم إذا هوي فما بالك بصعلوكٍ مثل أحمد صبحي مخلوق والله هو خالقه يقسم الله تعالي مؤكدا أن محمد ما ضل ، وما غوي ويكذب الدجال صبحي بأن محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ضل وغوي [ بزعمه الكاذب تلقي وحي الشيطان ] فمن أيها الناس نصدق الرب أم العبد ، الجبار أم المجبور ، القهار أم المقهور ، الخالق أم المخلوق ، الذي لا يغفل ولا ينام ولا تجري عليه سنن البشر أم أحمد صبحي منصور _ ثكلته أمه _ الذي يقوم وينام ويفسي ويضرط ويعتل ويصح ولا يفهم كل ما يدور حوله من ظواهر الكون المخلوق بل لا يعرف ما خلف جدار جسمه وما يحجبه الحوائل وما وراء الجدر قال تعالي : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) / سورة النجم .
(((4))) لقد انعدم في حق رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) طريقا الشيطان الضلال والغي عندما أقسم الجبار بقوله (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) ) مؤكدا أن كل ما ينطقه وحي من عنده سبحانه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ) ، وهوت قضية صبحي وزعمه الوحي الشيطاني الذي يقحم فيه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) المعصوم ، بل أقول لقد استلم الشيطان قلبه وأمسك بأذنه فهو يملي عليه أباطيله ليل نهار حتي كتب هو ( أي ) صبحي منصور آلاف الكلمات الباطلة ، والموضوعات الكاذبة إلي أن امتلأ موقعه بالرخيص من الحديث والضلال من الأقوال والشاذ من الأفكار وممالئة اللوبي اليهودي فجعله بايبس مديرا لمركز القرآن العالمي ( هذا المركز الذي أسموه هكذا ليسهل عليهم تدمير القرآن في نفوس الناس والذي أنشأه اليهود ويقومون علي تمويله والخطط المنبثقة منه لتدمير دين الإسلام . ]
ثم يستأنف أحمد صبحي قوله الباطل فيقول : والله تعالى هو الذى سمح بكتابتها – او نسخها فى ملايين النسخ ،[ قلت البنداري :أدوني عقولكم لأفهم بها هذا الكلام المجنون والذي يصدر عن مختل العقل ذاهب الفكر غبي الفؤاد ، فالله تعالي لايسمح للباطل أن ينتصب أو يقوم أو يكتب إذا جاء الحق بل يمحقه أي يبيده ويستأصل شأفته ، فقد أخبرنا الله تعالي في كتابه أن الباطل زاهق وأنه لا ينتصب ولا تقوم له قائمة ، مع الحق ، ( جاء الحق وزهق الباطل ) و ( جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) و (نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ) ، و( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) ، و ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) ، و(( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ) ، فكيف بصبحي يفتري علي الله الكذب ويقول بالنص ( والله تعالى هو الذى سمح بكتابتها – او نسخها فى ملايين النسخ، ويقول : والله تعالى لا يحذف هذا الوحى الشيطانى ولكن يسمح بوجوده إلى جانب الوحى الصادق لتتم عملية الاختبار،) ثم يقول هذا الشيطان أحمد صبحي : وفى نفس الوقت جعل القرآن محكما ، وأعطى الفرصة كاملة فى حرية الاختيار لكل انسان فى أن يختار الحق القرآنى ويكتفى به ، أو أن يختار الباطل الشيطانى وينظر من خلاله للقرآن ليخضع كلام الله تعالى للاحاديث الضالة الشيطانية. ومقابل هذه الحرية المطلقة فى الايمان بحديث القرآن وحده أو الايمان بغيره تكمن المسئولية العظمى للانسان يوم الدين. [ وأقول البنداري : بل جعل الله تعالي القرآن منه المحكم ومنه المتشابه قال تعالي ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران/7 ،،،،،، فما بال صبحي يتمادي في كذبه ويؤلف ضلالاته ، فالقران الذي يزعم هذا الأفاك أنه كله محكم _ مكذبا لله تعالي _ قضي الله أن يوجد به المحكم وبه المتشابه وأن المحكم والمتشابه كلاهما تَنزِيلٌ مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى }طه4 ، و ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء192) و (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2) و (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ }يس5) و ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }الزمر1) و( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }غافر2) و(تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }فصلت2) و(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42) ، فهل يستطيع منكر السنة أن يزعم دخول الوحي الشيطاني عل المنزل من القرآن لأن فيه متشابه ومحكم ؟؟؟ إن منكر السنة قد دخل إلي مملكة الشيطان متطوعا ليقدم له طقوس الولاء ومراسم الطاعة حين أدخل نفسه في إنكار سنة النبي (صلي الله عليه وسلم ) ، هذه السنة المطهرة التي سجلت تاريخ النبوة وتكاليف الرب تبارك وتعالي ، وقد ضمن الله لها العصمة والنقاء ، فخلق لها خلقا كيّفَ الله تعالي ذاكرتهم بالحفظ المعجز وخلق لها من كرسوا حياتهم جنبا إلي جنب مع القرآن في تبيين المدخول عليها من الضعفاء والوضاعين ورفضه والابتعاد عنه ، إن صحيح السنة والقرآن كلاهما تنزيل لقوله تعالي : ( وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة231 _ و( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }النساء113) _ و( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }الأعراف3) و ( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }النور34) . وهكذا فالقرآن تنزيل والحكمة تنزيل، وقد ضمن الله تعالي لهذا التنزيل ( القران والحكمة ) الحفظ ، (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) }الحجر9 ، لكن السنة تختلف عن القران في أنها لم تستحوذ علي عهد الله تعالي الذي تحلي به القران فقد تعهد الله تعالي للقران بقوله : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }فصلت42 ) ، ولما كانت السنة تنزيلا داخلا في عهد الله تعالي بالحفظ فقط بينما تميز القرآن بجمع العهدين ( عهد الحفظ وعهد امتناع تسرب الباطل إليه من بين يديه ومن خلفه ) فقد وقعت السنة بين عهد الله تعالي بالحفظ وبين إمكانية تسرب الباطل من خلفها ، هذا الباطل هو الذي نسميه بروايات الضعفاء والوضاعين أو المدلسين وغيرهم ، لكن عهد الله للسنة كتنزيل بالحفظ قائم ، ومقتضي ذلك أن يكشف الله تعالي للمسلمين من أدخلوا علي السنة ما ليس فيها وذلك بالتحقيق وتجهيز الحفاظ ونقاد الحديث والنابغين في كشف علل الروايات ، وما به سيتم حفظ السنة الصحيحة وتنقيحها ليسلم للناس شريعة قيمة منزلة من كتاب الله تعالي والحكمة ، ويستأنف منكر السنة قائلا : ، ونعود إلى تفصيلات الآيات ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ﴾ يعنى أنها طريقة مستمرة للشيطان، كلما جاء نبى أو رسول وتمنى هداية قومه أجمعين أضاع الشيطان هذه الأمنية، ونعلم أن الأقلية دائماً تتبع النبى وأن الأكثرية يكونون من أتباع الشيطان. وتبين الآية أسلوب الشيطان فى صراعه ضد النبى وهى الإلقاء للوحى الضال، وهى وظيفة الشيطان وأتباعه فى تاريخ كل نبى،
[ قلت البنداري : إن الإلقاء للوحي الضال الذي يزعمه صبحي منصور يسميه الله تعالي في الآية :( ألقي الشيطان في أمنيته ) وهذا الإلقاء كان كائنا فيما قبل رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) وكان وليد لحظة سماها القرآن ( إذا تمني ) ، وقد علمنا عن حياة الأنبياء والرسل أن لحظات التمني في سياق حياتهم ليست إلا لحظات قد لا تتعدي كونها خاطراً يمر بخيال النبي ، فمن أين جعلها احمد منصور منهجا شيطانيا يملأ طول حياة النبي أو الرسول وكأنه مبعوث من قبل الشيطان وليس من قبل جبار السماوات والأرضين ويسميه الوحي الشيطاني ؟!! ]
ثم هو يقول : ونعلم ما حدث لبنى إسرائيل حين ذهب موسى للقاء ربه ثم عاد فوجدهم يعبدون العجل وكان ذلك بوحى من الشيطان وأوحى به الى السامرى وأعلنه السامرى لقومه، وحين اعتذروا لموسى ﴿قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـَكِنّا حُمّلْنَآ أَوْزَاراً مّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السّامِرِيّ﴾ (طه 87).ويعبر السامرى عن وحيه الشيطانى حين يقول ﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي﴾ (طه 96)
.[ وأقول
البنداري : هذا
الصبحي قد حير القاريء جدا فهو يتكلم عن أمنية الرسول أو النبي ، التي ذكرها في
الآية وأن الله تعالي ينسخ ما يلقي الشيطان في أمنية الرسول أو النبي ، فما الذي أدخل السامري في الوحي الشيطاني ؟؟!!
هل هو عك سياقي وفقط أم أنه باطل لا يستطيع تسويته ؟؟ إن تخبط احمد منصور لهو دليل
قاطع علي باطله] ،
ويستأنف صبحي فيقول : هذه هى
نوعية الإلقاء الشيطانى، فالشيطان يلقى بوحيه الضال
[ قلت البنداري : الي من يا أحمد منصور هل الي الأنبياء والرسل أم الي السامري و غيره من الكفار ؟ حدد يا شاطر !! ] يستكمل صبحي قوله: ليسد الطريق امام النبى وأمنياته بأن يؤمن به الجميع، فلا يدع الشيطان لهذه الأمنيات أن تتحق. ويسمح الله بكتابة وتدوين- أى نسخ- هذا الوحى الشيطانى يقول تعالى ﴿فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ﴾ أى يكتب الله ما يلقيه الشيطان، وفى المقابل ﴿ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ﴾ [ و أقول البنداري : إن اصرار احمد صبحي علي أن النسخ هو الكتابة المستدل عليه من اللغة المصرية الشعبية ، والذي ترك لأجلها المعني الأصيل لماهية النسخ وأنه المحو والإزالة قد أوقعه في اتهامه الخطير للأنبياء باتباع الشيطان وانزلق بباطله لاتهام النبي محمد بهذه التهمة الخطيرة رغم وجود الدليل القرآني القاطع في نفس الآية _ فضلا عن سائر الآيات الأخري في كل كتاب الله تعالي _ والتي تبريء النبي من طوائف الشيطان وتفاعلها بنفسه ، ففي الآية قوله تعالي (﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ﴾) فالحديث الإلهي قد حدد مراد الله عمن يتكلم ( الأنبياء والرسل من قبل محمد (صلي الله عليه وسلم ) فمن أين حشر سيرة النبي محمد (صلي الله عليه وسلم ) في سياق المذكورين من سابق الأنبياء والرسل من وحي شيطانه اللعين هو ؟ ] ثم يسترسل بقوله الباطل : لتكون حجة على الوحى الشيطانى وأعوانه. أما ما يلقيه الشيطان فينسخه الله أى أن يسمح الله له باستمراره ووجوده،
[ قلت البنداري : اسمحوا لي أن أضحك حتى السخسخة علي عقل هذا المسمي زعيم القرآنيين وأتساءل إذا كان مستوي ذكاء وفكر أحمد صبحي بهذه الضحالة والسذاجة فكيف يكون مستويات فكر اتباعه ، ان من يحترم نفسه من اتباعه يجب ان يسفه فورا هذا الرجل ويبصق علي ذهنه وفكره ومذهبه ويتولي عنه فرجل بكل هذه الأخطاء وهو في موضع الزعامة لجماعة القرآنيين يجلب المعرة والخزي علي فكره وعلي اتباعه ويضع من يدخل في جماعته في بوتقة واحدة من حصاد الخزي والعار وقلة المفهومية _ ملحوظة : أنا لا أشتم ولا أسيء ولكني مضطر لتوصيف حالة هذا الغبي جدا وما سيكون عليه حال اتباعه بعد هذا التنبيه من احتقار الناس لهم وتقليصهم لأدوارهم التافهة المنحطة المغلوطة ،وإنني أهيب بجهابز اللغويين أن يستصدروا بيانا يضعون فيه هذا القرآني المبطل في صفحة حجمه وبيان استهتاره بلغة العرب ولسان القران في كل ما غالط فيه وأبرزه: قضية النسخ أي المحو والإزالة والذي ألف له مفوما يخالفكم يا حماة اللغة الغافلين عن أدواركم فهبوا لتبينوا ببيان تذيلوه بتوقيعكم ، أباطيل هذا المبطل وأقرانه من جماعات القاديانية ودعاة التنوير والحرية والعلمانية ، ]،
ويستأنف بقوله : والتعليل جاء فى قوله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) ﴾، [ وأقول البنداري جاء في المعجم الوسيط : الأمنية يعني البغية ، والجمع أماني ، وفي المعجم الوجيز : تمني الشيء ، أي قدّره وأحب أن يصير اليه ، والأمنية هي ما يتمناه الإنسان :والجمع أمانٍ و أماني ،ودائما يكون للأمنية صدي في المجتمع الذي تظهر فيه وهي البغية أو ما يقدره النبي أو الرسول حال التمني فقط ، في هذا الوقت وفيه فقط تكون هذه الأمنية التي ألقي الشيطان فيها باطله مسار تداول وتحدث وتجادل بين التابعين لهذا النبي، هذه الفترة من الزمن تترك في أذهان المتواجدين في بعثة هذا الرسول أوذاك النبي أثرها من الفتنة والذي سيظل قائما في أنفس الموجودين حتي بعد أن يرفعه الله ويمحه وينسخه من واقع النبوة ، ويكون الناس المتواجدون في زمن هذا النبي نوعان النوع الأول : من سيظل يتكلم بها من ذاكرته كلما جدت الفتنة وطلت علي نفسه . رغم نسخها ومحوها من واقع النبوة الموجودة والنوع الثاني: هم المؤمنين الذين يتبعون ما يحكمه الله من شريعة النبي المرسل هؤلاء الذين قال الله تعالي فيهم في نفس الآية (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) أي بعد أن محا الله منه مداخلة الشيطان ووسوسته وبعد أن أحكم الله تعالي آياته ، أي أثبت الحق الالهي مجردا من كل باطل أدخله الشيطان _ وكل هذا فيما سبق من أنبياء أو رسل _ ( من قبلك ) وهو هو ممتنع علي نبي الله محمد (ص) لتميزه بكونه بأعين الله، قال تعالي : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48 ) ] ثم يسترسل احمد صبحي فيقول : ( اذن ما تم نسخه من القاء الشيطان هو موجود وليس محذوفا [ وأقول البنداري : أن أحمد صبحي يجمع بين المتناقضات فما تم نسخه قد محي وأزيل من التشريع المنزل علي النبي الذي تمني أو الرسول في زمنه ، وأن الإختبار الذي يتكلم هو عنه أنما هو موجات مداخلة الشيطان التي تمددت في نفوس المفتونين فقاموا يتكلمون بها برغم نسخها ومحو طيفها من تشريع ذلك النبي ، ] أما قول احمد منصور : ولأنه موجود [ أقول البنداري : موجود كسيرة متمددة في أنفس الناس وليس صحيحا أنه موجود في ما أنزله الله تعالي للناس من تشريع لأنه نسخه ومحاه وأزاله ، وأحكم آياته علي مراده هو جل شأنه قال تعالي ( ثم يحكم آياته) وإحكام الآيات صورة من صور الإثبات ] ، يقول صبحي : فسيكون اختبارا للذين فى قلوبهم مرض.[ قلت أما قول أحمد منصور : وفى نفس الوقت يكون ذلك الوحى الشيطانى المكتوب المنسوخ فى مجلدات وكتب – يكون دليلا للمؤمنين ليزدادوا ايمانا.؟ فأقول أنه ما زال مصمما علي أن: نسخه الله أي كتبه الله ، أو أذن بكتابته ، وأهمس في أذنه وأقول متي جعلت الله القوي الجبار الواد المتعال ، كاتبا لأباطيل الشيطان ومدونا لضلالاته ؟؟؟؟ ( حاشاه سبحانه ) ألم تعلم أنك تفتري الكذب علي الله تعالي وتصفه بما لا يُرضي بشرا في الأرض ولا ملك في السماء أن يوصف به فمن من الناس يرضي أن يكتب أباطيل الشيطان أو يكون للشيطان كاتبا ومدونا ؟ حتي تجعل الله أوضع من بعض خلقه ، حاشاه من إله جبار كبير متعال عظيم لا يغفل ولا ينام عزيز ذو انتقام غني لا يرضي الباطل ولا يقره فكيف يكتبه ؟؟ قال تعالي (يخبرنا في كتابه أن الباطل زاهق وأنه لا ينتصب ولا تقوم له قائمة ، مع الحق ، ( جاء الحق وزهق الباطل ) و ( جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) و (نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ) ، و( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) ، و ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) ، و(( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ) ، فكيف بصبحي يفتري علي الله الكذب ويقول بالنص: ( والله تعالى هو الذى سمح بكتابتها – او نسخها فى ملايين النسخ، ويقول : والله تعالى لا يحذف هذا الوحى الشيطانى ولكن يسمح بوجوده إلى جانب الوحى الصادق لتتم عملية الاختبار،) ويستأنف فيقول : تقول الآية التالية ﴿وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾.[ وأقول البنداري : ذلك بعد أن حدث شيئين الأول منهما : فينسخ الله ما يلقي الشيطان ويمحه ويزيله .
والثاني منهما : قوله تعالي (
ويحكم آياته ) أي : قضي وأثبت الحق بعد محو الباطل [حكم ] ح ك م: الحُكْمُ القضاء
وقد حَكَم بينهم يحكم بالضم حُكْما و حَكَم له وحكم عليه و الحُكْمُ أيضا والحكمة
من العلم و الحكِيمُ العالم وصاحب الحكمة والحكيم أيضا المتقن للأمور وقد حَكُم من
باب ظرُف أي صار حكيما و أحكَمَهُ فاسْتَحْكَمَ أي صار مُحْكَما( مختار الصحاح ) ٍ]
ويستأنف صبحي قوله : ثم تقول الآية أن الوحى
الشيطانى سيظل مكتوباً ومدوناً أى منسوخاً- وسارى المفعول إلى أن تقوم الساعة،[
قلت البنداري :إن صح توجه احمد
صبحي جدلا _ وهو باطل أصلا _ فينبغي لزعمه أن يكون الوحي الشيطاني المزعوم شاملا لبعض
ما جاء به الكتاب فضلا عن بيان النبي المتمني أو ما يسمي سنته ولا يكون إلا نادرة
قليلة في عمر النبوة ، لكن صبحي هنا قد جعله أطنانا من الكتب ، وحصره من كل
الأنبياء في نبوة محمد فقط ، وأشار الي أنه كتب السنة كلها !ّ! فهل يقصد أن محمدا
قد بعثه الله تعالي ليفرغ إلي الشيطان ويتلقى منه تاركا رب العزة فإن كان هذا قصده
( وهو قصده فعلا) فقد حكم علي نفسه بالسفه
أو اختلال العقل بما يوجب علي الآخرين عدم تقديره أو حتى النظر إلي شيء مما يهذي
به ويقول .] ، ثم يقول في سياق حديثه الباطل : يقول تعالى ﴿وَلاَ يَزَالُ الّذِينَ كَفَرُواْ
فِي مِرْيَةٍ مّنْهُ حَتّىَ تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ
عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ (الحج 55). [ وأقول البنداري : انظر الي تخبطه في
الاستدلال ؟ ولو تمعنت قليلا لوجدته يورد الآيات عبثا في غير موضع مثل هذه ] ويستأنف
: والأحاديث الضالة كثيرة مكتوبة ومنسوخة ومدونة فى ملايين النسخ، ولكنها مما يعارض
القرآن، ومع ذلك فأكثرية الناس يؤمنون بها ويدافعون عنها وسيظل هذا موقفهم إلى يوم
القيامة،[ قلت البنداري : لقد علمنا أن أحاديث
النبي ( صلي الله عليه وسلم ) الصحيحة
الثابتة النسبة إليه ( صلي الله عليه وسلم ) هي جزء من التشريع والآيات أوردناها
مرارا سنكتفي بإيراد أكثرها حسما وأجلها بيانا في إيضاح أن ما يفعله النبي أو
يقوله إنما هو جزء من شريعة الله ، التي يجب الزود عنها بكل ما أوتينا من قوة
لأنها شرع .
_ قال تعالي ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 ، ، وهي قاطعة في وجوب أخذ كل ما آتانا الرسول دون قيد أو تحديد ،
_ قال تعالي: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 ، وهي قاطعة في فرض طاعة الرسول في كل شيء دون قيد أو تحديد وأن من يصنع قيدا مرسلا لادليل عليه فهو فهو مخالف لنص الآية كافر بربه رافض لفرضه ، _ و قوله تعالي : (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80،
_ و قوله تعالي : (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ
كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ
مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن
تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63 ، ويستأنف صبحي
فيقول : وبذلك ينجح الشيطان فى غواية
الأكثرية من البشر. تمعن تلك المعانى بتدبر قوله تعالى: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن
قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ
أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ
آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً
لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ﴾ (الحج 52،53).
مقارنة بين آيات سورتى الأنعام والحج:
وهذا المعنى عن وجود الوحى الشيطانى حرباً على
وحى الله تعالى وأنبيائه[ قلت البنداري :لقد صور أحمد منصور تلك
اللحظة التي لم تستغرق من زمن النبي المتمني وما ألقي فيها الشيطان في أمنيته سوي
برهة صغيرة أقول صورها علي أنها
1_ حربا علي وحي الله وأنبيائه كما يزعم ،
2_ اعتبار هذه البرهة من الزمان ، وتسميتها بالوحي الشيطاني ؟ الذي جعل منه حرباً علي وحي الله تعالي وأنبيائه ، بحد زعمه !!!!!والواضح أن أحمد منصور قد وقع في أحد أربعة مواقف بتصوره هذا: الأول: وجود عقدة نفسية من وراء تضخيمه لمجرد طائف من الشيطان بدا للنبي المتمني في لحظة لم تأخذ من قلب الزمان برهة عدّل الله تعالي فيها الأمر وزاد عن نبيه المتمني أيا كان زمان بعثته فنسخ الله ومحا ما ألقي الشيطان في أمنيته وبحَكمِه آياته أنهي طائف الشيطان دون أن تتحول الي حرب ولا تُنشأ منهجا أسماه منكر السنة منهج الوحي الشيطاني ، والثاني : هو تعلقه بهذه الآية كما يتعلق الغريق في قشة ، فأخذ يضخم فيها ويكبر وينسج الحرب ويبني وهما مما أسماه الوحي الشيطاني الذي يتسلط من وجه نظره علي : ليس فقط النبي المتمني بل علي كل الأنبياء ويخص بالتحديد منهم محمد النبي ( صلي الله عليه وسلم) ، وكأن النبي قد خلق لا لشيء إلا للإنشغال بالشيطان والتلقي عنه حتي كون بزعمه آلاف الأطنان من الكتب التي ضمت هذا الوحي الشيطاني ولم يكتف بذلك الزعم بل حبكه وأجرم في حبكه بزعمه أن الله تعالي هو الذي كتبه _ أي كتب ما ألقاه الشيطان من الوحي الضال وسجله بيده _ حاشا لله الكبير المتعال ( وكيف يكتب الله تعالي ويسجل بيده شرع مخلوق أخرجه من جنته و صب عليه لعناته التي تلاحقه ليس فقط إلي يوم الدين بل تلاحقه أبد الدهر ، ألم أخبركم أن أحمد صبحي مختل العقل ذاهب النفس ، إذ لا يقول بذلك الا مجنون فعلا ! الثالث : هو أن يكون كما أثبتنا ذاهب العقل مختل النفس ،
أو الرابع : أو عميل طائع إلي قوي عالمية كبيرة مثل لوبي بايبس اليهودي ، ] ويستأنف فيقول : جاء فى قوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِيّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ [ قلت البنداري : حتي فهمه للآية فهما مغلوطا إذ تتكلم الآية عن العلاقة بين شياطين الإنس وشياطين الجن وما يتبادلونه من أخبار متداولة بينهم منمقة بزخرف من القول وممتلئة بالغرور ، يبرمون بها معاهدة العداء لكل نبي يبعث ، ولم تشر الآية من قريب أو من بعيد إلي أن أحد الشيطانين من الإنس أو من الجن يوسوس للنبي المرسل ، فما دخل هذه الآية بموضوع التمني المذكور أنفا في الآية ( الحج / 52 و53 ) ؟ عجبي ؟ ]، ويستأنف فيقول : إذن ذلك الوحى الشيطانى إنما يوحى ويدون ويكتب وينسخ ويسجل بمشيئة الله ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ (الأنعام112) [ قلت البنداري : : لن أعلق علي سذاجته في تفسير الآية لأني زهقت منه ومن جهله وسأكتفي فقط بقول الله تعالي (( أمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24]]
و وقوله تعالي لبني آدم محذرا الإنسان من الشيطان عندما قال :
( كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة168
وقال سبحانه: ( َلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208
_ وقال جل شأنه :(وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }النساء119
_ وقال تعالي :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90_، وأقول كيف يستقيم لأحمد صبحي زعمه أن الله تعالي يكتب ويدون ذلك الوحى الشيطانى الرجس مؤكدا علي ذلك بقوله : إنما يوحى ويدون ويكتب وينسخ ويسجل بمشيئة الله ، حاشا لله الواحد فهل يا ابن الصبحي تريد أن تقول أن الله تعالي يكتب وينسخ ويسجل رجس الشيطان ؟؟ ألم تقرأ الآية : ( رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90 ، إن الله تعالي قدوس طاهر لا يكتب الرجس ولا يسجل رجس الشيطان ؟
_ (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27 ، ولن يكتب الله تعالي فتنة الشيطان لبني آدم وهو يحذرهم من فتنته ، إذ الضدان لا يجتمعان ولا يرتقيان ( كتابة وتدوين فتنة الشيطان بيد الله _ حاشاه سبحانه ، _ وتحذير الله تعالي لبني آدم من هذه الفتنة )
_ قال تعالي (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }الأنفال11
_ وقال (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }النحل98
_ وقال (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }الإسراء53
_ وقال عز من قائل (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27 ، إن الله لا يثبت في كتابه أو سنة نبيه للشيطان رجسه وكان الشيطان لربه كفورا ، وهو للرحمن عصيا ،
_ وقال تعالي : (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً }مريم44
_ وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21، - فالله يأمرنا بأن لا نتبع خطوات الشيطان فكيف به يثبت باطله في كتابه وسنة نبيه بيديه لتكون خطواته مكتوبة مدونة كما يزعم منكر السنة ، !!!
_ (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6
-( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يس60
و يستأنف منكر السنة فيقول : .وذلك
نظير قوله تعالى فى سورة الحج ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ
نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ
اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ﴾ (الحج 52).
ونتابع آيات سورة الأنعام ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ
مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَىَ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ
الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم
مّقْتَرِفُونَ﴾ (الأنعام 112،113). بالوحى الشيطانى المكتوب والمنسوخ والمدون
يرضونه ويتمسكون به ويتخذونه دستوراً لسلوكهم يتملك عليهم قلوبهم وأفئدتهم.ونظير
ذلك ما يقوله تعالى فى سورة الحج ﴿لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً
لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾.[ قلت البنداري : سبق الرد علي ذلك مرارا
فليراجع ]
ثم يقول منكر السنة : والمؤمن يحتكم إلى الله
تعالى فى ذلك الوحى الشيطانى المدون فى ملايين النسخ [ قلت البنداري هي مشكلة احمد منصور
وعقدته النفسية فما لنا ولها إنه يحاول فرض ما تخيلته نفسه وعاشت الوهم فيه حتي
كبر وتمدد بداخله وهو اليوم يحاول تدويل
وهمه وتعميمه علي أنها قضية وما هو كذلك ] يقول
مستئنفا قوله : ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ
أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الّذِيَ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصّلاً﴾
(الأنعام 114).ونظيره ما يقوله تعالى فى سورة الحج ﴿وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ
أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ
قُلُوبُهُمْ﴾ فما جاء فى سورة الحج يؤكد ما جاء فى سورة الأنعام.[ قلت نعم من أن القرآن الكريم
هو الحق من ربنا فنؤمن به فتخبت له قلوبنا
، لكن لا ذكر مطلقا لوهم صبحي وتوجهه من
أن معنى النسخ هو الكتابة والتدوين ] . ثم يقول صبحي منصور : وهكذا
فالقرآن مكتوب [ قلت البنداري : لا بل منزل غير مكتوب وأما
قوله أو منسوخ، فهو عين الباطل فالقرآن ليس منسوخا فمتي نسخه الله ومحاه وهو الذي
فرضه علي الناس الي يوم القيامة ، فلا هو مكتوب مثبت بالكتابة ولاهو منسوخ أي ممحو أو مزال لكنه
آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال تعالي :
_ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
_ وقال تعالي ( وَكَذَلِكَ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا
إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا
تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ
بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا
إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)/( سورة العنكبوت( من الآية 47 الي 49) ، فانظر كيف يكذّب
أحمد صبحي ربنا تبارك وتعالي حيث يقول الله تعالي : وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ
قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ
الْمُبْطِلُونَ ويقول أحمد صبحي الكذاب
علي الله ورسوله : (((وهكذا فالقرآن
مكتوب))) إنه التحدي الصارخ من هذا الصبحي لربه ثم يقول أيضا:والروايات الضالة
مكتوبة أى منسوخة،[ قلنا البنداري : الكتابة هي الاثبات بالخط والقلم ، أما النسخ
فهو المحو والازالة والإنساء كما أثبتنا في مقدمة هذا الكتاب والرد عليه ، ]
ويستأنف قوله الكاذب يقول : وكل إنسان يختار لنفسه ما يريد، ويوم القيامة آت
بالحساب. 3_ ويقول
تعالى ﴿هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ
مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجاثية 29) .
جاءت الآية فى معرض الحديث عن يوم القيامة
﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ. وَتَرَىَ كُلّ
أُمّةٍ جَاثِيَةً كُلّ أمّةٍ تُدْعَىَ إِلَىَ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. هَـَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقّ إِنّ كُنّا
نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الجاثية 27: 29). [ قلت إن الإستنساخ هو صناعة
نسخة ، أي تغيير حالة الصفحة من بيضاء فارغة إلي سوداء ممتلئة بآثر أفعال العباد ،
وهذا معناه النسخ وليس الإثبات فعملية النسخ هنا تتم علي الصفحة أو اللوح ]
ثم يقول صبحي : ففى يوم الحساب كل أمة تكون
جاثية، تنتظر دورها حين تدعى إلى كتاب أعمالها الذى يسجل أحداث عصرها. ويقال لهم
أن كتاب أعمالهم ينطق عليهم بالحق إذا كانت نستنسخ ما كانت كل أمه تعمله. فقوله
تعالى ﴿إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أى نكتب أعمالهم نسخاً.[
قلت البنداري هذا عين الضلال من صبحي وتحريف معاني الآيات فقد لبّث أحمد صبحي المعني فيها وقال أنه
الاثبات والكتابة ، قلت هي تعني المحو والإزالة
بمعني : ( أي نصنع صحائفكم التي سودتها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم
تعملونها فمحت هذه الكتابة وملأت بياض صفحات كتابكم الذي كان فارغا ) والمعني أن هذه الصحائف قد مُحي وأزيل فراغها بكثرة
ما سجل فيها من آثار ما كنتم تعملون من خير أو شر . ] قال منكر السنة : وقد جاءت آيات عديدة تتحدث عن
وظيفة الملائكة التى تسجل [ قلت البنداري : تسجل كتابة نعم أما تنسخ
فلا وألف لا ذلك لأن النسخ هو المحو والإزالة والملائكة تكتب ولا تنسخ ،والفارق
بين الكتابة وبين النسخ هو فارق الشيء وضده فكل ما يثبت بالقلم يسمي كتابة وكل ما
ينسخ فهو محو وإزالة و أقول البنداري : وقول أحمد صبحي المخزي هو :
والمعنى المألوف للنسخ هنا هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، وهذا
فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها.وأنت
تري أن حجته لم تتجاوز
(أ) المعني المألوف...
(ب) في لغتنا العادية ...
(ج) ثم لجأ إلي خصلته الخطيرة في الإفك والكذب فقال ( وهذا فى اللغة العربية التى نزل بها القرآن والتى لا تزال نستعملها ) والكذبة الكبري هنا أن اللغة العربية التي نزل بها القرآن والتي يزعم أنه لا نزال نستعملها هي: أن نسخ جاءت بمعني محا ، وأزال ، وأن الأصل المعجمي اللغوي في مادة ( ن _ س_ خ ) هو المحو والإزالة ( فلم يزل معناها المحو والإزالة ساطعا لامعا لا ينطفئ أبدا ، لأن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم ، ومنهج مكتوب ، وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1- النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، وقوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ) البقرة / 82، فالمكتوب هو الدين ،
وقوله تعالي (وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ) وقوله تعالي (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282 ، وقوله تعالي (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }آل عمران181، فالمكتوب هو (إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ) @ وقوله تعالي (وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81 ، فالمكتوب هو ما يبيتون من خطط للإضرار بالمسلمين ، وقوله تعالي : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45، فالمكتوب هو هذا المنهج الرباني في القصاص وقوله تعالي (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12 فالمكتوب هو الرحمة ،
وقوله تعالي : (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ) الأعراف/ 156
وقوله تعالي (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51 ،
وقوله تعالي (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21
وقوله تعالي (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً }مريم79 ،
وقوله تعالي : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
وقوله تعالي : (وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ }سبأ44، و (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12،
وقوله تعالي : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ، وقوله تعالي : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }الزخرف80
وقوله تعالي : (أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) الطور/41
وقوله تعالي : (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ) الحديد /27
وقوله تعالي : (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21 ،
وقوله تعالي : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة / 22 ، و(أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }القلم47 .
( وفي كل ما سردناه من آيات يدل لفظ كتب أو مشتقاتها علي عملية إثبات ما يخطه القلم من منهج يُكتب أي يُثبت، ولم نجد مرة واحدة استخداما للفظة نسخ بمعني أثبت أو كتب،
أما المعني اللغوي للكتابة فقد جاء في معجم الوجيز : كتب الكتاب كتبا بسكون التاء وفتح الكاف أي خطّه والمصدر كتابة ، فهو كاتب والجمع كتّاب بتشديد التاء ، وكل المعاني التي تشير إليها مادة الكاف والتاء والباء ( ك_ ت_ ب) تدل علي الإثبات والإيجاد ، فكتب و كتب ( بضم الكاف وكسر التاء وكاتب ، وكتّب ، والكتابة ( صناعة الكاتب ) والكتاب ( مكان تحفيظ القرآن الكريم والكتيبة ( الفرقة العظيمة ) والمكاتب ( المراسل) والمكتب ( مكان الكتابة ) والمكتوبة :( المفروضة) ، أما الكتاب فهو صحف ضم بعضها الي بعض والجمع كتب : كل هذه الإشتقاقات تدل علي الإثبات والإيجاد ، ولا تشير من قريب أو بعيد الي مدلول النسخ مطلقا ، ولم يرد في القواميس لها معني أو مرادف أو أي صلة بالنسخ .
أما لفظة نستنسخ فلا تعني نكتب إنما تعني : ( نزيل ونمحوا فراغ صحائفكم البيضاء بسواد ما يخطه القلم عليها من أعمالكم ( الشر أو الخير) فهي تعني في المقام الأول والاخير محو وإزالة فراغ اللوح بامتلائه وتسويده بالاعمال التي تعملونها . وهذا هو ما نشير إليه بقولنا :
ثانيا : المحو والإزالة بقصد الإثبات والكتابة ( وعدة ذلك الصفحة أو اللوح ) لا القلم ، وفي هذا القصد تستخدم مادة ( ن_ س_ خ) ويقصد فيها محو حالة الصفحة أو اللوح بالذي يُُثبتُ عليها من كتابة وعند استخدام مادة ( ن _ س_ خ) بقصد الكتابة فهو يريد بيان حال الصفحة أو اللوح المكتوب فيه دون الإهتمام بما هو مكتوب فيها ، حيث أنه من البديهي جدا أن كل كتابة تمحو وتزيل بقدرها جزءاً مساوياً لها من صفحة اللوح وإليك الأدلة القرآنية : قال تعالي (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154، أي في نسختها أي في صفحتها أو لوحها الذي أزيل ومحي فراغه بما كتب علي صفحته من الهدي ، وفي قوله تعالي : (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29) , فلما كان المقصود هو بيان حال ( صحائف كتابنا ) جيء بكلمة نستنسخ ، أي نسود صحائفكم البيضاء الفارغة بقلم الملائكة الحفظة الكتبة ، حتي محت آثار أعمالكم ( الخير أو الشر ) فراغ صفحات كتابكم فحولتها من فارغة إلي ممتلئة ، وهكذا فإذا كان القصد هو الكلام علي الصحائف جيئ بلفظة الإستنساخ والتي تعني المحو والإزالة لفراغ الصفحة لتصير ممتلئة بالكلمات المكتوبة ؟ وهو هنا لم يخرج عن معني المحو والإزالة . 2- اللغة العربية : في المعجم الوجيز : ( نسخ الشيء_ نسخا : أزاله ويقال نسخ الله الآية أزال حكمها وفي القرآن الكريم : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106، ويقال نسخ الحاكم القانون : أبطله والكتاب : نقله حرفا بحرف حتي يصنع كتابا يُمحي فراغ صحائفه بحروف الكتاب الأول المنقول منه ، وانتسخ الشيء نسخه ، والكتاب نسخه وتناسخ الشيئان : نسخ أحدهما الآخر ، _ يقال : أبلاه،،، وتناسخ الملوين : أي الليل والنهار ، أي يل الليل مكان النهار ثم يحل النهار مكان الليل . وتناسخت الأشياء : أي كان بعضها مكان بعض ، واستنسخ الشيء طلب نسخة ، والنسخة هي صورة المكتوب أو المرسوم، ( يعني صفحته التي دون فيها المكتوب أو المرسوم ) ومن المعجم الوسيط : (صفحة 917) : نسخ الشيء نسخا أي أزاله يقال نسخت الريح آثار الديار ونسخت الشمس الظل ، ونسخ الشيب الشباب ويقال نسخ الله الآية أي أزال حكمها وفي التنزيل(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) ويقال نسخ الحاكم الحكم والقانون أي أبطله ، ومن لسان العرب ( نسخ ) نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه ( التهذيب) والنَّسْخ ( صنع نسخة باكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف والأَصل نُسخَةٌ والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه ( قلت أي أزيلت حالة صفحة المنسوخ فيه بالمنسوخ منه إذ قام مقامه حرفاً بحرف ) والكاتب يسمي كاتب إذا قصد به الإثبات بالتدوين بالقلم ، ويسمي ناسخ ومنتسخ إذا قصد بفعله محو لون الصفحة وإزالة فراغها بما يخطه هو فيها فيملؤها بمنهجه : ( قلت البنداري : يعني تبدل حال ألواح الكتاب الثاني بما نقل في صحائفه من الكتاب الأول ) وفي التنزيل ( إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ( أي نصنع صحائف الكتاب الممتلئ بأعمالكم التي سجلها الملائكة الحفظة بعد أن كان فارغا فيثبت عند الله نسخة ) ، والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه/ وفي التنزيل ( ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها) والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي (النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره) ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء من مكان إِلى مكان وهو هو قال أَبو عمرو حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض فقال لثعلب إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب كلاهما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَولى به من هذا ولا هذا أَولى به من هذا الفرّاء وأَبو سعيد مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً بمعنى واحد ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به وأَداله والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غيره الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك وفي الحديث لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ونسَخَت الريح آثار الديار غيرتها والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن 3/61
المدعمات من القرآن الكريم
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106: [ قلت البنداري : أي ما نمحو من آية أو نزيلها بالإنساء نبدلها بخير منها أو مثلها ]
= ( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154 ، والقصد هنا هو بيان تحول حالة الألواح من الفراغ قبل لقاء موسي لله تعالي إلي الإمتلاء بالهدي والرحمة بعد لقاءه جل وعلا .
0 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52، وهو هنا ذات المعني أي فيمحو الله ما يلقي الشيطان في أمنية الرسول ، ثم يثبت هو سبحانه آياته فقد جاء في الأولي بمدلول المحو (فينسخ) وفي الثانية بمدلول الإثبات ( ثم يحكم ) 0 وفي قوله تعالي : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، يعني نصنع صحائف سودها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم تعملونها والمعني أن هذه الصحائف قد محي وأزيل فراغها بآثار ما كنتم تعملون من خير أو شر .] ،،، ثم يقول مسترسلا : أو تنسخ أعمال البشر، يقول تعالى ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لاَ نَسْمَعُ سِرّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىَ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ (الزخرف 80). [ قلت البنداري : قال تعالي : يكتبون ولم يقل ينسخون لأن الكلام علي ما يثبته رسل الله علي العباد بالقلم كتابة ، وليس علي ما يمحونه أو يزيلونه ]، ثم يستأنف صبحي ضلالاته وعكه فيقول : فالملائكة تكتب وتسجل- أو تنسخ كل أعمالهم.[ وأقول البنداري : أما تكتب وتسجل فنعم وأما تنسخ أعمالهم فلا ، فليس للملائكة حق النسخ أو محو أو إزالة ما كتب علي العباد أو لهم ، ألم تقرأ قوله تعالي (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) ولم يقل كراما ناسخين كما يزعم الصبحي ، ويقول تعالي ( قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21_ ولم يقل كراماً ناسخين ؟؟
فهو هنا
جاء بلفظة يكتبون وما علمنا أن القران قد
استخدم لفظة نسخ بمعني كتب قط ولا جاء ذلك ولو في موضع واحد منه ، وكذلك ما جاء في
قوله تعالي (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ،،،، ] ثم يقول
منكر السنة : يقول الله تعالى عن بعض المشركين ﴿أَفَرَأَيْتَ الّذِي كَفَرَ
بِآيَاتِنَا وَقَالَ لاُوتَيَنّ مَالاً وَوَلَداً. أَطّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ
اتّخَذَ عِندَ الرّحْمَـَنِ عَهْداً. كَلاّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدّ لَهُ
مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً﴾ (مريم 77: 79). أى أن الملائكة ستنسخ أى تكتب قوله الآثم
وسيؤاخذ به.[ وأقول البنداري هذا الضلال الصبحي
وتأويلاته المرسلة بل والمتعمد فيها مخالفة واقع القرآن الكريم وحقيقة معانيه، ففي
الآية استخدام للفظة ( سنكتب ما يقول)، فلماذا يحشر في سياق تفسيره لفظة ( ستنسخ )
،إن لفظة ( سنكتب تعني سنثبت ما يقول _
وأما لفظة ( سننسخ ) فلم ترد الا
علي لسان محرف معاني القرأن أحمد صبحي ، وهي تعني الضد من سنكتب ، فلفظة سنكتب
تعني سنثبت كتابة ولفظة سننسخ تعني: نمحو
ونزيل ، ولم يخول الملائكة الكتبة في محو شيء أو إزالته في كثير أو قليل انظر
الآيات: كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ
بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ
مَا تَفْعَلُونَ (12) ولم يقل كراما ناسخين كما يزعم الصبحي ، ويقول تعالي ( قُلِ
اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 ] ولم يقل ينسخون ، ] ، ثم يتمادي منكر السنة في
غيه وضلاله فيقول : يقول تعالى عن المنافقين ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا
بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيّتَ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الّذِي تَقُولُ وَاللّهُ
يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ﴾ (النساء 81). أى أن أعمالهم يسجلها الله مهما أخفوها.
إذن قوله تعالى ﴿إِنّ كُنّا نَسْتَنسِخُ مَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يعنى نكتب ونسجل وندون ونثبت. وليس بالطبع معناها أنا كنا
نحذف أو نلغى ما كنتم تعملون.[ وأقول البنداري : ألم أقل لكم أيها الناس
أن أحمد صبحي غبي جدا لا يفهم حتي أبسط معاني القرآن ، فلفظة نستنسخ غير لفظة ننسخ
، فأما نستنسخ فهي تعني : نصنع نسخا أي نصنع صحائف أي نصنع ألوحا يزول ويُمحي فراغها وبياض صفحاتها بما يخطه فيها الكتبة الكرام من الملائكة لأعمال العباد
الخير أو الشر فالمقصود الاشارة الي حال اللوح أو الصفحة بعد أن تتغير بتدوين
اعمال العباد، وليس المقصود الكلام علي
عملية الإثبات نفسها لأنه لو أراد الحديث عنها لاستخدم لفظة ( نكتب ) ، أما
لفظة ننسخ فهي التوجه الموجب لعملية المحو المباشر والإزالة ] ويستأنف الصبحي
فيقول :
4_ ويقول
تعالى ﴿وَلَماّ سَكَتَ عَن مّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا
هُدًى وَرَحْمَةٌ لّلّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (الأعراف 154).
فالآية تتحدث عن موسى حين رجع إلى قومه غضبان
أسفا وقد وجدهم يعبدون العجل، فتملكه الغضب وألقى الألواح، ثم حين هدأ وسكت عنه
الغضب أخذ الألواح وفى نسختها أى فى المدون والمسجل والمكتوب فى هذه الألواح.[ وأقول البنداري : وتأكيدا علي أن الحديث علي
الألواح وليس عن عملية التدوين نفسها أورد صبحي من حيث لا يدري هذه الآية : لأن
عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم ، ومنهج مكتوب ، وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي
معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون
المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد
الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما
يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1. النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، ( وانظر الآيات الكثيرة التي أوردناها في هذا المعرض في أول هذا الكتاب ، ] ثم يقول صبحي متماديا في خدعته وضلاله : وفى آية أخرى يقول تعالى عن نفس الألواح ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف 145) ، [ وأقول البنداري : في هذه الآية قصد الحديث عن مادة المكتوب المثبت من الهدي ( من كل شيء )، بالقلم متغاضيا عن وصف حال اللوح فاستخدم لفظة الإثبات ( وكتبنا ) فالمادة المكتوبة المثبتة بالقلم هي الهدي من كل شيء ووصفه بأنه موعظة وتفصيلا لكل شيء ولم يتناول هنا أى وصف للألواح التي كتب فيها هذا الهدي ، لذلك فتوجه أحمد منصور بقوله : ] إذن فالنسخ هنا كما فى الآيات الأخرى معناه الكتابة والإثبات والتدوين وليس العكس.[ هو توجه باطل محرف المعني مرسل الدليل ] .
|
ثانياً: النسخ بمعنى الحذف اتهام للقرآن
وأولئك الذين يجعلون النسخ
معناه الإلغاء والحذف يتهمون القرآن بأن ألفاظه متناقضة متضاربة معوجة. ورب العزة
يرد عليهم ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ
يَجْعَل لّهُ عِوَجَا. قَيّماً لّيُنْذِرَ بَأْساً
شَدِيداً مّن لّدُنْهُ وَيُبَشّرَ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً﴾ (الكهف 1،2(
ويقول تعالى ﴿قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي
عِوَجٍ لّعَلّهُمْ يَتّقُونَ﴾ (الزمر 28).
.والعجيب أننا لا نزال نستعمل كلمة "نسخ" بمعنى كتب، وأشهر أنواع الخط الذى تكتب به اللغة العربية هو خط النسخ لأن القرآن "منسوخ به" أى مكتوب به.[ الرد الإجمالي علي هذه الفقرة : لم يكن النسخ أي المحو والإزالة قط فيه أي اتهام للقرآن بالقصور أو العوج فقوله المبطل : وأولئك الذين يجعلون النسخ معناه الإلغاء والحذف يتهمون القرآن بأن ألفاظه متناقضة متضاربة معوجة ، أقول له : 1_ لقد تخطيت بسوء فهمك وغباءك الشديد ما سجله القرآن من حتمية حدوث النسخ في القرآن بمعناه المستقر في معاني القرآن ولسان العرب علي أنه المحو والإزالة ، قال تعالي : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ، فالمعني بين لا مراء فيه علي أن لفظة ننسخ هي نزيل ونمحو الا من هذا الأفاك ويدل ما بعدها من الألفاظ علي أنه المحو والإزالة _ فلفظة أو ننسها من ألفاظ المحو ، وعبارة نأت بخير منها هي من عبارات المحو تبديلا بالأخير ، ولفظة أو مثلها هي من عبارات المحو تبديلا بالمثل ،وإذ ذلك كذلك فكل ما يقره القرآن فروضا مستقيمة لا عوج فيها ولا تضارب ،
2_ أن النسخ في لغة ولسان القرآن هو المحو والإزالة والله تعالي أنزل هذا القرآن بلسان العرب وقد قدمنا الآيات الكثيرة الدالة علي أن لسان القرآن هو لغة العرب ، وأن معاجم اللغة جميها تواترت علي أن نسخ بمعن محا وأزال ، ولا أجد مشكلة قط إلا في فهم أحمد صبحي منصور الغبي ومحاولة فرضه علي الله ورسوله ، وترك البصمة الصبحية الغبية جدا علي تراث المسلمين في هذه القضية ، بالتحريف والتغيير المتعمد من ناحية أوليائه . إن اتهامه لمنهج النسخ والمحو في دين الله علي أنه عوج هو اتهام باطل ، فالله الذي قال : ( قلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161 ، و( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) التوبة/ 36 ، هو الذي شرع فيه شريعة النسخ بألفاظ لا تقبل اللغط الصبحي والجدال العلماني القذر ، وكل زعم بأن شريعة النسخ في القرأن أنها عوج مردود علي أصحابه فهي شرعة الاستقامة والكمال ]
ثم يستأنف هذا الصبحي فيقول : ثالثاً: النسخ فى التراث القديم معناه الكتابة والإثبات، والأعجب أن كتب التراث والأحاديث تعترف بأن معنى النسخ هو الكتابة والإثبات وليس الحذف والإلغاء، فالبخارى فى أحاديثه عن كتابة المصحف يقول أن عثمان أمر بأن (ينسخوها من المصاحف) أى يكتبونها.[ قلت البنداري : طبعا هذا عين التضليل أن يكون معني ينسخوها من المصاحف أي يكتبونها ، بل المعني أن يصنعوا نسخا أي صحائف ورقية يُمحي فراغها الأبيض بما يكتب فيها مما حفظوه منها فتصير بذلك نسخة جديدة من المصحف ، فالقصد هو الصحائف المصحفية المصنوعة ،] ويستأنف قائلا : هذا وفى رواية (فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلى إلينا بالصحف ننسخها فى المصاحف) أى نكتبها فى المصاحف،[ وأقول البنداري : ننسخها أي نصنع منها نسخا وألواحا في المصاحف وفي هذا كل الوضوح في أن المقصود ليس عملية الكتابة إنما المقصود هو صنع نسخة ورقية من المصحف تمحي فراغ أوراقها بما يُخَط فيها من كلمات القرآن ، ] .
.ويسترسل اجمد صبحي قائلا : وتقول الرواية (فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.. فنسخوها فى المصاحف) أى نكتبها،
[ قلت البنداري : لا ليس المقصود كتابتها ولكن المعني : فأرسلت بها حفصة أي النسخة الورقية أو نسخة الألواح فنسخوها أي صنعوا منها نسخة في المصاحف أي نسخة تميزت بتحول حال أوراقها من الفارغ قبل الكتابة الي الممتليء بكلمات الله بعد الكتابة فالمقصود حال النسخة قبل وبعد الكتابة ، ولا قصد هنا مطلقا لعملية الكتابة نفسها بل القصد هو صنع النسخة أي الصحائف المصنوعة والتي محيت فراغاتها بما تسجل فيها ]
وما زال يقول المارق : وتقول رواية أخرى "ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة" ويقول زيد بن ثابت "لما نسخنا الصحف فى المصاحف" أى أن كل رويات تدوين المصحف استعملت كلمة "نسخ" بمعنى كتب ودون وأثبت وليس بمعنى حذف وألغى وأبطل..[ نفس المعني ففعلوا حتي نسخوها أي صنعوا منها نسخة في المصاحف أي نسخة تميزت بتحول حال أوراقها من الفارغ قبل الكتابة إلي الممتليء بكلمات الله بعد الكتابة فالمقصود حال النسخة قبل وبعد الكتابة، ولا قصد هنا مطلقا لعملية الكتابة نفسها بل القصد هو صنع النسخة أي الصحائف المصنوعة والتي مُحِيَت فراغاتها بما تسجل فيها، فبعد صنع هذه الصحائف الجديدة المنقولة من مصحف حفصة، رد عثمان الصحف إلي حفصة وهكذا فالتعويل هنا علي صنع الصحائف المصحفية الجديدة المصنوعة بمحو فراغات الأوراق الفارغة الجديدة وتحويلها إلي ممتلئة بآيات الله بعد عملية النسخ أي التحويل ، ]
ثم يقول صبحي : وأهمية هذه الروايات فى كونها تستعمل كلمة نسخ بمعنى كتب فيما يخص المصحف [ وأقول البنداري ما زال الصبحي يعيش الوهم بفهم متخلف يحاول فرضه علي المسلمين وعلي مقررات اللغة ولسان القرآن فكلمة نسخ لا تعني كتب مطلقا بل تعني صنع نسخة ( وصنع النسخة يحدث بوجود أوراق أو ألواح فارغة يحولها الناسخ الي نسخة أو أوراق أو ألواح ممتلئة ، يتحقق بها محو حال الورق أو الألواح من فارغة قبل عملية التحويل الي ممتلئة بالقرآن بعد التحويل هذه هي صناعة النُسَخ ]
ويستكمل صبحي : فيقول أو القرآن. إلا أن العصر العباسى ما لبث أن غير المفهوم إلى النقيض تماماً.
6- رابعاً: الجذور الدينية والتاريخية
رابعاً: الجذور الدينية والتاريخية للقائلين بحذف الأحكام تحت دعوى النسخ فى عصر الرسول عليه السلام كره المشركون ما أنزل الله وطالبوا بالإتيان بكلام آخر غير القرآن، أو بحذف بعض القرآن، وجاء الرد بأن النبى لا يملك ذلك وأنه متبع للوحى يخاف عذاب يوم عظيم.يقول الله تعالى﴿وَإِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيّنَاتٍ قَالَ الّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـَذَآ أَوْ بَدّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أُبَدّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيَ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ إِنّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (يونس 15).
[ تعليق البنداري :
1_ كان طلب الكفار أن يأت النبي بقرآن كامل غير هذا القرآن ، أو يبدله ، ولأنه رسول مؤتمن علي الوحي من القرآن فلا يملك ذلك وكان رده دليل علي ذلك ، فلا دخل مطلقا لهذه الآية بجواز حدوث النسخ في بعض آيات القرآن من عدمه ؟ ]
ثم يستأنف صبحي قوله:وفى سورة الإسراء يقول تعالى عن محاولات المشركين ضد القرآن والنبى ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاّتّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلاَ أَن ثَبّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً. إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً﴾ (الإسراء 73: 75) [ تعليق البنداري : وقد استدل احمد صبحي بهذه الآية في غير موضع الاستدلال فهذا الذي أوحي الله إليه هو القرآن وهو الذي جاء فيه (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ، فليس للنبي أن يقتري علي الله غير هذا القرآن بل إن تثبيت الله تعالي للنبي (صلي الله عليه وسلم) كان منه إجازته سبحانه لعملية النسخ ومحو بعض آيات الأحكام بإذنه هو سبحانه ، وانظر الي قوله تعالي عندما تكلم عن تنجيمه تعالي للقرآن (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32) وتنجيم نزول القرآن هو بوابة النسخ الرئيسية ومحو ما يراه الله أن يُمحي في فترة المُكث الطويلة التي نزل فيها القران ، ]
ويستكمل صبحي حديثه فيقول إن حفظ الله للقرآن حال دون محاولات المشركين التأثير على النبى إذ ثبته الله وقواه فباءت محاولاتهم فى تحريف القرآن أو حذف بعض آياته بالفشل. إذن كان مشركو مكة أول من دعا لحذف الآيات، ولم يستخدموا تعبير النسخ بالمفهوم الخاطئ الذى يعنى الحذف، وجاء الرد بأن الرسول لا يملك أن يبدل كلام الله وأن حفظ الله للقرآن فوق كيد المشركين.[ طبعا يُحمّل منكر السنة معني الآيات السابقة تصوره الخاطيء فمحاورة الكفار للنبي (صلي الله عليه وسلم)لم تكن علي محو آيات من القرآن محدودة بنفس القدر الذي حدده الله تعالي في قوله ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) برغم أن النبي (صلي الله عليه وسلم) ليس له أن يغير حرفا من كتاب الله ، إلا بإذن الله تعالي ، بل كانت مساومة الكفار علي محو كامل القرآن بقرآن آخر غيره أو تبديله بكامله ، وكان حفظ الله تعالي لكتابه من التبديل أو التغير بكامله أو حتي لبعض آياته من الأشياء التي تعهدها الله تعالي ، فمن من البشر يتجرأ علي الله تعالي ويزعم أنه يمحو من كتابه آية لكنه هو سبحانه صاحب التصرف فيمحو أو يثبت فهو الرب المهيمن والإله المعبود بما يُشرّع وله هو أن يبدل في بعض آياته أو يعدّل: قال تعالي : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101 ) ، فانتصب الدليل علي أن الله تعالي له أن يبدل آية مكان آية ، وذلك في الوقت الذي يمتنع علي أحد من خلقه أن يبدل كلمة من كلمات الله ، وقال تعالي : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115 ) ، فامتنع علي أحد من خلقه أن يبدل كلمة من كلمات الله ، وقال تعالي (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34 ،أي لا يمكن لبشر أو مخلوق أن يبدل كلمات الله تعالي فالله وحده هو الذي يبدل ما يريد أو يثبت وهو نفس المعني في قوله تعالي (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27 ) ،أي لا يستطيع أحد من الخلق أن يبدل كلمات الله ، بل الله تعالي هو القادر وحده علي ذلك ،قال تعالي ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ) الفتح / 15 .وقال تعالي : و ( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الاعراف / 95 ، و( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29 ، أي العهد والوعد الذي أخذه الله تعالي علي نفسه ، وكذلك التشريع بعد أن اكتمل وارتفع الوحي ومات النبي (صلي الله عليه وسلم).
_ وفي سورة الرعد / 39 يقول تعالي (وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً
وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ
أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ
الْكِتَابِ (39) / الرعد/39، فأطلق الله تعالي قدرته في محو وإثبات ما يريد أليس
عنده أم الكتاب ؟ فأي وضوح بعد ذلك وأي بيان أنصع من الضوء في أن الله تعالي ينسخ
أو يثبت ما يشاء من آيات, ثم يقول احمد
صبحي : وتردد فى القرآن أن كلام الله لا مجال فيه للتبديل أو الحذف أو الإضافة
يقول تعالى ﴿وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاّ مُبَدّلِ
لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنعام 115[ تعليق البنداري : يفهم احمد منصور نفس الفهم الخاطيء فالآية تتكلم عن انعدام قدرة
أي أحد من المخلوقات ملائكة كانوا أو جن
أو بشر علي تغيير شيء أو تبديله لكلمة من كلمات الله , وهي بالطبع لا تعني انعدام
قدرة الله علي أن يبدل هو بعض كلمات التشريع القرآني أو أي شيء في الوجود فقدرة
الله علي كل شيء مطلقة ] .
ويستأنف احمد صبحي فيقول
: ويقول تعالى لرسوله ولنا: ﴿وَاتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبّكَ
لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ (الكهف) 27).وتكرر نفس المعنى فى مواضع أخرى ﴿وَلاَ
مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نّبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الأنعام
34). ﴿لَهُمُ الْبُشْرَىَ فِي الْحَياةِ الدّنْيَا وَفِي الاَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس 64).[ [ تعليق البنداري : كل هذه الآيات تتكلم عن انعدام مقدرة أي كائن مخلوق وعدم
استطاعته ولو جمع الخلق جميع علي تبديل كلمة من كلمات الله ،
_ فقوله تعالي في: سورة الكهف : لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) وفي
سورة ( الأنعام 34 (وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ) وفي سورةيونس /64 (لاَ
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ) كل هذه الآيات تشير بالقطع الي أن أحدا من البشر أو
الخلق يقوي أو يستطيع أن يبدل كلمة من كلمات الله ويدل علي أن الله تعالي وحده هو
القادر علي تبديل ما يريد قوله تعالي (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ
وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101) _ وأما من جاء ليبدل كلام الله فلن يستطيع كما
فعل كفار قريش إذ قال الله فيهم (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ
إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن
يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن
قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا
قَلِيلاً }الفتح15 ) أم الله تعالي فله
مطلق الإرادة في تبديل كلماته أو تثبيت عهوده فهو سبحانه الذي يبدل مكان السيئة الحسنة (ثُمَّ بَدَّلْنَا
مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الأعراف 95 وهو سبحانه الذي يبدل ارادته فيعدم
قوما ويأت بغيرهم (إِلاَّ تَنفِرُواْ
يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ
تَضُرُّوهُ شَيْئا) التوبة / 39 ، وهو سبحانه الذي يقرر أن يبدل طفل المؤمنين
بغيره (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81) ، وهكذا في قوله تعالي : و(وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55) و(فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70) و (فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ
جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ
}سبأ16) و (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا
يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38) و ( نَحْنُ
قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ
نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) الواقعة / 61 و (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ
الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ
خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) / المعارج _ إِنَّ هَؤُلَاءِ
يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ
خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ
تَبْدِيلًا (28) / سورة الإنسان ] أما قول الصبحي : ويكفى أن رب العزة يقول عن القرآن الكريم: ﴿الَر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (هود 1). فكيف
يكون القرآن محكماً فى آياته ثم يأتى من يقول أن آياته فيها المحذوف حكمه والباطل
تشريعه ويسمى ذلك نسخاً؟؟ لا يقول ذلك الا من كان عدوا للقرآن غير مؤمن به .!!
[ تعليق البنداري : لم يزل فهم احمد صبحي متخلف مغلوط فالله تعالي عندما قال ( كتاب
أحكمت آياته ) إنما قال ذلك علي ما في علمه
وما سينتهي إليه أمر التنزيل بعد ارتفاع الوحي وانقطاعه وموت محمد النبي ((صلي الله عليه وسلم) وإلا فكيف يُحِكم الله آياته
والكتاب بعد لم يكتمل تشريعه ، إنما توجه القصد الي نهاية التنزيل وارتفاع الوحي
ولم نقل نحن أكثر من ذلك فقد تقدم قولنا أن عملية المحو والإنساء لبعض آيات الكتاب
إنما هي كائنة فقط أثناء حدوث التنزيل في ال 23 سنة التي تقدر للقرآن أن يتنزل فيهم
هذه الفترة التي لم يكن أُحكِم فيها القر
آن ولم تكن آيات الله قد أحكمت فيها هي
الفترة التي تضمنت عملية النسخ لبعض ما يريده الله تعالي وبإرادته وهي نفس العملية
التي كانت ضمن منظومة إحكام الله تعالي لكتابه فالإحكام الذي حدث بعد اكتمال
التنزيل شمل الآتي :
1_ اكمال التنزيل .
2_ أتمام التنزيل ,
3_ ورضا الله تعالي لأمة محمد الإسلام دينا،
4_ إتمام ما أراد الله تعالي رفعه أو محوه أو تبديله أو تغيره أو تعديله، وإثبات ما أراد أن يثبته بتنزيل هو خير مما رفع أو محي أو نُسّي ،
5_ انتفاء أي شائبة فيه واحتواؤه عل كل ما سيعبده الناس به وامتلاؤه بالمعجزات الباقية الي يوم القيامة وأكثر من ذلك ؟!ّ!
6_ إرادته سبحانه برفع الوحي وموت النبي (صلي الله عليه وسلم) ثم :
7_ إحكامه المنظور للناس من الكتاب : هنا وهنا فقط قد تم الكتاب وأحكمت آياته ولا مبدل لكلماته . ] ثم يعك أحمد صبحي فيقول قصصه المشهورة عن العصر العباسي والعصر الشبساسي ووجع الدماغ اللي هو فيه والوهم الذي يعيشه ، يقول : وبعد عصر النبوة والخلافة الراشدة انشغل المسلمون بالفتوحات والصراعات الداخلية إلى أن استقرت أمورهم نسبياً فى العصر العباسى حيث تم صبغ المجتمع المسلم بطابع ثقافى دينى استمر حتى يومنا هذا.[ تعليق البنداري : يتكلم الصبحي علي أمة الاسلام بعد النبي (صلي الله عليه وسلم) وكأنها تفلتت من عقال ، وكأنها لم يتأصل فيهم منهج رباني أعده الله علي مكث 23 سنة ، فتصور أن تابعي عصر النبوة من الصحابة وكبار التابعين قد ماجوا مع عصور الخلفاء وخاصة العصر العباسي ، فهو يزعم أنه قد تم صبغ المجتمع المسلم بطابع ثقافي ديني استمر حسب زعمه حتي الان ، وهو باختصار يريد أن يثبت أن هذه الصبغة الثقافية الدينية هي التي تأثر بها المسلمون بثقافات الفرس والروم وتأثروا بالدينة اليهودية في كثير من القضايا التي تؤرق منامه مثل النسخ وجمع الحديث وتدوينه وخلاف ذلك ؟ واحمد منصور لم يعلم عن أمة المسلمين التي وصفها الله تعالي في كتابه ولو علم لكف فورا عن قذف التهم ووسمهم بالتبعية لأحقر خلق الله علي الأرض (اليهود ) ثم العجم ، قال تعالي (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) / البقرة / 143، _ (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 ، _ (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }الأعراف181) ، . ] فكيف بخير أمة أخرجت للناس يصورها أحمد منصور علي أنها أمة تابعة لليهود تموج مع الحاكم اذا ماج ، وتؤلف الأحاديث المزورة حيب زعمه ؟!!! وإني لأعجب من هذا التوجه الصبحي وما وراء هذا التوجه العلماني العميل ، إن منهج الخيرية المحتمة لأمة الإسلام المخرجة للناس يقتضي وجود ريادة مستقلة يصنعها القرآن وسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) لا تنفك عن أمة الاسلام ، هذه الريادة تكون ضاربة في الدين والعبادة والثقافة والسياسة والاقتصاد والحربية ، والإجتماعية والعقيدة وكل جنبات الحياة . والدليل على تبعيتنا للعصر العباسى أن أئمتنا فى الفقه والحديث والتفسير وعلم الكلام والفلسفة هم أبناء العصر العباسى،[ تعليق بنداري : بل هم ابناء العصر النبوي ، التابعين لله ولرسوله وما أصحاب العصر العباسي ومن جاء بعدهم حتي يومنا هذا الا نموذج للكيانات المسلمة التي تربت علي حب رسول الله واتباعه وطاعة الله تعالي وطاعة رسوله ] يقول الواهم منكر السنة : وإن أسفار التراث المقدسة هى ما كتبها العصر العباسى خصوصاً ما اتصل منها بالحديث والتفسير والتصوف والتشيع[ تعليق بنداري : طبعا هذا كلام مرسل لا دليل عليه بل قد قام الدليل علي عكسه ،وفى العصر العباسى أتيح لأبناء أهل الكتاب والمجوس الذين أسلموا أن يقودوا الحركة العلمية بما لهم من تراث ثقافى سابق،[ تعليق البنداري : هنا يبث أحمد منصور السم في العسل فهو يريد أن يظهر استمرارية من دخلوا الدين الاسلامي في تأثرهم بأديانهم السابقة وثقافاتهم قبل الاسلام ثم تأثروا بها وصاروا بزعمه روادا في نشر محتويات هذه العقائد بين جمهور المسلمين ، لذا فهو يقول : :ولا يستطيع أحد أن ينكر دور "الموالى" فى ريادة الحركة العلمية منذ بدايتها إلى تطورها ونضجها.[ ان كان يقصد بدور الموالي أن يكون دورا تخلفيا هادما للاسلام فهو لم يقرأ تاريخ أو قرأه ويحرفه بهواه ، ذلك لأن الموالي من رجالات الإسلام قد كرسوا أنفسهم لحفظ هذا الدين والنبوغ فيه وحمله كما هو يزودون عنه من الدخلاء وقد تجنسوا بنسيجه القيم فصاروا منه وله مطوعين أنفسهم لتعاليسمه ومتمثلين توجيهاته بأكثر ما يكون الناس ((((((((((وأضيف أنا البنداري: (((([[[[[[[[[[ كانت النظرة الجاهلية للعبيد ، مليئة بمشاهد الاستضعاف للطبقة العاملة والمملوكة ، والهضم المستمر لحقوقها ، والنظرة الدونية التي يُنظر بها إلى أصحابها ، والمواقف التي تنطق بالاحتقار والكراهية ، واعتبار أن هذه الفئة من البشر ليست سوى آلات لم تُخلق إلا لخدمة أسيادها ، حتى أصبح الحديث عن حقوقهم مجرّد حلم يداعب الخيال ويُنسي مرارة الحرمان ، كان ذلك حتى أشرقت شمس الإسلام بمبعث خير الرسل – صلى الله عليه وسلم ، والذي جاء برسالة الهدى والحق ، والخير والعدل ، ليعيد الحقوق إلى تلك الفئة المهضومة ، ويعيد لها اعتبارها ، من خلال الآداب والتوجيهات التي تجلب النفع لها ، وتدفع الضر عنها . وكم كان الأثر عظيماً في نفوس من تعاملوا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – من العبيد ، فقد استطاع أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله ، ولننظر إلى قصّة زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقد استقرّ في بيته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ، وظلّ هناك يقوم على خدمته ويرعى شؤونه ، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فانطلق مسرعاً إليه ، وطلب منه أن يرد ولده ، فنظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى زيد وقال : ( إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك ) ، ولم يطل اختيار زيد رضي الله عنه ، فلم يكن ليفضّل عليه أحداً ، فقال : بل أقيم عندك ، فسُرّ النبي – صلى الله عليه وسلم – من موقفه فقرّر أن يتبنّاه ، وهكذا عاش زيد رضي الله عنه عيشةً هانئةً راضية ، ينسبه الناس فيقولون : زيد بن محمد حتى أبطل الله عادة التبني ، والقصة مذكورة في معجم الطبراني .
والذين تشرّفوا بخدمة النبي – صلى الله عليه وسلم - من العبيد والإماء وغيرهم من الأحرار جمعٌ كبير ، ويمكن العودة إلى كتاب " زاد المعاد " للإمام ابن القيم لمعرفة أسمائهم ، حيث عقد فصلاً بيّن فيه أسماءهم جميعاً . وإذا تتبعنا التوجيهات والحقوق التي قرّرها النبي – صلى الله عليه وسلم – للموالي والخدم فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة في شريعة الإسلام ، فقد جعل لهم حقّاً في المأكل والمشرب والملبس ، ودعا عليه الصلاة والسلام إلى إشراكهم في الجلوس ، فقال في وصيّته الشهيرة : ( إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ) رواه البخاري ، وصحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله : ( للمملوك طعامه وكسوته ) رواه أحمد ، وينقل لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يوصى بالمملوكين خيراً ويقول : ( أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم من لبوسكم ، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وفي المشاركة في الجلوس قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه ، فإن لم يقبل فليناوله منه ) رواه البخاري في الأدب المفرد
ويؤكد النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة الإحسان إلى الخدم والعبيد ، وأن ذلك من أبواب الصدقة فيقول : ( وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة ) رواه أحمد ، وجاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال : عندي دينار ، فقال له : ( أنفقه على نفسك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على زوجتك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على خادمك ، ثم أنت أبصر ) رواه البخاري في الأدب المفرد . ولما كان الخدم وغيرهم من الضعفاء مظنّة الهضم والظلم ، شدّد النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريم أكل أموالهم أو تأخيرها فقال : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجة .
وسلك النبي – صلى الله عليه وسلم – مع هؤلاء مسلك التعليم والإرشاد ، والابتعاد عن التوبيخ والتقريع تجاه ما يصدر منهم من هفوات بشريّة لا يسلم منها أحد ، يقول أنس رضي الله عنه : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ، والله ما سبني سبة قط ، ولا قال لي أفًّ قط ، ولا قال لي لشيء فعلته : (لم فعلته ) ، ولا لشيء لم أفعله : ( ألا فعلته ) ، رواه أحمد . كما نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن تكليف الموالي بالأعمال فوق طاقتهم ، فقال : ( لا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) رواه البخاري .
وإبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من ضرب الموالي وتعذيبهم ، نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك فقال : ( ولا تعذبوا خلق الله عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تضربوا المسلمين ) رواه أحمد . وكان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه إذا رآهم يعتدون على مواليهم بالضرب ، كما حصل مع أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه حين ضرب غلاماً له ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ) ، فقال أبو مسعود رضي الله عنه : يا رسول الله ، هو حر لوجه الله ، فقال له : ( أما لو لم تفعل لمسّتك النار ) رواه مسلم . وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ضرب الموالي بغير حقٍ ذنباً يستوجب الكفارة ، وجعل الكفارة هي العتق ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( من ضرب غلاما له حداً لم يأته – أي بغير حدٍ - أو لطمه ، فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم ، وأمر عليه الصلاة والسلام سويد بن مقرن بإعتاق خادمة له قام بضربها ، فقيل له : ليس له خادم غيرها ، فقال : ( فليستخدموها ، فإذا استغنوا خلوا سبيلها ) رواه البخاري في الأدب المفرد . ومن الآداب اللفظية التي جاء التنبيه عنها ، النهي عن استخدام ألفاظٍ في حق الموالي والخدم لا تليق إلا بالله عزوجل ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا يقل أحدكم : أطعم ربك ، وضّئ ربك ، اسق ربك ، وليقل : سيدي ، مولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، وفتاتي ، وغلامي ) متفق عليه ، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبيّة لله تعالى ؛ فمنع المضاهاة في الاسم ، ومثلها العبوديّة ، فالمستحقّ لها حقيقةً هو الله جلّ وعلا ، فنُهي عن ذلك لما فيه من تعظيم لا يليق بالمخلوق .
وفي تزويج النبي – صلى الله عليه وسلم – لعددٍ من أصحابه الموالي رسالةٌ واضحةٌ في أن العبرة والمعوّل عليه إنما هو الدين والخلق والتقوى ، بغضّ النظر عن المكانة الاجتماعيّة ، فقد زوّج مولاه زيد بن حارثة بقريبته زينب بنت جحش الهاشمية رضي الله عنهما ، وزوّج أسامة بن زيد بفاطمة ينت قيس القرشية ، فكان هذا النموذجان أسوة للأمة من بعده. وكما قرّر النبي – صلى الله عليه وسلم –الحقوق ، بيّن في المقابل الواجبات التي ينبغي على المملوك أو الخادم مراعاتها ، فقال عليه الصلاة والسلام مذكّراً وناصحاً : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ) رواه البخاري . وهكذا حيثما قلّبت النظر في سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – تجد الكمال في الأخلاق ، والعدل في الأحكام ، والحلم في التعامل ، فصلوات الله وسلامه عليه . هذه الشرعة التي ارتقت بالموالي الي أسمي درجات العيش الكريم جعلت منهم حماة لهذا الدين القيم ، حتي في مواطن الصراع السياسي في عهد الدولة العباسية وما بعدها حيث كان الموالي يفرقون جيدا بين دينهم الذي اعتنقوه وآمنوا به وبين دهاليز القصور السلطانية والحكم ، ولم تغير ثقافاتهم كما يزعم صبحي وأقرانه في مسار اسلامهم وحفظ دينهم قيد انملة ، بل كانوا خير صف في خير كتيبة لخير جيش وقف يزود عن الاسلام ويحفظ سيرته وسنة نبييه فضلا عن قرآنه ؟ ومهما قيل عن أثر الموالي في بث ثقافات أصولهم وعصبياتهم السابقة فلم يكن ذلك الا في أروقة الحكم وساحات السلاطين وكان الاسلام وتعاليمه خطا أحمر لكل مولي أو ولي ولكل عبد أو سيد لا يستطيع كبير أو صغير ولي أو مولي سلطان أو جمهور من الاقتراب منه أو اضافة عليه أو انقاصا منه ، ويمضي في كل عصر عهد الله تعالي بحفظ دينه قال تعالي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 والذكر هو القرآن والحكمة/ أي سنة النبي (ص) ]]]]]]]]]]]]))))))))))))))))
@
|
ثم يستأنف البنداري فيقول:ونرجع
الي وجع الدماغ الذي يثيره احمد صبحي حيث يقول : وفى العصر العباسى الثانى بالذات انتسب أولئك
الموالى لأسماء عربية وإلى "ولاء" القبائل العربية المشهورة،
وأهملوا أصولهم القديمة وأصبحوا ضمن النسيج الذى قام عليه المجتمع المسلم، وكانوا
فيه أعمدته العقلية والثقافية. ومن الطبيعى أن تعود من خلالهم المفاهيم القديمة
التى كانت سائدة قبل الإسلام واستترت فى فترة الفتوح، وبعد كمون عادت للظهور
مستترة بأحاديث منسوبة للرسول وبتأويلات للقرآن فأمكن تطويع العقائد الإسلامية
الأصلية لأهواء المسلمين الجدد أبناء أهل الكتاب وأصحاب الثقافة القديمة.[ تعليق البنداري : هنا
تستحكم عقدة احمد صبحي منصور الأزلية في تصوره المجنون جدا عن الأحاديث النبوية ،
ومزاعمه الكاذبة عن اختلاق الأحاديث النبوية والت يزعم أنها صنعت بالأطنان ، ولم
اجد باستقراء التاريخ أمة من الأمم التي خلقت علي ظهر الأرض حتي أمم ما قبل
التاريخ من استطاه أن يصنعوا تاريخا كاذبا
لسيرتهم وأمجادهم فضلا عن يكون ذلك بالأطنان اللهم الا أن يكون ذلك في أنسجة
وخلايا مخ أحمد صبحي المريض عقلا والمعتل نفسا ؟!!]
واليك جنونه الذي لا يعقل أو يصدق
: إذ يقول : ومن خلال اختراع الحديث والتفسير كان علاج الفجوة بين ما يقوله القرآن
وبين ما يؤمن به المسلمون الجدد فى العصر العباسى، فما لا يتفق مع القرآن مع هواهم
كانوا يعطلون حكمه بدعوى أنه "منسوخ" وما يريدون إضافته للإسلام كانوا
يخترعون له حديثاً ينسبونه للنبى عليه الصلاة والسلام، أو يقوم "التفسير"
أو "التأويل " بذلك حين يضعون آراءهم ليغيروا بها معانى الآيات، وبمرور
الزمن تصبح آراء المفسرين حكماً على كلام الله، ولا تقوم الآية القرآنية بمفردهم دليلاً
إلا إذا كان معها ما يؤكدها من كلام المفسرين.وهذا لايزال سائدا حتى الآن يؤكد
الاعتقاد السائد لديهم ان القرآن لايكفى فى الهداية ولا بد معه من كتب الأئمة من
أحاديث أو تفسير لنفهم من خلالهم كلام الله تعالى طبقا لاعتقادهم حتى لو خالف وضوح
الآيات القرآنية .[ تعليق البنداري : واحمد صبحي يتعامل مع القاريء في قضاياه خاصة
انكاره لسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) بأحد
ثلاثة اعتبارات : الاعتبار الاول : يتعامل مع قارئه علي أنه جاهل لا يمكن أن يميز أو يتساءل حتي عن
نقاط التضاد المتلاحقة في كلامه والخروج عن الموضوعية ومن هذا الإعتبار يري نفسه
فوق الشبهة وعلي مستوي الريادة والعلو
الفكري ، فله أن يقول فيسمع مهما كان كلامه خرافة ؟!! ولعله معذور في ذلك نسبيا
فموقعه قد ملئ بالمصفقين دائما له حتي من قبل أن يقرؤا مقالته ، واذا قرؤها عموا
عن تناقضاته واذا عبروا عن انفسهم بردود تقطّر جبينك عرقا خجلا مما يقولون وتستشيط غضبا مما يعكون . الاعتبار الثاني: تصوره أن الناس سيقبلون كذبه
ودجله المنمق ، والمسوي بطريقة الأقاصيص
الطويلة والقص واللصق من كل دليل حِتّة ، وأنهم لا يمتلكون المقدرة علي البحث
وتفنيد الأدلة وعرضها علي أصول الحجاج العلمي . الاعتبار الثالث : سيطرة الاوهام
علي نفسه من خلال مجموعة عقد نفسية اجترته الي فرض المستحيل بدرجة يري فيها أنه
يأتي بالتايهة دائما مما يعطيه انطباع بأن القاريء سيصدقه والحقيقة أن أحدا من
الناس لا يصدقه ولا يعير جنونه اعتباراً إلا
اتباعه وبعضهم يري اللا موضوعية في كلامه فيتركه ويخرج عليه ونماذج من تركوه بعد
اتباع كثيرة . وما يعرضه الآن من خرافاته
عن تأليف الأحاديث ما هو الا أحد هذه الاعتبارات أو مجموعها. ] وسيكذب كذبة عظيمة في الأسطر التالية عن النسخ
فيقول إفكا : على أن مفهوم النسخ- معنى الحذف والتبديل والإلغاء- له جذور فى
التاريخ الإسرائيلى، حيث تفنن بعض اليهود فى التحايل على أوامر الله والتحايل على
أحكام التوراة. هذا مع أن الله أخذ عليهم العقد والميثاق ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءِكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مّن
دِيَارِكُمْ ثُمّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (البقرة 84). [
تعليق البنداري : سيدور هذا الأفاك صبحي
بالقاريء في مدارات لتتويهه عن أصل الحقيقة ، فالنسخ في شريعة الاسلام معناه اللغوي والقرآني هو المحو والإزالة أو
الإنساء ، أو التبديل أو التعديل ، ولا
صحة مطلقا لما يزعمه الكذاب صبحي من اقتباس هذه المعاني من شرعة اليهود ، ألم يذكر
الله تعالي لفظ المحو صريحا في كتابه بقوله ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }الرعد39 ___ ، وقوله تعالي ( مَا نَنسَخْ
مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106_____ ، وقوله تعالي
( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ
قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
}النحل101_____، و( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) الاعراف /
95 ___، و(وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ
وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16 _ والتبديل هو أحد صور المحو والنسخ
؟؟؟؟]
ثم يقول الخرف صبحي : وبعد الإقرار والشهادة
يذكر القرآن كيف كانوا ينقضون العهد ويبطلون الأحكام حسب أهوائهم لتتمشى التوراة
مع مصالحهم، يقول الله تعالى فى الآية التالية: ﴿ثُمّ أَنْتُمْ هَـَؤُلآءِ
تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مّنْكُمْ مّن دِيَارِهِمْ
تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىَ
تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ
إِلاّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدّونَ إِلَىَ
أَشَدّ الّعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة 85). أى
أنهم أبطلوا العمل ببعض الآيات وآمنوا ببعضها، أو بتعبير القرآن ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾.أو بتعبير العصر العباسى قالوا أن
هذه الآية الأخرى منسوخة وذلك لأن الأحفاد فى العصر العباسى سلكوا مسلك أجدادهم
شبراً شبراً. وفى عصر أبى جعفر المنصور
ثانى الخلفاء العباسيين ظهر العالم اليهودى أبو عيسى ابن يعقوب الأصفهانى، الذى
ابتكر فى اليهودية مصطلح النسخ فى التوراة بمعنى الحذف والإلغاء للأحكام، وتبعه
جماعة عرفوا بالعيسوية، وأولئك العيسوية وزعيمهم كانوا أول من استخدم مصطلح النسخ
بمعنى الحذف وإلغاء الحكم. ولم يوافق أغلبية اليهود فى العصر العباسى على ما ذهب
إليه العيسوية فى ذلك المعنى الجديد لكلمة النسخ- لأسباب لا محل لذكرها هنا- وكانت
طائفة الشمعونية اليهودية أظهر من أنكر وجود النسخ- بمعنى الحذف فى التوراة.
والذى يهمنا هنا أن الجدال بين اليهود حول مصطلح
النسخ الجديد وعلاقته بنصوص التوراة أمتد إلى حلقات العلم عند المسلمين فى العصر
العباسى، حيث كان لليهود دور الريادة العلمية فى تاريخ الحضارة والفكر عند
المسلمين، [ تعليق البنداري:هذا الكذاب احمد منصور ، يمتلك
مقدرة فائقة علي الكذب وتنميقه بصورة تخيل علي القاريء البسيط ، وتُلبّث عليه أمره
، ومن غدره وانعدام أمانته أنه لا يذكر
الحقيقة حتي تاريخيا رحمة بمن يقرؤون له من البسطاء بل امتلأت نفسه بالقسوة وعدم
الرحمة والضلال البيّن ، إذ كان يجب أن يوضح للبسطاء من اتباعه ، أن تداول اليهود
لبعض المعتقدات العامة التي يشتركون فيها مع غيرهم مثل مفهوم النسخ كما يزعم ليس
دليلا علي اتباع هذا الغير لهم والإقتباس منهم ، وخاصة المسلمين الذين حباهم الله
بقرآن عظيم وحكمة نبي كريم يحبه الله ويحب الله ، فللمسلمين كتابهم ونبيهم ودينهم
، وهو في موضع العلو بالنسبة لغيره من الاديان السابقة وقد بيّنتُ أصول شريعة
النسخ والمحو والتبديل التي أصّلها القرآن
الكريم في كتابه ] كل ما سيذكره الكذاب أحمد صبحي منصور في الأسطر القادمة ليس له
مستند يصح بل هو من كلامه المرسل الواقع تحت تأثير اعتلاله النفسي والعقلي ] حيث يقول الكذاب صبحي : ويكفى أن نذكر من
أساطير اليهود فى ذلك المجال كعب الأحبار ووهب بن منبه وأخاه وعبد الله بن سلام،
وأولئك دارت حولهم ورايات الحديث والسنة والتفسير والقصص وتاريخ الأنبياء والأمم
السالفة.
وكان طبيعياً بسبب هذه الريادة أن ينزع
الدارسون المسلمون إلى تقليد كل ابتكار يهودى،[ قلت
البنداري:تصوروا ايها الناس كيف لفكر احمد منصور السقيم أن يصور للناس
أن خير أمة أخرجت للناس تتولي عن دينها وتنزع كما يزعم إلي تقليد كل ابتكار يهودي
، معللا ذلك الي ما يسميه ريادة اليهود ، هذا الأصم الذي لم يسمع قول ربنا تبارك
وتعالي (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ
فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85
_ (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139
_ ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً.. ) الفتح /29
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً.. ) آل عمران / 118
_ (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء.. ) النساء / 89
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة57
_ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء... ) الممتحنة / 1
ومن كل ما ذكرنا من الآيات السابقة يتأكد أن الله تعالي قد ربي أمة الإسلام والتي قال فيها (كنتم خير أمة أخرجت للناس) علي كراهية الكفار واليهود ومناهجهم بل قد حرم اتخاذهم أولياء ومن الولاء الذي حرمه الله تعالي واستقر في قلوب المسلمين : الموالي منهم والأسياد ، في جيل النبي (صلي الله عليه وسلم) أو فيما جد بعده من عصور ، أن حرم الله تعالي تقليد الكفار واليهود فهي عند المسلمين قضية مقطوع بها أن لا يُقلد المسلم الذمي أو الكافر فكيف بأحمد صبحي يدعي ريادة اليهود بل ويتمادي في باطله وافترائه علي الله ورسول وأمة الإسلام بقول : وكان طبيعياً بسبب هذه الريادة أن ينزع الدارسون المسلمون إلى تقليد كل ابتكار يهودى؟؟؟!!!!!!!!
_ ثم هو يستكمل ضلاله الفاحش وزعمه الباطل بقوله : ( ومن هنا انتقلت عدوى مدلول النسخ الجديد إليهم،[ قلت البنداري : إن مدلول النسخ هو مدلول فطري غابرٌ استقر في فطرة الخلق جميعا علي أنه المحو والإزالة وتوارد هذا المعني في معاجم اللغة العربية الأصيلة التي يرفضها عدو الله ورسوله ، وما تداوله في مناهج اليهود ، وغيرهم بمعناه الحقيقي : المحو والإزالة إلا دليلا قاطعا علي قِدم هذا المعني وسيادته حتي في الأقوام السابقة وفي الديانات الماضية ، إن أحمد صبحي منصور قد سار علي درب ميرزا غلام أحمد زعيم القاديانيين ومن نحا نحوهم فشذوا هم بقلب معني النسخ إلي الضد ليتسني لهم خدمة أوليائهم من اللوبي اليهودي والمستعمر البريطاني ، ولكم أن ترجعوا إلي كتب التاريخ الأصيلة لتعرفوا لماذا لجأ هؤلاء وأولئكم إلي هذا الزعم الأبتر المجنون الذي خالف كل دلائل الإحتجاج العقلي والشرعي واللغوي ، والذي تأصل فيه معني النسخ علي أنه المحو والإزالة وليس الإثبات أو الكتابة كما يزعم مجانين هذا العصر : القاديانيّون والقرآنيّون وكلهم عملاء إما للبريطانيين أو اللوبي اليهودي بزعامة بايبس وأقرانه . ؟؟؟؟] ثم يقول منكر السنة:ولكن واجهتهم مشكلة أن القرآن ليس كالتوراة، إذ هو نص محفوظ بقدرة الله، فوق محاولات التغيير والتحريف والإبدال ﴿إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر 9). ﴿إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمّا جَآءَهُمْ وَإِنّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت 41و42( [ تعليق البنداري : ما زلت عند قولي في أن أحمد صبحي هو أحد شخصين ، إما أنه رجل جاهل جدا وتصدر زعامة مجموعة هم دونه في العلم ، أو أنه رجل معتوه يقوم بتكسير كل قواعد الفهم وأصول الحجاج بلا أهتمام ولا اكتراث ، إذ ما علاقة قوله تعالي : ( لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ) بتشريع النسخ الذي شرعه الله في كتابه وحمل العالمين عليه ، بل إن شئت قلت : أن وجود تشريع النسخ واستمراره وفضح مخططات من يريدون محوه هو من صميم حفظ الله تعالي لهذا القرآن ويدل علي صدق قولي أن الله تعالي أورد هذا المدلول بالنص وبينه في ذات الآيات بصراحة ليس بعدها صدق ووضوح ليس بعده بيان (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) و(وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101)،،، وقوله تعالي ( ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ الأعراف / 95) ، و (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16) أليس هذا التبديل ، سنة الله الغالبة في ما يريد حتي من آية مكان آية ؟ولا يجوز أن يتلاعب مرة أخري بزعم أن آية هي معجزة فدلول قوله تعالي : ( آية مكان آية ) مدلول عام غير مقيد والله تعالي أحكم مني ومن أحمد صبحي ومن الناس أجمعين ، ثم هو لم يزل قادرا وكان يمكن له أن يأتي بلفظة معجزة أو أي لفظة غيرها تحقق المدلول الذي يقع في محيط اللفظ فآية غير معجزة والقصد منهما متباين والمدلول ليس متطابقا ، ويدخل في لفظة آية الجملة من القرآن أو الكلمة كما سبق أن قدمنا ، ] ثم هو يقول : والمتمسكون بدعوى النسخ بمعنى إبطال وإلغاء حكم الآية- تغلبوا على مشكلة كون القرآن محفوظاً من التحريف بادعاء أن النسخ عندهم فى المعنى وليس فى اللفظ، وفى الحكم وليس فى النص. وبذلك تحول القرآن فى رأيهم إلى مجرد نصوص يتلاعبون بها حسب الهوى، يبطلون أحكام بعضها، ويضربون بعضها ببعض، وبذلك اتسعت الفجوة بين المسلمين والقرآن بحيث أن التشريعات القرآنية الحقيقية ضاعت وسط دعاوى النسخ بمعنى الإلغاء مع الأقاويل المنسوبة للنبى والاجتهادات الفقية التى ارتدت ثوب الحديث، والتى أتيح لها أن تبطل الأحكام القرآنية.[ تعليق البنداري : إن تمادي أحمد صبحي في طريقه يدل عدم فقه أي شيء مما يقول ذلك لأن النسخ الذي هو المحو المتحقق بكل وسيلة تدل عليه عمليات ( المحو أو الإنساء أو التبديل أو الإحكام أو التعديل ، أو الإستكمال ، أو كل ما يدل علي معناه .......، ينتصب كالوتد لا ينهار كلما تواجد في آيات القرآن آيات تحمل حكما يتوافر فيه عناصر وجوب المحو أوالنسخ فما هي ؟؟
1_ تجانس الحكمين مع وجود أحدهما بالسلب والآخر بالإيجاب ،
2_ تعارض مدلولي الحكمين ، بمعني وجود مدلول يتعارض مع جزئه ، ويتحقق في أحدهما السلب وفي الآخر الإيجاب .
3_ وجود عنصر التراخي الزمني وجوداً مؤكدا ، وهذا العنصر قد تحتم وجوده لنزول القرآن علي مكث منجماً ، وكان هذا العنصر سينعدم لو نزل القرآن جملة واحدة ،
4_ العلم المسبق بأن العملية الإيجابية للنسخ قد انتهت بإحكام الله تعالي آياته مع ارتفاع الوحي وموت ( رسول الله صلي الله عليه وسلم ) ولم يبق لنا إلا التحقق من المنسوخ بكتاب الله تعالي ليتطابق تكليفنا بالقرآن مع مراد الله تعالي من آيات القرآن ، وذلك ببذل الجهد في تحري تاريخ نزول الحكم وزمنه وإثبات التراخي الزمني بين الحكمين المتعارضين ؟ وأيما يكون الزعم : بادعاء النسخ فى المعنى وليس فى اللفظ، أو فى الحكم وليس فى النص.فلن يقدم هذا أو يؤخر من وجوب الإستمرار والإجتهاد في التحري من المنسوخ من آيات الله ، ولا يحق لنا أن نتألي علي الله تعالي بأن نحدد طريقة محوه لما يشاء من أحكام وليس لنا أن نقول لا ينبغ أو ينبغي إنما يكون تحققنا من النسخ بتحري تاريخ نزول الأحكام والتأكد من التراخي الزمني بين المتعارض منها علي أنه لن يدخل في عملية استيضاح المنسوخ من الناسخ تصوراتنا الشخصية وانطباعاتنا الذهنية حتي لا تتدخل الأهواء ، كما لا ينبغي زعم وجود تعارض بين أجزاء الحكم قبل عرض سياق الآيات علي تطبيق شخص رسول الله (ص) من خلال استعراض سيرته وعرض سنته الثابتة الصحيحة ، ولما كانت سيرة النبوة وسنته (ص) من أهم ما سيدلنا علي أكثر مسائل النسخ فقد نحا أحمد صبحي نحو إنكارها والزعم بتأليفها وهيهات هيهات لتراث نبي وواقع أمة أن يندثر تحت أباطيل ولاءات أحمد منصور وزعماء العلمانيين وكفار القاديانيين ، ومن علي شاكلتهم ثم يقول احمد منصور: 7- خامساً: مظاهر إلغاء الأحكام القرآنية:
يقول صبحي:خضع النسخ بمعنى إلغاء الحكم للأهواء والاجتهادات الخاطئة. فمن العلماء من بالغ فى دعواه حتى أبطل معظم الأحكام القرآنية (بدعوى النسخ) مثل ابن حزم فى كتابه "الناسخ والمنسوخ" ومنهم من توسط فى دعواه مثل السيوطى، وبعضهم قال أن عدد الآيات المنسوخة- أى الملغاة الحكم- يبلغ 565 آية.. وهو تطرف ممقوت لأن الآيات التشريعية فى القرآن تبلغ فقط حوالى المائتين..!! [ تعليق البنداري : إن مقتضي التكليف هو العلم بأن أحدا من الناس لن يحمل وزر أحد وعليه فليس لأحد من الناس أن يكون له الوصاية علي أحد فقول ابن حزم كما يزعم أحمد منصور أو السيوطي أو غيرهما من المجتهدين هو اجتهاد بشري يجري عليه الصواب كما يجري عليه الخطأ ، لكن الله تعالي حذرنا فقال : (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) }مريم80
_ وقال (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) / سورة مريم
_ ( قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164
_ (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
_ ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) فاطر / 18
_ (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الزمر7
_ (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) }النجم38 -42
_ ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء
اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا
عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ
أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }الأنعام31، فليس لأحمد صبحي مجال للتزايد ، ] ثم يقول
منكر السنة : ويمكن أن نقسم مظاهر إلغاء الأحكام القرآنية- بدعوى
النسخ- إلى مظهرين:
(1) إلغاء حكم آية بآية أخرى.
(2) إلغاء حكم آية بحديث أو برأى فقهى.
إلغاء حكم آية بآية أخرى:
بسبب عدم الفهم للآيات المتشابهة فى الأحكام فى الموضوع الواحد أسرعوا بإلغاء حكم
بعضها وضربه بالأخرى تحت دعوى النسخ، ولم ينتبهوا للفوارق الدقيقة بين الآيات
المتشابهة فى الموضوع الواحد، وكيف أنها تضع التفصيلات فى الأحكام لكافة
الاحتمالات. [ تعليق البنداري :
ومهما كان الأمر فأمثلة أحمد منصور لن تثبت إلا تباين المجتهدين في معاينة النسخ
معاينة صحيحة ولم يثبت أحمد صبحي إلا حقيقة وجود النسخ فالإختلاف علي حدوث النسخ
في مسألة لا يلغي أصل وجوده ، فيقول صبحي
: ما لا يقدم في الأمر شيء أو يؤخر : ونأخذ بعض الأمثلة للتوضيح.
(1) فى قوله تعالى: ﴿وَابْتَلُواْ الْيَتَامَىَ
حَتّىَ إِذَا بَلَغُواْ النّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ
إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن
يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً. لّلرّجَالِ نَصيِبٌ مّمّا
تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنّسَآءِ نَصِيبٌ مّمّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمّا قَلّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مّفْرُوضاً﴾
(النساء 6،7). قالوا إن الآية منسوخة- أى ملغاة فى الحكم بقوله تعالى ﴿إِنّ الّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىَ ظُلْماً إِنّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء 10). ويرون أن قوله تعالى: ﴿فَلْيَأْكُلْ
بِالْمَعْرُوفِ﴾ قد ألغاه التحذير من أكل أموال اليتامى ظلماً.
وذلك حمق فى التفكير لأن الآية الأولى أباحت الأكل بالمعروف للفقير الذى يكون
وصياً على مال اليتيم ﴿وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أما
الآية الأخرى فقد أضافت حكماً تشريعياً مترابطاً هو التحذير من أكل مال اليتيم
ظلماً. والآيتان معاً تؤديان حكماً تشريعياً مترابطاً هو إباحة الأكل بالمعروف
للوصى على اليتيم إذا كان فقيراً، مع التحذير من أكل مال اليتيم ظلماً وعدواناً.
إذن لا تعارض بين الآيتين.. ولا مجال لدعوى النسخ بمعنى الحذف والإلغاء.[ تعليق
البنداري : لم يأت أحمد صبحي إلا بما قدمنا به من بيان عناصر النسخ فقد قلنا
أن حدوث النسخ لا يكون الا بتوافر 4 شروط وعددناهم وأعيد سردهم :
1_ تجانس الحكمين مع وجود أحدهما بالسلب والآخر بالإيجاب ،
2_ تعارض مدلولي الحكمين ، بمعني وجود مدلول يتعارض مع جزئه ، ويتحقق في أحدهما السلب وفي الآخر الإيجاب .
3_ وجود عنصر التراخي الزمني وجوداً مؤكدا ، وهذا العنصر قد تحتم وجوده لنزول القرآن علي مكث منجماً ، وكان هذا العنصر سينعدم لو نزل القرآن جملة واحدة ،
4_ العلم المسبق بأن العملية
الإيجابية للنسخ قد انتهت بإحكام الله تعالي آياته مع ارتفاع الوحي وموت ( رسول
الله صلي الله عليه وسلم ) ولم يبق لنا إلا التحقق من المنسوخ بكتاب الله تعالي
ليتطابق تكليفنا بالقرآن مع مراد الله تعالي من آيات القرآن ، وذلك ببذل الجهد في
تحري تاريخ نزول الحكم وزمنه وإثبات التراخي الزمني بين الحكمين المتعارضين ؟ وأيما يكون الزعم : بادعاء النسخ فى المعنى
وليس فى اللفظ، أو فى الحكم وليس فى النص.فلن يقدم هذا أو يؤخر من وجوب الإستمرار
والإجتهاد في التحري من المنسوخ من آيات الله ، ولا يحق لنا أن نتألي علي الله
تعالي بأن نحدد طريقة محوه لما يشاء من أحكام وليس لنا أن نقول لا ينبغي أو ينبغي
إنما يكون تحققنا من النسخ بتحري تاريخ نزول الأحكام والتأكد من التراخي الزمني
بين المتعارض منها علي أنه لن يدخل في عملية استيضاح المنسوخ من الناسخ تصوراتنا
الشخصية وانطباعاتنا الذهنية حتي لا تتدخل الأهواء ، كما لا ينبغي زعم وجود تعارض
بين أجزاء الحكم قبل عرض سياق الآيات علي تطبيق شخص رسول الله (ص) من خلال استعراض
سيرته وعرض سنته الثابتة الصحيحة ، ولما كانت سيرة النبوة وسنته (ص) من أهم ما
سيدلنا علي أكثر مسائل النسخ فقد نحا أحمد صبحي نحو إنكارها والزعم بتأليفها
وهيهات هيهات لتراث نبي وواقع أمة أن يندثر تحت أباطيل ولاءات أحمد منصور وزعماء
العلمانيين وكفار القاديانيين ، ومن علي شاكلتهم ] ثم
يقول صبحي: (2) وقالوا إن آية: ﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي
الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ
اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة 60) قد ألغى حكمها ما جاء فى الآيات
الأخرى عن الإنفاق والصدقات، مثل ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ
أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ
بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة 215). وآية ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ
أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ
أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾ (المنافقون 10). وآية
﴿وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (الذاريات 19). وآية
﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ
اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة 34).
والقائلون بهذا الرأى لم يعرفوا الفرق بين الإنفاق التطوعى فى سبيل الله وبين
الزكاة الرسمية التى يجمعها الحاكم فى الدولة المسلمة وينفقها فى مصارفها المحددة
فى آية ﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي
سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ﴾ فالدولة هى التى تحدد المستوى الاقتصادى للفقراء والمساكين وهى التى تنفق
على الموظفين (العاملين عليها) أى القائمين على الزكاة، وهى التى تقيم أماكن إيواء
لأبناء السبيل، ثم تنتهى الآية بقوله تعالى ﴿فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ﴾ أى أن ذلك
التوزيع فرض إلهى لابد من تنفيذه.. فكيف يجرؤ بعضهم على إلغائه بدعوى النسخ؟
وقد عرفنا مصارف الزكاة وتوزيعها الذى تقوم به الدولة، أما الصدقة التطوعية فقد
تحدث القرآن عن مستحقيها فى قوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ
مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ
بِهِ عَلِيمٌ﴾ فأحق الناس بالصدقة التطوعية هو الوالدان والأقربون ومن يعرفه
الإنسان من اليتامى والمساكين ثم ابن السبيل، والله تعالى عليم بما يفعله كل إنسان
يتطوع للخير. والذى ينفق تطوعاً فى سبيل الله يجعل فى ماله حقاً محدوداً معلوماً
لكل سائل يقابله، ولكل محروم يعرفه، وهو الذى يقدر ظروفه واحتياجاته، والله تعالى
يقول: ﴿وَالّذِينَ فِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ مّعْلُومٌ. لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾
(المعارج 24،25).
ومقدار الصدقة التطوعية هو ما يزيد عن حاجة الإنسان، وبالقدر المعقول، والله تعالى
يقول ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. والعفو هو الزائد عن
الحاجة ومعناه الاعتدال فى الصدقة بدون إسراف أو تقتير، يقول تعالى ﴿وَالّذِينَ
إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَاماً﴾ (الفرقان 67). ﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىَ عُنُقِكَ
وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً﴾ (الإسراء 29).
وينبغى على الإنسان أن يسارع بالزكاة والصدقة حتى لا يندم عند الاحتضار، وفى ذلك
يقول تعالى ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ
وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾. وإذا بخل بماله ومات وقد اكتنز الأموال دون أن ينفقها
فى سبيل الله، فالقرآن يقول عنه ﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ
وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
باختصار إن كل الآيات التى تتحدث عن الصدقة والزكاة يكمل بعضها بعضاً ولا يناقض
بعضها بعضاً، وليس هناك نسخ فى أحدها بمعنى الإلغاء والحذف.[ تعليق البنداري : أما
عن اختلاف أحمد صبحي مع غيره في هل فيما ذكر منه ما يحقق حدوث النسخ أم لا فليست
هذه ، إنما القضية هي أن النسخ حقيقة
شرعية وإن تجاوز بعض الناس في تطبيقها فالتجاوز مردود علي صاحبه والنسخ الذي هو
المحو أو الإنساء قائم لا خلاف عليه . والقول
بالنسخ حقيقة ربانية لا هي عوج ولاهي هي نقيصة ، وما سيعرضه صبحي ما هو إلا اختلاف
في التطبيق وليس استدلال علي بطلان حقيقة النسخ الذي هو المحو والإزالة أو الإنساء
يقول صبحي : وليس هناك عوج فى كتاب الله
﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل
لّهُ عِوَجَا. قَيّماً﴾ (الكهف 1،2).
(3) وقالوا إن هناك آيتين فى عدة المرأة الأرملة أحداهما تنسخ- أى تبطل- الأخرى
فآية ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً
لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ (البقرة 240). قالوا
عنها أنها باطلة الحكم بسبب آية ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ
أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة
234). فهموا أن الآيتين متعارضتان، تبطل إحداهما الأخرى، وقد أخطأوا حين ظنوا أن
الآيتين تتحدثان عن عدة المرأة الأرملة، وظنوا أن الآية الأولى تجعل عدة الأرملة
حولاً كاملاً والآية الثانية تجعل عدتها أربعة أشهر وعشرا.
والواقع أن الآية الأولى تتحدث عن (المتعة) الواجبة للأرملة بعد وفاة زوجها،
وللأرملة متعة كما للمطلقة، والقرآن أوجب المتعة للمطلقة وجعلها حقاً لها، كما
أوجب المتعة للأرملة. وصية لها، فقال تعالى ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ
وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ
إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ
أَنْفُسِهِنّ مِن مّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَلِلْمُطَلّقَاتِ مَتَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتّقِينَ﴾ (البقرة 240،241). فالآيتان هنا
تتحدثان عن (متعة) الأرملة ثم (متعة) المطلقة، فمن حق الأرملة أن تقيم فى بيت
زوجها المتوفى عنها طيلة سنة كاملة، ولا يحق لأحد أن يخرجها من بيتها قبل العام،
ولا يتعارض حقها فى المتعة مع حقوقها الأخرى فى الميراث. أما المطلقة فلها متعة
طلاق يحددها العرف أو المعروف أى ما يتعارف عليه الناس. أذن الآيتان لا شأن لهما
بموضوع العدة وإنما بموضوع المتعة.[ أقول البنداري:
سأعرض للمرة الأولي أقوال بعض سلفنا ممن سبقوا ليعلم القاريء مستوى فهمهم ويقارنه
بمستوي عك أحمد منصور قالوا في هذه المسألة ما نصه : (((((((((((((((((((((- والذين يتوفون منكم
ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف
والله بما تعملون خبير
( 234( هذا أمر من الله للنساء اللاتي يتوفى
عنهن أزواجهن : أن يعتددن أربعة أشهر وعشر ليال وهذا الحكم يشمل الزوجات المدخول بهن وغير المدخول بهن بالإجماع ، ومستنده في غير، المدخول بها عموم الآية الكريمة ، وهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي : أن ابن مسعود سئل عن رجل تزوج امرأة فمات ولم يدخل بها ، ولم يفرض لها ؟ فترددوا إليه مرارا في ذلك فقال : أقول
فيها برأيي ، فإن يكن صوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ،
والله ورسوله بريئان منه : [ أرى ] لها الصداق كاملا . وفي لفظ : لها صداق مثلها ، لا وكس ، ولا شطط ،
وعليها العدة ، ولها الميراث . فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به في بروع بنت واشق . ففرح عبد الله بذلك فرحا شديدا . وفي رواية : فقام رجال من أشجع ، فقالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به في بروع بنت واشق . ولا
يخرج من ذلك إلا المتوفى عنها زوجها ، وهي حامل ، فإن عدتها بوضع الحمل ، ولو لم تمكث بعده سوى لحظة ; لعموم قوله : ( وأولات
الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن
) [ الطلاق : 4 ] .
وكان ابن عباس يرى : أن عليها أن تتربص بأبعد الأجلين من الوضع ، أو أربعة أشهر وعشر ، للجمع بين الآيتين ، وهذا
مأخذ جيد ومسلك قوي ، لولا ما ثبتت به السنة في حديث سبيعة الأسلمية ، المخرج في الصحيحين من غير وجه : أنه توفي عنها زوجها سعد بن خولة ، وهي حامل ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته ، وفي رواية : فوضعت حملها بعده بليال ، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب ، فدخل
عليها أبو السنابل بن بعكك ، فقال لها : ما لي أراك متجملة ؟ لعلك ترجين النكاح . والله ما أنت بناكح حتى يمر عليك أربعة أشهر وعشرا . قالت
سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألته عن
ذلك ، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت ، وأمرني بالتزويج إن بدا لي . قال أبو عمر بن عبد البر : وقد روي أن ابن عباس رجع إلى حديث سبيعة ، يعني لما احتج عليه به . قال : ويصحح ذلك عنه : أن أصحابه أفتوا بحديث سبيعة ، كما هو قول أهل العلم قاطبة . وكذلك يستثنى من ذلك الزوجة إذا كانت أمة ، فإن عدتها على النصف من عدة الحرة ، شهران وخمس ليال ، على قول الجمهور ; لأنها لما كانت على النصف من الحرة في الحد ، فكذلك فلتكن على النصف منها في
العدة . ومن العلماء كمحمد بن سيرين وبعض الظاهرية من يسوي بين الزوجات الحرائر والإماء في هذا المقام ; لعموم الآية ، ولأن العدة من باب الأمور الجبلية التي تستوي فيها الخليقة . وقد ذكر سعيد
بن المسيب ، وأبو
العالية وغيرهما : أن الحكمة في جعل عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرا ; لاحتمال اشتمال الرحم على حمل ، فإذا انتظر به هذه المدة ظهر إن كان موجودا
، كما جاء في حديث ابن مسعود الذي في الصحيحين وغيرهما : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون
علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه الملك فينفخ فيه الروح " . فهذه ثلاث أربعينات بأربعة أشهر ، والاحتياط بعشر بعدها لما قد ينقص بعض الشهور ، ثم لظهور الحركة بعد نفخ الروح فيه ، والله أعلم . قال سعيد
بن أبي عروبة ، عن قتادة : سألت سعيد
بن المسيب : ما بال العشرة ؟ قال : فيه ينفخ الروح . وقال الربيع بن أنس : قلت لأبي
العالية : لم صارت هذه العشر مع الأشهر الأربعة ؟ قال : لأنه ينفخ فيها الروح .
رواهما ابن جرير . ومن هاهنا ذهب الإمام أحمد ، في رواية عنه ، إلى أن عدة أم الولد عدة الحرة هاهنا ; لأنها صارت فراشا كالحرائر ، وللحديث الذي رواه الإمام أحمد ، عن يزيد
بن هارون ، عن سعيد
بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن رجاء
بن حيوة ، عن قبيصة
بن ذؤيب ، عن عمرو بن العاص أنه قال : لا تلبسوا علينا سنة نبينا ، عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها أربعة أشهر وعشر ورواه أبو داود ، عن قتيبة ، عن غندر وعن ابن
المثنى ، عن عبد الأعلى . وابن
ماجه ، عن علي بن محمد ، عن وكيع ثلاثتهم عن سعيد
بن أبي عروبة ، عن مطر
الوراق ، عن رجاء
بن حيوة ، عن قبيصة ، عن عمرو بن العاص ، فذكره .
وقد روي عن الإمام أحمد أنه أنكر هذا الحديث ، وقيل : إن قبيصة لم يسمع عمرا ، وقد ذهب إلى القول بهذا الحديث طائفة من السلف ، منهم : سعيد
بن المسيب ، ومجاهد ، وسعيد
بن جبير ، والحسن ، وابن
سيرين ، وأبو عياض ، والزهري ، وعمر
بن عبد العزيز . وبه كان يأمر يزيد
بن عبد الملك بن مروان
، وهو أمير المؤمنين . وبه يقول الأوزاعي ، وإسحاق
ابن راهويه ، وأحمد
بن حنبل ، في رواية
عنه . وقال طاوس وقتادة : عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها نصف عدة الحرة : شهران وخمس ليال . وقال أبو حنيفة وأصحابه ، والثوري ، والحسن
بن صالح بن حي : تعتد بثلاث حيض . وهو قول علي ، وابن
مسعود ، وعطاء ، وإبراهيم
النخعي . وقال مالك ، والشافعي ، وأحمد في المشهور عنه : عدتها حيضة . وبه يقول ابن عمر ، والشعبي ، ومكحول ، والليث ، وأبو عبيد ، وأبو
ثور ، والجمهور . قال الليث : ولو مات وهي حائض أجزأتها . وقال مالك : فلو كانت ممن لا تحيض فثلاثة أشهر . وقال الشافعي والجمهور : شهر ، وثلاثة أحب إلي . والله أعلم . وقوله : ( فإذا
بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير ) يستفاد من هذا وجوب الإحداد على المتوفى عنها زوجها مدة عدتها ، لما ثبت
في الصحيحين ، من
غير وجه ، عن أم حبيبة وزينب
بنت جحش أمي المؤمنين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يحل لامرأة تؤمن ، بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا
" . وفي الصحيحين أيضا ، عن أم سلمة : أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن ابنتي توفي عنها زوجها ، وقد اشتكت عينها ، أفنكحلها ؟ فقال : " لا
" . كل ذلك يقول : " لا " مرتين أو ثلاثا . ثم قال :
" إنما هي أربعة أشهر وعشر ، وقد
كانت إحداكن في الجاهلية تمكث سنة " . قالت زينب
بنت أم سلمة : كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ، ولبست شر ثيابها ، ولم تمس
طيبا ولا شيئا ، حتى تمر بها سنة ، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ، ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طير فتفتض به فقلما تفتض بشيء إلا مات . ومن هاهنا ذهب كثير من العلماء إلى أن هذه الآية ناسخة للآية التي
بعدها ، وهي قوله : ( والذين يتوفون
منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ) [ البقرة : 240 ] ، كما قاله ابن عباس وغيره ، وفي هذا نظر كما سيأتي تقريره . والغرض أن الإحداد هو عبارة عن ترك الزينة من الطيب ، ولبس ما يدعوها إلى الأزواج من ثياب وحلي وغير ذلك وهو واجب في عدة الوفاة قولا واحدا ، ولا يجب في عدة الرجعية قولا واحدا ،
ويجب الإحداد على جميع الزوجات المتوفى عنهن أزواجهن ، سواء في ذلك الصغيرة والآيسة والحرة والأمة ، والمسلمة والكافرة ، لعموم الآية
. وقال الثوري وأبو
حنيفة وأصحابه : لا إحداد على الكافرة . وبه يقول أشهب ، وابن نافع من أصحاب مالك . وحجة قائل هذه المقالة قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ، إلا
على زوج أربعة أشهر وعشرا " : قالوا : فجعله تعبدا . وألحق أبو حنيفة وأصحابه والثوري الصغيرة بها ، لعدم التكليف . وألحق أبو حنيفة وأصحابه الأمة المسلمة لنقصها . ومحل تقرير ذلك كله في كتب الأحكام والفروع ، والله الموفق للصواب . وقوله : ( فإذا
بلغن أجلهن ) أي : انقضت عدتهن . قاله الضحاك والربيع
بن أنس ، ( فلا
جناح عليكم ) قال الزهري : أي : على أوليائها ( فيما فعلن ) يعني : النساء اللاتي انقضت عدتهن . قال العوفي عن ابن عباس : إذا طلقت المرأة أو مات عنها زوجها ، فإذا انقضت عدتها فلا جناح عليها أن تتزين وتتصنع وتتعرض للتزويج ، فذلك المعروف . روي عن مقاتل بن حيان نحوه ، وقال ابن
جريج عن مجاهد : ( فلا
جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ) قال :
هو النكاح الحلال الطيب . وروي عن الحسن ، والزهري ، والسدي نحو ذلك . )))))))))))))))))))))
ثم يستأنف ابن الصبحي فيقول :أما الآية الأخرى فهى تتحدث عن (عدة) الأرملة بعد
وفاة زوجها، تقول ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً
يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة 234).
والدليل الواضح على أنها تتحدث عن العدة أن الآية تستعمل لفظ "التربص"
أى الانتظار فالأرامل ﴿يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
وَعَشْراً﴾ والمطلقات عدتهن أن يتربصن بأنفسهن ثلاثة حيضات، ويقول تعالى
﴿وَالْمُطَلّقَاتُ يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ﴾ (البقرة
228).إذن لا مجال للتعارض والتناقض بين الآيتين (240، 234) فى سورة البقرة فالأولى
تتحدث عن (متعة) الأرملة، والأخرى تتحدث عن (عدة) الأرملة.. وشتان بين هذا وذاك.[
تعليق البنداري : والملاحظ أن صبحي رصص
ثلاثة أو خمسة صفحات للحديث عن هل حكم العدة في الآيتين متعارض أم لا ، وليست
قضيتنا المثارة هي هل يوجد تعارض أم لا ؟ لأننا قطعنا بأنه إذا لم يوجد تعارض وتراخي زمني فلا نسخ ولا محو ، وإن وجد التعارض
والتراخي الزمني فالمحو والنسخ حقيقة شرعية قرآنية . بل أن يوجد نسخ ومحو في بعض
آيات القرآن شيء حتمي من مقررات القرآن الكريم كما سبق أن وضحنّا ، ]
(4) وقد قالوا بأن الآيات المكية التى تأمر بالصبر قد أبطلتها (أو نسختها) آيات
القتال التى نزلت فى المدينة، وطبيعة الدعوة للإسلام التى نزلت فى القرآن تنفى ذلك
ولا شأن لدين الإسلام بما يفعله المسلمون.
(أ) فلا مجال للإكراه والعنف فى الدعوة للإسلام سواء كان المسلمون ضعافاً أو
أقوياء. ففى السورة المكية يقول تعالى: ﴿فَذَكّرْ إِنّمَآ أَنتَ مُذَكّرٌ. لّسْتَ
عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ﴾ (الغاشية 21،22). ﴿نّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ
وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ﴾ (ق 45).
ويتكرر نفس المعنى فى المدينة حين كان المؤمنون أقوياء ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ
قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ﴾ (البقرة 256).. إذن لا تعارض ولا حذف...
(ب) ولأن الدعوة للإسلام تقوم على السلم وأتباعها قليلون فى البداية فى مواجهة
طغاة فلابد أن يعانى أتباعها من الاضطهاد، وهنا يكون الأمر بالصبر وارداً فى
الآيات المكية ﴿وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً﴾
(المزمل 10). ولكن نرى الصبر يأتى ضمن الأوامر فى الفترة المدنية ﴿يَا أَيّهَا
الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ
لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران 200).
(ج) وحين تقوم لهم دولة فى محيط الشرك الذى يتآمر عليهم يتحتم عليهم الجهاد لحماية
أنفسهم ولرد الاعتداء.وفى مصطلحات القرآن الكريم فالمشركون والكفار – فى مجال
التعامل البشرى – هم المعتدون الظالمون المجرمون.أما المسلمون المؤمنون فهم
المسالمون الذين لايعتدون على أحد ولا اكراه عندهم فى الدين .
وقد يفهم بعضنا أن الجهاد ورد فى الآيات المدنية فقط، ولكن نقرأ فى سورة الفرقان
المكية قوله تعالى للنبى عن القرآن: ﴿فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ
بِهِ جِهَاداً كَبيراً﴾ (الفرقان 52).[ تعليق
البنداري : الجهاد نوعان نوع يكون بالكلمة من خلال ميكانيزم الدعوة إلي
الله بالكلمة ، ونوع يكون بالخروج بالنفس والمال وإشهار السيف ومقاتلة الكفار فالأول
هو الذي قصد في قوله تعالي (فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ
جِهَاداً كَبيراً﴾ (الفرقان 52) ، ودائما يكون الجهاد بالكلمة عند الإفتقار إلي
وسيلة الردع بعد القول لمن يرفض الخضوع لقول الله وقول رسوله ، ولا يكون هذا إلا في استضعاف المؤمنين ولم يكن
زمن استضعافهم إلا في العهد المكي !! والثاني هو الذي قصد في قوله تعالي : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن
كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي) الممتحنة / 1
___ وقوله تعالي في سورة الأنفال / 72 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ
وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) وقوله تعالي ( انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ
بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41 ) وقوله تعالي (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ
خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ
نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81 ___ وقوله
تعالي (وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ
رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن
مَّعَ الْقَاعِدِينَ }التوبة86 ، وهكذا فعلام يعوّل أحمد صبحي وعلي أي شيء يستدل
؟؟ لا أدري إلا أنه يتخبط في قوله وعرضه للموضوع الذي نسج خيوطه وألّف نسيجه
الواهي جدا ، ] ثم هو يقول : والتعليل واضح وبسيط وهو أن الجهاد يعنى النضال
بالكلمة وبالدعوة وبالنفس وبالمال.. فالجهاد أعم من القتال.. ولم يكن هناك قتال فى
مكة ولكن هناك جهاد فى مكة وفى المدينة.. والمهم أن الصبر والجهاد وعدم الإكراه فى
الدين يأتى فى السورة المكية والسورة المدنية، إذن لا مجال للتناقض أو النسخ بمعنى
الإلغاء والحذف.[ ويضيف أحمد صبحي: 8- سادساً: قضية التدرج فى التشريع
يقول ابن الصبحي:والقائلون
بالنسخ بمعنى الإلغاء والحذف يستدلون بالتدرج فى التشريع على أنه يأتى تشريع جديد
يلغى التشريع القديم أو على حد قولهم ينسخه.. والتدرج فى التشريع له فى
القرآن مظهران أحدهما يخص العلاقات المتغيرة بين المسلمين وأعدائهم, والآخر يختص
بالإيجاز فى التشريع الذى يعقبه التفصيل.. وهذا وذاك لا ينتج عنه إلغاء
للأحكام أو على حد قولهم نسخ.
التدرج فى التشريع فى العلاقات المتغيرة [ تعليق البنداري : هذا قول مرسل من صبحي لا
دليل عليه لأن التدرج في التشريع حق بقوله تعالي : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى
النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106 ___ وقوله تعالي (وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً
كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 __ ،
وحيث ثبت أن القرآن نزل علي مكث (23 سنة ) فقد ثبت دليل التراخي واستحق كل حكم نزل
فيه تعارض بين بعض أجزائه ( سواءً بالمحو أو بالإضافة أو بالإستكمال أو بالإنساء
أو بالتعديل أو بأي صورة من صور المحو ) ، أن يكون حكما متضمنا ناسخا أو منسوخ ، وما
لم يحتوي علي شيء من هذا فلا يتضمن شيئا من النسخ أو المحو ، ]
ثم يقول
صبحي : إن العلاقة بين المسلمين وأعدائهم تتذبذب بين الضعف والقوة، والقرآن يضع
التشريع المناسب لكل حالة.. فإذا كان المسلمون أقلية مستضعفة مضطهدة فليس مطلوباً
منهم أن يقاتلوا وإلا كان ذلك انتحاراً.وإذا كان المسلمون قوة فلا يجوز فى حقهم
تحمل الاضطهاد والأذى، بل عليهم أن يردوا العدوان بمثله، وإذا كان المشركون يقاتلونهم
كافة فعليهم أن يردوا العدوان بمثله . وعلى المسلمين فى كل حالة أن ينفذوا التشريع
الملائم لهم، وذلك لا يعنى بالطبع إلغاء التشريع الذى لا يتفق مع حالهم، فذلك
التشريع فى محله تطبقه جماعة مسلمة أخرى إذا كانت فى الوضع المناسب لذلك التشريع. [ تعليق البنداري : لقد فهم أحمد صبحي تشريع النسخ :
المحو والإزالة فهما غير صحيح ، حيث تصور أن المنسوخ من القرآن هو الممحو محوا
جذريا ، وهذا الفهم غير صحيح حيث أننا دائما نؤكد علي صور النسخ ونقول هو ( المحو
أو الإزالة أو التعديل أو الإستكمال ، أو الإنساء أو التحول ) وما تكلم عنه من أمر
التشريع الذي يواكب عصره إنما هو من صور النسخ المعروفة بالتحول فالعبرة بتطبيق
الشرع فحيث يكون المسلمون في استضعاف فقد حتم واقعهم فرض الدعوة فقط دون القتال
وحين يمتلكون اسباب القوة يكون التحول الي القتال صورة من صور النسخ أي محو تطبيق
الإنفراد بالدعوة ليحل محلها تطبيق ( الدعوة ثم القتال ) ولا شك فصورة التشريعين
يختلفان في النهاية ؟؟؟] ، ثم يقول صبحي :
ان تشريع القرآن فيما يخص العلاقات بين المسلمين وأعدائهم فى أروع ما يكون
التشريع، إذ أن له ركائز ثابتة تتمثل فى المبادئ الأخلاقية الدائمة من حسن الخلق
والتسامح والصبر على الأذى والاعراض عن الجاهلين ورد السيئة بالتى هى أحسن ورعاية
الجواروحفظ حق الجار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يقولوا للناس حسنا . ثم
له قوانين متغيرة حسب الأحوال ، فالمسلمون فى ضعفهم لا يجب عليهم القتال لدفع
الاضطهاد، وإنما عليهم الصبروالتحمل والهجرة اذا أمكن . أما إذا كانت لهم دولة
فدولتهم الاسلامية تقوم أساسا على قيم الاسلام الكبرى من السلام والحرية المطلقة
للعقيدة وتحريم الاكراه فى الدين وتطبيق العدل الصارم والمساواة بين الناس جميعا
والديمقراطية المباشرة وهى التوصيف الحقيقى للشورى الاسلامية ، ورعاية حقوق العباد
أو حقوق الانسان. دولة بهذه المواصفات لا يمكن
أن تعتدى على دولة أخرى بل تلجأ للحرب الدفاعية اذا هوجمت فقط اذا لم يكن هناك من
سبيل آخرلتفادى الحرب لأن الحرب فى تشريع القرآن هى مجرد استثناء . وحتى اعداد
القوة القصوى ( الانفال60) ليس للاعتداء وانما للردع
وتخويف القوة الباغية من الهجوم على الدولة المسلمة المسالمة. وبهذا الاستعداد
الحربى يمكن اقرار السلام ومنع الحرب وحقن دماء العدو المتحفز للحرب والذى يغريه
ضعف الآخر.هذا اذا كانوا فى دولة اسلامية عليها أن تتقوى لارساء السلم ولتكون
قادرة على الدفاع ، ومحرم عليهم الاعتداء على الغير أو رد الاعتداء بأكثر منه. وطبيعى
أنه لا يوجد دولة مستضعفة للأبد كما لا توجد قوة مسيطرة إلى مالا نهاية، وبذلك تظل
تشريعات القرآن سارية فوق الزمان والمكان بجوانبها الأساسية الثابتة والقانونية
المتغيرة.
جدير بالذكر ان النبى محمد عليه السلام حين كان
مع المسلمين فى مكة يعانى معهم اضطهاد المشركين المعتدين نفذ ومعه المسلمون
الأوائل كل التشريعات المناسبة للوضع القائم من الصبر على الأذى والتسامح مع
المعتدين مع الثبات على الحق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . ثم بالهجرة
وبتكوين أول وآخردولة اسلامية حقيقية قام النبى بتطبيق كل التشريعات القرآنية
السالفة الذكر. ولكن بموته عليه السلام بدأت الفجوة بين المسلمين وتشريعات القرآن
وتطورت سريعا من اهمال الشورى الاسلامية بمعنى الديمقراطية المباشرة الى حكم
الأقلية القرشية فى عهد الخلفاء الراشدين ، الى الفتوحات العربية وتكوين
امبراطورية وفق السائد فى العصور الوسطى بالقدر الذى يخالف تشريعات القرآن ، وما
نجم عن احتكار سادة قريش للسلطة والثروة من قيام الفتنة الكبرى أو الحرب الأهلية ،
والتى أدت بدورها الى انهاء النظام شبه الديمقراطى للخلفاء الراشدين ليحل محله حكم
الأمويين الوراثى الاستبدادى الظالم ، ثم حل محله النظام العباسى الذى وقع على
عاتقه تبرير الوضع السائد وتسويغه اسلاميا.[ تعليق
البنداري : مرة أخري تهاجم أحمد صبحي كريزا وحمّي العباسيين وتتحكم عقدتهم في كلامه ويبدو أنها
عقدة متأصلة في نفسه ، أثرت علي فهمه تأثيرا سلبيا خطيرا ، فهويعلق عليها دعاواه
الباطلة في زعمه اختلاق المسلمين في العصر العباسي دينٍ آخر غير دين الإسلام ، وطبعا لن يصدق هذا
الجنون أحدٌ من الناس، لأن كل أمة سيكون
فيها من يترك بصمته التأريخية الصادقة علي أحداث ما يدور بعصره ولن تعدم أمة حتي
من أمم الكفر ذلك الشاهد علي عصره الذي يرصد تغيرات واقعه ، فما بالك بخير الأمم أمة الإسلام أقول لن تعدم
أمة وجود من يشهد علي عصرهم وما علمنا من أحد من البشر قد زعم أو شهد أو قال ولو
بالكذب أن المسلمين في خلافة الدولة العباسية قد غيروا دينهم الحنيف بدين مخترع
إلا هذا المجنون أحمد صبحي منصور ، عندما قال بجنون لم يسبق : كان الحل علاج الفجوة بين حقائق الاسلام
والقرآن باختراع دين موازى يحمل اسم الاسلام فقط ولكن يناقضه متفقا مع الأوضاع
السائدة.] ثم
يستأنف مهزلته فيقول : ولأنه وضع
يناقض تشريعات الاسلام والسيرة الحقيقية للنبى وسنته الحقيقية فمن المستحيل
التوفيق بين النقيضين، كما كان مستحيلا تحريف القرآن ليجارى الوضع القائم، كما كان
مستحيلا أيضا أن يتنازل الخليفة العباسى عن سلطاته المطلقة وملكيته المنفردة
للبلاد والعباد ليعيد العدل الاسلامى والشورى الاسلامية. كان الحل علاج الفجوة بين
حقائق الاسلام والقرآن باختراع دين موازى يحمل اسم الاسلام فقط ولكن يناقضه متفقا
مع الأوضاع السائدة. وما زال صبحي يهذي ويؤلف فيقول : الحق يقال ان ذلك التزييف
والاختراع بدأ فى الفتنة الكبرى حيث عزز المتصارعون بالسيف مواقفهم بأحاديث
منسوبةللنبى ، وسبق بذلك أبوهريرة المتحالف مع الأمويين ، ثم اتسع الزيف شيئا
فشيئا فى الدولة الأموية عن طريق القصاصين أو رواة الأساطير فى المساجد, ولكن ظل
جهدهم شفهيا أتيح له فى الدولة العباسية الكهنوتية أن يتم نسخه أى تدوينه فى نسخ
ومجلدات.[ تعليق البنداري : كما قلنا أن هذا الصبحي
لم يُسبق في هذا الزعم ولم يجاري لأن هذه الدعوي ، دعوة مرسلة قام الدليل من
الواقع والنقل والعقل علي بطلانها بل وتأصيل عكسها ، لكن مستشرقا واحدا قد نقل منه
أحمد منصور أحقاده علي الإسلام وقام بالرد عليه كل المؤرخين ومنهم الدكتور محمود
أبو زيد ، وأورد هنا نبذة مهمة عن مدرسة الحا قدين على التاريخ الاسلامى ومؤرخيه الأفزاز ، بتصرف
نقلا عن
د.محمود اسماعيل: جاء فى مقالة المؤرخون الرواد وميلاد علم التأريخ
د.محمود اسماعيل: من الواضح أن من أهم منجزات الصحوة البورجوازية "تصنيف
العلوم وتبويبها",واستقلال بعضها عن البعض الاخر,وظهور علوم جديدة لها
مباحثها ومناهجها. وعلى ذلك فليس من المستغرب أن يشهد حقل المعرفة التاريخية
الظاهرة نفسها,فيظهر التاريخ كعلم مستقل بذاته عن المعارف الأخرى,ويفيد منها في
الوقت عينه,ويصبح "مصطلح التاريخ"_ الذي ظهر إبان بواكير بورجوازية ما
قبل الاسلام- شائعا في عصر الصحوة البورجوازية بعد غيبة طويلة إبان العصور
السابقة.وتلك ملاحظة بالغة الخطورة على ارتباط العلم بالبورجوازية, ومن ثم صدق
مقولة سوسيولوجية الفكر. ونتلمس كذلك تأثيرات الصحوة في تقدير علم التاريخ- الذي
كان ينظر الى مباحثه وموضوعاته قبل الصحوة نظرة استخفاف – وتبجيل المؤرخين باعتبار
"بضاعتهم" "من العوامل المؤثرة في تيارات الحياة...وتؤدي دورا
تربويا وسياسيا فعالا".ومعلوم أن ارتباط العلم بالحياة وتكريسه لخدمة أغراض
عملية,سمة بارزة من سمات الفكر الليبرالي البور جوازي. وهذا ينفي الرأي القائل بأن
"حاجة العرب الى العلم إنبثقت من الدين".وتقود حقيقة سوسيولوجية نشأة
علم التاريخ الإسلامي الى مناقشة آراء الدارسين بصدد تلك النشأة.وتكاد هذه الآراء
جميعا تضرب في اتجاه واحد وهو النشأة العربية المحضة,وإن أشارت بعضها الى وجود
تأثيرات أجنبية طفيفة. يقول أحمد أمين
"إن تأريخ حوادث الإسلام في عصوره الأولى كان إسلاميا بحتا ونتيجة تطور طبيعي
من الداخل..فلم تحدث تأثيرات من اليونان أو الفرس في حياة المؤرخين الأوائل
".وفي المعنى نفسه ذكر مرجوليوث "لم تكن نشأة التاريخ الإسلامي استمرارا
للتواريخ القديمة,وإنما هو نمو طبيعي جاء به الى الوجود حاجات المجتمع,وتتجلى به
خصائص خاصة به".
ورغم تأكيده على "حاجات
المجتمع"كواقع لنشأة العلم, تجاهل تلك الحقيقة حين أبرز "المغزى
الأخلاقي كهدف للمعرفة بالتاريخ آنذاك".
كما وقف لاكوست على حقيقة النشأة السوسيولوجية حين رأى أن "الفكر التاريخي
جاء تطورا كميا نتيجة تحول كيفي ".
أما روزنتال فقد تخبطت آراؤه في هذا الصدد,فتارة
يؤكد النشأة الاجتماعية الخالصة,وأخرى يبرز دورالتأثيرات الأجنبية وخاصة في
الجوانب التقنية.يقول "لم يكن هناك تأثيرات فارسية أو إغريقية فيما ابتكره
المسلمون من المنهج الحولي".لكنه أثبت في موضع آخر "تأثيرات الحوليات
البيزنطية وخاصة ما نسب الى المؤرخ البيزنطي أيونيس ملالاس الذي ربما عرفه العرب
من طريق السريان الذين اتبعوا الأسلوب الحولي نفسه,وبالذات عند يعقوب الرهاوي".وأضاف
"وبالإجمال فإن قليلا من الاعتراض يمكن توجيهه الى الافتراض بأن التاريخ
الحولي الإسلامي كان مدينا في بداية أيامه الى النماذج الإغريقية والسريانية,لم
يكن هناك كتاب معين ألهم المؤلفين المسلمين,ولكن فكرة الترتيب على السنين جاءت الى
العلماء المسلمين الأول عن طريق الاتصال بالنصارى".
وواضح من نصوصه تذبذب موقفه,وافتقاره الى قرائن وبراهين تدعم مذهبه.والصواب ما ذهب اليه مرجوليوث من أن "النظام الحولي
اختراع عربي قح له أصوله الثابتة في الجاهلية",القاعدة
التقنية في توثيق الأخبار المعروفة بالإسناد تقليد أخذه المؤرخون عن المحدثين المسلمين
العرب ".يدعم ذلك قول لاكوست أنه " لا في اليونان ولا في بيزنطة
ولا في أوربا عامة في العصور الوسطى,لم يكن للتاريخ مكانة في النشاط الثقافي كتلك
التي كانت عند العرب",وما وقف عليه ابن خلدون من أن الذميين الذين أسلموا
" كانوا يومئذ بادية لا يعرفون إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب".ونحن
نرى أن الخوض في تلك المسألة غير ذات موضوع . طالما أن أهل الذمة سواء من أسلم
منهم أوظل على عقائده السابقة كانوا مواطنين ورعايا في "دار
الإسلام",لهم فعالياتهم الاقتصادية وحتى السياسية في كثير من الأحيان.لقد
كانوا خيوطا في نسيج الواقع الاجتماعي,أثروا فيه وتأثروا به.وإذ لم يثبت الدارسون
لهم دورا في نشأة علم التاريخ الإسلامي,فقد أسهموا في ميادين الفكر الأخرى إسهامات
لها ثقلها,بحيث حظيت فعالياتهم في هذا الصدد باهتمام المؤرخين المسلمين.وعلى
ذلك يمكن القول بوجود تأثير ضمني لتلك الطوائف على موضوع التاريخ, نفسه لأن حياتهم
وفعاليتهم أصبحت جزءاً من الواقع المعيش وهو مبحث التاريخ وموضوعه وثمة مسألة أخرى
جديرة بالبحث تتعلق بموضوعية المؤرخين الرواد.وإذ يعتبر التصدي لها أمرا سابقا
لأوانه قبل تناول أعمالهم, نكتفي بعرض بعض جوانبها التي تلقي أضواء على سوسيولوجية
نشأة علم التاريخ.
اختلف الدارسون – كالعادة – في تقدير موضوعية المؤرخين الرواد فيما صنفوا من
تواريخ , فالبعض نعى عليهم الافتقار إليها لأسباب
سياسية أو إيديولوجية , وحتى الذين فطنوا لتأثيرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
في تزييف التاريخ خانهم التوفيق.بينما أكد البعض
التزام المؤرخين الرواد بقدر كبير من الحياد والموضوعية والأمانة العلمية.في حين تذبذب اتجاه ثالث بين الاتجاهين السابقين.
ويمثل الاتجاه الأول روزنتال / وإيف لا كوست,[ وعلى دربهم سار أحمد صبحي منصور حيث
تبنى نفس الفكرة بل وتعصب جدا لهذا الاتجاه وأرى أن السبب عندهم جميعا سواءً روزنتال وإيف لا كوست أو صبحى منصور هو تسلط
نفس النزعة عليهما و التى يتهمون بها المؤرخين السابقين والتى قادتهم من وجة نظرهم
الى الانحياز التأريخى عن الحقيقة التأريخية وهى
تأثيرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تزييف التاريخ عندهما فنشأة
أحمدصبحي منصور داخل بيت فقير ينتمي الى قرية متواضعة فى كفر صقر لأم كانت تحت زوج
رزق به وبعض اخوة له ثم طلقها فتزوجت رجلا
غيره انتج منها بعض الأولاد منهم أخ قرآني مثله من كُتّاب الموقع القرآني ، وكذلك الإضطهاد المفتعل الذى سببه هو لنفسه
بموقفه الأرعن من مؤسسة الأزهر الدينية
بعراقتها وشموخ صرحها منذ نشأتها وحتى تاريخه مع تحفظى على بعض الفترات التاريخية
من الضعف الاداري فقط التي كانت تمر فيه هذه المؤسسة التى كان لها دورها الأصيل فى
تنشأة أحمد منصور نفسه حيث تربى في ربوع وحنايا
وأروقة هذه المؤسسة العريقة إلى أن انحرف فكره بدافع الحاجة الاجتماعية والشعور
بالاضطهاد بعد فساده الاداري وحيده عن
الاصول الادارية والعلمية داخل هذه المؤسسة أما روزنتال وإيف لا كوست فقد ولد فرانز روزنتال في برلين ب ألمانيا
13
أغسطس عام 1914, والتحق بجامعة
برلين عام 1932 حيث درس
الحضارات واللغات الشرقية بها, حصل على درجة الكتوراة عام 1935 من نفس الجامعة. وفدم الولايات
المتحدة الأمريكية عام 1940
ليعمل استاذا للغات السامية في كلية الاتحاد العبرى في سنساتى بولاية أوهايو.
درس اللغة
العربية في جامعة بنسلفانيا, وشغل منذ عام 1956 منصب استاذ كرسى__ لويس
م. رابينوبتز ل اللغات
السامية في جامعة بل. قام بترجمة وتحقيق مقدمة
ابن خلدون، وله مؤلفات مستفيضة في دراسة الحضارة
الإسلامية منها: مناهج العلماء
المسلمين في البحث العلمى. مقدمة ابن
خلدون. وتاريخ الطبرى. ومفهوم الحرية في الإسلام. ومفهوم المعرفة في
الإسلام لفرانز روزنتال . وفاته توفى 8 ابريل
2003.
وإيف لاكوست،مؤلف كتاب«جيوسياسة: التاريخ المديد لليوم الراهن» جغرافي ومؤرخ، وهو مؤسس ومدير مجلة«هيرودوت» الشهيرة وأستاذ في الجامعات الفرنسية، وأحد أهم الاختصاصيين الفرنسيين في ميدان الجيوسياسة -الجيوبوليتيكا-. وإيف لاكوست هو أيضا مؤلف العديد من الكتب التي أصبح بعضها مرجعا في ميدانه مثل «قاموس الجيوسياسة» و«قصة أسطورة الأرض» وله كتاب شهير يحمل عنوان: «الجغرافية تخدم أولا في صنع الحرب». وتجدر الإشارة أيضا إلى أن «لاكوست» قد قدّم العديد من الدراسات حول منطقة المغرب العربي من بينها كتاب تحت عنوان: (المغرب، شعوب وحضارات)، وكتاب أيضا عنوانه:«ابن خلدون» الى هنا نقتبس نبذة عن إيف لاكوست.
فالوضح أن إيف لاكوست،مؤلف
كتاب«جيوسياسة: التاريخ المديد لليوم الراهن» الجغرافي والمؤرخ، وهو مؤسس ومدير
مجلة«هيرودوت» الشهيرة وأستاذ في الجامعات الفرنسية، وأحد أهم الاختصاصيين
الفرنسيين في ميدان الجيوسياسة –الجيوبوليتيكا، ويكفى كونه فرنسيا يتكلم
فى علوم الاسلام بهذا التهجم واتهام المسلمين فى تاريخهم الكامل بهذه السطحية
والعشوائية فى الوقت الذى قام مؤرخين أكثر منه
حيدة وقسطا بإثبات تحرر المؤرخين المسلمين ىخاصة الأوائل منهم من أى خضوع لنظام أو
حاكم أو مؤثرات اجتماعية أو اقتصادية مثل أصحاب الاتجاه الثاني القائلين بموضوعية
نشأة علم التاريخ الإسلامي والذى نتلمسه في آراء مرجوليوث وعلى أدهم,فقد ذهب الأول
الى "أن غالبية مؤرخي الإسلام لم يكونوا "رسميين",ففي القليل
النادر ما كتب هؤلاء مصنفاتهم بأمر من السلطة –
على الأقل في مرحلة النشأة – حيث لم تظهر وظيفة "مؤرخي البلاط" إلا في
عصور تالية,ومن ثم "فإن المؤرخين الأوائل
التزموا الدقة في تنقية الروايات ونقدها,والموضوعية فيما دونوه,لأن معظمهم كانوا
في حالة رغدة من العيش كالطبري مثلا,وبعضهم خدم في الدواوين الى جانب أعمالهم
الخاصة".واستشهد بموضوعية الطبري في عدم انحيازه لبني العباس رغم أنه كتب
تاريخه إبان خلافتهم.
وفي الاتجاه نفسه مضي على أدهم فذهب الى
أن المؤرخين الأوائل,"لم يعيشوا في كنف الأمراء,ولم يكتبوا التاريخ إرضاء
للخلفاء والأمراء,وإنما كتبوه بدافع من ميل الى البحث والاستقصاء".
كل هذا يدفعنا
الي أن نرد قول روزنتال وإيف لا كوست،وننسبه الى زعمه و تسلط نفس النزعة عليه
و التى يتهمون بها المؤرخين السابقين والتى قادتهم من وجة نظرهم الى الانحياز
التأريخى عن الحقيقة التأريخية وهى
تأثيرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تزييف التاريخ عندهما ، وأضيف
إلى ذلك التوجه العنصري الفج فى توجههم وتأريخاتهم للمسلمين والاسلام على وجه
الخصوص ] حيث
كرس روزنتال في كتابه "علم التاريخ عند المسلمين"دراسةظالمة غير محايدة
عمياء لم يفرق فيها بين المخلصين من مؤرخى الملسلمين وبين هؤلاء المرتزقة والذين
لم يعول عليهم المسلمين ولم يأخذوا الأخبار منهم بل ووضعوهم فى قائمة الوضاعين
والضعفاء والمتروكين وبإجحاف الفرنسي
المتعصب العنصري قال روزنتال وإيف لا كوست عن "المؤرخين
الرسميين"أو مؤرخي البلاط( من وجه نظره) ذهب فيها الى إن معظم مؤرخي الإسلام(
وهذا بهتان وإفك عظيم من لأن كل المؤرخين الثقات والعدول المقبولة أخبارهم كانوا
مضطهدين من الحكام – ويبدو أن الحقد العنصري والتعصبي لروزنتال أو وايف لاكوست
وتابعهم صبحي منصور قد أعماهم عن أن يدركوا أن فى كل عقيدة ومجتمع عدول وثقات
ونقيدهم من المتسلقين على أكتاف الحكام وكبار القوم فجعلوا الأخير من نصيب
المسلمين والأول من نصيب أى مؤرخين من أى بلد أومجتمع أو عقيدة أخرى غير المسلمين
حيث زعموا كذبا وافتئاتا أن مؤرخي المسلمين
ارتبطوا بالسلطات الحاكمة,نظرا لاشتغالهم بالإدارة والقضاء,أو عملهم كمؤرخي
بلاط يدبجون سيراً للخلفاء أو الأمراء,وتواريخ لأسرهم الحاكمة. ثم قالوا :وحتى
المؤرخون "الهواة"- كما اطلق عليهم – كانوا يمالئون السلطة حتى يكتب
لمؤلفاتهم الرواج,فعول الكثيرون منهم على تقدير مؤلفاتهم للحكام ابتغاء حظوة في
المال أو الجاه,وكل ذلك فت في موضوعية أعمالهم. ثم يواصل لاكوست مسلسل إفكه وكذبه
على مؤرخى الإسلام( وتبعه علي ذلك أحمد صبحي منصور) : فيقول لاكوست في
المعنى نفسه: أن نشأة التاريخ الإسلامي
"كانت رسمية بتكليف من أولي الأمر ما شكل عوائق نحو التزام
الموضوعية",وزعم أن اتسام النشأة بطابع "القدسية" "حرم الفكر
التاريخي من المنهج النقدي".[ ولم يكلف لاكوست نفسه عناء القراءة
والبحث فى تاريخ هذذه الأمة الصحيح ولو فعل لعلم عن أبي حنيفة ومحنته مع المنصور ، وابن حنبل ومحنته والبخاري
وأمانته وموضوعيته وابتعاده كلية عن السُلطة والسلاطين ومثله مسلم ابن الحجاج وأبو
داود والنسائي وابن ماجة والترمذي والطبراني والبزار وابن حبان وابو زرعة وابو حاتم
البستي وعشرات المخلصين من مؤرخى حقبة الاسلام الأولى ، ثم يقول الدكتور محمود
اسماعيل: لكنه نظر الى قليل من المشبوهين
الممالئين لبعض السلاطين المتأخرين وهم قليلون جدا فأخذ الكل بجريرتهم مما يدعوني
الى استصدار مصطلح على هؤلاء ( أنهم المؤرخين العنصريين فى وقتنا الحديث ) ، وأما عن المعوقات السوسيولوجية والتى تكلم
فيها طيب تيزيني حين ذهب الى تأثير الوضع
الطبقي في انحياز المؤرخين الى انتماءاتهم ,ضاربا المثل بالبلاذري وكتابه
"أنساب الأشراف".زاعما أنه تعصب فيه للأرسطقراتية والأرستقراطيين , قلت
وأما عن هذا فكيف يكون ذلك تعصبا للأرسطقراطية وهو تأريخ بحثي موضوعي يفرض عليه
حتمية ذكر مناقبهم وأوضاعهم كتاريخ نوعي ؟ ثم تعرض للطبري فقال : والطبري في كتابه
"تاريخ الرسل والملوك"الذي يعد في نظره "تاريخا للأديان" أقول
أيضا: هو تأريخ بحثي موضوعي يفرض عليه حتمية ذكر مناقبهم وأوضاعهم من كل زاوية
خاصة الأعتقادية والدينية لأن الملوك والرسل هم المعنيين أولا فى أقوامهم بهذا
الإتجاه وأوضاعهم كتاريخ نوعي .ومن هنا أضاف طيب تيزيني الى العامل الديني تأثير الوضع
الاقتصادي في تفسير "لاموضوعية" المؤرخين الباكرين.وواضح جدا ضحالة
وسطحية ديزني ولا موضوعيته فى النقد التاريخي لمؤرخي الاسلام والمسلمين .ولقد
اضطلع جهابذة المؤرخين فى عصرنا الحديث واتسموا بموضوعية شديدة حين تعرضوا
لتأريخ نشأة علم التاريخ الإسلامي
والذى نتلمسه في آراء مرجوليوث وعلى أدهم,
وجواد على فقد ذهب الأول الى "أن غالبية مؤرخي الإسلام لم يكونوا
"رسميين",ففي القليل النادر ما كتب هؤلاء مصنفاتهم بأمر من السلطة – على
الأقل في مرحلة النشأة – حيث لم تظهر وظيفة "مؤرخي البلاط" إلا في عصور
تالية,ومن ثم "فإن المؤرخين الأوائل التزموا الدقة في تنقية الروايات
ونقدها,والموضوعية فيما دونوه,لأن معظمهم كانوا في حالة رغدة من العيش كالطبري
مثلا,وبعضهم خدم في الدواوين الى جانب أعمالهم الخاصة".واستشهد بموضوعية
الطبري في عدم انحيازه لبني العباس رغم أنه كتب تاريخه إبان خلافتهم.
وفي الاتجاه نفسه مضي على أدهم فذهب الى أن المؤرخين الأوائل,"لم يعيشوا في
كنف الأمراء,ولم يكتبوا التاريخ إرضاء للخلفاء والأمراء,وإنما كتبوه بدافع من ميل
الى البحث والاستقصاء".وقد تبدي اتجاه ثالث يدعم توجه مرجوليوث وعلى أدهم,
وجواد على ظهر على يد أحمد أمين يرى
فيه أن نشأة علم التاريخ ارتبطت بحكم بني
العباس "الذين استخدموا التاريخ كوسيلة من وسائل الدعوة العباسية,فكان
الخلفاء يشترون ذمم بعض المؤرخين( وهم قليلون )
بحيث حاولوا إظهار العصر العباسي بلون زاهر فاخر والعصر الأموي بلون قاتم
مظلم".ويسوق أمثلة في هذا الصدد للتدليل على مذاهبه. لكنه يعود في موضع آخر
فيشيد بروح التسامح العلمي التي كما أتاحت لبعض الشعراء هجو بعض الخلفاء,سمحت
لمؤرخي المعارضة بالحرية في التعبير عن وجهات نظرهم. كما أشاد بالنقلة المنهجية
التي تمت على يد الرواد من المؤرخين,من حيث استقاء الأخبار من مظانها,ومقارنتها
ونقدها,وتوثيقها بالإسناد,وتنظيمها وسلسلتها على شكل حولي مبتكر. وأقول وهذا الحال
دائما يكون موجودا فى كل الأمم والبلاد وقصور الحكم فى كل مكان وزمان إلازمان
النبوة وما تلاه من عصور الخلافة الراشدة والتي تم فيها كل عمليات التأريخ الأصلية للإسلام
وسيرته ، وما تلاها من عصور ظل اكثر المؤرخين المسلمين يحكمهم قول الله تعالى ( يا
أيها الذين آمنا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )، وقول نبييهم الكريم ( عليكم
بالصدق فإن الصدق يهدي الي البر وإن البر يهدي الى الجنة ولا يزال العبد يصدق
ويتحري الصدق حتى يكتب عند الله صديقا )
ويقول الدكتور محمود اسماعيل فى
مقاله المؤرخون الرواد وميلاد علم
التأريخ : (ونكتفي في هذا المجال بنقد الاتجاهات السابقة – في عجالة – تاركين
الأدلة والقرائن تكشف عن نفسها من خلال دراسة أعمال هؤلاء المؤرخين.فروزنتال عمم
أحكامه حين تصور معظم المؤرخين "رسميين",والثابت أن تلك الظاهرة لم تولد
في عصر الصحوة,ولا تنطبق على الرواد المؤسسين لعلم التاريخ.وحتى أولئك الذين خدموا
في الدواوين إبان الصحوة,فإن انحيازهم لفكر حكومتها "المتبرجزة" لا يعد
انحيازا عن الحقيقة,بل انحياز لها,ولم نسمع عن مؤرخ "هاو"- على حد قوله
– نال حظوة من السلطة في مقابل تقديم أعماله باسمها. وينسحب النقد نفسه على رأي لا كوست في هذا
الصدد.أما مقالته في "النشأة القدسية"لعلم التاريخ فتصبح غير ذات
بال,إذا علمنا أن هذه النشاة كانت تعني انفصال المعارف التاريخية عن العلوم التي
اعتبرت علوما دينية كالفقه والحديث ,بل أن هذه العلوم كرست في عصر الصحوة لخدمة
أغراض دنيوية,ومعلوم أن الفكر البورجوازي – بوجه عام – فكر مادي عقلاني حياتي
بالدرجة الأولى.
أما انزلاق تيزيني في أحكامه على البلاذري في "أنساب الأشراف"والطبري في
"تاريخ الرسل والملوك",فعذره أنه ليس مؤرخا,بل تنم ملاحظته في اعتبار
الكتاب الأول تأريخا لنبلاء العرب والثاني تأريخا للأديان, عن انخداعه بعنواني
الكتابين,وعدم اطلاعه عليهما ألبتة.ولو تمهل وقرأ مجرد صفحات قليلة منها قبل
المجازفة بإطلاق حكمه,لأدرك أن البلاذري حمل في "أنساب الأشراف" حملة
عنيفة على الأشراف,وأن تاريخ الطبري يعد أول إنجاز إسلامي لتاريخ عالمي دنيوي
بشهادة كل الدارسين.وننوه – في استحياء – بأن للكتاب عنواناً آخر هو السائد
والمتعارف عليه,ألا وهو "تاريخ الأمم والملوك",ومضمونه مصداق عنوانه.
ولا تعليق لنا على الإتجاه الثاني الذي يشيد بموضوعية المؤرخين الرواد,فذلك ما
نعتقد في صوابه.أما الاتجاه الثالث التوفيقي الذي تبناه أحمد أمين فنحن نوافقه في
شطره الثاني الذي أبرز فيه سلامة المنهج وتطور الرؤية,وما أفرزته الصحوة من روح
التسامح للأتجاهات كافة كي تعبر عن تياراتها السياسية والاجتماعية والثقافية.
أما مقولته في توظيف بني العباس التاريخ لخدمة دعوتهم لتشويه أسلافهم الأمويين
والغض عن نقائص الأسرة العباسية,فالمعول عليه في هذا الصدد طبيعة النظام السابق
الذي استهدفه النقد,وكذا مآثر النظام الجديد الذي قرظه المؤرخون.ولاحاجة بنا
لاجترار ما سبق تفصيله عن مفاسد النظام الأموي الذي
سادته"الإقطاعية".كذلك لا يمكن إنكار ما أنجزه النظام الجديد من نقله
تاريخية صادقة لم يدخلها الأغراض ولا غايات السياسية لأن هذا النظام بالذات قد
أعطي مساحة كبيرة من الحرية لعلماء
الإسلام أن يقوموا بواجباتهم الدينية والعلمية دون أن يكون له عليهم نفوذاً لأن
ذلك كان تحت سمع وبصر جماهير الشعب وعامة أمة الإسلام الأمر الذي كان حائل صخرة ضد
أي محاولة لإختراق عملية النهوض بمحفوظات الإسلام من كتاب وسنة علي عكس ما ذهب
إليه لاكوست وتابعه الصعلوك صبحي منصور .
ويقول الدكتور محمود أبو زيد المؤرخ القدير : والمؤرخ في عصر الصحوة البورجوازية –
وفي كل عصور الاستنادة – عليه أن يتخذ موقفا "تقويميا" للماضي وكذا الحاضر
المعيش,وإلا تخلى عن مهمته الحقيقية. ويصبح التاريخ في الحالة تلك"مجرد قصص
وأخبار,ونهاية معرفته,الأحاديث والأسمار".وهو ما ساد دائما في عصور
"الجهالة" الإقطاعية.
ومؤرخوا الصحوة البورجوازية عبروا عن
الفكر التاريخي كما يجب أن يكون,فكان لهم رؤاهم ومواقفهم,ومع ذلك لم ينزلقوا الى
مزالق "اللاموضوعية" في الغالب الأعم.
وحسبما ذكر أحمد أمين نفسه أتاحت "ليبرالية" الصحوة لمؤرخي المعارضة
انتقاد بني العباس فيما يستحق الانتقاد,ولم يتقاعسوا عن ذكر بعض مآثر الأمويين.
ومع ذلك لا يمكن إنكار وجود بعض مزالق وهنات
شابت بعض أعمال بعض المؤرخين عفواً أو قصداً,وهو أمر مألوف في كل العصور لمن عرك
ميدان التاريخ.ومهمة المؤرخ الكشف عن مواطن الزيف,ولن يعدم من الوسائل
ما يعين على ذلك,خاصة إذا تعددت الاتجاهات وتباينت الرؤى واختلطت الروايات.ويصبح
هذا التعدد والتباين والخلط إثراء لعمل المؤرخ,إذ بقدر ما تراكمت التناقضات بقدر
ما أصبح الوصول الى الحقيقة في المتناول,لأن الحقيقة لا تموت رغم محاولات طمسها.
والمنهج القوي أداة المؤرخ النابه في الكشف عن الزيف وإجلاء الحقيقة والعصمة من
الزلل,لأنه الوسيلة الناجعة والمعينة "على نقل الحقيقة في ذاتها الى تصور
ذهني منطقي في النهاية".
والمنهج إنجاز للعقل البشري في رحلته الطويلة من أجل تيسير إدراك المعرفة,ومن ثم
يصبح نتاجا لتفاعل العقل مع التجربة.لذلك لا قيمة ألبتة لمعرفة لم
"تعقلن", كما يحلق العقل في فراغ الوهم بدون مادة معرفية يعمل عمله
فيها.وهنا تصدق مقولة ابن خلدون في مشروعية تدخل عقل المؤرخ في موضوع عمله,حيث رأى
" أن البصيرة تنقد الصحيح إذا تعقل,والعلم يجلوها كصفحات القلوب
ويصقل,والناقد البصير قسطاس نفسه في تزييف ما ينقل".وكذا تبجيل سبنيوز للعقل
في حقل التاريخ حيث قال:"إن العقل لديه قدرة الكشف عن الزيف على الأقل اذا
استعصمت عليه الحقيقة". ثم يقول الدكتور محمود اسماعيل فى مقاله المؤرخون
الرواد وميلاد علم التأريخ:
نخلص من هذه الوقفة بأن نشأة علم التاريخ كانت نشأة صحيحة ,لأن العلم ولد في عصر
سيادة البورجوازية بفكرها الليبرالي,وجاءت كتطور طبيعي مواكب لنقلة سوسيولوجية
وثقافية,كانت تتويجا لجهود سابقة اضطلع بها الرواة والإخباريون في العصور
السابقة.ويعزى الفضل في استقلال العلم وصياغة مناهجه الى جيل من المؤرخين الرواد
كالطبري والبلاذري وابن قتيبة واليعقوبي وغيرهم في الشرق,وابن عبد الحكم في
مصر,وابن الصغير في المغرب,وعبد الملك بن حبيب وابن القوطية في الأندلس.
ولا غرو فقد أشاد ابن خلدون بهم في معرض تعريضه بالمؤرخين اللاحقين,فاعتبر
السابقين "فحول المؤرخين"واللاحقين "عالة عليهم".ثم يقول
الدكتور محمود اسماعيل فى مقاله المؤرخون
الرواد وميلاد علم التأريخ: ولنحاول إبراز التأثيرات السوسيولوجية في أعمال هؤلاء
المؤرخين ودورها في توجيه رؤاهم التاريخية.
وأول ما يلاحظ في هذا الصدد أن نشأة علم التاريخ وظهور المؤرخين لم تكن
ظاهرة شرقية قحة,بمعنى أن الغرب الإسلامي أسهم بمؤرخيه الرواد في الحركة
التاريخية.صحيح أن مؤرخي الغرب آنذاك لم يصلوا الى مكانة زملائهم المشارقة لكن
مجرد ظهورهم في تلك الحقبة وتأثرهم بأعمال مؤرخي الشرق,دليل ناصع على سيولة
الثقافة الإسلامية بفضل المد البورجوازي الذي غمر العالم الإسلامي شرقا وغربا.
ويلاحظ أيضا أن السواد الأعظم من المؤرخين الرواد كانوا إفرازاً للمد البورجوازي
اجتماعيا وإديولوجيا,ولا غرور فقد انتموا الى الموالي الذين سادوا الحياة
الإسلامية إبان الصحوة.كما اعتنقوا إديولوجيات ليبرالية ,حيث كان أغلبهم من الشيعة
المعتدلة والمعتزلة – ومعلوم أن التشيع والاعتزال امتزجا في عصر الصحوة الى حد
كبير – والقليل النادر انتمى الى اليسار المتطرف "الخوارج",أو اليمين
المحافظ "السنة".وإن دل ذلك على شيء فعلى سيادة الفكر الليبرالي كرد فعل
لسيادة البورجوازية . و هذا يفسر تحامل
مؤرخي السنة على مؤرخي الليبرالية في الوقت نفسه الذي أفادوا فيه من
إنجازهم.وتفسير تلك الحقيقة مسايرة الاتجاهات المتطرفة للنمط الاقتصادي –
الاجتماعي والفكري السائد,وتطوير معتقداتها بما يتسق وروح العصر,وتلك قاعدة تشهد
على سوسيولوجية الفكر. إذ سنلاحظ قاسما
مشتركا واضحا في مناهج المؤرخين بعامة من حيث موسوعية الثقافة,نتيجة الأسفار
والرحلات في طلب العلم,وتوسيع النظرة للتاريخ لتحتوي التاريخ العالمي,فضلاً عن
شيوع روح النقد في تمحيص الروايات,والموضوعية – في الغالب الأعم – في
الأحكام,وتقدم "تكنيك "العرض التاريخي من حيث الترتيب الحولي,والاهتمام
بلب الموضوع أكثر من التعويل على الإسناد,الى غير ذلك مما سنتناوله بالتحليل ثم
التركيب والتنظير.
ومن المحقق أن استقصاء الأصول الا جتماعية والاتجاهات الإيديولوجية لهؤلاء
المؤرخين,قمين بترسيخ تلك الحقائق,فالسواد الأعظم – كما قلنا – كانوا ينتمون الى
البورجوازية بفكرها الليبرالي.وعلى سبيل المثال كان الطبري (ت 310ه) موسراً يتعيش
من ضيعة في طبرستان,الأمر الذي أتاح له أن يتفرع للفكر بعامة والتاريخ بخاصة,كما
عرف بميوله الشيعية المعتدلة,حيث أنكر تطرف الخوارج والرافضة.ولايعني ذلك أنه عبر
عن وجهة نظر السلطة كما ذهب روزنتال ,فتاريخه خير شاهد على نزاهته العلمية كما
سنوضح بعد قليل.وأبو حنيفة الدينوري( ت 282 ه) كان تاجراً معتزلي المذهب شيعي
الهوى , وسينعكس ذلك على ثقافة الموسوعية الواسعة التي ارتبطت بالاعتزال.
وأحمد بن طاهر طيفور (ت 270 ه) كان مؤدب كتاب معتزلي المذهب ,ولا غرو فقد حظي برضى
الخليفة المأمون .وتنم وظيفته عن تكريس التاريخ في خدمة أغراض عملية وهو مظهر من
مظاهر العلم البورجوازي.
والبلاذي (ت 248 ه) كان مؤدباً شأنه شأن ابن طيفور.وإذا ما علمنا أن الخليفة
المعتز عينه مربيا لابنه عبد الله,وأن الخليفة كان مغضوبا عليه من الأستقراطية
العسكرية التركية,أدركنا شيئا عن ميوله المذهبية الاعتزالية التي أخفاها في عصر
انتكاس الاعتزال تقية , لأن مذهب أهل السنة قد أعيد إحياؤه منذ خلافة المتوكل.
أما ابن قتيبة (ت 270 ه ) فقد اشتغل بالقضاء, وعرف بتشيعه.كذلك كان اليعقوبي كاتبا
معتزليا. تلكم هي جمهرة المؤرخين الرواد الأعلام الذين أفرزتهم الصحوة البورجوازية
في الشرق بأصولهم الطبقية وانتماءاتهم الإديولوجية.وسيكون لذلك تأثيره على فكرهم
التاريخي,حيث صنفوا تواريخ عالمية تجاري التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي
الذي أنجزته البورجوازية.
ومن مظاهر تأثيرات الصحوة كذلك,مااشتهر به هؤلاء المؤرخون الرواد من "الرحلة
في طلب العلم ".ومعلوم أن النشاط التجاري المتنامي عقد أواصر الاتصال بين
كافة بقاع العالم الإسلامي براً وبحراً ,كما كانت قوافل الحجيج تجتاز المسالك
والممالك وتلتقي جميعا في الديار المقدسة.وفي الحالتين معا أتيح لأهل العلم سهولة
الحركة والاتصال واللقياوونجم عن ذلك تبادل المعارف والأفكار الى جانب تبادل السلع
وأداء الشعائر.وشجعت سهولة الأتصال على قيام أهل العلم " برحلات علمية "
محضة بهدف التعلم أو التعليم.
ولاشك أن المؤرخين بزوا غيرهم في هذا الصدد, لما تميله طبيعة عملهم من ضرورة
الرحلة لجمع المعلومات.فالطبري مثلا " رحل الى العراق والشام ومصر",
والبلاذي كان له رحلة وراء المعرفة " فزار البلاد التي كتب عن فتوحها
",واليعقوبي كان مؤرخا وجغرافيا ورحالة جاب البلدان وألف عنها.
ولاشك أن الرحلة في طلب العلم أثرت معارف هؤلاء المؤرخين, فألموا بثقافة عصرهم
الدينية والدنيوية.إشتغل الطبري الى جانب التاريخ بالفقه والحديث والتفسير,وأبو
حنيفة الدينوري "جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب وله حظ وافر في علم
النجوم وأسرار الفلك"- على حد وصف أبي حيان التوحيدي – بالإضافة الى معرفة
بعلوم النبات والرياضيات,فضلا عن التفسير واللغة والأدب .والبلاذري اشتهر بثقافة
موسوعية شأنه شأن أعلام المعتزلة.وابن قتيبة أنموذج فذ في ثقافته الواسعة,يشهد على
ذلك كتابه "المعارف",فضلا عن إحاطة دقيقة بالسياسية وخباياها,كما ينطق
بذلك كتابه الإمامة والسياسة".واليعقوبي برع في الفلك وكرسه لخدمة
التاريخ,وكتابه "البلدان" دليل على معارفه الواسعة في مجال الجغرافيا
الطبوغرافية والبشرية.
وبديهي ان تنعكس هذه الثقافة الموسوعية على جهودهم في حقل التاريخ موضوعا ومنهجا
وفكرا,فقد موضوع العلم ووسعت مباحثه ليغطي تاريخ العالم.كتب الطبري تاريخا للبشرية
منذ الخليقة حتى عام 298 ه, وتاريخ الدينوري " الأخبار الطوال" تاريخ
عالمي حتى خلافة المعتصم,وابن طيفور عرض لتاريخ الخلافة العباسية حتى عصر المأمون
بالإضافة الى تقديم تراجم للشعراء ومختارات من دواوينهم,ومصنفه عن "تاريخ
بغداد" بالرغم كونه تاريخا محليا,إلا أنه يمتاز عن التواريخ المماثلة- كتاريخ
الموصل للأزدي- بتعدد موضوعاته ومباحثه,وخاصة في الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية.
وقد نالت هذه المباحث حيزا هائلا فيما صنفه البلازدي من مؤلفات,فكتابه "أنساب
الأشراف" أعظم من أن يكون مؤلفا في الطبقات,وتبرز قيمته الحقيقية في تقديم
معلومات اقتصادية على درجة من الأهمية أفاد هو منها في تكوين رؤيته
التاريخية,يتجلى ذلك في حملته العنيفة على الأرستقراطيتين القديمة والمستحدثة في
عصره,والكتاب يؤكد خبرته الفذة في أمور الاقتصاد,ولا غرو فقد تتلمذ على أبي عبيد
بن سلام مؤلف كتاب "الأموال".وفي "فتوح البلدان"برهن البلاذري
على تفرد في ميادين النظم والأوضاع الاجتماعية والشؤون الإدارية بزفيها معاصريه.
وابن قتيبة أرخ للتطور السياسي في العالم الإسلامي,كاشفا النقاب عن استتار الساسة
بالدين,مبرزا دور الأهواء والأطماع والمصالح فيما شجر من صراعات سياسية.وفي كتابه
"المعارف" توسيع لدائرة التاريخ لتشمل فضلا عن السير والأنساب والمغازي
والفرق, مظاهر العمران البشري ,وخاصة في جانبه الثقافي.
وتاريخ اليعقوبي يدخل في إطار "التواريخ العالمية"ولكن بصورة موجزة,حيث
حفل بعرض المعالم الأساسية,وضرب صفحا عن التفصيلات.و كتابه "البلدان"
نوع من الأدب الجغرافي التاريخي المتطور, أبرز فيه تأثير الجغرافيا في التاريخ.ولا
مبالغة إذا اعتبرناه أول مؤلف إسلامي في مجال "الجيوبولتيكا".وفي
الكتابين معا ينم عن احتفاله بالتاريخ الثقافي.
وفيما يتعلق بالمنهج , نلاحظ اهتمام بعض المؤرخين الرواد بالإسناد كما فعل
الطبري,أو إغفاله كما هو شأن اليعقوبي.وفي الحالتين معا يظهر التدقيق في تحري
الأخبار,فالطبري ذكر الروايات المتاحة كافة وأسندها الى رواتها.واليعقوبي اهتم
بجمع الوثائق وذكرها في مواضعها.فضلا عن حرصه على مساءلة شهود العيان,يقول في هذا
الصدد"....وقد اتصلت أسفاري ودام تغربي , فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان
سألته عن وطنه ومصره وبلده وساكنيه ودياناتهم ومقالاتهم....ثم أثبت كل مايخبرني به
من أثق بصدقه, وأستظهر بمسألة قوم بعد قوم حتى سألت خلقا كثيرا من
الناس".والبلاذري أعمل النقد في الروايات حتى أثر عنه مذهب الشك الى حد
الوسوسة,وتلك خلة حميدة لمن يشتغل بالتاريخ.أما ابن قتيبة فعزف تماما عن
الإسناد,واهتم بتسلسل القصة التاريخية في المحل الأول.
وبخصوص نمط الكتابة,فقد ساد الأخذ بالنظام الحولي وخاصة في المصنفات الكبرى,كما هو
حال الطبري.بينما فرضت طبيعة الموضوعات تقنية تناولها,بحيث عول البلاذري مثلا على
تعقيب الحدث وتتبعه عبر السنين,فطفر بفنية الكتابة طفرة كبرى من حيث معالجة
الأحداث كوحدة لاتتجزأ.
وفي الحالين معا استخدم المنطق في الرصد التاريخي,إذ راعى المؤرخون تسلسل الرواية
وتنسيقها,في لغة سلسة ومباشرة لا تحفل بالتنميق والبديع بقدر اداء المعاني في وضوح
ومع ذلك انطوت لغة هؤلاء المؤرخين – وخاصة ابن قتيبة – على بيان راق وأسلوب أدبي
فني رفيع.
أما عن التفسير والتأويل,فقد أنكر بعض الدارسين على المؤرخين الرواد حقيقة إمكانية
وجود رؤى تاريخية لديهم,إستنادا الى قول أحدهم- وهو اليعقوبي- "وليعلم الناظر
في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أخطرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو
على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه,والآثار التي أنا مسندها الى
رواياتها,دون ماأدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إلا اليسير القليل". وبديهي أن هذا النص لا ينطق دليلا على افتقار
اليعقوبي – وزمرته – الى الرؤية الخاصة للتاريخ,فمن النص ذاته يفهم تعويله على
التفسير والاستنباط والتأويل.ومن الخطأ أن نتصور وجود رؤى شاملة لدى هؤلاء
المؤرخين الباكرين,إذ أن مهمتهم الأولى كانت تدوين الأحداث وتسجيل الوقائع وليس
"فلسفة التاريخ".فلم يقدر لمثل تلك الفلسفات أن تظهر في التاريخ العالمي
برمته قبل ابن خلدون,بل إن ابن خلدون نفسه لم يلتزم تماما بما أنجزه في مقدمته من
فلسفة حين أرخ كتابه "العبر". ومع ذلك فدراسة أعمال المؤرخين الرواد
تكشف عن وجود رؤى وتصورات وآراء وقواعد عامة استنبطوها من خلال معاركة الاشتغال
بالتاريخ,بحيث يمكن القول بأن كل مؤرخ كان لديه مفهوم عن "فكرة
التاريخ"انعكس تأثيره على ما كتب وصنف من أعمال.وأن حصاد هذه المفاهيم جميعا
يشكل رؤية عامة للتاريخ تساير طبيعة النهضة الثقافية التي أفرزتها الصحوة
البورجوازية.
فالبلاذري مثلا أبرز تأثيرالعوامل الاقتصادية والاجتماعية في التطور التاريخي,دون
أن يعي وقوفه على قاعدة نظرية علمية صحيحة.والمهم أن تلك القاعدة عملت عملها في
توجيه اهتمامه نحو الموضوعات الاقتصادية والإدارية والأوضاع الطبقية.
ونعلم أيضاً أن مؤرخا كاليعقوبي ربط بين حركة الأفلاك وبين الوقائع والأحداث,كما
ركز على التاريخ الثقافي أكثر من الاهتمام بالسير والأخبار.وابن قتيبة نسج وقائع
التاريخ الإسلامي من خلال تصور صراع سياسي حول موضوع الإمامة.والدينوري أبرز – دون
وعي فيما نعتقد – إنعكاس الواقع على الأدب حين دبج تاريخه بنماذج شعرية متسقة مع طبيعة
ما يروي من أحداث.وكل أولئك استخدموا العقل وأفادوا من المنطق وكافة علوم العصر في
كتاباتهم.
(أكثر من ذلك,تتضح في هذه الكتابات المواقف الشخصية لأصحابها سواء من الأوضاع
السائدة التي عاصروها,أو في تقييم أحداث الماضي ووقائعه.كل ذلك وغيره قمين بأن
نحكم – في اطمئنان – بأن مؤرخي الصحوة البورجوازية طوروا الفكر التأريخي,وأحدثوا
نقله في موضوعاته ومناهجه ورؤاه,تلك الرؤى التي تتسم بالعقلانية
"والدنيوية" والشمول,وهي سمات مميزة للفكر الليبرالي الذي أفرزته الصحوة
البورجوازية.)
ولعل في قول اليعقوبي "فمهما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضيين
ممن يستنكره قارئه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة,ولامعنى في الحقيقة ,فيعلم
أنه لم يؤت في ذلك من قلنا" مايؤكد وجود عوائق كانت تحول بين اليعقوبي –
وأصحابه – دون الإفصاح عن كل ما أحاطوا به من فهم ونظر في فكرتهم عن التاريخ.ولا
غرو فقد رجم الحنابلة دار الطبري بالحجارة,وسفه أهل الأثر أعمال ابن قتيبة..وإن دل
ذلك على شيء فإنما يدل على ما سبق أن رددناه من أن المد البورجوازي لم يصل الى
نهاية مطافه لينجز ثورة شاملة,فقد ظلت بقايا الإقطاعية بفكرها النصي الغيبي تمارس
فعالية – ولو ثانوية – على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.
بل لم يسلم حتى مؤرخو الليبرالية من آفات هذا الوضع,بحيث انطوت أعمالهم على قدر
غير ضئيل من الغيبة والأسطورية.ومع ذلك فحسبهم ما أنجزوا من أعمال ظلت مصادر لمن
جاء بعدهم من المؤرخين.
بقي أن نعرض لمكانة الفكر التاريخي عند مؤرخي الخوارج والسنة,بحيث يعتبر ما قدموه
في هذا الصدد من إسهامات شيئا هامشيا,نظرا لهامشية دور القوى الاجتماعية التي
انتموا اليها على الصعيدين السياسي والاقتصادي,وبالتالي على المستوى الثقافي,مما
يؤكد سوسيولوجية الفكر.
ومعلوم أن الخوارج – رغم اعتدال أفكارهم تحت تأثير الصحوة البورجوازية,وإقامتهم
دولاً مستقلة في الغرب الإسلامي ذات طابع بورجوازي متطور- ظلوا محافظين على
تقاليدهم المذهبية التي انعكست على فكرهم التاريخي.
حقيقة أن عوامل سياسية حالت دون وصول مؤلفات الخوارج الأول في حقل التاريخ,بحيث
يصعب الحكم عليها.ولكن النصوص المتواترة في كتب اللاحقين تلقي بعض الضوء في تفسير
افتقار المؤرخين الرواد على تناول تاريخهم وحسب .فتشير رسالة للبرادي الى مصنفات
هؤلاء المؤرخين في الشرق والغرب,ويعدد ابن النديم أسماء هؤلاء المؤرخين كاليمان بن
الرباب ويحيي بن كامل والصيرفي وعبد الله بن زيد وإبراهيم بن إسحق والهيثم وغيرهم
من المشارقة,ويصف مصنفاتهم بأنها "مستورة".كذلك نعلم من سير الشماخي أن
مؤرخا إباضيا شهيرا,يدعى ابن سلام صنف كتابا في السير اعتمد عليه اللاحقون.ويخبرنا
مؤرخ خارجي متأخر أن ديوان الإباضية بجبل نفوسة كان يحوي أكداسا هائلة من الكتب
بعضها يتعلق بتاريخ المذهب وأعلامه,كما كانت المكتبة المعصومة بتاهرت تحوي بدورها
مصنفات في السير والتاريخ.
وبالرجوع الى نصوص هؤلاء الرواد في كتب المتأخرين,لاحظنا أن موضوع التاريخ اقتصر –
كما قلنا – على سير شيوخ المذهب وأعلامه,فضلا عن نشاط الخوارج السياسي في الشرق
والغرب.تفسير ذلك أن الخوارج كانوا يكفرون من ليس على مذاهبهم,ولم يعترفوا
بالحكومات الإسلامية برمتها,لذلك تغاضوا عن كتابة تواريخ عامة أو عالمية.
والملاحظة الثانية,أن هذه المدونات الأولى كانت متخلفة في مناهجها وجه عام,فهي
تفيض بالخوارق والأساطير,وتفيض في ذكر المناقب والكرامات.وتلك نتيجة طبيعية
لجماعات عاشت مضطهدة منذ ظهور المذهب من قبل الحكومات الإسلامية كافة,فالأفكار
تتحجر حين تتقوقع ,وتتطرف حين تضطهد,وتحلق في الغيب حين تعجز عن حل مشكلات الواقع.
ونلاحظ أن هؤلاء المؤرخين اشتخدموا الإسناد,لكنه اقتصر على الروايات المنسوبة الى
شيوخ المذهب وأعلامه.ولم يجر ترتيب الحوادث وفقا للنظام الحولي,بقدر تنسيقها على
أساس معالم مرتبطة بأحداث عامة في تاريخ المذهب.
ومع ذلك ظهر تأثير الصحوة البورجوازية واضحا في بعض الأعمال التي أنجزها مؤرخون
عاشوا في كنف الدول الخارجية المستقلة في الغرب,حيث نلاحظ – اعتمادا على بعض
الإشارات – اهتمامهم بمعلومات ذات طابع اقتصادي أوردوها مختلطة بفقه مذهبهم كمسائل
الحلال والحرام والوصية والرهن والربا والزكاة والعشور...الخ.
ومن الصعوبة بمكان الحديث عن رؤى ونظرات تاريخية لدى هؤلاء المؤرخين في غياب
أعمالهم التي أحرقت إبان الغزو الشيعي لدول الخوارج في المغرب.
وإذا جاز لنا أن نجازف في هذا الصدد,نعتقد أن نظرتهم للتاريخ كانت ضيقة
ومنحازة,ضيقة لأن مفهوم التاريخ وموضوعه اقتصر على تاريخ المذهب,ومنحازة لتعصبها
الشديد للخوارج وتحاملها المقيت على غير الخوارج.وهو امر طبيعي أفرزته الظروف
السوسيو-سياسية التي ألمت بجماعات مضطهدة,وحين قدر لها الاستقرار عاشت في أقاليم
صحراوية معزولة ومحاطة بأعداء سياسيين ومذهبيين.
هكذا تأثر الفكر التاريخي الخارجي بمعطيات الواقع الاجتماعي ومنهجه ورؤاه.
وتتجلى المقولة ذاتها في أعمال المؤرخين السنة.والجدير بالذكر أن معظمهم عاش في
المغرب الإسلامي حيث ساد مذهب مالك.وبرغم تحول المذهب المالكي عن نصيته,ومجاوراته
روح العصر الذي سادته البورجوازية بفكرها الليبرالي,فإن معظم المؤرخين ظلوا
متشبثين برؤى ومناهج أهل الأثر نتيجة أوضاعهم الطبقية والإديولوجية.فلم يكتبوا
تواريخ عالمية- إلا ما اقتبسوه عن المشارقة نتيج الاتصال- وانصب اهتمامهم على
"التواريخ المحلية" كرد فعل طبيعي لنزعة التجزئة الممثلة في قيام الدولة
المستقلة في الغرب.كما اهتموا بالإسناد على حساب تكامل "القصة
التاريخية".ومن العسير الحديث عن رؤى تاريخية لهؤلاء النفر من المؤرخين
باستثناء قلة اشتغلت بالتجارة أو الوراقة وقدر لها الرحلة والاتصال
"بأسواق" ومناهل العلم في الشرق.
وسنحاول دراسة أوضاع هؤلاء المؤرخين الطبقية وانتماءاتهم المذهبية كمدخل لدراسة
أعمالهم بما انطوت عليه من مناهج ونظرات تاريخية.
ففي مصر,عرف ابن عبد الحكم(ت 257 ه ) كمؤرخ فتوح,وهو من أسرة إقطاعية احتكرت زعامة
المالكية.وفي إفريقية اشتهر أبو العرب تميم(ت 233 ه ) المالكي كمؤرخ طبقات,وهو
سليل الأسرة الأغلبية الأستقراطية,فكان على حد قوله "يتشح بزي أبناء
السلاطين".أما محمد بن يوسف الوراق (ت 292 ه ) فكان – كما يتضح من اسمه وراقا
مشتغلا بالعلم,كتب رسائل ومصنفات محلية عن تواريخ بعض المدن المغربية.وفي تاهرت –
بالمغرب الأوسط – عاش ابن الصغير المالكي( ت أواخر القرن الثالث الهجري),وكان
تاجرا يملك دكانا في "الرهادنة",قضى حياته في كنف الدولة الرستمية وأرخ
لها.
وفي الأندلس لمعت أسماء عبد الملك بن حبيب (ت 238 ه) وهو تاجر مالكي المذهب كتب في
تاريخ الأندلس وصنف تواريخ عامة على غرار المشارقة,ومحمد بن موسى الرازي (ت 273 ه
) الذي كان تاجرا مشرقيا أقام في الأندلس وكتب عن فتوحها,وابن القوطية (ت 267 ه)
ذو الأصل القوطي والذي كان من موالي بني أمية بالأندلس,ألف كتاب "تاريخ
افتتاح الأندلس".
فإلى أي حد أثرت أوضاع هؤلاء المؤرخين الطبقية وانتماءاتهم المذهبية في فكرهم
التاريخي؟
ليس جزافا أن يهتم ابن عبد الحكم بفتوح مصر والمغرب والأندلس,ولا يحفل بأخبار
الفتوحات في الشرق.وإن ذل ذلك على شيء فعلى حماسه لمذهب مالك والبيئة التي انتشر
فيها,ولا غزو فقد استمد رواياته من شيوخ المالكية المغاربة الذين كانوا يفدون الى
مصر,ولذلك قدر له التزود بمعلومات انفرد بها وخاصة ما تعلق بالأحداث التي
عاصرها,فقد أخذها عن شهود عيان.ولكونه من أهل الأثر,عول على الإسناد حيث شغل حيزا
هائلا من مؤلفه الذي تتجلى فيه الدقة والتحري,رغم نزعات التعصب المذهبي التي تظهر
بصماتها في التحامل على المذاهب الأخرى.
أما أبو العرب تميم فقد كرس مصنفه عن "طبقات علماء إفريقية"لعرض سير
أعلام المالكية وذكر مناقبهم.ولم يحظ أعلام المذاهب الأخرى بحيز في طبقاته إلا
عرضا,وبقصد الذم والقدح.ولا غزو فقد اشترك في ثورات المالكية على الفاطميين الذين
كانوا "كفرة"في نظره,ناهيك بموقفه من الخوارج.وتتلون كتاباته بلون
شعوبي,فهو يتعصب للعرب ضد الفرس,ويتغنى بمآثر قبيلة تميم,فكتب عن أنسابها ومناقبها
بروح "أستقراطية",ناهيك بإسرافه في ذم " المشرقيين" ومبالغاته
في ذكر مناقب أعلام المالكية وفضائلهم.
على العكس من ذلك كانت كتابات محمد بن يوسف الوراق عن تواريخ تيهرت وسجلماسة ونكور
وغيرها من المدن المغربية,والتي نجد نصوصا منها عند ابن عذاري والبكري.فلكونه
وراقا,قدر له أن يقف على معارف متنوعة ازدادت ثراء بفضل رحلته في طلب العلم شرقا
وغربا,حتى توفي بقرطبة .وقد وصفه ابن حيان – أعظم مؤرخي الغرب الإسلامي قبل ابن
خلدون – بأنه "الحافظ لأخبار المغرب".كما أثنى عليه الباحثون المحدثون
تقديرا لنزاهته ود قته وموضوعيته.وإذا كان لذلك من تفسير فمرده الى انتمائه
للبورجوازية.
ونفس الشيء يقال عن ابن الصغير المالكي الذي امتهن التجارة,واشتغل بالعلم,فأحاط
بآراء المذاهب الأخرى وعقائدها,وجادل شيوخهم في تسامح ورحابة أفق.كتب عن
"سيرة الأئمة الرستميين"تاريخا اتسم بالموضوعية رغم أنهم خوارج,ولم
يتقاعس عن الإشادة بسير الراشدين منهم.ونحن نرجح تصنيفه مؤلفات تاريخية أخرى لم
تصل إلينا,فأسلوبه ومنهجه ينمان عن طول باع في حقل التاريخ.وفي ذلك دليل آخر على
تأثير الانتماء الطبقي على الفكر التاريخي.
وتنسحب الحقيقة نفسها على مدرسة التاريخ في الأندلس,فقد خفف تنامي المد البورجوازي
من غلواء "النصية",واتسع منظور المؤرخين ذوى الانتماءات البورجوازية
ليقوموا بمحاولات في كتابة تواريخ عالمية,مفيدين في ذلك من رحلاتهم التجارية
والعلمية الى الشرق.بينما لونت النزعة الإقليمية منظور مؤرخي الإقطاعية, فاقتصروا
على التأليف في تاريخ الأندلس بروح شوفينية متعصبة,وبرؤى محلية ضيقة.
نتلمس ذلك في أعمال عبد الملك بن حبيب التاجر الرحالة المؤرخ الذي زار مصر والحجاز
وبلاد المغرب,وصنف تاريخيا يمكن – تجاوزا – إعتباره أقرب ما يكون الى تاريخ
عالمي,وصفه أحمد أمين بأنه شبيه بتاريخ الطبري حوى معلومات زاخرة " عن ابتداء
خلق الدنيا,وذكر ما خلق الله فيها من ابتداء خلق السماوات وخلق البحار والجبال
والجنة والنار,وخلق آدم وحواء وما كان من شأنهما مع إبليس, وعده الأنبياء نبياً
الى محمد ص ...وعده الكتب المنزلة,وعده الخلفاء الى حين افتتاح الأندلس,وما وجد
فيها من الذهب والفضة والجوهر والأمتعة,وما أخرج منها,وعدة ملوكها ودولها...وذكر
شيء من الحدثان وما يعمم منها في بعض البلدان,وكم عمر الدنيا وما مضى منها وما بقي
الى أن تقوم الساعة".ثم تناول "فتح الأندلس ومن دخلها من التابعين ومن
حكمها من الملوك".وفي آخر الكتاب فصول في الفقه والأخلاق والآداب,وأخرى عن
قضاة الأندلس.
وبرغم الطابع الأسطوري الذي غلف الكثير من المعلومات,ورغم الخلط بين موضوعات لا
تربطها صلة,فالقيمة الحقيقية للكتاب تكمن في كونه المحاولة الأولى لكتابة
"تاريخ عالمي" في الغرب الإسلامي,عكست تأثير الأوضاع السوسيو- سياسية
على اتساع المنظور التاريخي لمؤلفه.
أما محمد بن موسي الرازي فكان تاجرا " يشتغل في الحلي والعقاقير وأشياء
أخرى"ألف كتاب "الرايات"- وهو كتاب مفقود لم نقف إلا على شذرات منه
في ثنايا من نقلوا عنه – عن فتح الأندلس وإسهام القبائل العربية في الفتح تحت
رايات تلتف حولها.
والكتاب – كما يتضح من عنوانه – ينم عن نظرة ضيقة ومفهوم قاصر عن التاريخ.ورب سائل
يسأل,كيف ذاك وهو تاجر جاب العالم الإسلامي من مشرقه الى مغربه"؟.الحقيقة أن
الرازي لا ينتمي الى الطبقة البورجوازية,فاشتغاله بالتجارة كان ستارا لإخفاء حقيقة
مهنته,وهي التجسس "فكان وسيطا سياسيا وثيق الصلة بالملوك" كما كشفت نصوص
جديدة للمؤرخ ابن حيان .وكان تجسسه "لحساب أكثر من جهة",للعباسيين
والأغالبة وبني مدرار وأمويي الأندلس,ومن ثم فهو أرستقراطي الطبقة,خرب الذمة,"مؤرخ
بلاط" شأنه شأن ابنه أحمد وحفيده عيسى من بعده.وقد ذكر عيسى أن أباه
"غلب عليه حب الخبر والتنقير عنه,ولو يكن من شأن أهل الأندلس,فالتقطه عمن لحق
به من مشيختهم ورواتهم,ووضع قواعد التاريخ بالأندلس مبتدئا,فأزلفة بالسلطان,وأعلت
به منزلة ولده من بعده,وأكسبوا أهل الأندلس علما لم يكونوا يحسنونه".
وهذا النص عينه يمكن وضع ابن القوطية الذي أرخ لافتتاح الأندلس,فبرغم تفرده
بمعلومات حول الفتح والأحداث التي أعقبته في الأندلس وبعض أخبار المغرب,إلا أن
الكثير منها تلون بالتعصب القومي نظرا لأصله القوطي باعتباره مالكي المذهب.وقد لا
حظنا ذلك في المعلومات التي أوردها عن ثورات الخوارج,حيث حمل عليهم حملة شعواء.
وفضلا عن ذلك أفرزت البيئة الأندلسية نوعا من الأدب التاريخي الملحمي عرف باسم
"الأرجوزة الشعرية",كتلك المنسوبة الى تمام بن علقمة(ت 194 ه)واخرى
نظمها يحيى الغزال (ت 250 ه).وتنطوي الأرجوزتان على معلومات تاريخية لا يعتد
بها.فأرجوزة علقمة تعرض عرضا سريعا مخلا لتاريخ الأندلس منذ الفتح حتى أيام عبد
الرحمن الأوسط,وأرجوزة الغزال تتناول أسباب الفتح ووقائعه,وعدد الأمراء
وأسماءهم...الخ.
ومعلوم أن تمام ويحيى كانا من رجال البلاط,دبجا قصيدتيهما للتغنى بمآثر بني أمية
والتسبيح بحمدهم.وعلى غرارهما نهج ابن عبد ربه- فيما بعد- حيث مدح الناصر في
أرجوزة طويلة.والملاحم الثلاث تعبر عن روح الإقليمية,وهي نزعة شابت أعمال المؤرخين
الأندلسين ذوي الانتماءات الأرستقراطية كما سبق أن أوضحنا.وكان شيوع تلك النزعة من
المآخذ التي أخذت على منظري الإقطاع في الغرب الإسلامي بوجه عام.
وأخيرا – ننوه بأن تخلف الفكر التاريخي في الغرب الإسلامي عن نظيره في الشرق لا
يرجع لأسباب إقليمية أو إثنولوجية أو مذهبية,كما ذهب البعض,بقدر ما يرجع الى تأخر
فتح الأقاليم الغربية,وبالتالي تخلفها النسبي في مسيرة حركة التاريخ الإسلامي
العام ومع ذلك أسهمت بدور يذكر في نشأة الفكر التاريخي الإسلامي,ويعزى هذا الدور
الى سيولة الفكر الليبرالي الذي أفرزته الصحوة البورجوازية.
وبعد –ألا يحق لنا الحكم بأن نشأة علم التاريخ الإسلامي مدينة للتطور الاقتصادي –
الاجتماعي الذي أفرز الصحوة البورجوازية,وأن الفكر الإسلامي بعامة ابن شرعي لواقعه
الاجتماعي؟
المصدر : سوسيولوجيا الفكر الاسلامي ( طور التكوين ).]
ويستأنف صبحي كلامه فيقول : ومن
العصرالعباسى ورثنا ذلك الدين العباسى البشرى المزيف المناقض للاسلام ، والذى تم
شرحه وتفصيله فى العصر المملوكى.[ قلت البنداري : ليقل منكر السنة ما يقول فلن
يغير قوله من الحقيقة شيئا ، وأقول للناس جميعا أليس ما بين يديه من القرآن الذي يتشدق بالأنتساب إليه زورا
وبهتانا هو ما حمله هؤلاء الناس الرواد الذين حملوا مشاعل النور وحفظوا سنة نبيهم بطريق
التحمل والأداء النقلي واليوم يتهمهم
بصناعة دين مزيف قامت علي دعائمه أمة الإسلام ففتحت المدائن وتوسعت الممالك وكلهم
يحكمهم قرأن واحد ومنهج نبوي واحد ، فملكوا الدنيا بقدر تمسكهم به واستذلهم الناس
بقدر ابتعادهم عنه ، يقول الدكتور المؤرخ محمود أبو زيد : أما مقولتة( أي تيزيني) في
توظيف بني العباس التاريخ لخدمة دعوتهم لتشويه أسلافهم الأمويين والغض عن نقائص
الأسرة العباسية ,فالمعول عليه في هذا الصدد طبيعة النظام السابق الذي استهدفه
النقد,وكذا مآثر النظام الجديد الذي قرظه المؤرخون.ولاحاجة بنا لاجترار ما سبق
تفصيله عن مفاسد النظام الأموي الذي سادته"الإقطاعية".كذلك لا يمكن
إنكار ما أنجزه النظام الجديد من نقله تاريخية صادقة لم يدخلها الأغراض ولا غايات
السياسية لأن هذا النظام بالذات قد أعطي مساحة كبيرة من الحرية لعلماء الإسلام أن يقوموا بواجباتهم الدينية
والعلمية دون أن يكون له عليهم نفوذاً لأن ذلك كان تحت سمع وبصر جماهير الشعب
وعامة أمة الإسلام الأمر الذي كان حائل صخرة ضد أي محاولة لإختراق عملية النهوض
بمحفوظات الإسلام من كتاب وسنة علي عكس ما ذهب إليه لاكوست وتابعه الصعلوك صبحي
منصور . ويقول الدكتور محمود أبو زيد المؤرخ
القدير : والمؤرخ في عصر الصحوة البورجوازية – وفي كل عصور الاستنادة – عليه أن
يتخذ موقفا "تقويميا" للماضي وكذا الحاضر المعيش,وإلا تخلى عن مهمته
الحقيقية. ويصبح التاريخ في الحالة
تلك"مجرد قصص وأخبار,ونهاية معرفته,الأحاديث والأسمار".وهو ما ساد دائما
في عصور "الجهالة" الإقطاعية. وأحيا هذه الجهالة والأقاصيص والأسمار
أحمد صبحي منصور ، وإلي هنا انتهي المقال الذي فصله الدكتور محمود أبو زيد المؤرخ
القدير ووضح فيه الزعم الكاذب الذي اتهم به علماء المسلمين في عصور ما بعد النبوة
كالعصر العباسي والأموي وغيرها من العصور من تأثرهم المزعوم بالحكام وحيدهم عن
الحق فيما زعم إيف لا كوست وأقرانه ومضي علي دربهم أحمد صبحي منصور كالأعمي دون
تمحيص ؟؟؟؟؟؟] ثم يقول احمد صبحي:
وورثنا أيضا عن ذلك الدين العباسى اتهام القرآن بأنه محتاج الى وصاية التفسير
والحديث والتأويل حتى لايتاح للنورالقرآنى أن يصل للعقول.[ تعليق البنداري: ألم
يقرأ هذا المنكر لسنة نبيه قوله تعالي : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ
لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122 ، ألم يكن التفقه في الدين هو
توجيه رباني أمر الله تعالي به كما جاء في الآية؟؟ ولكن فرق بين فقه يتوافق مع
كتاب الله تعالي وما صح من سنة نبيه (صلي
الله عليه وسلم) وفقه يخالفه ،
فالحكم هو النص الثابت الصحيح ؟؟] ثم
يقول صبحي: ولذا يؤمن المسلمون بتعطيل تشريع الرحمن بحجة النسخ بمعنى
الحذف والتدرج فى التشريع. [ قلت البنداري:حجة
النسخ الذي هو المحو والحذف والتدرج في التشريع حجة قائمة لم تنطفيء جزوتها فأما
حجة التدرج فقوله تعالي (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ
عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106 ) ، وأما حجة النسخ بمعني
الحذف والمحو فقوله تعالي (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ
وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ
بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُوا اللَّهُ
مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)) الرعد ، وقوله تعالي
(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106) و(وَإِذَا
بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ
إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101) وقوله
تعالي (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا
يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ
إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) ] النحل
يقول أحمد صبحي مسترسلا : التدرج فى التشريع
بمعنى الايجاز والتفصيل:
والنوع الآخر من التدرج فى التشريع يتمثل فى
الإيجاز ثم التفصيل، فقد نزل التشريع فى مكة يتحدث عن عموميات لأن التركيز فى
الوحى المكى كان على العقيدة وتطهيرها من الشرك.. ومن الطبيعى أن التفضيلات الآتية
لا يمكن أن تكون متناقضة مع الأسس الإجمالية التى نزلت من قبل.[ أقول البنداري : أن هناك خيطاً دقيقاً
بين العموم والخصوص وبين الناسخ والمنسوخ ، هذا الفرق الذي يتمثل في عنصر التراخي
الزمني مع التعارض الحقيقي بين الحكمين ، ففي المثل الذي ضربه أحمد صبحي : في قوله
: أن تشريع تحريم الخمر جاء علي سبيل الإيجاز والإجمال وليس علي سبيل النسخ بمعني
المحو والحذف نقول له أن عملية التحريم حدثت علي مراحل زمنية توافر فيها عنصري (
التراخي الزمني والتضاد الحقيقي ) أما مراحل التضاد فهي :
1_ الجواز علي ما كان عليه الأمر من أيام الجاهلية ،
2_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
3_ المفاضلة بين ما هو عليه حال المؤمن اثناء تناول الخمر وبين ماهو عليه حين لا يشرب وجاءت هذه المفاضلة في سورة البقرة في العامين الأولين للهجرة بصيغة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219 ]
3_ ثم ينزل حكم التحريم كلية
ً في سورة المائدة الآية 90 و91 في قوله تعالي : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ
وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ (90 ) إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم
مُّنتَهُونَ }المائدة(90و91 ) فالتعارض هو [ ( قُلْ
فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ( البقرة) و قوله تعالي : (لاَ
تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ /
سورة النساء/43 //تضاد الحكم في قوله تعالي : ( إِنَّمَا
الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ( المائدة) ] أما دليل التراخي فهو أن المائدة قد نزلت بعد
البقرة ببعض العام ( سنة) لكن العام والخاص ينعدم فيه عنصر ي التراخي الزمني مع
التعارض الحقيقي ، وقد كذب أحمد منصور عندما قال أن الخمر مما كان معروفا بكونه من
الفواحش لأنه إن عرف وقتها في التشريع المكي بأنه كذلك لكان حُرم إجمالا أولا ثم فصلت
وبينت علة تحريمه في حال التحريم أما أن يكون من الفواحش ثم يقول الله تعالي عليه
مجيزا لتناوله كما في قوله تعالي : ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ) ( البقرة) فهذا ملا يعقله الا
الغافلون أمثاله ، وكان مقتضي أن يكون قد عُرف أنه من الفواحش أن يتنزل في العهد
المكي ما تراخي ونزل في عرض العهد المدني في سورة المائدة من قوله تعالي ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ
وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ( المائدة) ؟
والدليل علي ذلك ما روي عن عمر ابن الخطاب في هذا الشأن (((((((((((((((((ففي آية ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من
نفعهما
ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون( 219 )
في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم
خير وإن
تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم ( 220 ،قال الإمام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، عن عمر أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت هذه الآية التي في البقرة :
( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير [ ومنافع
للناس) فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآية التي في النساء :
( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
) [ النساء : 43
] ، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى : ألا يقربن الصلاة سكران . فدعي عمر فقرئت
عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآية التي في المائدة . فدعي عمر ، فقرئت
عليه ، فلما بلغ : ( فهل أنتم منتهون ) [ المائدة : 91 ) ؟ قال عمر : انتهينا ، انتهينا وهكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من طرق ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق . وكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، واسمه عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي ، عن عمر . وليس له عنه سواه ، لكن قال أبو زرعة : لم يسمع منه . والله أعلم . وقال علي بن المديني : هذا الإسناد صالح وصححه الترمذي . وزاد ابن أبي حاتم بعد قوله : انتهينا : إنها تذهب المال وتذهب العقل . وسيأتي هذا الحديث أيضا مع ما رواه أحمد من طريق أبي هريرة أيضا عند قوله في سورة المائدة : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) [ المائدة : 90 ) الآيات فقوله : ( يسألونك عن الخمر والميسر ) أما الخمر فكما قال عمر بن الخطاب : إنه كل ما خامر العقل . كما سيأتي بيانه في سورة المائدة ، وكذا الميسر ، وهو القمار . وقوله : ( قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ) أما إثمهما فهو في الدين ، وأما المنافع فدنيوية ، من حيث إن فيها نفع البدن ، وتهضيم الطعام ، وإخراج الفضلات ، وتشحيذ بعض الأذهان ، ولذة الشدة المطربة التي فيها ، كما قال حسان بن ثابت في جاهليته : ونشربها فتتركنا ملوكا وأسدا لا ينهنهها اللقاء ، وكذا بيعها والانتفاع بثمنها . وما كان
يقمشه بعضهم من الميسر فينفقه على نفسه أو عياله . ولكن هذه المصالح لا توازي مضرته ومفسدته الراجحة ، لتعلقها بالعقل
والدين ، ولهذا قال : ( وإثمهما أكبر من نفعهما : ولهذا كانت هذه الآية ممهدة لتحريم الخمر على البتات ، ولم تكن مصرحة بل معرضة ; ولهذا قال عمر ، رضي الله عنه ، لما قرئت عليه : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، حتى نزل التصريح بتحريمها
في سورة المائدة : ( ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس
من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في
الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة
فهل أنتم منتهون
) [ المائدة :
90 ، 91 ] قال ابن عمر ، والشعبي ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هذه أول آية نزلت في الخمر : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير [ ومنافع
للناس ) ثم نزلت الآية التي في سورة النساء ، ثم التي في المائدة ، فحرمت الخمر ]]]]]]]]]]]]]]]]])))))))))))))))))))))))))))
ثم يعك أحمد صبحي
فيقول : وإذا كان دعاة النسخ بمعنى الحذف والإلغاء
فى التشريع يستدلون على مذهبهم بأن تشريع الخمر جاء متدرجاً يلغى اللاحق منه
السابق فإننا نرى فى تشريع تحريم الخمر حجة لنا عليهم، فتحريم الخمر جاء على سبيل
الإيجاز والإجمال فى الوحى المكى فى قوله تعالى ﴿قُلْ إِنّمَا حَرّمَ رَبّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقّ﴾ (الأعراف 33 ).فالخمر من ضمن
الإثم المحرم. وجاء تحريمه على سبيل الإجمال فى مكة ضمن عموميات
التشريع المكى، ثم جاءت
التفصيلات فى المدينة حين سئل النبى عليه السلام عن حكم الخمر فنزل قوله تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ
وَمَنَافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نّفْعِهِمَا﴾ (البقرة 219).
وطالما كان فى الخمر إثم كبير فهى محرمة فى مكة
قبل المدينة، لأن الإثم القليل حرام فكيف بالإثم الكبير؟!! ثم يأتى تفصيل آخر يؤكد
تحريم الخمر وذلك بالأمر باجتنابها ﴿يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِنّمَا
الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ الشّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة 90).[ تعليق : سبق قبل اسطر بيان خطأ مذهب احمد صبحي بالتفصيل ]
ثم يقول : إذن لم تكن الخمر حلالاً ثم نزل
تحريمها، ولم ينزل وحى بالسماح بالخمر ثم نزل تشريع آخر يلغى ذلك السماح..[ قلت البنداري:لم يعي أحمد صبحي منصور
أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ورضاع الكبير و .. و.. و.. و... ومثل ذلك كثيرا
، كان من مخلفات الجاهلية التي لم يفرغ
التنزيل من النظر اليها إلا بعد انقضاء العهد المكي كله (13 سنة ) ، وبداية تنزيل أحكام الأحكام ، فكان
المسلمون وهم الذين يتوجهون بالقرآن ومعهم النبي (صلي الله عليه وسلم) يتعاملون كغيرهم علي طبيعة ما
كان عليه الأمر لأنه لم ينزل به بعد تشريعا ، ثم كلما تنزل تشريع بالتحريم لشيء
حرموه لأن القران حرمه ، فنحن لم نعلم تحريم الأنصاب والأزلام والميسر والخمر الا
من خلال آيات سورة المائدة وسورة المائدة قد نزلت في العام ما بين الثاني و الثالث
الهجري، ففي سورة المائدة تسلسلت أحكام :
_ أول تكاليف هذه السورة هي: الوفاء بالعقود (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) ثم تضمنت الآيايات بدايات فرض الأحكام التالية :
_ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ
_ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا
_ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا _ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ _
_ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ/ وَالدَّمُ / وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ/ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ / وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ/ ذَلِكُمْ فِسْقٌ
_ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ
_ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .
_ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) _ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
_ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ
_ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
_ ثم فرض الشهادة بالقسط ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
_ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
_ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
_ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ
_ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
_ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ
_ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34)
_ بداية فرض الجهاد في سبيل الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ
_ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
_ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)
_ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)
_ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)
_ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
_ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ
_ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ _ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
_ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ
_ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ
_ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)
_ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
_ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)
_ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
_ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)
_ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ
_ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)
_ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88)
_ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)
_ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)
_ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ .....(97) _ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا
_ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103)
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
_ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ (106) فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107) ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108)
هذه الآيات التي أرست أحكام الأحكام في هذه السورة منها ما كان ابتداءا ومنها ما جاء علي بدء من أيام الجاهلية ومنها ما جاء استكمالا لأحكام نزلت في الأعوام السابقة علي نزول سورة المائدة ، ] ثم يتمادي أحمد صبحي في عكه فيقول : وإنما نزل تحريمها اجمالا ضمن تحريم الإثم، ثم نزل التفصيل يؤكد ما سبق، أما قوله تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء 43) فلا شأن لها بالخمر وسكرة الخمر، بل أن كلمة (سكر) و(سكارى) لم تأت فى القرآن عن الخمر، إذ جاءت بمعنى الغفلة عند المشرك فى قوله تعالى ﴿لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (الحجر 72). وجاءت بمعنى المفاجأة عند قيام الساعة ﴿وَتَرَى النّاسَ سُكَارَىَ وَمَا هُم بِسُكَارَىَ﴾ (الحج 2). وجاءت بمعنى الغيبوبة عند الموت فى ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ﴾ (ق 19). وجاءت بمعنى الغفلة وعدم الخشوع وغلبة الكسل والانشغال عن الصلاة عند أداء الصلاة فى قوله تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ﴾ وإذا قام الإنسان للصلاة وعقله غائب وقلبه مشغول بأمور الدنيا فهو فى حالة غفلة ولن يفقه شيئاً مما يقول فى صلاته، لذا تقول الآية ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىَ حَتّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ ،،،،،،،،،،[ وأقول البنداري : هكذا يلوي هذا الصبحي أعناق النصوص ويحرف معاني الآيات القرآنية حسب غايته ، فتصوروا أن يكون السكر في الآية بهذا المفهوم الهزلي كما يقول : (وإذا قام الإنسان للصلاة وعقله غائب وقلبه مشغول بأمور الدنيا فهو فى حالة غفلة ولن يفقه شيئاً مما يقول فى صلاته،) وأقول : أن الآية تنهي عن أن يقرب المؤمن تناول المسكر في توقيت نزولها ( النساء / 43) أي في أول العهد المدني بعد نزول سورة البقرة وقبل نزول سورة المائدة ، وما المسكر ساعتها غير الخمر ؟؟ وبفرض صحة كلام الصبحي فإن المنهي عنه هو كل ما يحقق الغفلة في الصلاة وبالطبع في أول ما يحدث الغفلة هو الخمر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90 ) فلماذا يلف ويدور ليخرج الخمر من مسببات الغفلة في الصلاة قبل تحريمها ؟
جاء في مختار الصحاح ما نصه : [سكر] س ك ر: السَّكْرانُ ضد الصاحي والجمع سَكْرَى و َسُكَارَى بفتح السين وضمها والمرأة سَكْرَى ولغة في بني أسد سَكْرَانةٌ و سَكِرَ من باب طرب والاسم السُّكْرُ بالضم و أسْكَرَهُ الشراب و المِسْكيرُ كثير السكر و السِّكَّيرُ بالتشديد الدائم السكر و التَّسَاكُرُ أن يري من نفسه ذلك وليس به و السَّكَرُ بفتحتين نبيذ التمر ، و سَكْرَةُ الموت شدته و سَكَرَ النهر سده وبابه نصر و السِّكْرُ بالكسر العرم وهو المسناة وقوله تعالى {سكرت أبصارنا} أي حبست عن النظر وحيرت وقيل غطيت وغشيت وقرأها الحسن مخففة وفسرها سخرت و السُّكَّرُ فارسي معرب واحدته سكرة ، وجاء في المعجم الوجيز ما نصه : يقال سكر فلان من الشراب سكرا بفتح السين والكاف ، وسكرا بضم السين وسكون الكاف أي غاب عقله وإدراكه ، فهو سكران وهي سكري ، وأسكره الشراب جعله يسكر وأسكر الماء حلاه بالسكر// والسكير : كثير السكر وهي سكيرة و السكر – بسكون الكاف : غيبوبة العقل واختلاطه من الشراب المسكر ، أما السكر بفتح السين وفتح الكاف هو كل ما يسكر من خمر وشراب ، و نقيع التمر الذي لم تمسه النار قلت وبالجملة فإن مادة ( السين والكاف والراء) تدل لاعلي معني الغفلة الحادثة بسبب يُذهب العقل ، مثل الخمر أو الموت أو هول القيامة أو عذاب الله المهلك للأمم الكافرة ، والمعني في الآية هو ذهاب العقل بالسبب الشائع وقتها وهو الخمر . قال تعالي :
.[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ..النساء43_
@ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
(لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }الحجر15
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72
(وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }ق19 ]
9- سابعاً: إلغاء حكم آية بحديث بشرى ( [ تعليق البنداري : بيت القصيد فيه هو هل أجيز لهذا النبي حق التشريع فإن كان الجواب بنعم فله أن يقول ما ينسخ قوله بعض أحكام ايات الكتاب ، وإن لا فلا ، وما علمناه من تنزيل ربنا أن محمد قد أعطاه الله تعالي حق التشريع مشفوعا بآيآت أربعٍ : 1_ قوله تعالي ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
2_ قوله تعالي (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ] سورة النجم
3_ وقوله تعالي (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48]
4_ قوله تعالي : ﴿وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ. لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ (الحاقة 44)
والمقصود أن من كان بأعين الله تعالي فلن يتسرب إليه الهوي أو الشيطان وإذا قال فلن يقول إلا وحيا ، وبذلك وبمجموع هذه الآيات يتبين لنا حق النبي في التشريع وأن هذا الحق قد علمه الله وأمر به وأذن فيه وضمن سلامة ما يشرعه النبي لهذه الأمة بإذنه .وبذلك فله أن يمحو بقوله بعض أحكام آيات الكتاب لأنه مأذون به .
أما قول أحمد صبحي منصور أن :
التجنى على رسول الله بأنه قال كلاماً يخالف القرآن معناه معاداة النبى واتهامه
بالكذب على الله، هذا مع أن الله تعالى مدح الرسول بأنه ما تقول على الله شيئاً فى
الدين يقول تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ. لأخَذْنَا
مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنكُمْ مّنْ
أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ (الحاقة 44) [ قلت البنداري هذه من الآيات التي
تؤكد صحة أن إذا قال النبي فقوله من عند الله تعالي وليس من عند نفسه وأن قوله هذا
ليس كذبا ولا تجنيا علي رب العباد والإيمان بالرسول معناه تبرئته مما هو خلاف ذلك ومعناه الإيمان بأن النبى كان فى حيلته متبعاً
للوحى فبذلك نزل القرآن يأمره بأن يتبع ما يوحى به الله إليه ويعطيه حق التشريع في
المواطن التي أشارت آية سورة الأعراف157/ إليها . وعليه فإن دعوى إلغاء التشريع
القرآنى بأحاديث صحيحة النسبة للنبى(صلي
الله عليه وسلم) ينبغى منذ البداية
أن نُقر لرسول عليه السلام بحقه فيها ، ويدفعنا
إلى ذلك حب النبى والإيمان به والدفاع عنه من تلك الاتهامات الصبحية التى تنال من النبى ومن دين الإسلام. ] يقول أحمد الصبحي : والإيمان بالرسول
معناه تبرئته من ذلك الزيف المنسوب إليه والذى يخالف التشريع القرآنى، ومعناه
الإيمان بأن النبى كان فى حيلته متبعاً للوحى فبذلك نزل القرآن يأمره بأن يتبع ما
يوحى به الله إليه. وعليه فإن دعوى إلغاء التشريع القرآنى بأحاديث منسوبة للنبى
ينبغى منذ البداية أن نبرئ الرسول عليه السلام منها، ويدفعنا إلى ذلك حب النبى
والإيمان به والدفاع عنه من تلك الاتهامات التى تنال من النبى ومن دين الإسلام.[ وأقول البنداري:لقد غاب عن ذاكرة
أحمد منصور قول الله تعالي في حق النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) (الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً
عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي
كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
}الأعراف157) ؟؟؟ وقوله تعالي : (قُلْ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ
بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف158) وقوله تعالي
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56) ] فما قول ابن الصبحي في قوله تعالي
(يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ.. الأعراف/ 157 ؟؟!!!! ثم
يستكمل ابن صبحي وهمه فيقول : لقد توارث العصر العباسى تشريعات تخالف تشريع
القرآن وقد حافظوا على تلك التشريعات المخالفة، وفى سبيلها اخترعوا أحاديث نسبوها
للنبى [ تعليق البنداري : سبق الكلام عن قضية نقل الخبر وقاعدة التحمل والأداء
العقلي والنقلي في أول هذا الموضوع فراجعه فإنه قيم ، ومن خلاله أثبتنا وهم أحمد
منصور وتأليفه الفاجر الذي لم يقل به إلا هو في زعمه تأليف الأحاديث ضاربا بكل
اعتبار عقلي وواقعي وتاريخي وقرآني عرض الحائط ] ، ويستأنف
: كى يضعوا لها أسساً تشريعية، ولأنها تخالف النصوص القرآنية كان ادعاء النسخ
بمعنى الإلغاء هو السبيل الوحيد لإرساء تلك التشريعات ضمن تشريعات الإسلام، وبذلك
أضاعوا تشريعات القرآن أو بتعبيرهم "أصبحت منسوخة" بتلك الأحاديث
البشرية.
إلغاء تشريع القرآن فى المحرمات فى الزواج: [ قلت البنداري :
والآن تبين افتراءات أحمد صبحي علي سنة نبي الإسلام وتأكد أن أحمد منصورمدفوعا إما
بدافع الحقد الدفين المتولد عنده من عقدة نفسية حلها بيد الرحمن أو بدافع العمالة
المستترة تحت مسمي القرآنيين للعميل اليهودي بايبس أو كلاهما معا ، ] ثم يقول : وبعض تلك الأحاديث البشرية كانت فى
الأصل آراء فقهية جاء بها القياس الفقهى،[ قلت البنداري : هذا افتراء وكذب بكلام
مرسل لا دليل عليه ؟؟] يقول : مثل تحريم ( الجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها) قياساً على تحريم الجمع بين الزوجة وأختها، ومثل
قولهم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)
[قلت هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من
النسب ) وهو حديث متفق عليه أي رواه البخاري ومسلم وليس كما يزعم الصبحي أنه رأي
فقهي وهذه من كذباته وافترآءته علي الله ورسوله وهو الذي يضيع تشريع القرآن جملة
وتفصيلا] ويستأنف كلامه : قياساً على
تحريم الزواج بالأم المرضعة والأخت من الرضاع. وبذلك أضاعوا تشريع القرآن فى
المحرمات فى الزواج.[ النص النبوي الصحيح هو جزء من التشريع الرباني والتكليف الشرعي ؟؟]
يقول الصبحي:
لقد أحل القرآن الزواج من كل النساء واستثنى (من تزوجها الأب، الأم، البنت، الأخت،
العمة، الخالة، بنت الأخ، بنت الأخت، الأم التى أرضعت، الأخت من الرضاع، أم الزوجة
التى دخل بها الزوج، من تزوجها الإبن، أخت الزوجة التى فى عصمة زوجها ما لم تسقط
العصمة بملك اليمين) وبعد أن ذكر القرآن أولئك المحرمات وأحوالهن بالتفصيل قال
﴿وَأُحِلّ لَكُمْ مّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ
مّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ (النساء 24، ومعناه أن القرآن أحاط المحرمات فى
الزواج بسور جامع مانع، جمع كل المحرمات داخل السور ومنع أن يضاف إليهن أو يؤخذ
منهن، وخارج هذا السور الجامع المانع يحل للإنسان أن يتزوج من يشاء. وذلك التشريع
القرآنى الجامع المانع المحدد القاطع ألغاه تشريع مخالف يحرم ما أحل الله.[ تعليق البنداري : لقد أضاف النبي (ص)
بحق التشريع المعطي إليه وبنص قوله تعالي (يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي
كَانَتْ عَلَيْهِمْ.. الأعراف/ 157 ، فما شرعه النبي (ص) كان ضمن هذا السور
القرآني الجامع المانع لأنه بإذن الله تعالي ) ثم
يقول صبحي: وعلى سبيل المثال، فإذا أراد رجل أن
يتزوج عمة امرأته. فالقرآن يبيح ذلك لأن الجمع بين الزوجة وعمتها وخالتها حلال،
بدخل ضمن قوله تعالى ﴿وَأُحِلّ لَكُمْ مّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ﴾ ولكن ذلك الحديث يحرم
ما أحل الله. وإذا أراد رجل أن يتزوج (خالته من الرضاع) قال له القرآن ﴿وَأُحِلّ
لَكُمْ مّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ﴾ وقال له الفقه وعلم الحديث أن ذلك حرام لأنه يحرم من
الرضاع ما يحرم من النسب بزعمهم..[ تعليق
البنداري : إن التعويل هنا يكون علي حجتين الحجة الأولي هي : هل ثبت نسبة هذا الحديث الذي يستنكره الصبحي إلي النبي (صلي الله عليه وسلم) أم هو حديث لم يثبت قوله إلي النبي ، فإذا ثبتت
نسبته إلي النبي (صلي الله عليه وسلم)
، واستقرت هذه النسبة إليه ، تأتي
الحجة الثانية والتي يكون التعويل فيها علي هل للنبي (صلي الله عليه وسلم) الأحقية في التحليل والتحريم والتشريع فإذا كانت
الإجابة بنعم في كلتا الحجتين فما الذي يمنع النبي (صلي الله عليه وسلم) من حقه المشروع في التحريم والتحليل ؟؟ هل هو
الصعلوك صبحي منصور أم هم جماعات منكري السنة أم هم القاديانيون أم هم البهائيون
أم هم هؤلاء وأولئكم ؟ وكلهم ضالون متهمون
في دينهم محكوم عليهم من سواد المسلمين الأكبر بالخروج عن الإسلام والمروق منه ؟؟]
ويستأنف
الصبحي فيقول : وقد يقال لا عبرة بأى تشريع يخالف
القرآن خصوصاً إذا كان التشريع القرآنى حاسماً واضحاً جامعاً مانعاً مفصلا.. وذلك
كلام حق.. ولكن الواقع أن المسلمين تناسوا تشريع القرآن فى سبيل تلك الأحاديث،
والحجة الجاهزة لديهم أن تلك الأحاديث قد "نسخت" أى ألغت تشريع القرآن
الواضح الجامع المانع.ثم يقول أيضا : إلغاء تشريعاته فى الوصية لوارث: ومن
هذه النوعية تلك الفتوى الفقهية التى ارتدت ثوب حديث نبوى يقول "لا وصية
لوارث". وقد جعلوا تلك الفتوى تصادر التشريع القرآنى الذى يبيح الوصية لوارث،
وليس يبيح فقط بل يأمر بالوصية لبعض الورثة ويجعل ذلك فرضاً على الإنسان حين يشرف
على الموت، إن الله تعالى يقول ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ
بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتّقِينَ﴾ (البقرة 180). فالآية تفرض
الوصية عند الموت للوالدين إذا كانا معا أو أحدهما على قيد الحياة، وتفرض الوصية
للأقارب سواء كانوا ورثة أو لم يكونوا.. ومعروف أن للوالدين نصيباً مفروضاً فى
الميراث إلى جانب الوصية، يقول تعالى عن حق الوالدين فى الميراث ﴿وَلأبَوَيْهِ
لِكُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا السّدُسُ مِمّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لّمْ
يَكُنْ لّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلاُمّهِ الثّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ
إِخْوَةٌ فَلاُمّهِ السّدُسُ﴾ (النساء 11). إذن للوالدين نصيب مفروض فى الميراث ولهما
أيضاً نصًيب مفروض فى الوصية ولكن ذلك كله لم يغن شيئاً أمام حديث منسوب زوراً
للنبى يقول "لا وصية لوارث"
[ قلت البنداري: هكذا يخرف صبحي منصور ويهذي.فهذا الحديث
هو حديث صحيح والزور هو ما يقوله ابن الصبحي منصور ولم ينبثق الحديث من قول رسول
الله (صلي الله عليه وسلم) إلا بعد أن نزلت آية المواريث والتي حولت حق
الوالدين والأقربين من مجرد وصية إلي حق مفروض وبهذا الفرض وتحويل الحق من الوصية
إلي الفرض في القسمة يكون قد محي حكم الوصية وأزيل تأثيره وما قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في ذلك" إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا
وصية لوارث ." إلا ترجمة حقيقية لهذه
الآية ( آية المواريث ) ، وتبين أن صبحي منصور رجل يتبع هواه ولا يفقه من أمره ذرة
شيء !!! ويستأنف صبحي جهله ويقول
: فأسرعوا بإلغاء الحكم فى قوله تعالى
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً
الْوَصِيّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى
الْمُتّقِينَ﴾.
وتناسوا ما فى الآية من عبارات الإلزام
والتأكيد مثل "كتب عليكم" "حقاً على المتقين".
وتناسوا التفصيل القرآنى الحكيم الذى جاء بشأن
الوصية أن من يبدل وصية الموت عقابه شديد عند الله ﴿فَمَن بَدّلَهُ بَعْدَمَا
سَمِعَهُ فَإِنّمَا إِثْمُهُ عَلَى الّذِينَ يُبَدّلُونَهُ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾. وتأتى الآية التالية لتبيح
التدخل فى إصلاح الوصية إن كان فيها ظلم ليستقيم العدل، يقول تعالى ﴿فَمَنْ خَافَ
مِن مّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنّ
اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ﴾
وتناسوا أن آيات الميراث فى القرآن جعلت تنفيذ
الوصية وسداد الديون قبل توزيع الميراث.
وتناسوا أن كلام القرآن عن الوصية جاء بصيغة
مطلقة تدل على حق الإنسان فى أن يوصى بوارث أو غير وارث فتقول آية الميراث ﴿مِن
بَعْدِ وَصِيّةٍ يُوصِينَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ﴾..
وتناسوا حكمة التشريع القرآنى فى الميراث
والوصية، فقواعد الميراث تقوم على أنصبة محددة لا مجال فيها للتعديل أو التبديل،
وفيها يتم توزيع التركة بالنصف وبالربع وبالثمن والسدس والثلث هكذا بالتحديد،
ومصير من يتعدى تلك الحدود أن يكون خالداً فى النار ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مّهِينٌ﴾
(النساء 13،14). ولكن الوصية يمكن أن يراعى بها الإنسان الظروف الاستثنائية
والحقوق الطارئة. [ تعليق البنداري
: الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند، وأصحاب السنن، وهو حديث مشهور بين أهل
العلم حتى أصبح قاعدة معروفة. ولفظه كما
في الترمذي عن عمرو بن خارجة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على
ناقته فسمعته يقول : " إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث ."
قال الترمذي: حديث حسن صحيح. ومعنى الحديث كما جاء في شرح عون المعبود وغيره أن
الله تعالى بين نصيب كل ذي حق في آية المواريث، وكانت الوصية قبل نزول آية
المورايث واجبة للأقربين، وذلك بآية الوصية التي نسخت بآية المواريث ،
_ أما آية الوصية المنسوخة هي قوله تعالى) ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180، وحتي تنزيل هذه الآيات لم تكن أحكام المواريث قد نزلت فكان من يموت وله أبناء وأبوين ، كان الأبناء يستقلون بالمال دون غيرهم برغم وجود قرابة وأبوة ؟ ، ولما جاء الإسلام وفرغ المسلمون من بناء دولتهم وبدؤا في العهد المدني ، أراد الله تعالي أن ينقل الناس مما ورثوه من عادات الجاهلية بقصر مال الأب علي الأولاد دون غيرهم ، ليشرك فيه عنصرين جدد من العنصر البشري القريب إلي الميت ، ففرض الوصية للوالدين والأقربون ، ثم بعد ذلك أعطي الحقوق إلي أهلها بصفة نهائية فأدخل الوالدين في الميراث ، وحض علي إطعام الأقربين من الميراث ، فقال تعالي ( يوصيكم الله ...الآيات التاليات من أول سورة النساء/الآية 11 ، وسورة النساء قد نزلت بعد نزول سورة البقرة بحوالي عام هجري يقل أو يزيد قليلاً، _ وآية المواريث الناسخة التي نزلت في سورة النساء /11 : هي ) يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً }النساء11
، أما حجة النسخ فقد توفر لها دليلي النسخ: وهما التعارض (وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ) ( النساء /11) والتراخي الزمني ؟( نزول سورة النساء بعد نزول سورة البقرة بزمان ؟ فأنت تري أن النسخ قد حدث بالآيات قبل أن يدعمه النبي (صلي الله عليه وسلم) بالحديث التالي ، والذي إليه يعزي تدعيم إبطال الوصية للوالدين والأقربون : فالحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند، وأصحاب السنن، وهو حديث صحيح بين أهل الإسلام ، ولفظه كما في الترمذي عن عمرو بن خارجة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على ناقته فسمعته يقول : " إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث ." قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
والحق أن الوصية للوارث لا تجوز وإن أجازها سائر الورثة لأن المنع إنما هو لحق الشرع.
وقد ذهب الجمهور إلي أن الوصية لا تجوز للوارث، ولا في ما زاد على الثلث إلا إذا أجاز ذلك الورثة فتكون جائزة، وهذا بشرط أن يكون الورثة المجيزون لها بالغين عقلاء، ؟ أما الأقربون فقد جاء في قوله تعالي : (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }النساء8 ) فلم يعد هناك من وصية لوارث ولا لأقربين لفرض حقوقهم في آيات الميراث بغير صفة الوصية ؟ وسيعيش الصبحي حياة الوهم والوجدان النفسي المتخاذل ، في الأسطر القادمة ليستدل بقصة رآها علي تصور تشريعٍ من وهم خياله ،فإليكموها : قال صبحي منصور : ولتوضيح ذلك أحكى قصة واقعية جاءنى صاحبها يستفتينى، فهو رجل فلاح مكافح استطاع بمساعدة ابنه الأكبر أن يشترى عشرة أفدنة، واستطاع مع ذلك أن يقوم على تعليم ابنه الثانى حتى تخرج، ثم ذهب إلى الخارج وعاد ميسوراً قد اكتنز الأموال وأقام العمارات واشترى الأراضى، هذا فى الوقت الذى استنفذ فيه الكفاح والبلهارسيا صحة الأخ الأكبر وأثقلته رعاية والده وأبنائه الكثيرين.. وجاء الأب العجوز يشكوا جحود ابنه الثانى الذى أخذ ولم يعط، ويريد أن ينصف ابنه الأكبر الذى كافح بأن يكتب له جزءاً من الأرض التى استطاع الأب بمجهود ذلك الابن أن يشتريها، وروى لى الأب أنه ذهب للعلماء فى أمر تلك الوصية فأفتوا له بأنه لا وصية لوارث . وذلك الفلاح يرى بفطرته السليمة أن العدل أن يتميز الأخ الأكبر فى التركة فى مقابل كفاحه ومعاناته، ويرى أن من الظلم أن يتساوى الابن الأصغر مع أخيه الأكبر، وأن الوصية هى التى ستصلح الوضع. وقلت له أن الفطرة السليمة عنده هى التى جاء بها التشريع القرآنى حين جعل الوصية فرضاً مكتوباً ليتم بها إصلاح مثل تلك الحالات حتى يستقيم العدل.[ قلت البنداري:وفي رواية أحمد صبحي منصور وهم كبير ذلك لأن آية الوصية تكلمت علي الوصية من الإبن للوالدين بينما قلبها أحمد صبحي في القصة فجعلها من الأب لإبنه ؟؟ فهذا أول الجهل والوهم الصبحيّ، ثم إن كبر علي الصبحيّ تصور جهد الأبن وتعبه فالأب مخوّل في حياته لمكافئة ابنه الأكبر بجزء مكافيء من حر ماله( قل أو كثر ) في شكل هبة أو عطية ، أو حتي بكل ماله ، فهو وماله كما يريد لا يتدخل أحدٌ في شأنه إن أراد أن يهب أو يعطي أو يتصدق أو حتي يلقي ماله في البحر ، فهل حبكت علي الوصية في قصتك المؤلفة يا سي أحمد صبحي !! ؟؟!!قول أحمد صبحي منصور وبهتانه بقوله : أكذوبة الرجم ألغت تشريعات القرآن فى عقوبة الزنا: وعقوبة الرجم للزانى والزانية لم تأت فى القرآن، وإن كانت قد جاءت فى التوراة الموجودة لدينا وتأثر المسلمون بذلك فأفاضوا عقوبة الرجم لجريمة الزنا فى حالة الإحصان أو الزواج، وقد انشغل الفقهاء بأحاديث الرجم التى ألغت التشريعات القرآنية الخاصة بعقوبة الزنا، بحيث أصبحت تلك التفصيلات القرآنية مجهولة
.[ تعليق البنداري : هذا منتهي
التجرء علي الله ورسوله من أحمد صبحي ، في
اتهامه للمسلمين اتهامات مرسلة بالتأليف في الأحاديث والشرع كلما اختلف معهم فيه أحمد
صبحي ؟؟]
ويواصل منكر السنة
حكايات ضلاله فيقول:وقد جاءت عقوبة الزنا فى
القرآن على النحو التالى:
1_ الزانية
والزانى إذا ضبطا فى حالة تلبس، فالعقوبة مائة جلدة أمام الناس، بذلك بدأت سورة
النور بافتتاحية ترد على أولئك الذين يتجاهلون وضوح القرآن وبيان تشريعاته، يقول
تعالى فى تلك الافتتاحية الفريدة ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا
وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ لّعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ﴾ وبعدها قال تعالى
مباشرة ﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ
جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ
مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
2_ ومن
الصعب إثبات حالة التلبس فى جريمة الزنا، ومن الصعب أيضاً أن يحدث إقرار بالوقوع
فى الزنا ينتج عنه عقوبة الجلد، ولكن من السهل أن يشاع عن امرأة ما بأنها سيئة
السلوك، وتتكاثر الشواهد على سوء سمعتها، وحينئذ لابد من عقاب مناسب بعد الإشهاد
عليها بأربعة شهود بأنها اللاتى (يأتين الفاحشة) ولكن لم يتم ضبطها، وذلك
العقاب ليس الجلد، وإنما هو عقاب سلبى، يكون بمنعها عن الناس ومنع الناس عنها إلى
أن تموت أو تتزوج وتتوب، يقول تعالى ﴿وَاللاّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن
نّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنّ أَرْبَعةً مّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ
فَأَمْسِكُوهُنّ فِي الْبُيُوتِ حَتّىَ يَتَوَفّاهُنّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ
اللّهُ لَهُنّ سَبِيلاً﴾ (النساء 15).
3_ وجاءت
تفصيلات القرآن بعقوبة الجارية، إذا وقعت فى الزنا.
فإن كانت الجارية تحت سيطرة سيدها أو يجبرها
على ممارسة البغاء فليس عليها عقوبة، إذ أنها لا تملك حرية الاختيار، يقول تعالى
﴿وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصّناً
لّتَبْتَغُواْ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنّ فِإِنّ اللّهِ مِن
بَعْدِ إِكْرَاهِهِنّ غَفُورٌ رّحِيمٌ ﴾ (النور 33). وإذا تزوجت الجارية وتحررت من
سيطرة مالكها ووقعت فى جريمة الزنا فعقوبتها خمسون جلدة أى نصف ما على المتزوجات
الحرائر إذا وقعن فى الزنا ﴿فَإِذَآ أُحْصِنّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ
فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ (النساء 25).
4_ وقد
تكون الزانية زوجة مطلقة لا تزال فى فترة العدة، ومن حق المطلقة فى فترة العدة أن
تظل فى بيت الزوجية، ولكن تفقد هذا الحق إذا وقعت فى الزنا، وحينئذ يكون من حق
زوجها أن يطردها ولكن بشرط أن تكون جريمة الزنا مثبتة حتى لا يتاح لزوجها أن يتجنى
عليها بالباطل، يقول تعالى عن تلك الزوجة المطلقة ﴿لاَ تُخْرِجُوهُنّ مِن
بُيُوتِهِنّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ
وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ﴾ (الطلاق1). والقرآن يصف الفاحشة بأنها
"فاحشة مبينة" أى مثبتة ضماناً لعدم الافتراء بلا دليل.. وعقوبة الطرد
هنا تضاف إلى العقوبة الأخرى وهى مائة جلدة.
5_ وهناك
عقوبة أخرى لتلك الزوجة المطلقة إذا وقعت فى الزنا بعد الطلاق، وهى أنه من حق
الزوج أن يمنعها عن الزواج إلى أن تدفع له بعض ما أعطاه لها فى الصداق أو المؤخر.
والشرط أن تكون جريمة الزنا فى حقها مثبتة بالدليل، يقول تعالى ﴿يَا أَيّهَا
الّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ
تَعْضُلُوهُنّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنّ إِلاّ أَن يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ﴾ (النساء 19). والعضل هو منع المرأة من
الزواج، والقرآن يحرم العضل إلا فى حالة المطلقة الزانية.. فيجعل من حق الزوج أن
يمنعها الزواج إلى أن تعيد له بعض ما دفعه إليها فى المهر.
6_ وفى
كل الأحوال فالمرأة الزانية التى لا تتوب عن الزنا لا يتزوجها المؤمن، وتلك عقوبة
أخرى إضافية، يقول الله تعالى ﴿الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ
مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ
ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور 3.
7_ وتأبى
تفصيلات القرآن إلا أن تضع عقوبة للزنا فى حالة استثنائية ومستبعدة، وهى افتراض وقوع
نساء النبى أمهات المؤمنين فى تلك الجريمة، وهنا تكون العقوبة مائتى جلدة فى تلك
الجريمة، أى ضعف ما على النساء الحرائر، وفى المقابل فلهن فى عمل الصالحات ضعف ما
للمحسنات، يقول تعالى ﴿ياَ نِسَآءَ النّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ
مّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ
يَسِيراً. وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنّ للّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً
نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً﴾ (الأحزاب 30،31).
ولأن العقوبة هنا مضاعفة كان لابد من كون الجريمة
مثبتى أو بالتعبير القرآنى "من يأت منكن بفاحشة مبينة" فالأمر هنا يخص
نساء النبى أمهات المؤمنين، وهو أمر فظيع هائل لابد من التثبيت فيه.
8_ والتشريع
القرآنى المحكم يصف عقوبة الزنا- التى هى الجلد- بأنها "عذاب". والعذاب
يعنى أن يظل الجانى حياً لا يموت، وبتعبير آخر لا محل هنا لعقوبة الرجم التى تعنى
الموت.
والقرآن حين تحدث عن عقوبة الزنا قال
﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ لم
يقل الزانى المحصن والزانية المحصنة أو غير المحصنة، وإنما جاء بالوصف مطلقاً
"الزانية والزانى" وقدم الزانية على الزانى لأن المرأة هى العامل الأكثر
تأثيراً فى تلك الجريمة، بينما قال عن السرقة ﴿وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ
فَاقْطَعُوَاْ﴾ لأن الرجل هو الأساس والعنصر الغالب فى جريمة السرقة.
والمهم أن عقوبة الزنا مطلقاً هى الجلد
﴿فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ ووصف القرآن عقوبة الجلد
هنا بأنها عذاب فقال ﴿فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ
تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
إذن فالجلد هو العذاب..[ قلت
البنداري : وأنقل هنا هذا البحث القيم الذي كتبه
عماد الشربيني بعنوان ؛ دفع شبهات عقوبة
الزاني و المرتد لما فيه من جهد رائع وليس استدل بما فيه علي حجية الرجم بقدر ما
اريد أن أوجه القاريء إلي أن حجية الرجم ثابتة من القرآن ومن سنة النبي (صلي الله
عليه وسلم ) بمقتضي قوله تعالي ( قُلْ
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ
مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا
عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54 وقوله تعالي (مَّنْ
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ
عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 . يقول
عماد الشربيني: أولاَ : حد الزنــا :
أ – التعريف به : هو حد الجناية على الفرج ، وهو حد حاربته الشرائع السماوية كافة وحرمت الوسائل المؤدية إليه تحريماً قاطعاً باتاً ، وشددت العقوبة على مرتكبيه .
قال تعالي : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) والنهي عن قربان الزنا أبلغ من مجرد فعله ، وهو نهي يشمل كل مقدماته ، ودواعيه ووسائله الموصلة إليه ، وهي في عالم اليوم أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر !
قال تعالي في عقوبة الزاني في الآخرة :( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقي أثاماَ يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناَ )
وإذا كانت عقوبته في الآخرة مضاعفة ، فهي في الدنيا مضاعفة أيضاً قال تعالي : والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) . حكمة الجلد للزاني : وعقوبة الجلد هنا في الآية الكريمة على ما فصلته السنة النبوية ، هي لمن زنا وهو غير محصن ، وهي عقوبة تتجلى فيها حكمة الخالق عز وجل . لأنه إذا كان الباعث على الزنا هو اللذة وإشباعها ، كان الصارف لهذا الباعث في تشريع القرآن العادل إنما هو الألم الحسي بالجلد ، والألم المعنوي بمشاهدته وهو يجلد , ليشعر المذنب أنه لا قيمة للذة يعقبها ذلك الألم الشديد الحسي والمعنوي . ومن المعلوم أن في الإنسان غريزتين :
غريزة حافزة دافعة ، وغريزة مانعة كافة والغلبة لأقواهما سلطاناً لذا فقد عني الشارع الحكيم بتقوية سلطان المانع بما شرعه من عقوبة حاسمة لو تصورها الإنسان على حقيقتها لانكمش الدافع للجريمة المعاقب عليها بتلك العقوبة 0 ب –بيان السنّة لحد الزنا : جاءت السنة النبوية مؤكدة ومبينة لما جاء في القرآن الكريم من حد الزنا فبين النبي (صلي الله عليه وسلم ) أن جلد الزاني في الآية الكريمة إنما هو لمن زنا وهو غير متزوج ، ويضاعف على عذابه بالجلد , نفيه سنة , كما بين النبي (صلي الله عليه وسلم ) حد من زنا وهو متزوج , بأنه ضعف غير المتزوج بالرجم . وما يزعمه أعداء السنة النبوية من مخالفة البيان النبوي في حد الزاني للقرآن الكريم زعم لا أساس له من الصحة ، فذلك البيان النبوي صح متواتراً في سنته المطهرة وسيرته العطرة . وهو بيان إلهي لقوله تعالي : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ) وقوله عز وجل : ( فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه ) وهذا البيان الإلهي واجب على النبي (صلي الله عليه وسلم ) تبليغه ، كما أنه واجب على الأمة إتباعه لقوله تعالي : وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ( وقوله سبحانه : فلا وربك ليؤمنون حتى يحكٍّموكً فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) . وعلى ما سبق فهذا البيان النبوي هو حكم الله في كتابه العزيز لقوله :لوالد الزاني لامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم : والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، الوليدة والغنم رد . وعلى ابنك الجلد مائة ، وتغريب عام ، واغد يا أنيس ! إلي امرأة هذا 0 فإن اعترفت فارجمها )) قال : فغدا عليها ، فاعترفت ن فأمر بها رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) فرجمت 0
قال الحافظ بن حجر: المراد بكتاب الله ما حكم به ، وكتب على عباده وقيل المراد القـرآن وهو المتبادر .
قال أبو دقيق العيد: الأول أولي ، لأن الرجم والتغريب ليسا مذكورين في القرآن إلا بواسطة أمر الله باتباع رسوله 0
قيـل : وفيما قال نظـر ؛ لاحتـمال أن يكون المـراد متضـمناً قوله تعالي :( أو يجعل الله لهـن
سبيـلاً ) .. ..
فبين النبي (صلي الله عليه وسلم ) : أن السبيـل جـلد البكـر ونفيـه , ورجـم الثيـب .
قال ابن حجر : وهذا أيضاً بواسطة التبيين ، ويحتمل أن يراد بكتاب الله الآية التي نسخت تلاوتها وهي : (( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم )).
وهذه الآية المنسوخة تلاوة ، الباقية حكماً هي التي قال فيها عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) : (( إن الله قد بعث محمداً (صلي الله عليه وسلم ) بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، قرأناها ، ووعيناها ، وعقلناها ، فرجم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ورجمنا بعده ، فأخشى أن طال بالناس زمان ، أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنا إذا أحصن ؛ من الرجال والنساء إذا قامت البينة ، أو كان الحَبَلْ، أو الإعتراف )) 0 تواتر حد الرجم : وفي إعلان عمر بالرجم ، وهو على المنبر ، وسكوت الصحابة وغيرهم من الحاضرين عن مخالفته بالإنكار ، دليل على ثبوت الرجم وتواتره 0 فرق قديمة أنكرت الرجم : وما خشيه عمر قد وقع ، فانكر الرجم طائفة من الخوارج أو معظمهم ، وبعض المعتزلة ، ويحتمل أن يكون استند في ذلك إلي توفيق 0 ويؤيده رواية أحمد عن ابن عباس قال : خطب عمر بن الخطاب ، فحمد الله ، وأثني عليه فقال (( ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم ، وبالدجال ، وبالشفاعة ، وبعذاب القبر ، وبقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا )) 0 الرد علي دعوي مخالفة السنة للقرآن في حد الزنا : يقول الإمام الشاطبي : رداَ على دعوى مخالفة الرجم والتغريب للقرآن الكريم ، قال : (( هذا اتباع للمتشابه ، لأن الكتاب في كلام العرب ، وفي الشرع يتصرف على وجوه منها الحكم ، والفرض في قوله تعالي : ( كتاب الله عليكم (وقال تعالي : ( كتب عليكم الصيام ) وقال سبحانه: ) وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال () .
فكان المعني : لأقضين بينكما بكتاب الله ، أي بحكم الله الذي شرع لنا ، ولا يلزم أن يوجد هذا الحكم في القرآن ، كما أن الكتاب يطلق على القرآن ، فتخصيصهم الكتاب بأحد المحامل من غير دليل إتباع لما تشابه من الأدلة )) 0 ثم قال الإمام الشاطبي : (( وقوله من زعم ( أن قوله تعالي في الإماء : ( فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ) .لا يعقل على ما جاء في الحديث أن النبي (صلي الله عليه وسلم ) رجم ، ورجمت الأئمة بعده 0
لأنه يقتضي أن الرجم ينتصف ، وهذا غير معقول ، فكيف يكون نصفه على الإماء ؟ هذا ذهاباً منهم إلي أن المحصنات هن ذوات الأزواج ، وليس كذلك بل المحصنات هنا المراد بهن الحرائر ، بدليل قوله تعالي : ( ومن لم يستطع منكم طولاًُ أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ) وليس المراد هنا إلا الحرائر ؛ لأن ذوات الأزواج لا تنكح . وتأكيداً على أن حد الأمة نصف حد الحرة (( بالجلد دون الرجم )) سواء كانت محصنة بالتزويج أم ! جاء التقييد في الآية الكريمة في حق الإماء (فإذا أحصن ) قال تعالي :( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب
أي على الإماء وإن كن محصنات بالتزويج ، وجوب نصف حد المحصنات (( وهن الحرائر غير المتزوجات )) كما قال الإمام الشاطبي. فلئلا يتوهم أن الأمة المتزوجة ترجم جاء التقييد في الآية الكريمة . وقد أجمع العلماء على أنها لا ترجم ، وهذا الإجماع قائم على الآية السابقة ، وما ورد في صحيح السنة النبوية الشريفة في تأكيدها وبيانها ، من أحاديث مطلقه في حكم الأمة إذا زنت بالجلد 0 فعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) يقول (( إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها ، فيجلدها الحد . ولا يثرب عليها . ثم إن زنت ، فليجلدها الحد ، ولا يثرب عليها . ثم إن زنت الثالثة، فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر )) قلت : إن الرجم والنفي في البيان النبوي يوافق القرآن الكريم فيما ذكره من مضاعفة العذاب ؛ قال تعالي : ( ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا يضاعف له العذاب يوم القيامة ) فكان الرجم عقاب مضاعف ، وأشد لمن زنا وهو متزوج ، مقارنة بمن زني وهو غير متزوج ، حيث أخف عقوبة بجلده ، ومضاعفته بنفيه عام . وتبدو حكمة التغريب للزاني غير المحصن في أنه " تمهيد لنسيان جريمته ، وإبعاد له عن المضايقات التي قد يتعرض لها ، فهي عقوبة لصالحه أولاً ، ولصالح الجماعة ثانياً والمشاهد حتى في عصرنا الحالي الذي إنعدم فيه الحياء ، أن كثيريين ممن تصيبهم معرة الزنا يهجرون موطن الجريمة مختارين لينأوا بأنفسهم عن الذلة والمهانة التي تصيبهم في هذا المكان . الرجم من كرهه نظرياَ فسوف يرضي به عملياَ اللهم إلا أن يكون 000 ! وكذلك الرجم : يستهدف إصلاح المجتمع ، وقد استفظعه قوم يرضون به لو كان الزاني قد زنا بمن هي من أهله . فهو وإن كرهه نظرياً ، فسوف يرضي به عملياً ، اللهم إلا أن يكون ديوساً لا غِيرةَ له على أهله ، وإباحياً لا دين له ، ومثل هذا لا وزن له عند العقلاء !
وفيما نشاهده أن الناس الأحرار يأبون أي شئ إلا القتل عقوبة للزاني في طرق ملتوية ، وكثيراً ما تكون وسائلها المكر والخديعة والخيانة أو دس السم وغير ذلك ، دون أن يفرقوا في حالة الزاني متزوج أم غير متزوج فإذا أراح القـرآن الكريـم الناس ، وأمر برجم الزاني المحصن فقد رحـم الناس من حيث يشعرون أو لا يشعرون ) .
الرجم هو القتل لا غير , وقوانين العالم كله تبيحه : وأخيراً : فإن الرجم هو القتل لا غير، وإن قوانين العالم كله تبيح القتل عقوبة لبعض الجرائم ، ولا فرق بين من يقتل شنقاً ، أو ضرباً بالرصاص ، أو رجماً بالحجارة ، فكل هؤلاء يقتل ، ولكن وسائل القتل هي التي فيها الإختلاف . ثم إن التفكير في الرجم بالحجارة لا يتفق مع طبيعة العقاب ، فالموت إذا تجرد من الألم والعذاب كان من أتفه العقوبات ، فالناس لا يخافون الموت في ذاته ، وإنما يخافون العذاب الذي يصحب الموت . وقد بلغت آية الزنا الغاية في إبراز هذا المعني حيث جاء فيه ( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين )
جـ - الرجم من أقدم العقوبات التي عرفتها البشرية : لو رجعنا إلي القرآن الكريم لوجدنا أنه يثبت بأن الرجم من أقدم العقوبات التي عرفتها البشرية .
1- وأول ما يمكن التوقف عنده قصة سيدنا نوح (صلي الله عليه وسلم ) الذي يمكن أن يعد الأب الثاني للبشرية بعد آدم (صلي الله عليه وسلم ) وفي قصته التي يذكر فيها القرآن الكريم جانبَا منها تأتي كلمة (( الرجم )) في قوله تعالي ( قاالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ) ومما ينبغي أن نلحظه في قوله تعالي ( من المرجومين ) أن حرف الجر (( من )) للتبعيض أي من بعض المرجومين . وفي ذلك دلالة واضحة على أن قومه كانوا يمارسون رجم من يخالفهم ، وأن الرجم عادة اتخذها قومه في العقوبات .
2- وفي قصة سيدنا لإبراهيم (صلي الله عليه وسلم ) ، وفي حواره مع أبيه قال له أبوه قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك ) .
3- وفي قصة سيدنا موسى (صلي الله عليه وسلم ) تستوقفنا الآية الكريمة ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) أي تقتلوني رجماً .
4- وفي قصة سيدنا شعيب (صلي الله عليه وسلم ) ، وفي دعوته مع قومه وحواره معهم قالوا له (صلي الله عليه وسلم ) ولولا رهطك لرجمناك ) أي لقتلناك بالرجم وهو شر قتله ..
5- وهذا ما نجده مع رسل سيدنا عيسي (صلي الله عليه وسلم ) الثلاثة الذين بعث بهم إلي القرية ( إنطاكية ) لهداية أهلها ، ولكنهم رفضوا الهداية ، وهددوهم بالقتل ، قال تعالي على لسانهم : ( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ( . 6- وفي قصة أهل الكهف التي قيل إن أحداثها جرت بعد الميلاد ، وردت كلمة الرجم في قوله تعالي: ) إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبـــــدَا ( من كل ما تقدم يمكن استخلاص أن عقوبة الرجم بالحجارة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور ، وقد ترسخت عند كثير من الشعوب القديمة على اختلاف أزمانها ، وأماكنها ، وارتضتها ضمن تشريعاتها وقوانينها . الرجم عقوبة ثابتة في الشريعة اليهودية والنصرانية : كما أن هناك استخلاصاً مهماً في كل ما سبق وهو أن الرجم عقوبة ثابتة في حق الزناة في الشريعة اليهودية والمسيحية . يدل على ما روي في الصحيح عن البراء بن عازب ، قال : ُمرَّ على رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) بيهوديِّ مُحَمَّمًا مجلوداً . فدعاهم فقال ( هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ ) قالوا نعم ، فدعا رجلاً من علمائهم . فقال (( أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى ! أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ )) قال : لا . ولولا أنك نشدتي بهذا لم أخبرك . نجده الرجم . ولكنه كثر في أشرافنا . فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه . وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع . فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم . فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) : (( اللهم ! إني أولُ من أحيا أمرك إذا أماتوه )) .
فأمر به فرجم . فأنزل الله عز وجل : ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرون يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تأتوه فاحذروا) يقولُ : ائتوا محمداً (صلي الله عليه وسلم ) . فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه . وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا . فأنزل الله تعالي : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) في الكفار كلها .
من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن : وعن ابن عباس: قال : (( من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب ، قال تعالي : ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ) .فكان الرجم مما أخفوا )
شبهة أعداء السنة حول آية الرجم المنسوخة تلاوة , والجواب عنها :
ويبقي ما أورده البعض من خصوم السنة النبوية حول الآية المنسوخة التلاوة ، الباقية الحكم (( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم))
أنكروا حكم الآية لاختلاف نظمها مع نظم القرآن الكريم وروعته.
وهذا الإنكار مردود عليهم بالقرآن الكريم في قوله تعالي : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ) .
والمنسوخ تلاوة في الآية التي أنكروا حكمها لا يحتمل إلا (( إنساؤُه وهو حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية )
والمراد أن نص الآية المنسية يزول من الوجود ، ولا يبقي في الذهن منها إلا آثار ، وإنساء النص الذي يدل على الحكم لا يستلزم نسيان الحكم كما هو معلوم 00
فإذا طبق الرسول (صلي الله عليه وسلم ) الحكم بعد ذلك دل على أن الحكم باق غير منسوخ
والحكمة من رفع التلاوة مع بقاء الحكم : 1_ ليظهر بذلك مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلي بذل النفوس بطريق الظن ، من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به ، فيسرعون بأيسر شئ ، كما سارع الخليل بذبح ولده بمنام ، والمنام أدني طريق الوحي ، وأمثلة هذا الضرب كثيرة )
زد على ما سبق أن الأمر في القرآن وأحكامه إلي الله عز وجل ينسخ ما يشاء مع بقاء النص الذي يستند إليه ، ويبقي ما يشاء مع نسخ أو إنساء النص الذي كان دليلا عليه .
فعن أنس بن مالك قال : أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا ببئر معونة ، قرآناً قرأناه حتى نسخ بعد : ( أن بلغ قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ، ورضينا عنه ) .
_ وعن أبي موسى الأشعري قال : وإنا كنا نقرأ سورة . كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة . فأنسيتها غير أني قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي وادياً ثالثاً . ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها . غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . فكتبت شهادة في أعناقكم . فتسألون عنها يوم القيامة )
فهذه الروايات المعتمدة وغيرها ، تؤكد ما قلناه : وهو أن ما نسخت تلاوته أُنسِيَ فلم يبقي منه إلا ذكريات .
فمن قارن بينه وبين القرآن ، قارن بين ما هو غير موجود ، وما هو موجود .
ومن أنكره أنكر ما أثبتت الروايات وقوعه ، وكابر في التاريخ الثابت الموجود !
ومن اعتبر ما بقي منه قرأناً بنصه خالف القرآن بنسخه وإنسائه ، وأتي بما ليس بقرآن موجود ، مدعياً أنه قرآن ! وعلى ما ذكرناه تحمل كل الروايات في هذا المجال .. فإذا قال الصحابي ، قرأنا كذا ، أو توفي الرسول (صلي الله عليه وسلم ) وهن فيما يقرأ من القرآن ، أو قال كنا نقرأ كذا فحفظت منه كذا ، أو قال : فلا أدري من القرآن هو أم لا .
كل ذلك محمول في قرآن نسي أو نسخ ، ولم يبقي منه إلا بعض المعاني أو بعض الذكريات عبر عنها الصحابي بأسلوبه أو بالمعني ، والرواية بالمعني ليست من القرآن الكريم ! والدليل على ذلك : أن القرآن المجموع حفظاً وكتابةً في عهد النبي (صلي الله عليه وسلم ) ثم في عهد أبي بكر ، ثم في عهد عثمان بن عفان ، لم يختلف فيه حرف عن حرف أو كلمة عن كلمة ، ولا يوجد فيه شئ مما ذكر الصحابة أنه مما كان من القرآن .
ومما يدل على ذلك أنه ما بقي من آثار القرآن المنسوخ لم يشتهر بين الصحابة ، بل حكي كل واحد ما بقي من ذهنه مما كان ، وما دام النص المنسوخ قد أُنسِيَ ، أو ليس موجوداً ، فمجال البحث والدراسة والتفسير والتأويل بالنسبة إليه غير ذي موضوع . لكن المهم هنا أن كل ما ذكرناه يؤكد أن الآية في قوله تعلي : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) يراد بها الآية من القرآن التي تنزل على الرسول (صلي الله عليه وسلم ) ، وتنسخ تلاوتها ، أو تُنسَي من القرآن ، وهو ما تؤكده الروايات الواردة في ذلك ، ومنها آية (( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما )) .
الحكمة من كراهة النبي (صلي الله عليه وسلم ) كتابة آية الرجم المنسوخة تلاوة :
وهذا الذي قلناه يفسر لنا لماذا كره النبي (صلي الله عليه وسلم ) كتابة آية الرجم السابقة .
إذ كيف يسمح (صلي الله عليه وسلم ) بكتابة شئ منسوخ تلاوة بجوار القرآن الكريم ، وقد نهي (صلي الله عليه وسلم ) عن كتابة أي شئ بجوار كلام الله عز وجل في صحيفة واحدة لئلا يلتبس على من بعده , هل هو من القرآن أم لا (
وليس أدل على ذلك في مسألتنا هذه من قول الصحابي الجليل بن عباس: بعدما سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) يقول : (( لو أن لابن آدم ملء واد مالاً لأحب أن له إليه مثله ؛ ولا يملأ عين بن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب )) قال : ابن عباس فلا أدري أهو من القرآن أم لا ) فخشية هذا الإلتباس تحمل كراهته (صلي الله عليه وسلم ) كتابة آية الرجم ، ولو كانت آية الرجم بنص تلاوتها ، كما أنزلت أولاً ، ولم تُنْسَيَ ، ولو كان (صلي الله عليه وسلم ) مأموراً بكتابتها، لأمر بكتابتها شأنها شأن آيات الحدود الأخرى . ومنها ما هو أفظع وأشد من حد الرجم كحد المحاربين الذين يسعون في الأرض فساداً والوارد في قوله تعالي : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) . الجواب عن إشكال كراهة النبي (صلي الله عليه وسلم ) كتابة آية الرجم , وهم عمر بكتابتها : وكراهية النبي (صلي الله عليه وسلم ) كتابة آية الرجم لا يشكل مع قول عمر بن الخطاب (( إياكم أن تَهْلِكُوا عن آية الرجم ! لا يقول قائل لا نجد حديث في كتاب الله فقد رجم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ، ورجم أبو بكر ورجمت ، فوالذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها (( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة )) فإنا قد قرأناه )،فليس الظاهر من كلام عمر مراداً ، وأن كتابة آية الرجم جائز ، وأن المانع له من ذلك قول الناس ! كلا !بل مراده المبالغة والحث على العمل بالرجم / إذ لا يسع مثل عمر مع مزيد فقهه تجويز كتابتها مع نسخ لفظها . ويؤيد هذا المراد رواية الترمذي عن عمر قال رجم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ، ورجم أبو بكر ، ورجمت ، ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله تعالي ، لكتبته في المصحف ، فإني خشيت أن تجئ أقوامٌ فلا يجدونه في كتاب الله تعالي ، فيكفرون به ) ،ويؤكد ما سبق من علة كراهة كتابة آية الرجم ، التباس آخر لو كتبت في المصحف , وهو أن العمل بها على غير الظاهر من عمومها )، كما جاء في رواية عمر بن الخطاب قال : لما أنزلت أتيت النبي (صلي الله عليه وسلم ) فقلت : أكتبها ؟! فكأنه كره ذلك ، فقال عمر : ألا تري أن الشيخ إذا لم يحصن جلد ، وأن الشاب إذا زني وقد أحص) الجواب عمن أنكر آية الرجم تلاوة وحكماَ: أما زعم البعض أن الآية ( تلاوة وحكماً ) لم تكن في القرآن ! ولو كانت لطبق الحد على كثيرين من الصحابة، اعتماداً على أن عمر بن الخطاب خطب الناس فقال (( لا تشكوا في الرجم ، فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف ، فسألت أُبَّيّ بن كعب فقال : أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ، فدفعت في صدري ، وقلت : تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر ( يقول أحدهم : وهو ما يعني في حال تدوين الآية ، وتطبيق الحد ، وقوع الرجم على أعداد غفيرة من المسلمين زمن الدعوة ) مما يحمل تشكيكاً في ثبوت الحد ، وتشكيكاً في الوقت نفسه بمجتمع الصحابة وتوهيناً للثقة فيهم . فهذا لا حجة فيه للطاعن في حد الرجم ، لأن عدم التدوين في المصحف لا يعني عدم تطبيق الحد ، لما تواتر في السنة العملية من تطبيق حد الرجم من رسول (صلي الله عليه وسلم ) ، وأصحابه الكرام من بعد . كما أنه ليس في كلام عمر ، ما يدل على زعم الزاعم أنه في حالة تطبيق الحد يقع على أعداد غفيرة من الصحابة زمن الدعوة لأن كلمة عمر ((تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر )) لا تعني صحابة رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) الأطهار ، وإنما تعني غيرهم ممن كان معهم زمن الدعوة من المنافقين ، والمشركين ، واليهود ويحتمل أنها تعني من سيأتي فيما بعد من شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة وهم يتهارجون تهارج الحمر . ) وهذا من حسن الظن بعمر وإلا فهل يظن بمثله أن يطعن في صحابة رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ؟ ! إن كلمة عمر ابن الخطاب تعني على فرض التسليم بظاهرها أن التهارج فيما بعد سيكون شائعاً وجزاؤه الرجم ، ولكن إن كان هذا التهارج لا بينة عليه بأربعة شهود يرون جريمة الزنا على نحو صريح لا شبهة فيه ، فلا حد حينئذ إلا بالإقرار أو الحَبَلْ . فالمقصود من كلمة عمر درء الحد مهما أمكن ، فالحدود تسقط بالشبهات ، كما سبق من قوله (( لأن أخطئ في الحدود بالشبهات ، أَحَبُ إليَّ من أن أقيمها بالشبهات ) . وكأن عمر يقول لأُبَّيّ بن كعب : كيف تستقرئه آية الرجم أو كيف نكتبها ، وفي ظاهرها التباس في عمومها ؛ وهو عموم ينافي درء الحد بالشبهة ؟ ! وفي ذلك إشارة إلي : (( التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقياً ، لأنه أثقل الأحكام وأغلظ الحدود ، وفيه الإشارة إلي ندب الستر ) ،ثم إن تشكيك خصوم السنة النبوية ، ودعاة التنوير الزائف ، في حجية المصدر الذي أقيم على أساسه حد الرجم ، بناء على هذه الآية المنسوخة تلاوة ، الباقية حكماً . هذا التشكيك والإنكار لا يفيد في شئ ،لأن الرجم ثابت بالقرآن كما سبق .. وثابت بالسنة القولية , والعملية المتواترة عنه (صلي الله عليه وسلم ) ، وعن أصحابه رضي الله عنهم من بعده .
فقد اشتهر وتواتر الرجم عن النبي (صلي الله عليه وسلم ) قولاً وعملاً في قصة ماعز والغامدية واليهوديين ، وعلى ذلك جري الخلفاء بعده ، فبلغ حد التواتر . @@ فعن بريدة بن الحصيب الأسلمى : أن ماعز بن مالك الأسلمى أتي رسول الله فقال : يا رسول ! إني قد ظلمت نفسي ، وزينت ، وإني أريدك أن تطهرني . فَردَّهُ .فلما كان من الغد أتاه فقال : يا رسول الله إني قد زنيت ؛ فرده الثانية . فأرسل رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) إلي قومه فقال ( أتعلمون بعقله بأساً تنكرون منه شيئاً ؟ فقالوا : ما نعلمه إلاَّ وفيَّ العقل . من صالحينَا فيما نُري . فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه فأخبروه : أنه لا بأس به ، ولا بعقله , فلما كان الرابعة حُفِرَ له حفرة ثم أمر به فرجم . ) قال : فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني . وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تَرُدَنِي ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً . فو الله إني لحُبْلَي . قال : (( إمَّا لا ، فاذهبي حتى تلدي )) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقهِ قالت :هذا قد ولدته . قال : (( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه )) . فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز . فقالت : هذا يا نبي الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام . فدفع الصبي إلي رجل من المسلمين . ثم أمر بها فحفر لها إلي صدرها , وأمر الناس فرجموها . فيقبل خالد بن الوليد بحجر . فرمي رأسها. فتنطح الدم على وجه خالد فسبها . فسمع رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) سبَّه إياها . فقال : (( مهلاً يا خالد ! فوالذي نفسي بيده ، لقد تابت توبة ، لو تابها صاحب مَكْسٍ لغفر له )) ثم أمر بها فصلي عليها ودفنت )
الجواب عمن زعم أن الرجم حكم ثابت بالسنة , ولكنه حكم مؤقت :
بقي الرد على من زعم أن الرجم حكم ثابت بالسنة النبوية ، ولكنه حكم مؤقت !
إذ يقول بعضهم بعد أن أقر بثبوت الرجم في السنة النبوية القولية والعملية المتواترة قال : (( ونحن نقول إنه مع ثبوت وقوع حالات الرجم في عهد الرسول , فإن استقصاء هذه الحالات ينتهي إلى أن من الممكن إيقاف هذه العقوبة دون مخالفة للسنة، ومع هذا فإذا أصر دعاة الرجم على أقوالهم فهناك مخرج يقوم على عدم تأبيد بعض أحكام السنة ) وهذا الزعم مبني على مذهبه (( بأن الرسول والخلفاء الراشدون والصحابة أرادوا عدم تأبيد ما جاءت به السنن من أحكام )
ويجاب عن ذلك : بأن تلك الدعوى لا دليل عليها ، ويبطلها كلام رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وسيرة أصحابه الأطهار من بعده . فإذا كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أراد عدم تأبيد ما جاءت به السنة النبوية من أحكام : 1- فعلام إذاً يقرنها مع كتاب الله عز وجل مبيناً أن الإعتصام بها عصمة من الضلال في قوله : (( إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدَا كتاب الله ، وسنة نبيه )
2- وعلام يأمر بتبليغ سنته المطهرة في قوله (صلي الله عليه وسلم) : (( ألا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من أن يبلغه يكون أوعى له من بعض مَن سمعه )
3- وعلام يوصي بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين والعض عليه بالنواجذ عند الإختلاف في قوله (صلي الله عليه وسلم ) : (( فإنه من يعش منكم : فسيري اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )
4- وعلام التحذير الشديد من الكذب عليه (صلي الله عليه وسلم) في قوله : (( إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . )
5- وعلام يحذر ممن يأتيه الأمر مما أمر به أو نهي عنه فيعترض ويقول : (( بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه ، وما وجدنا فيه حراماً حرمناه . )) ثم يبين رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) أن ما يحرمه بوحي غير متلو مثل ما يحرمه الله عز وجل في قرآنه المتلو قائلاً : (( ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله . ) وذلك التحريم دين دائم إلي يوم القيامة كما سيأتي من قول أئمة المسلمين .
6- وعلام يصف الزائغ عن سنته المطهرة بأنه هالك كما قال (صلي الله عليه وسلم): (( قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ) .
فعلام يدل هذا إن لم تكن أحكام السنة حجةً وديناً عاماً دائماً كالقرآن الكريم ! إن كل ما نقلناه هنا من هذه الأحاديث ونحوها كثير بمثابة التصريح من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بأن سنته المطهرة حجة ودين عام دائم ملازم للقرآن الكريم . وهذا ما فهمه الصحابة من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ، فهم أول المخَاطَبين بكتاب الله عز وجل , وفيه الأمر بطاعته (صلي الله عليه وسلم ) والتحذير من مخالفة أمره . قال تعالي : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) فهل هذا الأمر الإلهي بإتباع أمر نبيه (صلي الله عليه وسلم) الوارد في سنته المطهرة أراد به رب العزة ألا يكون ديناً عاماً دائماً كالقرآن ؟؟؟ . إن القول بهذا طعن في القرآن نفسه ، وفي عالمية الدعوة الإسلامية ؛ ثم إن رب العزة يقسم بذاته المقدسة على عدم إيمان من يُحَكِّم رسوله في كل شأن من شئون حياته ، ومن المعلوم بالضرورة ، أننا نُحَكِّمْ الرسول (صلي الله عليه وسلم ) بذاته وهو حي ، فإذا انتقل الرسول (صلي الله عليه وسلم) إلي الرفيق الأعلى حَكَّمْنَا سنته المطهرة . على أنه ليس فقط أن نُحَكِّمْ الرسول (صلي الله عليه وسلم ) وسنته ، بل لا بد وأن تمتلئ قلوبنا بالرضا والسعادة بهذا الحكم النبوي ، وأن نخضع له خضوعاً كاملاً مع التسليم التام قال تعالي : ( فلا وربك لا يؤمنون به حتى يُحَكَّمُوكَ فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) وعلى ذلـك يؤكـد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بقوله : (( لا يؤمن أحـدكم حتى يكـون هواه تَبَـعًا لما جئتُ بهِ ) ولم يخالف في ذلك أحد من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ، ولا يقول بخلاف هذا إلاَّ من جهل طريقتهم في العمل بأحكام الدين ، وكيف كانوا يأخذونها . فالصحابة أجمع وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين كانوا يعظمون حديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) ويحكمونه في كل شأن من شئون حياتهم .
ونحو ذلك روي بن مسعود وابن عباس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين 0 وبذلك كانت مصادر الأحكام في الصدر الأول هي:
1-القرآن الكريم : وهو المصدر الأول لهذا الدين ، وعمدة الملة , وكانوا يفهمونه
واضحاً جلياً ، لأنه بلسانهم نزل ، مع ما امتازوا به من
معرفة أسباب نزوله .
2-السنة النبوية : وهي المصدر الثاني الملازم للمصدر الأول ، وقد اتفقوا على
اتباعها متي ظفروا بها . فكيف يصح بعد ذلك القول بأن رسول الله(صلي الله عليه وسلم ) وأصحابهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين أرادوا عدم تأبيد ما جاءت به السنن من أحكام .]
ثم يستأنف منكر السنة أحمد صبحي فيقول:وفى حالة
الجارية التى تزنى بعد زوجها قال تعالى: ﴿فَإِذَآ أُحْصِنّ فَإِنْ أَتَيْنَ
بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ أى
خمسون جلدة، أى أنه وصف عقوبة الجلد للجارية بأنه عذاب.. والقائلون بأن التى تتحصن
بالزواج ثم تزنى تعاقب بالرجم كيف يفعلون ﴿فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى
الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ هل يمكن تصنيف الرجم؟ وهل هناك نصف موت؟
وفى حالة نساء النبى يقول التشريع القرآنى ﴿ياَ
نِسَآءَ النّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا
الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ﴾. فوصف عقوبة الجلد بأنه "عذاب" أى مائتا جلدة..
والقائلون بأن عقوبة المتزوجة هى الرجم كيف يحكمون بمضاعفة الرجم لنفس الشخص؟ وهل
يموت الشخص مرتين؟
والرجل إذا عجز عن إثبات حالة التلبس بالزنا
على زوجته ولم يستطع إحضار الشهود فيمكن أن يشهد بنفسه أنها زانية أربع مرات،
ويؤكد شهادته الخامسة بأن يستجلب لعنة الله عليه إن كان كاذباً، وتلك الحالة
اللعان، ويمكن لزوجة المتهم أن تدفع عن نفسها وقوع حد الزنا بأن تشهد أربع شهادات
بالله بأن زوجها كاذب فى اتهامها ثم تؤكد فى شهادتها الخامسة بأن تستجلب غضب الله
عليها إن كان زوجها صادقاً فى اتهامه، يقول تعالى ﴿وَالّذِينَ يَرْمُونَ
أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ
أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ إِنّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ.
وَالْخَامِسَةُ أَنّ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ.
وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللّهِ
إِنّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنّ غَضَبَ اللّهِ عَلَيْهَآ إِن
كَانَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ (النور 6: 9). ويهمنا هنا أن وصف عقوبة
الزنا بأنها عذاب، فقال "ويدرؤ عنها العذاب" وهو نفس الوصف الذى سبق
لعقوبة الجلد.. إذن عقوبة المتزوجة المحصنة هى الجلد وليس الرجم.
ثم إن تشريعات القرآن فى الآيات السابقة تعامل
المرأة الزانية على أنها تظل حية بعد اتهامها بالزنا وإقامة عقوبة الجلد عليها
وكذلك الزانى فالقرآن الكريم يحرم تزويج الزانى أو تزويج الزانية من الشرفاء، فلا
يصح لمؤمن شريف أن يتزوج زانية مدمنة للزنا ولا يصح لمؤمنة شريفة أن تتزوج رجلاً
مدمناً على الزنا ﴿الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً
وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ﴾ (النور 3). ولو كان مصير الزانى أو الزانية هو الرجم موتاً لما
كان هنا تفصيل فى تشريعات حياته طالما هو محكوم عليه بالموت، ونفس الحالة فى إضافة
عقوبات للمطلة الزانية بإخراجها من البيت ومنعها عن الزواج حتى تدفع بعض المهر،
وإذا كانت هناك عقوبة الرحم على تلك الزانية المحصنة لما كان هناك داع لتشريع
يمنعها عن الزواج ثانياً ويسمح بطردها من البيت فى فترة العدة.
وأكثر من ذلك.
فالله تعالى يتوعد الزناه بمضاعفة العذاب
والخلود فيه يوم القيامة، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يبدل الله تعالى
سيئاتهم حسنات ﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ
مُهَاناً. إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـَئِكَ يُبَدّلُ
اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً﴾ (الفرقان 69,70) فإذا
كان مصير الزانى هو الرجم السريع فلن تكون له فرصة للتوبة والإيمان والعمل الصالح
المتراكم الذى تتبدل به سيئات الزنا إلى حسنات. بحيث تختفى عنه صفة الزانى
ليحل محلها وصف الصالح عند الله تعالى..
ومع هذا البيان الواضح فى تشريعات القرآن فإن
أحاديث الرجم والانشغال بها أضاعت تشريعات القرآن فيما يخص تفصيلا العقوبة فى
جريمة الزنا، أو بتعبيرهم "نسختها" وأبطلت حكمها.[ جاء
في صحيح البخاري ، باب هل يقول الإمام للمقر لعلك لمست أو غمزت 6438 حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا
وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما
قال ثم لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى
الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت
أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه. البخاري
ج 6 ص 2502 قرص 1300 كتاب. وهذا ما جاء في فتح الباري ج12ص 124 قرص 1300 كتاب.
شرحا للحديث: المذكور فقال أنكتها لا الغرماء بفتح التحتانية وسكون الكاف من
الكناية أي أنه ذكر هذا اللفظ صريحا ولم يكن عنه بلفظ أخر كالجماع ويحتمل أن يجمع
بأنه ذكر بعد ذكر الجماع بأن الجماع قد يحمل على مجرد الاجتماع
وفي حديث أبي هريرة المذكور أنكتها قال نعم قال حتى دخل ذلك منك في ذلك منها قال نعم قال كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر قال نعم قال: تدري ما الزنا؟؟ قال نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال تطهرني فأمر به فرجم.
باب إذا أقر بالحد ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه ؟؟
6437 حدثني عبد القدوس بن محمد حدثني عمر بن عاصم الكلابي حدثنا همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ثم كنت ثم النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه قال وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال أليس قد قال نعم قال فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك. البخاري ج 6 ص 2501 قرص 1300 كتاب.
باب رجم المحصن وقال الحسن من زنى بأخته حده حد الزاني
6427 _ حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن كهيل قال سمعت الشعبي يحدث عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة وقال قد رجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
6428 _ حدثني إسحاق حدثنا خالد عن الشيباني سألت عبد الله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت قبل سورة النور أم بعد قال لا أدري
6429 _ حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلا من أسلم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه أنه قد زنى فشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم وكان قد أحصن، صحيح البخاري ج: 6 ص: 2498
_ حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ثم أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال بن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه.
البخاري ج 6 ص 2499 قرص 1300 كتاب. · هل المجنون يَعرف أنه مجنون؟
607 _ أبو عبيدة عن جابر عن ابن عمر قال إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأته زنيا فقال لهم اتجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهما ويجلدان فقال لهم عبدالله بن سلام كذبتم إن فيها للرجم اية فاتوا بالتوراة فأتلوها قال فأتوا بها ونشروها فوضع أحدهم على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له ابن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم تتلألأ فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال ابن عمر فرأيت الرجل يجافي على المرأة يقيها الحجارة. مسند الربيع ج 1 ص 239 قرص 1300 كتاب.
_ ملاحظة: في هذه الرواية الأخيرة نجد فيها ( أن رجلا وامرأته زنيا) فما تأويل هذه الرواية الفريدة من نوعها، لأن الكتب الأخرى جاء فيها: زنى رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض اذهبوا بنا الى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف. فتح الباري ج 12 ص 167 قرص 1300 كتاب. - كيف ظهرت في الكتاب آية الرجم تتلألأ؟ هل فيها النور؟!!!
يقول أحمد صبحي : إذا كان الرسول عليه السلام أمر برجم الزاني المحصن قبل نزول سورة النور، فإن سورة النور نزلت لتبين الحكم الرباني على الزاني، فلا يمكن ولا يعقل بعد ذلك أن يتعدى الرسول عليه السلام حدود الله تعالى وحكمه على الزانية والزاني بالعذاب بمائة جلدة، وللأمة المحصنة بنصف العذاب المقدر بمائة جلدة، ولأزواجه إن أتين بفاحشة مبينة يضاعف له العذاب ضعفين، (يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) (30) الأحزاب. (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ). "2" النور. هذا هو حكم الله تعالى على الزانية والزاني بالعذاب، بالجلد مائة أو نصف أو ضعفين، فأين الأمر بالقتل رجما بالحجارة؟ أم أن ذلك كان رجما بالغيب؟؟؟!!!
_ ثم يقول منكر السنة :جاء في صحيحي البخاري ومسلم الحديث من طرق عديدة ولفظه أو نحو لفظه ( أخرجه مسلم البخاري : « لا يحل دم امرئ مسلم شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة »
[ قلت البنداري: لو لم يوجد إلا هذا الحديث في مسألة الرجم لكفي واللفظ واضح في قوله (صلي الله عليه وسلم) (والثيب الزاني ) ، ومع هذا فقد طبق النبي (صلي الله عليه وسلم) عقوبة الرجم علي من شهدوا علي أنفسهم بمواقعة الزنا وأرد اليوم علي عرجات الشاكّين في دين الله ، والمغرضين من العلمانيين وأذناب القرآنيين والقاديانيين في النقاط التالية من غير ترتيب :
1- لمن أشفق علي من حصّل شهوة حراما في فرج امرأة لا تحل له بل تحل إلي رجل غيره من المسلمين أقول ما الحال إذا كانت المرأة التي قارفت شهوة فرج رجل نجس يزاني هي امرأتك أكنت ستقول الآن ما تقول فإن كان جوابك بنعم فأنت ديّوس قذر لا تستحق كرامة العيش العزيز،وإن قلت بأقل مما يستحقه من الرجم إن كان محصنا هو أو هي فلتنتظر من الزناة خوضا في أعراضك مرة ومرة وأعراض غيرك من المسلمين ، إن عقوبة الرجم هي بترٌ لآفة الزنا في مجتمع الطهر المكلف من القدوس _ بالعبادة والتطهر هل تعرف من هو القدوس؟ إنه الله والقدوس يعني المتطهر ( جاء في القاموس المحيط ما نصه : [قدس] ق د س: القُدُْسُ بسكون الدال وضمها الطهر اسم ومصدر ومنه قيل للجنة حظيرة القدس وروح القدس جبراءيل عليه السلام و التَّقْدِيسُ التطهير و تَقَدَّسً تطهر والأرض المُقَدّسةُ المطهرة وبيت المَقْدِس يشدد ويخفف والنسبة اليه مَقْدِسِيٌّ بوزن مجلسي و مُقَدَّسِيٌّ بوزن محمدي ويقال إن القَادِسَّةَ دعا لها إبراهيم عليه السلام بالقدس وأن تكون محلة الحاج و قُدُّوسٌ بالضم اسم من أسماء الله تعالى وهو فعول من القُدْسِ وهو الطهارة وكان سيبويه يقول قَدُّوسٌ وسبوح بفتح أوائلهما وقد سبق في ذرح وقال ثعلب كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول مثل سفود وكلوب وسمور وشبوط وتنور إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر وقد يفتحان قال وكذلك الذروح بالضم وقد يفتح 2_ لمن شك في حجية السنة أقول ولا أعلق مُوتُوا بغيظكم فيكفينا نحن من أحبَ الله ورسوله قوله تعالي (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80 ) وقوله تعالي ( وإن تطيعوه تهتدوا ) ويكفينا نحن الغائبون ما ثبت صحيحاً لنا عن الشاهدين من سلامة ما نقلوه إلينا من سنة خير الأنام محمد النبي العدنان (صلي الله عليه وسلم) بطريق التحمل والأداء العقلي والنقلي الذي ارتضيناه لأنفسنا أما أنتم فلتبقوا حياري غير مهتدين فإن تطيعوعه تهتدوا وإن تتولوا فما أرسلناك عليهم حفيظا ) يعني الله الغني عنكم وعن إعراضكم ولا تضروه شيئا . ،
3_ تواتر الحديث عن ابن مسعود قال: (قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله إلا اللّه وأني رسول اللّه إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة). رواه الجماعة.
- وعن عائشة: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة إلا من زنى بعد ما أحصن أو كفر بعد ما أسلم أو قتل نفسا فقتل بها). رواه أحمد والنسائي ومسلم بمعناه. وفي لفظ: (لا يحل قتل مسلم إلا في إحدى ثلاث خصال زان محصن فيرجم ورجل يقتل مسلمًا متعمدًا ورجل يخرج من الإسلام فيحارب اللّه عز وجل ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض). رواه النسائي وهو حجة في أنه لا يؤخذ مسلم بكافر.
حديث عائشة باللفظ الآخر أخرجه أيضًا أبو داود والحاكم وصححه. وقد رواه عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث ; الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة } . متفق عليه،،، وروى مثله عثمان ، وعائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
3- الي من اعترض علي إقامة حد الزنا بشكل تنفيذه وهو الرجم ، أقول تلك إرادة الله وهذه مشيئته ولو شاء ما قضي بذلك ، فيسيجيبون بأن ذلك لم يثبت في القرآن فنقول لهم ما دام قد فعله النبي (صلي الله عليه وسلم) وثبت لنا صحة نسبته إلي رسول الله بطريق التحمل والأداء الذي تنقل به الأخبار وتوثق ليس في الإسلام فحسب بل في كل وكالات ومظان الأخبار الحديثة والقديمة ، فهو حق نقله الشاهدون إلينا نحن الغائبون وهو حق لأننا مؤمورون بطاعة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حيث أن طاعته من طاعة الله قال تعالي : (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80
وقوله تعالي (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54
4_ وعلي من زعم أن الرجم مقتبس من شريعة النصاري أرد فأقول : لم يقتبس محمد (صلي الله عليه وسلم) شيئاً من أحد ولا حكم من كتاب سابق ذلك لأن الله قد أغناه بالوحي بل وجعله أمياً لا يقرأ ولا يكتب ومعني هذا أن كل ما يجييء به إنما هو من وحي السماء قال تعالي (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) }العنكبوت48
أما لو توافق حكم في كتاب الله بحكم في الكتب السابقة فلأن هذا القرآن قد جاء مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال تعالي (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48
5-أما من استهجنوا قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) لفظة ( أنكتها ) وهو يستوثق ممن ستزهق روحه إن أكد ذلك فما لنا وجهلهم والنبي (صلي الله عليه وسلم) قد آتاه الله الحكمة وأرد قائلا :
أ)ماذا لو ثبتت فعلا نسبتها إلي النبي، فماذا أنتم قائلون ؟!
ب) إن لفظة ( ناك) هي ترادف
لغوي من لفظة: ( ناكَح ) ولكن تحذف الحاء إذا أراد القائل تجسيم المواقعة وإطلاق
الإستباحة (بحلال أو حرام)وتضاف
الحاء إذا أراد الإشارة اليها دون تجسيم مع بيان الحلال فقط ،ولتحديد الإستباحة بالحل دون الحرمة يقال
نكح المرأة نكاحا أي تزوجها ، وأنكح المرأة فلانا أي زوجها إياه ، وتناكح القوم أي
تزاوجوا ، واستنكح المرأة أي طلب أن يتزوجها والناكح أي المتزوج ، ومن لسان العرب
لابن منظور جاء : (( نكح ) نَكَحَ فلان وقوله « نكح فلان إلخ » بابه منع وضرب كما في
القاموس ) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها ونَكَحَها يَنْكِحُها باضعها أَيضاً
وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج ولا تَقْرَبَنَّ
جارةً إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري وقوله عز وجل
الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك
تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان وقد قال
قومٌ معنى النكاح ههنا الوطء فالمعنى عندهم الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا
يطؤُها إِلا زان قال وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب
الله تعالى إِلا على معنى التزويج قال الله تعالى وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم فهذا
تزويج لا شك فيه وقال تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات فاعلم أَن
عقد التزويج يسمى النكاح وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين
فقراء بالمدينة وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة فأَرادوا التزويج بهنَّ
وعَوْلَهنَّ فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك قال الأَزهري أَصل النكاح في كلام العرب
الوطء وقيل للتزوّج نكاح لأَنيه سبب للوطء المباح الجوهري النكاح الوطء وقد يكون
العَقْدَ تقول نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت وهي ناكح في بني فلان أَي ذات
زوج منهم قال ابن سيده النِّكاحُ البُضْعُ وذلك في نوع الإِنسان خاصة واستعمله
ثعلب في الذُّباب نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً وليس في الكلام فَعَلَ
يَفْعِلُ
(قوله « وليس في الكلام فعل يفعل إلخ » الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح
ويصمح ويجنح ويأمح ) مما لام الفعل منه حاء إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ
ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ ورجل نُكَحَةٌ
ونَكَحٌ كثير النكاح قال وقد يجري النكاح مجرى التزويج وفي حديث معاوية لستُ
بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا
روي وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن يكثر منه الشيء وأَنْكَحَه المرأَة زوَّجَه
إِياها وأَنْكَحَها زوَّجها والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ وكان الرجل في الجاهلية
يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول خِطْبٌ أَي جئت خاطباً فيقال له نِكْحٌ
أَي قد أَنكحناك إِياها ويقال نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً وقصر
أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة كان
يأْتيها الرجل فيقول خِطْبٌ فتقول هي نِكْحٌ حتى قالوا أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة
قال الجوهري النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها
ونِكْحُها الذي يَنْكِحُها وهي نِكْحَتُه كلاهما عن اللحياني قال أَبو زيد يقال
إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد النكاح
ويقال نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها
ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه إِذا اعتمد عليها
وناكَ المطرُ الأَرضَ إذا غلب عليها وامتزج بترابها.
وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها
قلت الكاتب[قلت البنداري: ولفظة ناك هي عربية أصيلة والأحرف (ن-ا-ك) تشير الي الاعتماد والإمتزاج والتداخل بحيث يصعب فصل الممتزجين حال امتزاجهما وكل مادة (ن-ي-ك) تدل حتما علي مدلول الامتزاج والتداخل والتلاحم]
وامرأَة ناكح بغير هاء ذات زوج قال أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى وطُلِّقتْ غَداةَ غَدٍ منهنَّ من كان ناكِحا وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل قال الطِّرِمَّاحُ ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا ءُ من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قول الآخر لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني وفي حديث قَيْلَة انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي ذاتِ نكاح يعني متزوجة كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة وطلاق قال ابن الأَثير ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فيقال نَكَحتْ فهي ناكح ومنه حديث سُبَيْعةَ ما أَنتِ بناكح حتى تنقضيَ العدَّة واسْتَنْكَحَ في بني فلان تزوَّج فيهم وحكى الفارسي اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها وأَنشد وهمْ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً أَبا جابرٍ واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
_ ومن لسان العرب: ( ص131 / ج10/502 )،(( نيك ) النَّيْكُ معروف والفاعل نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً والنَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة وفي المثل قال من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ غلبهم النُّعاسُ وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ انطبق بعضها على بعض وقال الأَزهري في ترجمة نكح : ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها / (10/502) ومادة ( ن_ ي_ ك) تعني غياب الشيء في الشيء لدرجة التمازج . فنيك النعاس العين يعني امتزاج النعاس بالعين( أي غلبته عليها) فينتج عن ذلك سقوط الجفنين والتحامهما، ونيك المطر الأرض هو تمازج المطر بالأرض( أو غلبته عليها) حتي الإرتواء والتشبع والتلاحم، ونيك الرجل المرأة هو الإمتزاج التلاحمي بين ذكره وفرجها تلاحما منتج، ففي العين ينتج التصاق الجفنين ، وفي الأرض ينتج اختلاط الماء بالتراب فيصيرا طينا ، وفي المرأة ينتج تماذج العضوين حتي العسيلة // انتهي من لسان العرب بتصرف //؟؟
ج) _ أن علي الحاكم التأكد بمنتهي اليقين وبكل وسيلة مباحة أن من سيقتل يستحق القتل ، وفي سبيل ذلك فعل النبي (صلي الله عليه وسلم) الآتي هنا :
*) أعرض أولا عن القائل يمينا فأتاه ماعز عن شماله ، فأعرض النبي بالنظر أمامه فأتاه ماعز من أمامه ، وهنا انتهت بشكل حتمي مرحلة الإعراض //
**) وأتت مرحلة التيقن : فسأله ليتبين يقين ما يقصده، فوضح له أن الزنا الذي يقصده قد يكون فهمه خطأً؟ فقال له هل قبلت فقال لا فقال هل .. هل .. هل .. ويجيب : لا
***) فانتقل الي المرحلة الثالثة وهي التيقن من المواقعة : وعبر عنها بصيغتين الأولي الصيغة المخففة وهي حوار( الدخول المتواري ) فلما أعطي المعترف كل الإجابات بالإيجاب لم يبق إلا تجريد الوضع بمستيقن صيغته فاستخدم النبي (صلي الله عليه وسلم) اللفظ بغير كناية ، وأقول لصبحي وغيره ممن أخذتهم رعدة الإستحياء الكاذبة من ذكر اللفظ بغير كناية ، أن استحياءكم في غير موضعه ، ذلك لأن الرجل ستزهق روحه بعد هذه الخطوة والنبي (صلي الله عليه وسلم) يفسح له مرة بعد مرة أملاً في أن يتراجع عما اعترف به لعله يتوب الي بارئه بينه وبين ربه الذي يقبل التوبة عن عباده ، وصمم ماعز علي اعترافه فأنفذ النبي (صلي الله عليه وسلم) حكم ربه فيه .
د)_ أما الرد علي أن عقوبة الرجم لم ترد في القرآن فلأن النبي قد أخبر بها وحيا بغير نظم القرآن ، والنبي (صلي الله عليه وسلم) يوحي اليه بأحد الطرق الآتية :
(1) الأول وحيا بغير رسول : لقوله تعالي وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51
( 2) والثاني وحيا عن طريق رسول : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ....................النساء163
وقوله تعالي : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ ...... }الأنعام19/// وقوله تعالي : (( نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3// وقوله تعالي ( لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ... ) الرعد / 30
( 3) والثالث مباشرة من الله إليه ولكن من وراء حجاب : ( (أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ)
( 4) والرابع : إلهاما من الله تعالي : (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }الشمس8 ، والإلهام الصحيح يشترط فيه التسور بسور العناية الإلهية ، وهي عند رسول الله (صلي الله عليه وسلم) موجودة فقد جعلها الله تعالي ( أعينه )
( 5) والخامس مناما قال تعالي (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الأنفال43، وقوله تعالي (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات102. ثم يستأنف أحمد صبحي كلامه فيقول : ومع أن عقوبة الرجم لم ترد فى القرآن [ كذب أحمد صبحي لأن الله تعالي قد أمرنا بطاعة النبي(صلي الله عليه وسلم)فقال من يطع الرسول فقد أطاع الله ) وقال ( وإن تطيعوه تهتدوا ) والنبي (صلي الله عليه وسلم) أُعطي حق التشريع بإذن خالقه وهو لا يشرع إلا بوحي منه تعالي وقد رجم ورجم المسلمون بعده ، وبهذا فعقوبة الرجم ضمنها القرآن في طيات هذه الآيات ، وقد جاء قوله تعالي : ( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }النساء15، وقد صرح النبي (صلي الله عليه وسلم) بأن السبيل هو: الرجم للثيب راجع البحث الذي قدمته قبل صفحات لعماد الشربيني ففيه كل الإجابات علي ما أثاره منكر السنة هنا ] ثم يستأنف صبحي قوله : ومع أن العقوبة الواردة فى جريمة الزنا تؤكد على أنه الجلد فقط إلا أن اقتناع المسلمين بأكذوبة الرجم جعلته الأساس التشريعى السائد حتى الآن فى كتب التراث وفى تطبيق الشريعة لدى بعض الدول (الإسلامية). ويكفينا فى التدليل على عمق التأثر بذلك التشريع المخالف للقرآن أن القارئ لنا الآن يدهش أشد الدهشة حين يكتشف أن الرجم ليس من تشريع القرآن والإسلام.. وكفينا فى عمق التأثر بذلك التشريع المخالف للقرآن أنه على أساسه قتل الآلاف رجماً[ تعليق البنداري : تقصد من الزناة يا أحمد صبحي !!! ، ] وسيقتل مثلهم فى المستقبل، وذلك بحكم ما أنزل الله به من سلطان،[ كذبت والله فقد أنزل الله الحكم في كتابه وأخبر عنه عمر ابن الخطاب فقال كنا نقرأ مما أنزل علي رسول الله مما رفع لفظه وبقي حكمه( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، ويكفي تطبيق النبي للرجم ) ويقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ﴾ (الأنعام 151). ويقول ﴿وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَـَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً﴾ (الفرقان 68). إن من أعظم الحرمات حرمة النفس البشرية
[ قلت البنداري:ومن أعظم من
أعظم الحرمات حرمة فروج نساء المسلمين ، حين يدوس فيها الزناة وتُروي فيها مهابلهن
بسوائل مني الزناة والمجرمين الرجسة ، وما
من رادع حقا إلا تطهير المجتمع المسلم من رجس الزناة بالقضاء علي سلسالهم وتحجيم ذراريهم
بالرجم ،حين تدق فيهم نيران الشهوة الآثمة لا همّ لهم إلا تصريفها في فروج النساء
، إن المجتمع الأوروبي قد بدأ المسيرة من زمن وبدأها بالدعوة التي يبدؤها أحمد
صبحي ودعاة العلمانية والملحدين والمارقين اليوم في كيان المجتمع المسلم ، وما
دعوي الحريات وتحرير النساء وإعطائهن المزيد من الحقوق المزعومة إلا خطوة علي
الدرب العظيم الذي يبنون صرحه لتفعل المرأة بنفسها ما تشاء وكذا الر جال وتتحول
الطرقات والأسرة والمنازل إلي فراش الرزيلة ومهجع الزنا والتفحش في طلب الشهوة
الآثمة إنه قول أحمد منصور الباطل الذي
يصوره علي أنه حق بألفاظ المتمسكن حتي يتمكن إذ يقول صبحي : ومن أعظم الجرائم أن
تقتل تلك النفس الزكية بغير حكم أنزله الله تعالى الذى خلق النفس والذى أنزل الشرع..
وأعظم الجرائم على الإطلاق أن تفترى تشريعاً
بقتل النفس الزكية
[ تعليق البنداري : أي نفس
زكية تلك التي تعوث في فروج النساء وتثرثر مني الزنا ونجس الشهوة في فراش الزانيات
يا ابن الصبحي] وتزعم مستكملا وجدانك الواطي، فتقول : ثم تنسبه إلى الله تعالى
ورسوله..
﴿فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمّنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذّبَ بِآيَاتِهِ إِنّهُ
لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ. وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْ
وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ
أَتُنَبّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ (يونس 17،18).
[وأقول
البنداري : وبعد.. لنتذكر الآتى:
1_ أن النسخ فى القرآن وفى اللغة العربية يعنى الإلغاء والمحو
وليس الكتابة أوالإثبات
أن مصطلح
النسخ بمعنى إلغاء الأحكام الشرعية سنة كونية أقره القرآن الكريم وكذب من قال: بدأه اليهود فى العصر العباسى ثم انتقل منهم
للمسلمين.]
قال صبحي : اعتمدوا قضية التدرج فى
التشريع سنداً لرأيهم فى النسخ بمعنى الحذف والإلغاء. مع أن التدريج فى التشريع
يتعلق بالعلاقات المتغيرة وبالتفصيلات التشريعية التى تأتى بعد الإيجاز والإجمال،
وليس فى ذلك تناقض على الإطلاق يقول أحمد صبحي : التدرج فى التشريع بمعنى الايجاز
والتفصيل: والنوع الآخر من التدرج فى التشريع يتمثل فى الإيجاز ثم التفصيل، فقد
نزل التشريع فى مكة يتحدث عن عموميات لأن التركيز فى الوحى المكى كان على العقيدة
وتطهيرها من الشرك.. ومن الطبيعى أن التفضيلات الآتية لا يمكن أن تكون متناقضة مع
الأسس الإجمالية التى نزلت من قبل.[ وأقول البنداري : أن
هناك خيطاً دقيقاً بين العموم والخصوص وبين الناسخ والمنسوخ أغفله احمد صبحي، ، هذا الفرق الذي يتمثل في عنصر التراخي
الزمني مع التعارض الحقيقي بين الحكمين ، ففي المثل الذي ضربه أحمد
صبحي : في قوله : أن تشريع تحريم الخمر جاء علي سبيل الإيجاز والإجمال وليس علي
سبيل النسخ بمعني المحو والحذف المواكب للتدرج في التشريع، نقول له نحن البنداري :
أن عملية التحريم حدثت علي مراحل زمنية
حقيقية دل عليها مواضع نزولها في السور المختلفة ، توافر فيها عنصري ( التراخي
الزمني والتضاد الحقيقي ) أما مراحل التدرج فجاءت كالتالي : ما جاء في سورة البقرة
( العام الأول من الهجرة ) وما جاء في سورة النساء (العام الثاني و أول الثالث من
الهجرة) وما جاء في سورة المائدة ( أواخر
العام الثالث وأول الرابع) من الهجرة ، وأما التضاد فهو :
1_ الجواز علي ما كان عليه الأمر من أيام الجاهلية ،( واكب فترة ما قبل نزول سورة البقرة )
2_ المفاضلة بين ما هو عليه حال المؤمن اثناء تناول الخمر وبين ماهو عليه حين لا يشرب وجاءت هذه المفاضلة في سورة البقرة في العام الأول للهجرة بصيغة ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219 ]
3_ ثم بداية تحجيم هذا الجواز الأصلي بتحريمه وقت الصلاة دون سائر الأوقات ، قال تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
3_ ثم ينزل حكم التحريم كلية ً في سورة المائدة الآية 90 و91 في قوله تعالي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90 ) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة(90و91 )
- فمراحل التدرج هي:
- 1_ ما قبل بعثة النبي (صلي الله عليه وسلم )
- 2_ فترة مواكبة سورة البقرة
- 3_ فترة مواكبة سورة النساء 4_ الفترة الأخيرة المواكبة لنزول سورة المائدة التي حملت تحريم الخمر بشكل باتٍ.
أما التعارض فهو [ ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ( البقرة) و قوله تعالي : ( لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ / سورة النساء/43
تضاد الحكم في قوله تعالي:( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ( المائدة)] أما دليل التراخي فهو أن البقرة نزلت أولا ثم نزلت بعدها سورة النساء ، ثم نزلت بعدها سورة المائدة ، بأكثر من عام أو يقل قليلا ، (حوالي سنة) لكن العام والخاص ينعدم فيه عنصر ي التراخي الزمني مع التعارض الحقيقي ، وقد كذب أحمد منصور عندما قال أن الخمر مما كان معروفا بكونه من الفواحش لأنه إن عرف وقتها في التشريع المكي بأنه كذلك لكان قد حُرم إجمالا و فصلت وبينت علة تحريمه في حال التحريم والآيات في ذلك جاءت في سورة الأنعام وهي سورة مكية قال تعالي (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً / وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً / وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ / وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ / وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151 ، ولم تذكر الآية هنا أو في أي موضع آخر قبل سورة البقرة أي سيرة للخمر
أما أن يكون من الفواحش ثم
يترك الله تعالي تناوله إلا في الصلاة كما جاء في سورة النساء ، الآية 43 ، في قوله تعالي : ( لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ
سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ / سورة النساء/43 ) فهذا
ملا يعقله الا الغافلون أمثاله ، وكان مقتضي أن يكون قد عُرف أنه من الفواحش-إن صح
كلام أحمد صبحي - أن يتنزل في العهد المكي ما تراخي ونزل في عرض العهد المدني في
سورة المائدة من قوله تعالي ( إِنَّمَا
الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ( المائدة) .
5_ قول منكر السنة:جاءوا
بفتاوى بشرية جعلوها أحاديث نبوية واستطاعوا بها إلغاء التشريعات القرآنية مثل
"يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب " [ قلت البنداري: الحديث ثابت صحيح
إلي النبي (صلي الله عليه وسلم) وما أن يثبت
الحديث ويصح فهو شريعة] ثم يقول صبحي : و"يحرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة
وخالتها". ومثل " لا وصية لوارث ".[ قلت
البنداري : كل هذا قد سبق بيانه والتحقيق فيه في الصفحات السابقة ] وقول
أحمد منصور : ومثل أكذوبة الرجم للزانى.[ تعليق البنداري : قد فصلنا ما لم يفصله أحد من
قبل في الزنا في الصفحات السبقة فراجعه ]
6_
ويقول منكر السنة في سياق الكلام : أن التيار الدينى الذى يسعى للحكم ويرفع لواء
تطبيق الشريعة يضع عينه على تلك التشريعات المكتوبة فى العصر العباسى خصوصاً
الحدود وحد(الرجم.(
وتلك الشريعة العباسية لم يعرفها الرسول،
[ تعليق البنداري : أشهد بأنك يا ابن صبحي كذاب ، ذلك لأن هذه التشريعات هي سنة النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) التي ثبتت عنه(صلي الله عليه وسلم) بطريق التحمل والأداء الفطري والنقلي ، وقام حفاظ هذا الدين بحفظها وتمحيصها والزود عنها والموت في سبيلها كلما كان ذلك مطلوبا ] وقولك: والعجيب أنهم يدافعون عنها ويرونها شريعة الإسلام مع أنها أحكام ما أنزل الله بها من سلطان
[ أقول البنداري : هذه أقوال
مرسلة لا دليل عليها وما أحمد صبحي إلا كالذي يحاول أن يطفيء نور الشمس بفمه
أو كالذي يغطي شعاعها بيديه ، وقلنا من
قبل أنه من المحال أن تؤلف شريعة مدادها سيرة نبي وتراثه المنحوت في قلب الزمان :
، طوله 23 سنة مؤلف من حراك نبوي حدث ثانية بعد ثانية ودقيقة بعد أخري وساعة بعد
ساعة ويوم بعد آخر واسبوع بعد اسبوع وشهر بعد شهر وسنة بعد أخري إلي ثلاث وعشرين
سنة ، نزل في هذه المدة الزمنية قرآن وتأصلت فيها سيرة وسنة حملهم جميعا بنفس
التقنية نبي واحد من رب واحد لأمة واحدة ثم يأتي صعلوك غبي الفهم عريض القفا
لينتقي لنفسه من هذا التراث المجمل المترابط شطرة واحدة وليته ترك الباقي بدون أن
ينكره، لكنه بصفاقة فجة ووقاحة لم أري لها مثيل ينكر بقية التراث المجمل الذي انتقي منه القرآن ويدعي تأليفه ]،ويتمادي
في وقاحته فيقول : والأعجب منها يتهمون القوانين الوضعية بأنها حكم ما أنزل الله
بها من سلطان.
7_ لا
جدال فى أن تشريعات الله هى المثلى لكل زمان ومكان.. ولكن المشكلة أن بعضنا يجترئ
على شرع الله فيبطله ويتمسح بدين الله. ودين الله تعالى أحوج إلى من يعانى فى سبيل
إظهار حقائقه، وليس محتاجاً إلى من يتاجرون به ويشترون به ثمناً قليلاً.[ قلت البنداري: هذه حقيقة لكنها مردودة عليه لأن تشريعات
الله التي ارتضاها لعباده هي التي قصدها في مجمل ومفصل ما جاء به النبي (صلي الله عليه وسلم)،وأمرنا الله بطاعته فيها بقوله سبحانه (من يطع الرسول فقد أطاع الله)
وقوله (وإن تطيعوه تهتدوا ) ]
11- الملاحق .
[ قلت البنداري : أما ملاحق صبحي من كتابه المظلم رد النسخ فلا تعنينا بشيء إذ هي تمجيد في نفسه عن طريق عرضٍ صحفي مشبوه، كما يمجد الشيطان نفسه ]
نقل احمد صبحي منصور ما نقله عنه الصحفي الذي نشر ضلاله بجريدته ؟؟ فقال عنه ما نصه: هذه الدراسة ليست جديدة فحسب وإنها هى جريئة أيضاً لأنها أتت على كل معطيات التراث فى هذه القضية. ولأن الدكتور أحمد صبحى منصور منتج أيدلوجى من نمط خاص- غير مألوف فى وسط يقدس كل أصفر من الورق والأفكار وإن لم تكن ذهباً- فإن الذين عارضوه وصادروا أراءه بالأمس عادوا اليوم ولم يؤمنوا بها فقط بل سرقوها ونسبوها لأنفسهم!! وقضية النسخ فى القرآن موضوع ذو صلة وثيقة بقضية الدكتور أحمد صبحى منصور مع السنة، فهو يرى أنه لا يوجد ناسخ أو منسوخ فى القرآن، وإن العصر العباسى الذى تم فيه تدوين المذاهب المختلفة من السنة هو نفسه العصر الذى قننوا فيه قضية الناسخ والمنسوخ فى الوحى القرآنى.
[ تعليق البنداري : مسألة النسخ في القران الكريم من المسائل التي اصطُنع فيها الخلاف وانزلق اليه كثير من كبار علماء عصرنا جريا وراء سندال التقدم و ومطرقة العلمانية و الخوف من دعوي التخلف ، وممن انزلق الي دهليز الإنكار الصريح الشيخ محمد الغزالي كما انزلق الي دهليز انكار السنة ثم رجع عن انكارها ظاهريا ولا ندري ما انطوت عليه سريرته نحو ذلك ، ونحا أكثر المشايخ البارزين نحو انكار النسخ في القران الكريم تأثرا ببضع شبهات اثارها زعماء التجديد ورواد العلمانية في عصرنا الحديث ، امثال الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده ومن جري علي دربهم وتقلد هديهم المنحرف ، ولقد اهتزت عقيدتهم في مسألة الناسخ والمنسوخ لعدة آيات لم يسعفهم الفهم من ادراك معانيها تلك الآيات التي تفنن صبحي منصور ومن قبله من القاديانيين في تنميقها واتقان استخدامها علي الوجه الذي يثير التشكك وللأسف في نفوس من كانوا يوضعون في مدارج الكبار من العلماء كما ذكرنا هنا ، هذه الآيات هي : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52، وهو هنا ذات المعني أي فيمحو الله ما يلقي الشيطان في أمنية الرسل قبل النبي (صلي الله عليه وسلم ) ، ثم يثبت هو سبحانه آياته فقد جاء في الأولي بمدلول المحو (فينسخ) وفي الثانية بمدلول الإثبات ( ثم يحكم )
- وفي قوله تعالي : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ
إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29 ، فقد لبّث أحمد
صبحي المعني فيها وقال أنه الاثبات والكتابة ، قلت هي تعني المحو والإزالة بمعني :
( أي نصنع صحائف سودها الملائكة الكتبة بأعمالكم التي كنتم تعملونها) والمعني أن هذه الصحائف قد محي وأزيل فراغها
بآثار ما كنتم تعملون من خير أو شر . حيث قد تلبث عليهم هذا المعني الذي ذكرته
الان وسأورد تفصيله في سياق العرض آتيا بعد صفحات إنشاء الله تعالي . و الإستنساخ
هو صناعة نسخة ، أي تغيير حالة الصفحة من بيضاء فارغة إلي سوداء ممتلئة بآثر أفعال
العباد ، وهذا معناه النسخ وليس الإثبات فعملية النسخ هنا تتم علي الصفحة أو
اللوح ]
ويقول الصحفي عن صبحي ممجدا
له: فى الدراسة نلمح أصابع الدكتور صبحى تشير
بالاتهام إلى العصر العباسى الذى مازلنا ندين له بتبعيتنا الفكرية، والدليل الذى
تسوقه الدراسة على هذا الكلام والفلسفة هم أبناء العصر العباسى، وأن أسفار التراث
المقدسة هى ما كتبها العصر العباسى خصوصاً ما اتصل منها بالحديث والتفسير والتصوف.
فى العصر العباسى أتيح لأبناء اليهود والنصارى
والمجوس الذين أسلموا أن يقودوا الحركة العلمية بما لهم من تراث ثقافى سابق، ومن
الطبيعى أن تعود من خلالهم المفاهيم القديمة التى كانت سائدة قبل الإسلام واستترت
فى فترة الفتوح ثم عادت للظهور مستترة بأحاديث منسوبة للرسول وبتأويلات للقرآن،
فأمكن تطويع العقائد الإسلامية الأصلية لأهواء المسلمين الجدد، ومن خلال الحديث
والتفسير كان علاج الفجوة بين ما يقوله القرآن وبين ما يؤمن به المسلمون فى العصر
العباسى، فما لا يتفق فى القرآن مع هواهم كانوا يعطلون حكمه بدعوى أنه منسوخ وما
يريدون إضافته للإسلام كانوا يخترعوا له حديثاً ينسبونه للنبى، أو يقوم
"التفسير" بذلك حين يضعون آراءهم وأهواءهم ليغيروا بها معانى الآيات،
وبمرور الزمن تصبح آراء المفسرين حكماً على كلام الله، ولا تقوم الآية القرآنية
بمفردها دليلاً إلا إذا كان معها ما يؤكدها من كلام المفسرين على أن مفهوم النسخ
بمعنى الحذف والتبديل والإلغاء له جذوره فى التاريخ الإسرائيلى- يقول الصحفي:والكلام ما زال لصبحى منصور- حيث تفنن اليهود
فى التحايل على أوامر الله فكانوا يبطلون العمل ببعض الآيات وآمنوا ببعضها وبتعبير
القرآن "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" وبتعبير العصر العباسى
قالوا أن هذه الآيات تنسخ سابقتها، وذلك لأن الأحفاد فى ذلك العصر سلكوا مسلك
أجدادهم شبراً شبرا!!
يعود مؤلفنا إلى لغتنا العادية ليؤكد أننا
نستخدم كلمة "نسخ" بمعنى الكتابة والإثبات وليس بمعنى الحذف والإلغاء،
فنحن نقول "نسخ المذكرة" أى كتبها ونقول "أطبع لى من هذا الكتاب
ألف نسخة" وهو نفس المعنى المستخدم فى آيات القرآن الأربعة التى وردت فيها
كلمة "نسخ" فهى تعنى فى نص "ما ننسخ من آية أو ننسها" تعنى
الإثبات والكتابة وليس الحذف، وأن كلمة آية هى المعجزة التى يأتى بها كل نبى وقد
كانت معجزة النبى خير الآيات ولأن الحديث هنا عن معجزات يتلو بعضها بعضاً فى تاريخ
الأنبياء كان تذييل الآية بتقرير قدرة الله على كل شىء.
ويقول الصحفي المشبوه : الغريب كما يقول
الدكتور صبحى أن كتب التراث والأحاديث استخدمت كلمة "النسخ" بمعنى الإثبات
والكتابة وليس العكس، فالبخارى فى أحاديثه عن كتابة المصحف يقول أن عثمان أمر بأن
"ينسخوها من المصاحف" أى يكتبونها_ الي هنا انتهي كلام الصحفي المأجور عن أحمد صبحي
منصور.
[قلت البنداري ( ملخص لما سبق وأن طرحته في ردودي في الكتاب) : نسخ جاءت بمعني محا ، وأزال ، وأن الأصل المعجمي اللغوي في مادة ( ن _ س_ خ ) هو المحو والإزالة(فلم يزل معناها المحو والإزالة ساطعا لامعا لا ينطفئ أبدا ، لأن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم ، ومنهج مكتوب ، وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد الإثبات بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1- النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، وقوله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ) البقرة / 82، فالمكتوب هو الدين
وقوله تعالي (وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ) وقوله تعالي (وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282 ، - وقوله تعالي (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ .. }آل عمران181، فالمكتوب هو (إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ) وقوله تعالي (وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ) }النساء81 ، فالمكتوب هو ما يبيتون من خطط للإضرار بالمسلمين ، - وقوله تعالي : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45، فالمكتوب هو هذا المنهج الرباني في القصاص وقوله تعالي (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) }الأنعام12 فالمكتوب هو الرحمة ، وقوله تعالي : (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ) الأعراف/ 156
وقوله تعالي (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا) }التوبة51 ، @ وقوله تعالي (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }يونس21 ،// وقوله تعالي (كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً }مريم79 ، // وقوله تعالي : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 ،// وقوله تعالي : (وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ }سبأ44، و (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12، // وقوله تعالي : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }الزخرف19 ، - وقوله تعالي : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }الزخرف80 ، // - وقوله تعالي : (أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) الطور/41 وقوله تعالي : (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ) الحديد /27 // - وقوله تعالي : (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21 ، // -وقوله تعالي : (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة / 22 ، و(أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }القلم47 .
-( وفي كل ما سردناه من آيات يدل لفظ كتب أو مشتقاتها علي عملية إثبات ما يخطه القلم من منهج يُكتب أي يُثبت، ولم نجد مرة واحدة استخداما للفظة نسخ بمعني أثبت أو كتب،
أما المعني اللغوي للكتابة فقد جاء في معجم الوجيز : كتب الكتاب كتبا بسكون التاء وفتح الكاف أي خطّه والمصدر كتابة ، فهو كاتب والجمع كتّاب بتشديد التاء ، وكل المعاني التي تشير إليها مادة الكاف والتاء والباء ( ك_ ت_ ب) تدل علي الإثبات والإيجاد ، فكتب و كتب ( بضم الكاف وكسر التاء وكاتب ، وكتّب ، والكتابة ( صناعة الكاتب ) والكتاب ( مكان تحفيظ القرآن الكريم والكتيبة ( الفرقة العظيمة ) والمكاتب ( المراسل) والمكتب ( مكان الكتابة ) والمكتوبة :( المفروضة) ، أما الكتاب فهو صحف ضم بعضها الي بعض والجمع كتب : كل هذه الإشتقاقات تدل علي الإثبات والإيجاد ، ولا تشير من قريب أو بعيد الي مدلول النسخ مطلقا ، ولم يرد في القواميس لها معني أو مرادف أو أي صلة بالنسخ .
- أما لفظة نستنسخ فلا تعني نكتب إنما تعني : ( نزيل ونمحوا فراغ صحائفكم البيضاء بسواد ما يخطه القلم عليها من أعمالكم ( الشر أو الخير) فهي تعني في المقام الأول والاخير محو وإزالة فراغ اللوح بامتلائه وتسويده بالاعمال التي تعملونها . وهذا هو ما أشرنا إليه آنفاً .
ثانيا : المحو والإزالة بقصد الإثبات والكتابة (
وعدة ذلك الصفحة أو اللوح ) لا القلم ، وفي هذا القصد تستخدم مادة ( ن_ س_ خ)
ويقصد فيها محو حالة الصفحة أو اللوح بالذي
يُُثبتُ عليها من كتابة وعند استخدام مادة ( ن _ س_ خ) بقصد الكتابة فهو يريد بيان حال الصفحة أو
اللوح المكتوب فيه دون الإهتمام بما هو مكتوب فيها ، حيث أنه من البديهي جدا أن كل
كتابة تمحو وتزيل بقدرها جزءاً مساوياً لها من صفحة اللوح وإليك الأدلة القرآنية : قال تعالي
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا
هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154، أي في نسختها أي في صفحتها أو لوحها الذي أزيل
ومحي فراغه بما كتب علي صفحته من الهدي ،
وفي قوله تعالي : (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا
كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29) , فلما كان المقصود هو
بيان حال ( صحائف كتابنا ) جيء بكلمة نستنسخ ، أي نسود صحائفكم البيضاء الفارغة
بقلم الملائكة الحفظة الكتبة ، حتي محت آثار أعمالكم ( الخير أو الشر ) فراغ صفحات
كتابكم فحولتها من فارغة إلي ممتلئة ، وهكذا فإذا كان القصد هو الكلام علي الصحائف
جيئ بلفظة الإستنساخ والتي تعني المحو والإزالة لفراغ الصفحة لتصير ممتلئة بالكلمات المكتوبة ؟ وهو هنا لم يخرج عن معني المحو والإزالة
.
2- اللغة العربية : في المعجم
الوجيز : ( نسخ الشيء_ نسخا : أزاله ويقال نسخ الله الآية أزال حكمها وفي القرآن
الكريم : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ
نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ
عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106، ويقال نسخ الحاكم القانون : أبطله
والكتاب : نقله حرفا بحرف حتي يصنع كتابا يُمحي فراغ صحائفه بحروف الكتاب الأول المنقول منه
، وانتسخ الشيء نسخه ، والكتاب نسخه وتناسخ الشيئان : نسخ أحدهما الآخر ، _
يقال : أبلاه،،، وتناسخ الملوين : أي الليل والنهار ، أي يل الليل مكان النهار ثم
يحل النهار مكان الليل . وتناسخت الأشياء
: أي كان بعضها مكان بعض ، واستنسخ الشيء
طلب نسخة ، والنسخة هي صورة المكتوب أو المرسوم، ( يعني صفحته التي دون فيها
المكتوب أو المرسوم ) ومن المعجم الوسيط :
(صفحة 917) : نسخ الشيء نسخا أي أزاله يقال نسخت الريح آثار الديار ونسخت الشمس
الظل ، ونسخ الشيب الشباب ويقال نسخ الله الآية أي أزال حكمها وفي التنزيل(مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ
تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106 ) ويقال نسخ الحاكم الحكم والقانون أي أبطله ،
ومن لسان العرب ( نسخ ) نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه
عن معارضه ( التهذيب) والنَّسْخ ( صنع
نسخة باكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف والأَصل نُسخَةٌ والمكتوب عنه نُسخة
لأَنه قام مقامه ( قلت أي أزيلت حالة صفحة المنسوخ فيه بالمنسوخ منه إذ قام مقامه حرفاً بحرف ) والكاتب يسمي كاتب إذا قصد به الإثبات بالتدوين بالقلم ، ويسمي
ناسخ ومنتسخ إذا قصد بفعله محو لون الصفحة وإزالة فراغها بما يخطه هو فيها فيملؤها
بمنهجه : ( قلت البنداري : يعني تبدل حال ألواح الكتاب الثاني بما نقل في صحائفه
من الكتاب الأول ) وفي التنزيل ( إِنا
كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ( أي نصنع صحائف الكتاب الممتلئ بأعمالكم
التي سجلها الملائكة الحفظة بعد أن كان
فارغا فيثبت عند الله نسخة ) ، والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر
مقامه/ وفي التنزيل ( ما نَنسخْ من آية
أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها)
والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم
النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي (النسخ تبديل
الشيء من الشيء وهو غيره) ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء
من مكان إِلى مكان وهو هو قال أَبو عمرو حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب
الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض فقال لثعلب إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب
الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب كلاهما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَولى به
من هذا ولا هذا أَولى به من هذا الفرّاء وأَبو سعيد مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً
بمعنى واحد ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به وأَداله والشيء ينسخ الشيء
نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل
به ثم تنسخه بحادث غيره الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل
بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل
والمُلْك وفي الحديث لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال
يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته
أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا
نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ونسَخَت الريح آثار
الديار غيرتها والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن
تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد
القرن 3/61 ]
ثم يستأنف احمد صبحي كلامه فيقول
: الذى لم تقله الدراسة أن القائلين بالنسخ فى الوحى القرآنى يؤمنون بأن هناك
نسخاً لا فى الأحكام والمعاملات بل فى الأخبار والتاريخ أيضاً!! وأن هناك أحكاماً
نسخت مع بقاء نصوصها (للتعبد بتلاوتها!!) وأن هناك نصوصاً نسخت مع بقاء حكمها (مثل
رجم الزانى المحصن) أى أن الإسلام- فى رأيهم- ينص على حكم غير معمول به فى حين
يأمر بحكم لا نص له!![ وأقول البنداري :
إن عملية المحو ( النسخ) هي إجراء يلزم فيه صفحة( لوح) ، وقلم ، ومنهج مكتوب ، وكاتب فإذا أراد الإثبات فقط بغير الإشارة إلي
معني المحو والإزالة جاء التوجيه بلفظ ( كتب ) أي أثبت وعدته القلم ، ويكون
المقصود هنا القلم وما يخط ، وإذا أراد الإثبات
بمعني المحو جاء التوجيه بلفظ ( استنسخ) أي محو وإزالة حال الصفحة بما يكتب فيها
والإشارة هنا للصفحة وليس للقلم ، وإليك تأكيد ذلك من :
1- النصوص القرآنية : أولا في معني الإثبات والكتابة وعدته القلم لا اللوح : تستخدم كلمة: ( كتب ومشتقاتها) ولا تستخدم قط كلمة نسخ ولا مشتقاتها كما يزعم أحمد صبحي : قال تعالي : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ }الأعراف145 ،فالمكتوب هو: مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ، ( وانظر الآيات الكثيرة التي أوردناها في هذا المعرض في أول هذا الكتاب ، ]
إلي هنا انتهي كتاب الرد علي أوهام أحمد صبحي منصور وافتراءاته للدكتور عبد الغفار سليمان عبد الغفار البنداري
محرر في 1/7/2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق